"حرب الريف وتاثيرها في الحركات التحررية في العالم" موضوع ندوة بامزورن

نظم منتدى الريف للتنمية والمواطنة مائدة مستديرة وذلك يوم الجمعة 19 غشت الجاري بعنوان " حرب الريف وتأثيرها في الحركات التحررية في العالم" بقاعة المحاضرات بالمركب البلدي للتنشيط الثقافي والفني بإمزورن، وقد أطرها الأستاذ أحمد المرابط احد المرافقين للأمير محمد عبد لكريم الخطابي بالقاهرة وهو أستاذ مادة الفلسفة متقاعد.

واستهل الأستاذ المحاضر السيد أحمد المرابط بالحديث عن ربط بين تاريخ هذه المائدة بذكرى وفاة رجل ذي خصال عظيمة هو الطبيب عمر الخطابي ابن عبد السلام عم الأمير الخطابي الذي عرف في حياته بشجاعته في قول الحق والحقيقة ودفاعه عن أفكاره التي استقاها من عمه الأمير.

وأشار المحاضر خلال كلمته إلى بعض القراءات الخاطئة بل المغرضة التي يقوم بها بعض المثقفين، حيث أشار صراحة إلى قراءة المؤرخ المغربي عبد الله العروي لحرب الريف والتي يقول بأنها قامت كرد انتقامي من الأمير ضد إهانته من قبل الاسبان لما كان في مليلية، معتبرا هذه القراءة خاطئة بل ومصيبة من قامة ثقافية فكرية كعبد الله العروي.

وبعد ذلك عرج على الأسباب الموضوعية لقيام حرب الريف المتمثلة في اضطرار الأمير الخطابي وسكان الريف على مواجهة الاسبان والفرنسيين بالسلاح دفاعا عن وطنهم ودينهم وعرضهم كما بين أن القراءات  المغرضة والمشوهة لتاريخ الريف ما زالت مستمرة، ومن ذك ما تنشره جريدة المساء في حلقات مع من يتحدث عن عدم وجود أي علاقة بين الأمير الخطابي وتأسيس جيش التحرير.

وانتقل المحاضر إلى الحديث عن تأثر لمجموعة من الشخصيات العالمية بفكر الأمير الخطابي وحرب الريف. من ذلك الزعيم الفيتنامي هوشيء منه الذي كان طالبا في فرنسا لما اندلعت حرب الريف، واستفاد منها في قيام بالثورة الفيتنامية ضد الاستعمارين الفرنسي والأمريكي. كما ذكر أيضا استفادة الزعيم الصيني ماو سي تونغ من أفكار الأمير الأمير، والذي خاطب بعثة فلسطينية لما ذهبت إلى بكين لتلقي تدريب حول حرب الشوارع قائلا لهم: لما أتيتم إلي لكي أدربكم على حرب العصابات وأنا أخذتها عن رجل عندكم اسمه عبد الكريم

وأما جواهر لا لو نهرو أول رئيس للهند المعاصرة فقد قرر تخصيص راتب شهريا للأمير باعتباره أستاذ الوطنية في العالم الثالث مؤكدا على إن هذا الراتب من الأمة الهندية كلها، لكن الأمير الخطابي رفض هذا الراتب بسبب حرب الهند على كشمير.

واضاف ان كل هذا التأثير البالغ الذي تركته أفكار الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في زعماء وقادة مجموعة من دول العالم يرجع إلى فكرة الأمير المتمثل في قولته المشهورة والخالدة: "إن انتصار الاستعمار ولو في أقصى العالم هو هزيمة لنا وفضل لقضيتنا وانتصار الحرية في أية بقعة من بقاع العالم هو انتصار لنا وعلامة على قرب استقلالنا"، ولقد عرف اللقاء طرح أسئلة ونقاش هامين من طرف الحضور.

وفي ختام اللقاء تم تكريم الأستاذ أحمد المرابط بإهدائه صورة تذكارية لأحد المجاهدين الكبار في الريف وهو المجاهد المغوار شعيب بن حمادي أفلاح الحد وشي" ولد سنة 1898م، كان حاذقا في إصلاح المدافع، أكمل تدريبه في إصلاحها في حدادة المعلم موحند بأزغار، كان قائدا للطبجية، كما كان قائد الرحى، تعرف عليه الأمير في معركة أنوال، أسس النواة الأولى للجيش النظامي الريفي بأمر من الأمير الخطابي وكان قائدا عليها والمكونة من 60 مقاتلا وذلك في سوق الاثنين آيث بوعياش عام 1344 هـ، شارك في أهم المعارك التي خاضها الجيش الريفي ضد الأسبان ثم ضد الفرنسيين. اشتهر بالحزم والصرامة والدهاء في تسيير المعارك ذاع صيته بعد أن تمكن من السيطرة على المركز العسكري الفرنسي البيبان في غفساي والذي كان عصيا على المجاهدين وذلك في شهر ذي القعدة1343هـ بتكليف من الأمير الخطابي، كان من المصادر الشفوية المهمة التي اعتمدها احمد البوعياشي في تدوين كتابه حول حرب الريف، توفي رحمة الله عليه سنة 1979م. " وقد سلم هذه الصورة أبناء المجاهد الأستاذين عبد الواحد وجمال.  

تقرير اخباري  

مواضيع قد تعجبك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية