English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. الحسيمة.. الضمان الاجتماعي يُغرم ارباب مقاهي ومطاعم لم يصرحوا بأجرائهم (0)

  2. مشروع لفتح طريق الى جبل "مورو بياخو" من مدخل مدينة الحسيمة (0)

  3. المغرب يفكك خلية كانت تحضر لتنفيذ اعمال إرهابية (0)

  4. حجز ازيد من 5 اطنان من الحشيش بالحسيمة (0)

  5. نقل 28 مهاجرا الى ميناء الميريا بعد اسبوع من صولهم الى جزيرة البوران (0)

  6. تعثر إعادة فتح معمل الحليب بامزورن رغم تسليم إدارته لشركة "كولينور" (0)

  7. طنجة.. محاميون وخبراء يناقشون رهانات وتحديات مكافحة جرائم غسل الأموال (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | من معلم إلى السي بنكيران

من معلم إلى السي بنكيران

من معلم إلى السي بنكيران

السي بنكيران : أكتب إليكم رسالتي هذه مع بدء الموسم الدراسي العشرين لي ك"معلم دولة"  ،و أنا بعد لم أكمل دورتي التاسعة و الثلاثين حول الشمس . فقد كنت، خمسة وخميس علي، من بين أصغر معلمي المغرب يوم تخرجت و تعينت ذات خريف أواسط التسعينيات ، و أحمد الله شاكرا و ممتنا لنعمته أن العديدين ممن تتلمذ على يدي قد صاروا ذوي شأن عظيم ( ها اللي استاذ ، ها اللي مهندس دولة ،ها اللي بوليسي ، ها اللي شاف شانطي ،ها اللي معطل و زيد و زيد ... ) . المحضوض منهم صار "كادرا" و المنحوس اكتفى بكونه "كوادرو" يؤطر مشاهد الحياة العبثية . ومن بين من شطحت لهم القردة فتيات قليلات ، فأنتم أدرى مني بعدد الصعوبات و العراقيل المرفوعة في وجههن ،و لعل " العرقول" الأكبر كون الكثير من الاباء ما يزال يؤمن ، مثلكم تماما ، أن مكانهن المنزل و وضيفتهن الاشتعال ثريات تضئن أو شمعات تحترقن كي تنار الوجوه المكنززة لأزواجهن و المفعلصة لأبنائهن

السي بن كيران : بالأمس اكتشفت أن إحدى تلميذاتي هذه السنة سبق وأن درست أمها منذ زمن بعيد . و لأني ما أزال في ريعان شبابي ، خمسة وخميس علي مرة أخرى ،   فلا شك أني سأدرس ابنتها بعد حين و حفيدتها بعد حين ثالث ورابع ، لأنكم بصدد جرجرتي حتي سن الخامسة و الستين : في نفس القرية فحركتكم الانتقالية قد صارت جمودا دائما و في حال ململتها لا يستفيد منها غير أصحاب البركات ممن لهم خالة نقابية في العرس الانتقالي ... و في نفس المهنة لأنكم تمنعونني من متابعة دراساتي العليا التي يمكن لشهاداتها تخويلي فرصة الالتحاق بأحد الدواوين مديرا أو الجامعات أستاذا أو الوزارات مستشارا كما هو حال معلمي و أساتذة حزبكم العتيد الملتفون حولكم هناك بالعاصمة .

 السي بنكيران : من هم على شاكلتي في الدول التي تحترم عطاءات أبنائها لا شك أنه قد أحيل على شي قرينة كحلة ، موشحا بالترقيات المعنوية الكافية ليبدع و ينتج أكثر و التحفيزات المادية الكفيلة بتغطية مصاريف عطله السنوية بلاس بالماس أو تاهيتي . عكسي أنا، تماما، المكبل بنصائح أمين نقابتكم بالسفر في الذات و الاستمتاع بشمس و رمال و مياه الروح و الخاطر، و المظطر بعد كل سفر في تفاصيل و تلابيب و تجاعيد النفس لاقتراض مزيد من الصبر و الجلد لأتابع موسمي الدراسي الجديد .

 السي بنكيران : لكم أن تتخيلوا ما أنا ملزم بتحمله إذا ما قررتم ، سعادتكم، تمديد سن التقاعد : إنها ستة و أربعون موسما دراسيا كاملا (كل موسم ينطح أخاه) . و أنا معكم أتصورني أحضر و أجتهد ، أنشط و أدبر ، أيسر و أمرر بحركاتي و قفشاتي و دعاباتي . و على نفس مستوى حماستي يتفاعل التلاميذ و التلميذات . يراقبون بالصوت و الصورة كيف يغزو الشيب رأسي و التجاعيد وجهي و الأمراض جسدي النحيل سكرا و ضغطا و كوليستيرولا... أتصورني متجها نحو المدرسة بالنفس ذاته ، و في القسم أحنقز و أطير من المقلاة  بالإيقاع عينه ، أصول و أجول بين الطاولات شارحا ، موجها ، محفزا أطفالا في سن حفيد ابني (لا تستعجبوا السي بنكيران فقد تزوجت في سن مبكر أيضا ) 

السي بنكيران : سأضطر للعمل مدرسا لمدة لا تقل عن ستة و أربعون سنة ( حفظني الله و إياكم من العين و الحسد ) و صندوقكم البئيس هذا لم و لا و لن يتوقف يوما عن الاقتطاع من راتبي ، بل و ستزيدون الفيل فيلة إضافية تجعل مني أكبر ضحية لإصلاحكم الجديد ، إذا ما أطال الله في عمري و رزقني كرم و كرامات الصندوق بعد سنة 2051 . 

السي بنكيران :.بناءا على كل ما سبق، و بالنظر لما أنتم علبه من حيرة  ، و رغبة مني في رفع الحرج فإني ألتمس منكم الأمر بإغلاق الصندوق نهائيا و الاستعانة بما بقي فيه من بركة لتغطية مصاريف خلواتكم الحكومية هنا و هناك. أو على الأقل ، و هذا ما أتحمل مسؤوليتي فيه كاملة ، إيقاف مساهماتي الشخصية في الصندوق و التبرع برصيدي منه لصالح من توقفت أجرته بدواوين وزاراتكم . أقول هذا ،السي بنكيران ،لأني قد قررت  من جهتي التعاقد مع تلامذتي السابقين و اللاحقيين ، الله يرضي عليهم ، و بشكل حبي لا يخلو من عاطفة ، ليخصص كل مشتغل منهم مبلغ 30 درهما شهريا للمساهمة في تغطية تعاقدي ، و بذلك سأحصل على مبلغ 3 مليون سنتيم شهريا إذا ما افترضت أن مجموع عدد تلامذتي طيلة السنوات الستة و الأربعون لن يقل عن الألف . 

 نعم السي بنكيران ! إنه مبلغ أكبر بكثير مما تعدونني بتلقيه من صندوقكم بعد ربع قرن ينتظرني فيه الكثير من الكد و الهد و الصد .

 في الأخير ، و رغم كل انفعالي المبرر ، تقبلوا السي بنكيران فائق الاحترام ، و الله يحسن عوانكم  

سعيد أبرنوص 

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media