English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. رياح قوية مرتقبة بالحسيمة والدريوش ومناطق اخرى (0)

  2. الناظور .. تفكيك شبكة لترويج المخدرات وحجز حوالي 17 كلغ من الكوكايين (0)

  3. تهم ثقيلة تجر عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية إلى التحقيق (0)

  4. مشروع لتهئية طرق قروية بجماعتي مسطاسة ومقصولين بإقليم الحسيمة (0)

  5. الإستثمار والموارد المائية في جهة الشمال (0)

  6. ظروف مزرية يشتغل فيها عمال النظافة بإقليم الحسيمة (0)

  7. التلفزيون المغربي و مسلسل الإنحدار المستمر (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | المعرفة.. أرضية مشتركة للسلام العالمي!

المعرفة.. أرضية مشتركة للسلام العالمي!

المعرفة.. أرضية مشتركة للسلام العالمي!

في خضم هذا التيه الفكري الذي نعيشه، والجدب الروحي في مجتمعاتنا، وتدني الأخلاق على جميع الأصعدة، سيظل القرآن الكريم أقوى كتاب عقائدي، و روحي، وأخلاقي؛ باسطا يديه، ومشرعا معانيه لمن يقبل عليه بروحه، وعقله؛ ولكم نحن بحاجة، خاصة، ونحن نتجرع مرارة بروز توجهات معادية للإنسانية، إلى التصالح مع هذا الكتاب الكريم، وانتزاعه من يد من سمموا معانيه الخالدة، التي قال عنها فيه، سبحانه: "وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا "(الفرقان، الأية 33)؛ لذلك كلما تأملنا القرآن، نجد أن أكثر المعاني النبيلة التي تسعى البشرية لتحقيقها، كان هذا الكتاب العالمي مثمنا لها؛ "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" (الإسراء الآية 9) ؛ والسبيل إلى إبراز كمالات القرآن، هو بإنكار اختصاص الأفراد أو الجماعات به، كما أشارت عشرات الآيات فيه، بل هو مشترك إنساني، لا يجوز احتكاره من أي طرف، أو تحريف معانيه وفق مبادئ موروثة ومظاهر، ما أنزل الله بها من سلطان، والتي تصطدم كثيرا في مبانيها اللاإنسانية مع روح الكتاب المبين، فصيرنا إلى ما نحن فيه، بعيدا عن سمو رسالته التي سماها ربنا رسالة السلام " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً "(البقرة، الآية 208)، وقال:"يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ"(المائدة، الآية 16)، وقال:"وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ"(يونس، الآية  25).

القرآن رسالة سلام :

لا يختلف بنو البشر، على أن النزاعات اليومية، الآنية منها والمحددة، الدائمة والمتقطعة، هي سمة بارزة في كل الأمم والشعوب، فلا تكاد تجد بؤرة على وجه الأرض، إلا وتشهد صراعات وتجاذبات، يختلف مداها وتأثيرها، بقدر تنوع مجالاتها، و نجد في تتبعنا لمواقف المتصارعين أبعاداً أخرى، تختلف حسب الزمان والمكان، وقدرة المجتمع على التعايش معها، وقد تجتمع في الصراع الواحد نقاط عدة للاختلاف، منها ما هو عرقي، أو ديني، أو جغرافي، لكن الفرق بين كل هذه التجاذبات، يحدده أسلوب تعامل المتنازعين في معالجة قضيتهم، و كذلك في تعاملهم مع الأطراف الاخرى المتدخلة. ورغم الأهمية البالغة التي أولاها القرآن لهذا الموضوع، بل وجعله السبب الرئيس لإرسال الرسل وإنزال الكتب،إلا أن مكتبتنا الإسلامية، خاصة في بلداننا، التي تشهد حروبا وتطاحنات، فقيرة جدا في هذا الباب، رغم النظرة القرآنية الشاملة والثقيلة بالمعاني فيه؛ و إذا رجعنا لآياته البينات، وما تضمنته من أحكام، ونماذج في هذا الصدد، سنجد أن ديننا، غني بما يمكن من خلاله خلق تصور عام حول المقاربة التي إختارها الإسلام، وأسلوبه المقترح لتدبير النزاعات، و إشاعة روح الود والسلام بين العالمين،"وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"( فصلت، الأية34).

