English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

5.00

  1. الحسيمة.. موظفو الجماعات الترابية يشلون الإدارات لثلاثة ايام (0)

  2. رأي : محمد بن عبد الكريم الخطابي .. أصله و نسبه (0)

  3. الحسيمة.. مشروع لتهيئة طرق بجماعتي امرابطن وايت يوسف وعلي (0)

  4. مكناس.. افتتاح الدورة الـ 16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (0)

  5. المختلون عقليا والمشردون يغزون شوارع ايت قمرة (0)

  6. تلاميذ متميزون يستكشفون آفاق الدراسة في كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة (0)

  7. "الحديث النبوي وعلومه بمنطقة الريف" موضوع ندوة بإمزورن (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | أدب “الواقعية السحرية” وبارونات السياسة والمخدرات في المغرب

أدب “الواقعية السحرية” وبارونات السياسة والمخدرات في المغرب

أدب “الواقعية السحرية” وبارونات السياسة والمخدرات في المغرب

قبل أسابيع، حلّ نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري ضيفا على برنامج 90 دقيقة للإقناع على قناة ميدي1 تيفي، وحدث أن سأله مقدم البرنامج عن سرّ سفره وتحرّكاته الخارجية ومن يغطيها وباسم من يقوم بها؟ اصطنع إلياس لنفسه تلك المسحة التمثيلية التي يروم من خلالها أن يصنع لنفسه هالة تجعله في مصاف رجل مثقف، وقارئ نهم للأدب والفكر، فذكر من بين الأسباب التي جعلته يسافر كثيرا، خصوصا إلى دول امريكا الجنوبية، بكونه انفتح وهو ما زال صغيرا على أدب أمريكا اللاتينية، وخاصة غارسيا ماركيز الذي كان بالنسبة إليه ملاكاً يحلم به ليلاً (كما جاء على لسان إلياس)، وأشار بالخصوص الى روايته “مائة عام من العزلة” واعتبرها: شيئاً (كذا).. قال ذلك وهو يدور جهة محاوره الثاني بلال التليدي، الصحافي والباحث في الحركات الاسلامية والمنتمي لحزب العدالة والتنمية، والذي اعتبره إلياس لم يحضر الى البرنامج بوصفها باحثا وإنما استعار فقط جبة الباحث وهو في حقيقته أتى بصفته السياسية، أي بوصفه يمثل حزب العدالة والتنمية، ولذلك عندما كان إلياس مزهوا يتحدث عن غارسيا ماركيز و”مائة عام من العزلة” حرص أن يلتفت جهة بلال وكأن به يريد أن يخاطب من خلاله حزب العدالة والتنمية قائلا “شوفوني انا قاري حسن منكم ونتم مكتعرفوش غارسيا ماركيز”… وأنه ذهب إلي أمريكا اللاتينية تحت سطوة إغواء رواية غارسيا ماركيز، وليس لتمثيل الملك في التوقيع على اتفاقية مع وزارة الفلاحة في الباراغواي؟

بعد أربعة أيام من بثّ البرنامج، سيكتب عبد السلام بوطيب، أحد حواريي إلياس العماري، مقالاً نُشر على موقع هسبريس معنونا ب”مائة سنة من العزلة، ويوم من الأمل” أهداه إلى الضيف الذي حاور إلياس في البرنامج بلال التليدي كنوع من “حشيان الهدرة”، ولكي يتأتى له أن يماثل بين أسرة “بوينديا” في الرواية وأسرة بلال السياسية. في المقال أقرّ بوطيب أنه أعاد قراءة رواية غارسيا ماركيز للمرة العاشرة، وأنه يفعل ذلك  كلما ضاق خياله، ووهنت أفكاره، و تشابكت عليه خيوط السياسة.. وراح يتحدث عن الرواية ويقصّ بعض مضامينها والأسئلة التي تطرحها، وليتساءل قائلا:“ألم يكن غابرييل غارسيا ماركيس عندما كتب هذه الرواية سنة 1967 يكتب تاريخنا السياسي و ينبهنا إلى مآسينا المستقبلية؟”، ثم يعرج بعد ذلك للحديث عن حزب الأصالة والمعاصرة وعن شرف الانتماء إليه، ويتحدث عن أسرة “بوينديا المغربية” وعدائها لمشروع الأصالة والمعاصرة و…

