English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. خبراء يقدرون الموارد المائية الجوفية لحوض "غيس -النكور" بـ 11 مليون متر مكعب (1.00)

  2. الحكومة ستستورد ازيد من 600 الف رأس من الأغنام لعيد الاضحى (0)

  3. جنايات الحسيمة تصدر حكمها على متهم بسرقة وكالة لصرف العملات (0)

  4. عمالة الحسيمة "ترفض" طلب شاب للحصول على دعم المبادرة بسبب "إسرائيل" (0)

  5. تفويت أصول مستشفيات عمومية بالشمال يجر وزير الصحة للمساءلة البرلمانية (0)

  6. لوطا.. سيارة ترسل راكبي دراجة نارية الى مستشفى الحسيمة في حالة خطيرة (0)

  7. رأي: محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلاقته بالدولة الفرنسية من خلال مذكراته (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | حدادا على وطني

حدادا على وطني

حدادا على وطني

أعد القصر أكبر مخطط لإصلاح التعليم في تاريخ المغرب ومن المنتظر أن يعلن عنه الملك شخصيا هذا ما أعلنته الصحافة الرسمية عام 1999 ؛ لكن خبر وفاة الملك الراحل الذي أتى بعد شهر من هذا النبأ جعلت هذا المشروع في خبر كان .

ماذا بقي يا ترى من نعش التربية و رفات التعليم ؟؟؟ بعد أن أضحت مدارسنا وجامعاتنا تنتج جيشا من المعطلين المحبطين الذين غذاهم يوما أمل الوصول بعد مسيرة تعليمية استمرت أزيد من عقد ونصف ؛ فعوض تكريمهم بأوسمة الاستحقاق  يتم تعنيفهم وتنكيلهم وركلهم ونعتهم بأقدح الشتائم والسباب من طرف أفراد لا يتجاوز مستوى تكوينهم وإعدادهم التعليم الابتدائي. يحصل هذا أمام مؤسسة تشريعية أتت سلطتها من الشعب الذي تقوم بتفريقه بالهراوات من أمام أبوابها ؛ و كأن لسان حالها يقول لهؤلاء المعطلين : من أنتم ؛أيها "الكلاب" ؟؟ فعويلكم لا يفيدني في شيء و جيوبكم الممزقة الخاوية على عروشها لا حاجة لي بها؛ هيا انصرفوا لحالكم وإياكم أن تتهاونوا في تأدية ما بذممكم من ضرائب وفواتير.

معروف أن مبدأ القوي من يسيطر والقوة دائما ما كانت مقترنة بالفكر؛ لكن الحالة السائدة اليوم أثبتت فاعلية الهراوات. الأمر إذن عائد لأزمة وعي وفكر؛ فجامعاتنا اليوم بمختلف شعبها وتخصصاتها متبنية لشيء واحد لا أكثر يتمثل في مطالبة الطالب بحفظ بعض الوريقات وإعادتها مستظهرة يوم الامتحان في تعطيل واضح وصريح لمبدأ البحث والمعالجة والتقييم والتنمية الذاتية. ففي إطلالة سريعة على مختبرات كليات العلوم التي تعود أجهزتها لسنوات الثمانينات من القرن الماضي والمتمثلة أساسا في بعض القارورات والأسلاك الموصلة والقاطعة للتيار وكيفية صنع الأسبرين الذي اخترع عام 1800 لسلك ماستر الكيمياء .

كثيرا ما نسمع عن الدول الغربية التي سبقتنا بسنوات ضوئية في هذه المنظومة التي أولت لها أولوية خاصة ؛ دعونا نلقي نظرة على بعض هذه الدول :

