قيم هذا المقال
اليونسكو تنظم حوارا وطنيا حول التدبير المندمج للمياه السطحية والجوفية بالحسيمة (0)
الحسيمة.. الرهان على جمعيات المجتمع المدني لمحاربة الهدر المدرسي (0)
وزارة التعليم تؤكد صرف الزيادة في الأجور لأسرة التعليم نهاية الشهر الجاري (0)
الناظور .. وزير الصحة يعطي انطلاقة خدمات 43 مركزاً صحّيا حضرياً وقرويا (0)
- الناظور .. وفاة طفل تم تأجيره لاستغلاله في التسول
- 20 سنة سجنا لمتهمين بتنظيم الهجرة السرية بالحسيمة نتج عنها وفاة
- تجدد الثقة في محمد الحموتي لشغل مهمة محاسب مجلس النواب
- الدرك النكور ينهي نشاط لص محترف نفذ سرقات بمناطق مختلفة باقليم الحسيمة
- شاطئ تغزوت نواحي اقليم الحسيمة.. مؤهلات طبيعية وسياحية تحتاج التثمين
- الناظور.. إحباط تهريب 116 ألف قرص مهلوس بمعبر بني أنصار
- امطار رعدية مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية
عندما تصبح اللإنسانية وجهة نظر بعض ً مناضلي ً الحركة الأمازيغية نموذجا
ليس الغرض من هذا المقال هو الدفاع عن القضية الفلسطنية ، و لا حتى التذكير بعدالتها ، و لا من أجل الدعوة إلى التضامن مع الفلسطنيين ، لأن هذا واجب أخلاقي و إنساني فلا يصح للإنسان أحيانا أن يدعو الإنسان لمثل هذه القيم النبيلة ـ طبعا إذ أخذنا مفهوم الإنسان ببعده السوسيولوجي ـ ، و إنما الغرض من المقال هو محاولة الوقوف بالتحليل و المناقشة على مواقف بعض المناضلين المحسوبين على الحركة الأمازيغية ، من المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني
أسئلة عديدة تخامر المتتبع للشأن الأمازيغي خاصة بعد تلك الحملة الفيسبوكية الشرسة ، من مسألة التضامن و الإستنكار و التنديد بجرائم الكيان الصهيوني
لماذا وصل بالبعض إلى حد التلذذ بالجرائم ضد الإنسانية بقطاع غزة ؟
هل لهذه المسألة تبرير تاريخي أم هناك دافع سيكولوجي ؟
أليس مثل هذه المواقف اللإنسانية تسيئ للأمازيغية أكثر مما تخدمها ؟
ما النتيجة التي يمكن أن تخرج بها الحركة الأمازيغية بهكذا مواقف ـ حتى و إن تعاملنا بمنطق برغماتي ـ ؟
هل الدفاع عن القضية الأمازيغية و التعريف بها يستدعي منا أن نُكن كرها و حقدا للقضية الآخرى ؟
هل هؤلاء المعاديين للقضية الفلسطنية يجهلون التاريخ أم يتجاهلونه ؟
أليس مثل هذه المواقف اللإنسانية نابعة من قراءة دوغمائية للواقع و التاريخ غالبا ما تكون حبيسة التقوقع الإديولوجي الشاذ ؟
و بمنطق برغماتي مرة أخرى ، متى تضامن الكيان الصهيوني الغاشم حليف الأنظمة الرجعية مع القضية الأمازيغية لكي يتضامنوا هؤلاء معه ؟
قبل أربعة مائة سنة ما قبل الميلاد حاول سقراط أن يعالج إشكالية طبيعة الإنسان بين الخير و الشر ، خَلُص إلى أن الإنسان خيِّر بطبعه ، و إن حصل وأن فعل الشر أحيانا فهذا بغير إرادته ، بل الجهل هو الذي يُوقع الإنسان في الشر ظنا منه أن هذا الفعل الشرير يجلب له المنفعة و الخير ، لأنه لو كان يعلم حقيقة وكنه هذا الفعل الشرير لما اقترف الشر ، إذن فالإنسان يقترف الشر لجهله بالأبعاد و النتائج السيئة الناجمة عنه بالنسبة إليه ، حسب سقراط إذن ًفالخير ً علم و ً الرذيلة و الشر ًجهل . فعلت أقصى ما في جهدي و أنا أجوب في تاريخ الفلسفة حتى عثرت على هذا الموقف السقراطي ، لكي أخفف من المسؤولية الأخلاقية لهؤلاء ً المناضلين ً حول المواقف التي تصدر منهم ، لأنهم يجهلون التاريخ و الواقع و ليست لديهم دراية بعلم السياسة و لا بمنطقها ، و غير واعون بحقيقة المشروع الإمبريالي للكيان الصهيوني ، فحسب المنطق السقراطي دائما من مسألة الخير و الشر ، فالجهل هو الذي يدفع هؤلاء إلى الخلط بين ما هو إنساني و ماهو عرقي ، و كأن اللغة العربية و الإنسان العربي هو العدو لقضيتنا
إن مثل هذه المواقف الشاذة يُراد منها تحويل الصراع من صراع أمازيغي ضد الأنظمة الحاكمة في شمال إفريقيا ، إلى صراع أمازيغي عربي ليس لنا فيه لا ناقة و لا جمل !! في مصلحة من إذن تحويل هذا الصراع و من وراءه ؟
إننا فعلا ابتلينا بقوم يظنون أنهم هم وحدهم من يدافعون عن الأمازيغية و أن الأخرين يسيئون إليها ، إننا ابتلينا بقوم يظنون أنهم يفيظون غيرة عن الأمازيغية ، حتى أصبح لدى هؤلاء أن كل من يتضامن أو يتبنى قضية أخرى ، خائن عروبي قومجي ...
