English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. الحسيمة.. موظفو الجماعات الترابية يشلون الإدارات لثلاثة ايام (0)

  2. رأي : محمد بن عبد الكريم الخطابي .. أصله و نسبه (0)

  3. الحسيمة.. مشروع لتهيئة طرق بجماعتي امرابطن وايت يوسف وعلي (0)

  4. مكناس.. افتتاح الدورة الـ 16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (0)

  5. المختلون عقليا والمشردون يغزون شوارع ايت قمرة (0)

  6. تلاميذ متميزون يستكشفون آفاق الدراسة في كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة (0)

  7. "الحديث النبوي وعلومه بمنطقة الريف" موضوع ندوة بإمزورن (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | التعاطي الرسمي مع الكوارث الطبيعية بالمغرب

التعاطي الرسمي مع الكوارث الطبيعية بالمغرب

التعاطي الرسمي مع الكوارث الطبيعية بالمغرب

 كشفت الفيضانات الأخيرة التي ضربت مناطق متفرقة من المغرب العميق عورة الدولة القائمة بالمغرب في قدرتها على التدخل في مثل هذه الكوارث الطبيعية لحماية مواطنيها من أي خطر قد يحدق بهم، وطريقة التعامل مع هذه الحالات التي تتطلب التعبئة الشاملة لمختلف أجهزة الدولة و استنفارها ، وإعلان حالة الطوارئ أو إعلان حداد وطني إن اقتضى الأمر ذلك. 

 إلا أن الدولة في هذه الحالة(حالة الفيضانات) تدل على أن المغرب لازال بعيدا عن التقدم الذي يتبجح به الإعلام  الرسمي بكل تلاوينه السمعية والمرئية، وهذا السيناريو أو التعاطي الرسمي الذي شاهدناه خلال هذه الأيام التي عقبت سوء الأحوال الجوية ببلادنا، يشبه إلى حد بعيد تدخل الدولة المخجل عقب زلزال الحسيمة سنة 2004، ولا زلت أتذكر جيدا كيف سبقت قوات الحرس المدني الاسباني مصالح الوقاية المدنية المغربية لعين المكان، كمالا زلت أتذكر كيف كانت عناصر القوات المسلحة المغربية تتهافت على الخبز والحليب كأنها لم تأكله منذ عهد سيدنا نوح.  والغريب في الأمر أن الدولة انسحبت بشكل كلي وتخلت عن دورها في إنقاذ مواطنيها (أو رعاياها بمنظورهم الخاص) عكس ما  يحدث لدى الدول التي تحترم مواطنيها و تسخر كل إمكاناتها البرية والبحرية والجوية لإجلاء المتضررين وتوفير ملجأ آمن لهم. لكن يبدو أن  الطائرات والمروحيات في المغرب لا تتحرك إلا لإيصال المساعدات للشعوب ((الشقيقة))، أو لإغاثة الأجانب، أو نقل صناديق الاقتراع للمناطق التي تنعدم فيها الطرق المعبدة للرفع من نسبة الناخبين لتلميع صورة المغرب في الخارج. وعندما نتحدث عن غياب تدخل  الدولة عقب فاجعة الفيضانات التي ألحقت خسائر مهولة في العباد والجماد، فهذا يتضح جليا من خلال مقاطع  الفيديو التي شاهدناها على اليوتوب، أما الإعلام الرسمي فبقي أصما أبكما وضريرا لا يسمع ولا يرى، ظل غائبا عن تغطية الكارثة الطبيعية التي ألمت بالمنطقة واكتفى بتغطية أحداث الشرق الأوسط ومستجدات داعش، وما استقالة معد النشرات الإخبارية بالقناة الأولى الصحافي (عبد الغني جبار) وتصريحاته وانتقاداته لتعامل القناة مع المناطق المنكوبة لخير دليل على التعامل السلبي للدولة بمختلف مصالحها وأجهزتها تجاه الوضع. بينما القناة الثانية فضلت أن تحيي سهرة صاخبة يوم السبت الماضي رقصا على آلام المنكوبين واستفزازا لعائلات المكلومين بهامش الوطن، كأن هؤلاء الذين شردتهم الفيضانات، وجرفتهم السيول، و دمرت ديارهم متواجدين بجزيرة الواقواق، وليسوا بدافعي أموال سهرات هذه القناة.