وسيتبين لنا جلياً هنا أن محكم التنزيل، في حديثه عن الاختلاف، قد قاربه بمنطق متكامل، يناقش أوضاع الفرد والمجتمع، والتصور الذي يجب على الإنسان أن ينظر به إلى العالم حوله، بدءًا بالاختلاف البيولوجي و اللّغوي و الديني، بين الشعوب والقبائل، والصراعات الدولية، السياسية والإقتصادية، والخلاف داخل المجتمع...، إلى التنازع بين أفراد الأسرة الواحدة، والتي نجد أن القرآن كان حريصا في جميعها على تغليب لغة الحوار والتسامح، وفسح المجال للحلول السلمية التفاوضية .

الاختلاف آية كونية  :

قال ربنا : "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ "(الروم، الآية 22)، إن حديث القرآن الكريم عن الاختلاف، وجعله آية من آيات الله، التي يجب على الفرد والمجتمع الإيمان بها، والنظر إليها كدلالة على غنى كوكبنا وتنوعه، بما أودع الخالق فيه من صفات مستقلة، لكل عنصر فيه، يجعلنا أمام نظرة قرآنية راقية، خاصة إذا إستوعبنا محدد العلاقة التي وضعها الكتاب الكريم، فيما بيننا وبين الأمم والشعوب الأخرى، وذلك في قوله سبحانه:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"(الحجرات، الآية 13)؛ اذ لم تقف حدود القرآن الكريم عند مجرد إعطاء تصور معين، حول هذا الإختلاف، و جعله نوعاً من الآيات الكونية، التي يجب أن نتدارسها، ونتعلم أصولها، بل تعداه إلى جعله ثروة معرفية تتميز بها الدول والمجتمعات، الشيء الذي يعني أن البلدان التي تتعدد ثقافاتها وعرقياتها، هي الأكثر غنى معرفياً؛ وسنعود باستطراد إلى هذا المعنى، بعد أن نقف عند آية سورة الروم السالفة؛ فتأمل أيها القارئ كيف قارن الباري عز وجل، بين خلقه للسماوات والأرض، وما بث فيها مما نعلم ومما لا نعلم، وبين اختلاف ألسن بني البشر، وأعراقهم وألوانهم، وهي دعوة للبحث عنها والتعرف عليها، لوكنها آية وبرهانا للعالِمين (بكسر اللام)، الذين يدركون أن الإنسان بتركيبته الفريدة، والمعقدة، والاختلافات بين البشر، إنما هي جزء من تنوع هذا الكون وثرائه، وهي دلالة على مكانة هذا المخلوق، ومدى عناية الله به، بيحث جعل لكل فرد منه شكلا وبصمة مختلفة؛ يقول العلامة الطاهر بن عاشور في تفسير هذه الآية: “ ..هذه الآية الثالثة وهي آية النظام الأرضي في خلق الأرض بمجموعها وسكانها; فخلق السماوات والأرض آية عظيمة مشهودة بما فيها من تصاريف الأجرام السماوية والأرضية، وما هو محل العبرة من أحوالهما المتقارنة المتلازمة كالليل والنهار والفصول، والمتضادة كالعلو والانخفاض، وإذ قد كان أشرف ما على الأرض نوع الإنسان، قرن ما في بعض أحواله من الآيات، بما في خلق الأرض من الآيات، وخص من أحواله المتخالفة لأنها أشد عبرة، إذ كان فيها اختلاف بين أشياء متحدة في الماهية، ولأن هاته الأحوال المختلفة لهذا النوع الواحد نجد أسباب اختلافها من آثار خلق السماوات والأرض، فاختلاف الألسنة، سببه القرار بأوطان مختلفة، متباعدة، واختلاف الألوان، سببه اختلاف الجهات المسكونة من الأرض، واختلاف مسامتة أشعة الشمس لها; فهي من آثار خلق السماوات والأرض، ولذلك فالظاهر أن المقصود هو آية اختلاف اللغات والألوان، وأن ما تقدمه من خلق السماوات والأرض تمهيدا له وإيماء إلى انطواء أسباب الاختلاف، في أسرار خلق السماوات والأرض . وقد كانت هذه الآية متعلقة بأحوال عرضية في الإنسان ملازمة له، فبتلك الملازمة أشبهت الأحوال الذاتية المطلقة، ثم النسبية… واختلاف لغات البشر آية عظيمة، فهم مع اتحادهم في النوع، كان اختلاف لغاتهم آية دالة على ما كونه الله في غريزة البشر من اختلاف التفكير، وتنويع التصرف في وضع اللغات، وتبدل كيفياتها باللهجات والتخفيف والحذف والزيادة بحيث تتغير الأصول المتحدة إلى لغات كثيرة.” ( التحرير والتنوير، ج 22/ ص 73)، وقال العلامة الألوسي في تفسيره روح المعاني(ج21/ص32): ..وألوانكم، بياض الجلد وسواده، وتوسط فيما بينهما أو تصوير الأعضاء وهيئاتها وألوانها وحلاها، بحيث وقع التمايز بين الأشخاص، حتى أن التوأمين، مع توافق موادهما وأسبابهما والأمور الملاقية لهما في التخليق، يختلفان في شيء من ذلك لا محالة، وإن كانا في غاية التشابه، فالألوان عنى الضروب والأنواع كما يقال: ألوان الحديث وألوان الطعام، وهذا التفسير أعم من الأول، وإنما نظم اختلاف الألسنة والألوان في سلك الآيات الآفاقية من خلق السموات والأرض، مع كونه من الآيات الأنفسية الحقيقة بالانتظام في سلك ما سبق من خلق أنفسهم وأزواجهم، للإيذان باستقلاله والاحتراز عن توهم كونه من متممات خلقهم، (إِنَّ فِي ذَلِكَ)أي فيما ذكر من خلق السموات والأرض واختلاف الألسنة والألوان (لاَيَاتٍ)عظيمة كثيرة، (للعالِمين) أي المتصفين بالعلم كما في قوله تعالى: (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العالمون) وقرأ الكثير العالَمين بفتح اللام، وفيه دلالة على وضوح الآيات وعدم خفائها على أحد من الخلق كافة.اهـ .