المسألة أصبحت مع مرور الوقت سيكولوجية ضد كل ما هو عربي في محاولة للتخفيف النفسي عن فشلنا أو تماطلنا نحن الأمازيغ في بلورة مشروعنا و التعريف بلغلتنا و قيمنا و تاريخنا و حضارتنا ، عبر إلصاق التهم بالآخر و الإدعاء بأنه كان عائقا حال دون تحقيقق الهدف المنشود ، إنه نوع من من الهروب من المسؤولية و خوف من تقديم نقد ذاتي
في مسألة التضامن مع الإنسانية لا مجال لطرح إشكالية مع من يجب أن نتضامن أولا !!؟ ، من العيب أن نتساءل مع من نتضامن هل مع غزة أم غرداية !!؟ و ما بالك أن نطرح أسئلة من قبيل ًألا يعطي الفعل الدولي غير المشروع حجز ثلاثة إسرائلين ، حق إسرائيل في الرد بمقتضى ميثاق الأمم المتحدة بواسطة ما يسمى بالدفاع الشرعي ؟ ًهذا السؤال طرحه منسق امزورن لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب في صفحته الفايسبوكية ! هل السيد الحقوقي يجهل كم عدد الفلسطنيين المحتجزين داخل سجون الإحتلال أم أنه يريد أن يستحمر أصدقائه في هذا الفضاء الأزرق !؟ ، كيف لحقوقي أن يتحدث فقط عن حق إسرائيل في الدفاع الشرعي لأن هناك ثلاثة إسرائليين محتجزين ، و لا يتحدث عن الحق في الدفاع الشرعي للشعب الفلسطني الذي اغتصبت أرضه و هجرو أبناءه
حسب جوسدروف فاللغة هي التي أدخلتنا إلى حضيرة الإنسانية ، لذا فالدفاع عنها لايستدعي منا أن نكون شوفينيين في تصورنا و دغمائيين في تحليلينا و جوفائيين في استراتجياتنا ، بل الواقع يستدعي منا أن نكون عقلاء في تحليلنا و واعون بأهدفنا و أن الآخر ليس غريب عنا و لا عدو لنا ، فالحياة تقوم على أسس و قواعد أساسية يعتبر التضامن جزء لا يتجزأ منها و مكون من هاته المكونات و القواعد ، إنه أسمى ما يمكن أن نصل إليه
لم أجد أحسن ما أختم به هذا المقال غير هذه القولة الشهيرة لمحمد ابن عبدالكريم الخطابي انتصار الرجعية والاستعمار في أقصى الأرض هزيمة لنا ولقضيتنا.
محمد اشهبار
المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....
عدد التعليقات (1 )
-1-
22 يوليوز 2014 - 11:35
في موضوع غزة يجب علينا التفريق بين الشعب الفلسطيني وحركة حماس التيوقراطية.الامازيغ يتضامنون مع الاول انسانيا وموقفهم في هذا الشأن معلن وواضح ولا يمكنك ان تأخذهم بمواقف أفراد،لكنهم بالمقابل ينددون بالثانية ويعتبرونها حركة رجعية تدافع عن فكر متخلف يجب اجتثاثه وتخليص، ليس الفلسطيني وفقط، بل البشرية باكملها منه...ام ترى ان الذي يسمى يسارا تقدميا قد فقد بوصلته؟
أضف تعليقك