لقد شاهدنا أفراد الوقاية المدنية يستخدمون وسائل جد بدائية لإنقاذ المتضررين، في وضع يثير الشفقة لحالها(الوقاية المدنية) ويدل على أنها في حاجة إلى من ينقذها هي نفسها من أدواتها الهشة التي تعود للقرون الوسطى، بدل أن تنقذ كائنات بشرية جرفتها السيول بين أسرها وعائلاتها التي لا طاقة لها أمام هول السيول الجارفة، وكذلك فضيحة نقل جثث المواطنين في شاحنات الأزبال التي تُشخَِصُ لوحدها قيمة المواطن لدى الدولة في مشهد يندى له جبين الإنسانية. في الحقيقة كان على الدولة المغربية أن تطلب دعم دولي للتغلب على الوضع بالمناطق المنكوبة، لكن السلطات لا تستطيع فعل ذلك لأنها تحرص دائما على أن تبدو في صورة "فران قاد بحومة" بالمثل المغربي. صراحة ليس المغرب ضعيفا إلى هذا الحد، بل يتوفر على ما يكفي من الإمكانات البشرية واللوجيستية لإغاثة المتضررين لكن أغلب هذه الإمكانات تتمركز كلها في مدن المغرب النافع/المركز، وهنا سيطرح من جديد مشكل اللامركزية وسوء التدبير وكذلك فشل الاستراتيجيات والسياسات الجهوية التي تعتمدها الدولة كما ستفشل(الجهوية الموسعة) التي لم تتأسس على معايير معقولة وتكرس فقط السياسة المركزية بصبغة مغايرة، أي أن الدولة تُخْتزل في المركز (محور الرباط والدار البيضاء) وما عدا ذلك فإلى الجحيم عملا بمقولة "أنا ومن بعدي الطوفان".

 رضوان بخرو

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 )

-1-
Nordin
3 دجنبر 2014 - 19:45
صراحة خابت آمالنا في هذه الدولة منذ زمان.
20 فبراير فرضت في تلك الأيام بعض التحسنات هنا وهناك وجعلتنا نسترجع الثقة ونؤمن من جديد. لكن سرعان ماعادت المياه إلى مجاريها الغيرــ الطبيعية.
ففي إحدى الخطابات، شهرين مضت، سمعت أن المواطن عليه أن لا يكون ضحية الفكر العدمي/nihilisme... وعليه أن لا يكون متشائماً و...
إذا كان هدف تلك الخطابات هو التشجيع والرفع من المعنويات فتبارك الله. أما إذا كان هدف تلك الخطابات هو التغطية على الواقع المزري فتلك التغطية لم تدوم أكثر من شهرين، ليصبح بعدها كل شيء في العراء من جديد.
فها نحن أمام الفيضان وأول تـلـفـزيون إنتبه لهذه الكارثة كان تلفزيوناً أجنبياً. بل كل التلفزيونات الأجنبية أذاعت الخبر سوى المغرب الذي يحتل المرتبة الأخيرة في كل شيء، ليس في إخبار المواطن بالكارثة فقط وإنما حتى في تقديم الدعم المادي أو المعنوي لهذا المواطن المنكوب.
إنا شخصياً كانت أصابتني الحيرة وأنا أشاهد صور تلك الفيضانات.
الكوارث الطبيعية لايمكن التحكم فيها ولكن من مقدورنا أن نتحكم في الوحدة والمشاركة في تحمل المصائب ومساندة بعضنا البعض. ولكن الدولة تخاف من الوحدة كما أعتقد. المهم. شكراً للسيد رضوان على هذا المقال.
مقبول مرفوض
2
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media