المعرفة, أرضية القرآن الشتركة:

وعوداً إلى الآية 13 من سورة الحجرات، أقول إن نظرة القرآن لمجتمع المعرفة، تنطلق ليس فقط عبر الحث على طلب العلم، والسير في الأرض الذي هو مطلب قرآني في أكثر من أربع عشرة آية، للنظر في أحوال الأمم والشعوب، والاعتبار منها، وتأمل طبيعة الكون، بل أعطى لهذا المعنى الفريد للاختلاف، قيمة أكبر تؤسس لمنظومة مجتمعية، وأرضية مشتركة لجميع الأمم، لا يمكن لأي فرد أو جماعة، أن ينفوا حاجتهم إليها، خاصة وأن التنزيل الحكيم بين لنا أننا نشارك هذا الكون مع أمم أخرى، لا تقل أهمية عنا ولا غنى لنا عنها، فقال:"وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ"(الأنعام، الآية 38 )؛ فتأمل هذا الإبداع الرباني، والتعبير البياني، المؤسس لعلاقة مترابطة ومتواصلة، بين بني البشر وجميع المخلوقات، التي تشاركنا هذا الكوكب، مبدأها كسب المعارف عبر التعارف، وتنويع المدارك، بجعل علاقتنا بمحيطنا مبنية على تنمية الرصيد المعرفي، ويوجهنا إلى كون المجتمع الأكثر اختلافاً وتنوعاً، هو المجتمع الذي يجب أن يكون أكثر معرفة؛ وهذه دعوة لإعادة تأسيس فهمنا ومقاربتنا لخلافاتنا، بأن نجعلها قيمة معرفية، و ننظر إليها كثروة وطنية، يجب المحافظة عليها واستثمارها، و لا تختلف في جماليتها عن التنوع الذي تزخر به بلداننا في البر والبحر، وهنا أشير أن المساحة المفتوحة لأجيال اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، هي بالأساس تخدم هذه المنظومة القرآنية، وتقرب إلينا بوسائل بسيطة، القدرة على التعارف بين مختلف الأديان والأعراق والشعوب .