عندما شاهدتُ إلياس يتحدث عن غارسيا ماركيز، وعندما قرأتُ لعبد السلام بوطيب أنه أعاد قراءة الرواية للمرة العاشرة، لا أدري كيف تولّد لديّ قدر غير يسير من السخرية، ومن الشك في أنهما قرأا الرواية أصلاً، ولا أنهما فهم منها شيئا، غير ما يتردد عنها هنا وهناك من جمل قصيرة ومبتسرة، لسبب بسيط، هو: لو كانا فعلا قرأا الرواية وأعجبا بها ماكانا وضعها كما هو كائن الآن، وما كان لهما أن يكونا على ما هما عليه الآن..

لذلك عدتُ إلى قراءة مقال بوطيب، صاحب العشر قراءات للرواية، ووجدتُ أن اسقاطاته بعيدة جدا عن الرواية، وبدا لي مثل سيّده، يستجير يرواية ماركيز ليُظهر نفسه في جبّة المثقف الكبير الذي يستعين على وهن الأفكار وتشابك خيوط السياسة بالعودة الى قراءة الابداع العالمي، غير أن بعد بحثٍ بسيط، هالني ما اكتشفتُ، وجدتُ الرجل حين حديثه عن الرواية وعن مضمونها في مقاله، لم يكتب ولو كلمة من عنده حولها، بل كل ما كتبه عن الرواية سلخه من مقال/ دراسة أنجزها الشاعر اللبناني فارس حبيب المقيم في استراليا والذي نشره في موقعه على الحوار المتمدن، ونُشر أيضا على موقع الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، وأعادت نشره بعض المنتديات والمواقع، يمكن للقارئ أن يقف بنفسه على هذه السرقة من خلال رابطي المقالين، للاطلاع على مقال بوطيب من هنا، وللاطلاع عن دراسة حبيب فارس من هنا أو هنا.

عند قراءة المقالين، نجد أن الفقرتين الثالثة والرابعة من مقال بوطيب، منحولتين بقدههما وقديدهما من مقال حبيب فارس، حتى الفاصلة والنقطة والأخطاء الاملائية، نعم، الرجل قرأ الرواية للمرة العاشرة ولم يستطع أن يكتب عنها جملة مفيدة؟؟؟ ومع ذلك يتحدث عن شرف الانتماء وزهده في المناصب و…لكنه لم يتورع عن سرقة الحروف والكلمات… ولم يكتب عن المثل الفرنسي الذي يقول من سرق بيضة سيسرق عجلاً !

حظّ أدب أمريكا اللاتينية لدى ساسة المغرب لم يقف عند هذا الحدّ، بالأمس نشر البرلماني السابق سعيد شعو وثيقة على صفحته الفايسبوكية تعود الى صيف 2012، تزعم هذه الوثيقة أن إلياس العماري كان يعدّ تقارير يرفعها إلى مديرية مراقبة التراب الوطني بوصفه متعاونا مع جهاز “الديستي” يترصد فيها تحركات سعيد شعو، الذي كان هاربا من العدالة بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، وهي التهمة التي ينفيها شعو ويقول أنها مفبركة تروم الانتقام منه فقط. واختار شعو أن يقدم هذه الوثيقة بكلمات مأخوذة من إحدى رسائل رواية “كرسي الرئاسة” للروائي الميكسيكي “كارلوس فوينتس”.

رواية “كرسي الرئاسة” صدرت بالعربية سنة 2009 عن دار “رؤية للنشر والتوزيع” بترجمة خالد الجبيلي، التي كان عنوانها الأصلي “عرش النسر” La silla del águila ، والنسر هنا رمز لدولة المكسيك التي تتخذه شعارا يتوسط علمها الوطني الى جانب نبات الصبار والثعبان، بيد أن المترجم اختار هذا العنوان، ربما أيضا، تناغما مع غلاف الرواية الذي يزيّنه كرسي رئاسة شاغر.

