English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

5.00

  1. الناظور .. وفاة طفل تم تأجيره لاستغلاله في التسول (0)

  2. 20 سنة سجنا لمتهمين بتنظيم الهجرة السرية بالحسيمة نتج عنها وفاة (0)

  3. تجدد الثقة في محمد الحموتي لشغل مهمة محاسب مجلس النواب (0)

  4. درك النكور ينهي نشاط لص محترف نفذ سرقات بمناطق مختلفة باقليم الحسيمة (0)

  5. شاطئ تغزوت نواحي اقليم الحسيمة.. مؤهلات طبيعية وسياحية تحتاج التثمين (0)

  6. الناظور.. إحباط تهريب 116 ألف قرص مهلوس بمعبر بني أنصار (0)

  7. امطار رعدية مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | الحسيمة كما لم تعرفها من قبل..!

الحسيمة كما لم تعرفها من قبل..!

الحسيمة كما لم تعرفها من قبل..!

الحسيمة تنبذ حظها العاثر بين المدن اليوم.. لم تنل هذه المدينة قسطاً من الراحة والطمأنينة إلا قليلاً.. فتارة تنعى قضية خمسة شبان، تحولوا إلى جثث متفحمة في إحدى الوكالات البنكية..ومن منا لا يتذكر صرخة أمهات وعائلات الضحايا، التي طالبت بالحقيقة ولا شيء غير كشف الحقيقة..لكن الأمور أفضت إلى عدم متابعة الحدث من قبل المسؤولين، كون "الفاعل مجهولاً"..وتارة أخرى، تنعى قضية كريم لشقر، المناضل في حزب الاتحاد الاشتراكي، والذي مات في ظروف غير معروفة..لتطوى صفحته على اعتبار أن "الفاعل مجهول" هذه المرة أيضاً.. الحسيمة تنعى وفاة كمال الحساني، الذي اغتالته أيادٍ عدة، لا يداً واحدة..اغتيل أمام كشك المعطلين بآيث بوعياش، ذبحاً..بخنجر لم يرحم عنقه الرطب، ولا حلقه..ومن منا لا يتذكر شهادة الكاتب "المتقي أشهبار" رحمه الله، حينما روى حدث اغتيال الحساني لحظة بلحظة..هذه المرة، كان الفاعل معروفاً، لكن ظروف قتله بقيت غامضة جداً.

الحسيمة تنعى اليوم بائع سمك، شاب في الثلاثينيات من عمره يدعى "محسن فكري"، توفي "حكرة وظلماً وطغياناً".. شاب لم يعطه القدر فرصة بيع كمية من السمك قد ابتاعها، ولم تتح له الفرصة استكمال عملية بيع "رزقه"، والحصول على ربح حتى ولو كان بالضئيل.. الحسيمة تنعى وفاة شاب "طحناً"، وكم هي قاسية تلك الجملة التي تداولتها وسائل الإعلام "طحن مُّو"، وكأن الإنسان في الريف "شيءٌ" ينبغي طحنه أو هدمه.. وكأن المواطن في المغرب مجرد "آلة زجاجية" تستدعي الكسر في كل مرة تتعطل قدراتها في الدفاع عن نفسها.. الحسيمة اليوم.. تنعى بائع سمك ومواطناً من طبقة اجتماعية كادحة، تمر بعض أيامه رزقاً قليلاً، والبعض الآخر باللاشيء..

في اللحظة التي نطق فيها أحد المشاهدين لعملية الضغط على "محسن" داخل الشاحنة، بكلمة "أيَّاو"، وهي الكلمة التي تُنطق بالريفية حينما يصل الألم حدّ المسّ بالعظام، والتي تعني "لطفك يا الله".. في هذه اللحظة بالضبط، مات بائع السمك، وسقطت كرامته وسط شاحنة للنفايات، وسقطت معه كرامة كلّ المغاربة، الذين يُستهان بهم، والذين لا يُسمح لهم بالتعبير عن آرائهم إلا في الانتخابات. 

المواطن المغربي اليوم يدرك جيداً أن هامش الحرية لديه ضيقٌ جداً، وأن لا أحد يكترث لما يقول، كأن تعلي صوتك في وجه "الأصم".