لقد بين لنا هذا المعنى أن عطاء الكتاب المبين، بإرشاده إلى استثمار تنوعنا الثقافي، واختلافنا اللغوي، والديني، والعرقي، وجعله نقطة قوة للشعوب لا كما هو حالنا اليوم للأسف، خاصة أن سورة الحجرات من آخر ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؛ فندرك تماماً أن القرآن الكريم قد نجح في إرساء منظومة متينة، لأسلوب تعاملنا مع الآخرين، وأنه براء من احتكار مفاهيمه من جماعات جعلت من أسسها كونها الفرقة الناجية، ضاربة عرض الحائط مبدأ " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، الذي يعني أن النجاة ليست إنتماء، بقدر ما هي بذل وعطاء فردي، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، لأنه سبحانه المطلع على ضمير كل إنسان وصدقه أيا كان دينه، وقد أشار في الآية التي ابتدأها بيا أيها الناس ، أي أنه نداء لكل الأمم ، وختمها بـ" إن أكرمكم عند الله أتقاكم" أي أن المتقين يوجدون في كل الشعوب على اختلاف أديانها ومذاهبها، وهو ما يفسر حيث القرآن على الحوار بكونه مطلبا في حد ذاته، لا وسيلة تنتهي بأجل، ولم يجعل العلاقة بين الشعوب من أجل هيمنة فئة على أخرى، أو لخلق صراعات إثنية وعرقية، فلا مجال أرقى من التعارف للتعامل مع الآخرين، وقوله إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، يحيلنا أيضا إلى مبدأ قرآني عظيم، وهو أن لا أحد يمكنه، أن يعلم من الأتقى سوى الخالق، قال ربنا:(فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)( النجم الآية 22). 

لقد شهدت دول المسلمين وغيرها منذ القرون الأولى، إلى يومنا هذا، معارك دموية راحت ضحيتها أمم وحضارات، كان السبب الرئيس فيها هو عدم تفهم الاختلافات، وليس لعدد الآراء والمشارب، كذا النظرة الأحادية الجانب، وتأثر الصراعات عبر الأجيال بتحكم النوازع السلبية في الإنسان، وتغليفها بمبررات عقائدية أو عرقية؛ وقد يكون عند غيرنا من الأمم تركة ثقافية وتاريخية أكثر عنفا مما عندنا، لكنهم وضعوا مناهج أرقى للتعامل معها، لا بتقديسها ككل، وتقديمها على مكانة الإنسان، وكم نحن بحاجة إلى العودة لهذه الأرضية المشتركة التي ستكفل السلام للجميع.

 وإذا كان الكتاب الخاتم قد نظّر لمبدأ الجهاد، فإنما لكونه أسلوبا لرد الصائل المعتدي، بعد استنفاذ الحلول السلمية، ولن تجد فيه ما يشرعن القتال ابتداءً دون مناط الدفاع عن النفس، إنما حث على السلم والنزوع إليه، في سياق تاريخي كان فيه السيف أساس العلاقات بين الأمم "وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"(الأنفال، الآية 61)، وهو ما سطرته سورة الفتح، التي جعلت من صلح الحديبة فتحاً مبينا (راجع تفاسير سورة الفتح)، فتأمل معي أيها القارئ هذه الآيات المحكمات:"وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ، وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيه، فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ، فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّه،ِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ.(سورة البقرة من الآية 190)، فلا عدوان إلا على من قاتلكم ظلما، والفتنة في الآية هو ما يضاد الحرية، ويكون الدين لله وحده دون سلطة أحد أو إكراه ، وقال سبحانه:"فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً"(النساء ، الآية 90) صدق الله العظيم .