 تتكئ رواية فوينتس على حدث افتراضي مرتبط بالمستقبل به يفتتح الرواية، يقول الحدث:

“في عام 2020، وخلال انعقاد اجتماع لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، عندما تجرّأ رئيس جمهورية المكسيك المثالي النزعة، وصوّت ضد احتلال الولايات المتحدة كولومبيا ورفض واشنطن تسديد أسعار النفط إلى منظمة أوبك. ويأتي انتقام الولايات المتحدة سريعاً، إذ تقرر «رئيسة» الولايات المتحدة كونداليزا رايس أن تقطع نظام الاتصالات في المكسيك، فلم تعد هناك هواتف أو فاكسات أو بريد إلكتروني، ويغوص البلد في كابوس إداري لا حدود له، ويصبح تبادل الرسائل الوسيلة الوحيدة للاتصالات. وسرعان ما يبرز المتنافسون الذين يسعون للاستيلاء على السلطة من خلال الرسائل التي يتبادلونها.” (الرواية ص:5)، استعمل الكاتب هذه الحيلة، لينقل القرّاء الى جو الرواية التي هي مجموعة رسائل متبادلة بين سياسين أغلبهم تحذوهم رغبة الاستيلاء على كرسي الرئاسة بعد مرض الرئيس الحالي ودنو أجله بسبب مرض سرطان الدم الذي يعاني منه، أجواء الرواية البالغة عدد صفاتها في الترجمة العربية 566 صفحة كلها عبارة عن رسائل مطولة متبادلة بين 15 رجل وامرأة من أصحاب المناصب السيادية والمقربين من مطبخ السلطة، والذين يتمتعون بسبكة علاقات مع تجار المخدرات وأصحاب المال والنفوذ، ومن بينهم المرأة القوية ماريا دل روساريو غالبان عشيقة وزير الداخلية والمتمتعة بشبكة علاقات واسعة جعل منها رقما لا غنى عنه في معادلة السياسة في البلد، ولأن البلد محروم من كل وسائل الاتصال الحديثة، بسبب قرار الرئيسة الامريكية المفترضة (كونداليزا رايس) القاضي بقطع نظام الاتصالات في المكسيك عقابا لها، لجأ هؤلاء السياسيون الى الرسائل المكتوبة للتواصل فيما بينهم، وتشكل هذه الرسائل مادة الرواية الوحيدة.

في إحدى رسائل ماريا عشيقة وزير الداخلية إلى شاب إسمه ” نيكولاس بالديبا ” لا تقول عنه الرواية كثيرا سوى أنه شاب نقي وذكي، لكن، يبدو أنه هو أيضا يركبه حلم الوصول الى كرسي الرئاسة، تكتب له ماريا روساريو:”أقول لك بصراحة شديدة: لكي تكون سياسياً يجب أن تكون منافقاً، ولكي تمضي قدماً يصبح كل شيء مقبولاً. يجب ألا تكون كاذباً ومخادعاً فحسب، بل ماكراً أيضاً… فكل سياسي يصعد إلى الأعلى يجر وراءه هياكل عظمية، مثل علب الكوكا كولا المربوطة في ذيل قطة متمردة لكنها خائفة” (الرواية ص:14)

تدور رسائل الرواية حول طبيعة الدسائس والمؤامرات الخبيثة التي يحيكها كبار ساسة البلد من أجل الاستيلاء على كرسي السلطة، والنيل من خصومهم عن طريق المكائد والدسائس، ومن أجل الاغتناء غير المشروع والتسلط.. بينما اختار “شعو” تقديم الوثيقة التي نشره بمقطع من رسالة الشاب “بالديبا” في رده على السيدة ماريا روساريو:

“لا أعرف بماذا سأبدي إعجابي أكثر يا سيدتي العزيزة، بجمالك أم بقسوتك(…) أرجو ألا تظني أني بريء أو أعمى. فقد رأيت العديد وربما الكثير من النساء وهن عاريات، لكنني لم أر امرأة تتعرى من جميع ثيابها حقا، إلى أن رأيتك.