الحسيمة اليوم تنعى قتلى زلزال 2004، ومنكوبيه وجرحاه.. تنعى الأيتام الذين خلفتهم هذه الكارثة الطبيعية، التي ما تزال تزورنا في كل مرّة وحين.. وما تزال وفية في زياراتها المتوالية، التي لم تنتهي بعد.

الحسيمة تنعى هجرة أبنائها الأذكياء، وأطرها الكبيرة إلى الخارج.. الذين لم يجدوا بُدّاً من البقاء داخل رقعة جغرافية لا تحترم فيها أدنى حقوق الإنسان.. هؤلاء جميعاً، رحلوا عن أرضهم وتكونوا داخل أراض أخرى، فصاروا يمثلون الدول التي يتواجدون بها حالياً، والمدن التي يسكنونها.. الشيء الوحيد الذي يربطهم بأرض الريف، حبّها الذي سكنهم، والذي جعلهم معترفين بأصولهم، غير متنكرين لها. 

حين يخبرني أحدهم أن خلجاننا من أجمل خلجان العالم كله، أتذكر جمالية مدينتي وروعة طبيعتها، وكرم أناسها..أبتسم وينشرح صدري لهذا.. لكن ابتسامتي سرعان ما تخفيها وتُذهبها المناكب التي لم ترحل عنّا إلى اليوم.

وسام الحنكاري

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (3 )

-1-
MANOYA
31 أكتوبر 2016 - 11:46
في 31 أكتوبر من كل عام يحتفل العالم المسيحي بما يسمى عيد الهَالُووِّينْ(Halloween)،
وفي هذا اليوم تُكْثَر فيه قراءة القصص المخيفة و مشاهدة الافلام المرعبة التي يتفنن فيها
المخرجون والممثلون بإختراع كل أنواع العذاب و طرق القتل البشعة. يبدو أن سلطات جوهرة
البحر الأبيض المتوسط حتى هي أرادت أن تحتفل هذا العام بعيد الهَالُووِّينْ ليس بالتمثيل وإنما حقيقة،
ببث حي أمام كاميرات الهواتف المحمولة، وذالك برمي محسن فكري لتطحن جسمه شاحنة النفايات.
نحن أبناء جوهرة البحر الأبيض المتوسط لدينا علاقة جميلة مع البحر والسمك مع صياد
السمك وبائع السمك مثل الشهيد محسن فكري، آبائنا وأجدادنا كلهم مارسو مهن لها علاقة مع
البحر وآخر ما نتمناه لهم هو أن يقظو آخر أيام حاياتهم بين فَكَّيْ طاحونة شاحنة الأزبال.
أهدي هذه الأبيات لكل القراء لكي لا ننسى محسن فكري.

َأَفكري محسن أَمِّسْ نَلْحُسيما

إٍنْغٍشْ رْمَخْزَنْ إِنْدَرِشْ كِبَسُورَا

إِوارَّكْ خُبُطُونْ ثْحَايِشْ ماكِينَا

ماأنْشْتُيَ إِكْسْوَنْ إِوْذَنْ نْبِييَا

أَرَّايْسْ بَنْكِيرَانْ أُو يْرَازُّ أَدِضْهَا

نَتَّ إرَا إِمَطَّوَنْ إِتَوٍثَنْ أُغْزَا

زْكَايْ إٍطَّفْ أَمْكَانْ كَارْبَاطْ إِنُّوفَّا

اُسَّانْ غَادْيَاسَنْ ياكْ أَرَبَّ صَبَّا

MANOYA
OSLO
مقبول مرفوض
4
-2-
رومانوف
31 أكتوبر 2016 - 13:16
وسام انت دائما متألقة واعرف امكانياتك جيدا ،فمن الافضل هنا ان نقول تندب حظها وليس تنبذ حظها وما عدا ذلك ليس لدي ما اقول.
مقبول مرفوض
0
-3-
ريفية
1 نونبر 2016 - 21:52
تباااااااااااااااااارك الله على الصحافية ديالنا وما شاء الله عليك.
مقبول مرفوض
0
المجموع: 3 | عرض: 1 - 3

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media