المرتضى إعمراشا

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (5 )

-1-
المرصاد
15 شتنبر 2016 - 10:10
خلاصة مقالك أيها الكاتب:
1- (أن تفسير القرآن لا يجوز أن يؤخذ عن العلماء الذين فنيت أعمارهم في طلب العلم وترقوا في مدارج المعارف والتزكية والدين أو على الأقل لا يجوز أن"يحتكر" في جهود هؤلاء فقط، بل أنت أيضا ومن على شاكلتك من الجهال الذين ليس لهم من العلم الا تركيب جمل ومفردات لهم الحق أن يفسروه كيف شاؤوا) .
وهذا كلام قبحه يكفي في رده ونقضه، فإنه من المعلوم عند أي أحد من الناس أن العلوم لا يعرفها إلا أصحابها وكما لا يجوز أن نأخذ عنك الطب لانك جاهل به فبالأحرى أن لا نأخذ عنك تفسير القرآن لانك لا ترفع به ولا بعلومه رأسا.
2- (لا توجد كتب اسلامية محتوية على قواعد التعايش مع الآخرين)
وهذا كلام فيه غرور وجهل، أما الغرور فلأنه يوهمنا أنك أحطت بالمؤلفات الاسلامية علما وما أنت الا قارئ صحف ومطويات وشيء من ملخصات الامتحانات وأنا أعرفك شخصيا كما تعرف نفسك أو قريبا من ذلك. وأما الجهل: فلأن المسلمين منذ أواخر القرن الثاني الهجري كتبوا في علاقة المسلمين بغيرهم وقسموا هؤلاء إلى معاهدين وذميين وحربيين وأعطوا لكل قسم حكمه المشروع وبينوا بالتفصيل الممل كيفية التعامل معهم وفق الاستدلال على ذلك بسيرة النبي ص وخلفائه الراشدين وآي القرآن والسنة.
3 (الأسلوب الذي اقترحه القرآن لتدبير النزاعات مع غير المسلمين هو :ادفع بالتي هي احسن السيئة)
وهذا كلام يدعو عليك بالجهل من كل الجهات، فأولا: القرآن لا يقترح، إنه يشرع ويأمر وينهى ويحكم، وثانيا: القرآن بين في مواضع ما هي هذه الطريقة الأحسن في التعامل مع الكفار الحربيين الذين يسرقون اموال المسلمين ويضطهدونهم ويمنعونهم من نشر الدين، وهي جهادهم بالسيف حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون أو حتى يكفوا عنا جورهم وبأسهم، وليس بإهدائهم اطباقا من الورود والحلويات وشكرهم على غزوهم للديار كما تريد أن تقول.
4 ( المتقون يوجدون في كل الأديان والملل، ولا أحد يعلم من هم المتقون على التعيين إلا الله وحده)
وهذا كلام يدل على صدق من قال: (من طالت لحيته عظمت غفلته) والمشكلة أنك تحاول جاهدا ان تستدل على هذا الدجل من كلام الله نفسه ضاربا بعرض الحائط مئات الايات التي تحصر مفهوم التقوى في اتباع أوامر الاسلام واجتناب نواهيه وتبين كفر اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين وأشباههم، ومتجاهلا أو جاهلا بالآيات التي فيها إبطال الأعمال الصالحة التي يقوم بها غير المسلم كالنفقة والزكاة والصلاة ونحو ذلك: (وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) (مثل الذين كفروا بربهم اعمال كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء) (قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين) .
5 (لن تجد في القرآن ما يشرع القتال دون مناط الدفاع عن النفس)