إنني لا أشير إلى جمالك، يا سيدتي العزيزة، بل أشير إلى فحش عريك برمته. لا أريد هنا أن أتلاعب بالكلمات (يخيل إليك أن معرفتي لم تنضج بعد، لكنني في الواقع أشكل أكبر مجموعة من المراجع الغنية بالمعلومات)، لكنني عندما أقول ذلك، فإني أقول بأن عريك فاحش، مخفي، لا يضاهى، وغير مرئي، ولا يمكن إدراكه إذا لم يتجسد وراء مرحلة وجودك، ووجودي العادي، حياتك، حياتنا اليومية، ما وراء العالم الذي ترتدين فيه ثيابك وتظهرين في العالم العادي… فعندما تتعرين، خارج المشهد، على نحو داعر، مهدد، فإنك تصبحين امرأة أخرى، ومع ذلك تبقين المرأة ذاتها. هل تفهمينني؟

إنك المرأة ذاتها، ولكن في هيئة مختلفة، وكأنك بتجردك من ثيابك، يا سيدتي العزيزة، تلمحين إلى جمال لا نهائي، جمال موت يعيش إلى الأبد، تناقض ساحر. الطريقة التي رأيتك فيها، هكذا ستكونين دائما، حتى موتك. لا، دعيني أصلح ذلك. كان يجب أن أقول (حتى في الموت) أو (في الموت فقط)”.(الرواية ص:33-34)

الحق أن “شعو” كان أكثر ذكاءً من بوطيب، فهو لم يكتب عن الرواية، ولم يسرق ما كتبه الآخرون، بل أخذ مقطعاً من إحدى الرسائل رآه مناسباً للايحاء إلى شخصية خصمه وصديقه السابق إلياس العماري، كما أن الرواية تعبر الى حدّ كبير عن الواقع السياسي المغربي، فساسة رواية “كرسي الرئاسة” يشبهون إلى حدّ كبير ساسة المغرب المقربين من مطبخ السلطة، تعتريهم نفس الأمراض؛ من خسة وكيد ومكر وتسلط وغصب وخديعة.. لكن السؤال الذي لم يجب عنه شعو هو: ألم يكن هو أيضا يوما ما مقرّبا من شلّة هؤلاء الخمسة عشر عندما كان “سمنا على عسل” مع قريبه إلياس العماري؟ ثم هلاّ أكمل شعو قراءة الرواية ليكتشف أن الشاب الجريء الذي أخذ كلماته الموجهة الى السيدة ماريا ليقدّم بها الوثيقة التي نشرها على صفحته الفايسبوكية، بما يوحي أن شعو يداني نفسه بشخصية الشاب بالديبا، بينما يماثل بين إلياس وشخصية ماريا روساريو، قلت، ليكتشف أن الشاب الخلوق والنقي لم يكن في حقيقة الامر إلاّ الابن غير الشرعي لوزير الدفاع؛ أحد مضلّعات الفساد في البلد، وأن هذا الابن  الشاب استعمل قناع النقاء والجرأة للوصول الى روما ذاته: كرسي الرئاسة، وهو ما تأتى له فعلا، أما حقيقته فهو الابن غير الشرعي لوزير الدفاع موندراغون، خدع الجميع واستغلهم ليتحول من لص مزور إلى رئيس للجمهورية بالوكالة، وسيحاول تعديل المادة الثامنة من الدستور التي ستضمن له منصب الرئاسة مدى الحياة وليس لفترة واحدة، مسترشدا بنصيحة والده التي حملتها إحدى رسائله الموجهة إليه بعد وصوله إلى المنصب الجديد:” من الآن فصاعداً، لا تدع أحداً يعرف في ماذا تفكر، حتى أنا، خاصة إذا كنتَ تخطّط لخيانتي. أعدك: في السياسة، أي خيانة ممكنة. أو على الأقل يمكن تخيلها”.

وبعيدا عن أدب “الواقعية السحرية”، فالظاهر أن إلياس العماري وسعيد شعو وبوطيب والتليدي وحزبه وجميع الشلّة هم مجرّد وُعولَ صغار في “حفلة التيس”.

محمد المساوي

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 )

-1-
عزيز
2 مايو 2015 - 22:33
تحياتي على المقال، وعلي طريقة الكتابة التي تجعل القارئ يستمتع بالقراءة ويطلب المزيد، والأكثر الطريقة التي كشفت بها عن ادعاء هؤلاء المرتزقة وبالدليل، أضحكني المرتزق عبد السلام بوطيب الذي يدعي قراءته للرواية 10 مرات وهو سرق ما كتبه حولها هههههه، وهكذا هو طبع المرتزقة يكذبون في كل شيء وليس السياسة فقط
مقبول مرفوض
1
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media