في اليابان يعامل التلاميذ والطلبة على أنهم مخزون من الكنوز الاستراتيجية ؛ وهذا الأمر يتضح بجلاء في القانون الذي سنته والذي يؤكد هذا الأمر بشكل أو باَخر في جميع مواده ومقتضياته ؛ ففي المطاعم الحكومية يتم تقديم الوجبات الغذائية أولا للأساتذة "فئران تجارب " احتراسا وتخوفا من اصابة هذا المخزون الاستراتيجي بأي تسمم غذائي أو ما شابه. ما يمكن تسجيله في هذا الاطار أن اليابان كدولة مزدهرة علميا لم تصل إلى ما وصلت إليه اليوم إلا بسواعد أبناءها ومسؤوليها فالتقصير في تحمل المسؤولية يجر صاحبها لعواقب وخيمة؛ ولعل ماَل رئيس الوزراء السابق الذي يجرجر اليوم في المحاكم أكبر مثال؛ فرغم خلوها من الموارد الطبيعية و مرورها بحروب مدمرة مسحت مدنها من الوجود ؛  وبالتالي جعلت أمر الاستقرار والعيش فيها ضربا من الخيال والمستحيل مع الاشعاعات النووية التي عرفتها والزلازل التي لا تتوقف فيها إلا أنها نهضت ولملمت جراحها وعكست بوصلتها في حرب جديدة ضد الزمن هذه المرة .

أما امبراطورية كونفوشيوس الممثلة في الصين التي سبقتنا باستقلالها عام 1952 أي بأربع سنوات فقط ؛ فقد أكدت بصريح العبارة في مناسبات عدة أن حربها لن تكون عسكرية بقدر ما هي علمية ؛ واضعة بذلك أسسا راسخة في هذا الميدان؛ حيث يحاط الأستاذ بهالة من التقديس المنقطعة النظير؛ فنجد أولياء الأمور ينحنون له احتراما وإجلالا؛ فيما يخوله القانون أعلى مرتب في الدولة. هاهي اليوم تفرض نفسها رغما عن الجميع في مختلف المعادلات السياسية الاقليمية والدولية؛ باعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن متمتعا بحق النقض؛ مالكة قوة اقتصادية لا نظير لها في التاريخ من حيث التطور والتسارع حتى غدت في ظرف أقل من 40 سنة من انطلاقها الثانية عالميا . 

ألمانيا التي تقود أوروبا الان في ميادين العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد خرجت مهزومة مدمرة في الحرب العالمية الثانية عام 1945؛ دافعة ثمنا غاليا لهذه الهاوية التي أدخلت العالم فيها؛ حيث قسمت إلى شعبين بتوجهات متناقضة ؛الأول غذته عقلية رأسمالية متوحشة والثاني اشتراكي بطبعه. فور سقوط جدار برلين عام 1989 أسقط الشعبان المتناحران أيديولوجيا خلافاتهم الفكرية جانبا وتوحدا تحت مظلة واحدة؛ وهاهم طلبتها الاَن يشتغلون تطبيقيا على نظرية الانفجار الكوني العظيم بميزانية تفوق 200 مليار دولار بالاشتراك مع عدة دول من داخل الاتحاد .

أمريكا التي خرجت من أيدي بريطانيا كمستعمرة سابقة لها ؛ بنت امبراطوريتها المكونة من تحالف بين جماعة من اليهود والماسونية على أنقاض شعب الهنود وتيقنت أكثر من أي كان بأن أساس أسس الاصلاح هو التعليم فأنفقت كل ما تملك على رأسمالها الممثل في الأدمغة البشرية؛ وهاهي الاَن تضع اللمسات الأخيرة على اَلة السفر عبر الزمن .

ماذا يلزمنا نحن في المغرب حتى نحافظ ونطور أمجاد ابن رشد والرازي والبيروني والفارابي....؟؟؟؟ أم أن منظوماتنا متهالكة بالكامل وانتهت مدة صلاحيتها منذ زمن ؟؟؟؟

كم يؤرقني ويزعجني مصطلح السلطة الرابعة الممثل في الاعلام؛ الذي أعتبره السلطة الأولى وفق مقياسي ومنظوري في بلادي؛ قنوات للصرف الصحي تعرض برامج تافهة تستحقر و تستحمر مواطني بلدي؛ من قبيل: لالة لعروسة ورشيد شو... ومسلسلات تمرر رسائل تضرب في صميم قيم ومبادئ جيلي ؛من قبيل: سامحيني وسنوات الضياع ...

كم  أشتاظ غيضا من هذا الاعلام المخرب غير الهادف ؛الذي يسير بنا نحو الهاوية ؛ نحو منحدر مظلم بجيل غير متعلم يغيب عنه الوعي ولا يدري أنه يمرر لبيته استعمارا من نوع اَخر .

جلال الغلبزوري

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media