وهذا كذب صريح على القرآن وعلى النبي ص وعلى جهاد الخلفاء الراشدين وعلى قرون من تاريخ المسلمين الذين جاهدوا غيرهم جهادا ابتدائيا ، والعلماء مجمعون على ان الجهاد نوعان جهاد طلب وجهاد دفع، وعندما تقول: "لن تجد" فهذا يعني انك لا تقرأ القرآن أو لاتفهمه.
-------------------------------------
وأخيرا فالذي يقرأ مقالك يظن أن المسلمين على تخوم بلاد الغال (فرنسا) أو أنهم يملكون النووي وبصدد احراق العالم، وأنهم يضطهدون الغربيين والصين والهند ولذلك وجب تذكيرهم بالمعاملة بالتي هي احسن وتقبل الاخر والتعايش معه واحترام هؤلاء الضعفاء من ابناء فرنسا وامريكا وروسيا الخ
والعكس هو الصحيح فبلاد المسلمين منهوبة ومستباحة من اقصاها الى ادناها والمسلمون هم من يتعرض لابشع الجرائم والقتل والدمار، فما محل مقالك هذا اذن الا ضرب من التسول وطرق باب الشهرة عبر بوابة خالف تعرف
مقبول مرفوض
0
-2-
صديق ناصح
16 شتنبر 2016 - 14:20
اعظم السرقة هي السرقة الادبية وهذا ما تفعله يا فتى
جميل ان تتطور فكريا لكن بتدرج ومراعاة الثابت من المتغير
اما التدحرج الفكري والعقدي الذي سقطت فيه جعلك تهوي الى الحضيض وتتلقاك ايادي اثيمة لتزيدك انجرارا وسقوطا نحو الهاوية.
حاول ان تراجع نفسك وان لا تفقد كل شيئ لمجرد ظمأك للشهرة
هذه شهوة قاتلة مصيرها الانتحار بكل اشكاله
مقبول مرفوض
1
-3-
yassin
18 شتنبر 2016 - 15:54
ردا على الأخ المصاتي ؛ما قولك في قوله تعالى في سورة الكهف ـ من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها ـ ولم يقل للكافرين يعني الظالمين وحتى من المسلمين . لا أرى جاهلا غير أمثالك الذين يريدون الإستفراد بالرأي والكلام وحتى الإيمان. لا أفهم كيف تريدون العالم بلون واحد والعالم كله تناقضات . قال تعالى في سورة يس ـ فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ـ صراطكم صل فقط وافعل ماشئت ، أنت ممن قال فيهم الله تعالى في أواخرسورة الكهف ـ لايستطيعون سمعا ـ . الصراط المستقيم هو الإيمان بالله وعدم الشرك به ، وليس جحافل غلاة منافقين.
مقبول مرفوض
0
-4-
abdellah
1 أكتوبر 2016 - 07:05
السلام عليكم
إلى ياسين الظالمين تعود على الكافرين فالظلم وضع الشيئ في غير محله و هؤلاء لما كفروا بالله و لم يعبدوه وقعوا في الظلم . فلا تتكلم بما ليس لك به علم . و صاحب المقال يهرف بما لا يعرف و يحرف الكلام عن مواضعه و ان كان يريد بكلامه حرية اعتقاد ما شئت فاني اراه تحوم حول الكفر و العياذ بالله و السبب الرئيسي لارسا ل الرسل دعوة الناس الئ عبادة الله و حده. تعلم و لا تتعالم فانك جاهل للاسف اسمع للعلماء لا للمتشبهين بهم
مقبول مرفوض
0
-5-
yassin
8 أكتوبر 2016 - 19:50
الأخ عبد اللإله شكرا على التعقيب لكنني أعتقد العكس ولا تستطيع أن تلزمني بشيء أرفضه ، ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر، أعيدت ثلاث مرات في سورة القمر والمتمكن من اللغة الدارس لقواعدها واللذي يفرق مثلا بين المقارنة والتشبيه والجناس والطباق لا حاجة له ل تفسير من علماء الأطباق .
مقبول مرفوض
0
المجموع: 5 | عرض: 1 - 5

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media