rif category
rif category

الأمازيغ والعرب بين “نكتة حسن أوريد” و”فهم بنعيسي”

كتاب الرأي

4 مارس 2015 - 02:57

الأمازيغ والعرب بين “نكتة حسن أوريد” و”فهم بنعيسي”

في الحقيقة هي “عن نكتة عبد السلام بنعيسي” بعدما كانت نكتة حسن أوريد..

رد بنعيسي بمقالة منشورة على موقع الالكتروني أخبركم تحت عنوان “عن نكتة حسن أوريد والأمازيغ والعرب” حول ما أورده حسن أوريد من كلام وتحليل في الندوة التي نظمتها جمعية بوكافر للتنمية بمركز ألنيف بإقليم تنغير، بمناسبة الذكرى الــ 82 لمرور هذه المعركة وكان أوريد من بين محاضريها، وفي هذه الندوة روى حسن أوريد نكتته، ومن خلال اطلاعي على مقال بنعيسي اعتقدت أن هذا الأخير ربما لم يستوعب المغزى الحقيقي والرسالة التي أراد أن يوصلها أوريد من وراء هذه “النكتة” وبالخصوص إذا قمنا بربطها بحديث أورده أوريد في نفس الندوة بالذات عندما قال “الأمازيغي هو ساكن أرض الأمازيغ، أي أننا جميعا إيمازيغن مهما كانت أصولنا” كلامه هذا أتى من منطلق الفهم الهوياتي للقضية والأرض الأمازيغية التي تحتضنها وتحتضن كل ما يدور في فلكها من التعدد والغنى الثقافي واللغوي والديني والعرقي..

ومن نفس هذا المنطلق حكى حسن أوريد نكتته التي تقول بالحرف كما تناقلتها وسائل الاعلام بالشكل الأتي: (هذا واحد أشلحي عندو حانوت، جاشي واحد بالكاميو ودخل عندو، جاو البوليس باش يديرو الكوسطا، كتبو بأنه هذاك السيد دخل في مول الحانوت، لأن مول الحانوت مادايرش الضو، مول الحانوت شاف في البوليس وقاليهم: قولوا مول الحانوت هو اللي دخل في مول الكاميو… إذن القيم تقلبات.. قالو راه الحانوت دخل في مول الكاميو..).

فإذا ربطنا هذه “النكتة” التي رواها أوريد بكلامه السابق “أننا جميعا امازيغن مهما كانت أصولنا” نستشف أن “النكتة” وراءها مغزى أغفله الأستاذ بنعيسي، ف “مول الحانوت” هنا هو المستقر في المكان أما “مول الكاميو” فهو المتحرك في الزمكان، فإذا ربطنا هذا بالفهم الهوياتي بين الهوية الأمازيغية للانسان الأمازيغي المستقر في أرضه وبين الانسان العربي الدخيل لشمال افريقيا سواء مع سرايا الجيوش العربية الغازية التي أتت بدعوى (نشر الاسلام) أو مع فرار ادريس الأول بعد معركة “فخ” أو مع هجرات بعض القبائل العربية (بنو هلال وبنو سليم)، فمن يكون الثابت هنا والمتحول للحديث عن هوية الشعب بتعدد واختلافه العرقي والثقافي والديني التي من الممكن أن ينفرد بها وحده وتميزه عن غيره من الشعوب؟

لنروِ حكاية أخرى ما دمنا أخذنا نقاش موضوع الهوية من هذا الجانب: فلنأخذ كأسا من الماء ونقوم بافراغه في البحر، فمن سينمحي ويختفي ويؤثر في الآخر؟ هل كأس الماء هو الذي سيختفي ويذوب في البحر أم هذا الأخير هو الذي سيأثر في كأس الماء؟

فهل قدوم “كمشة” من العرب لشمال إفريقيا سيؤثر في الشعب الأصلي المستقر في أرضه، وبالتالي تحوله من إنسان أمازيغي الهوية التي يستمدها من أرضه إلى انسان عربي الهوية التي لا علاقة لها بالأرض التي يعيش فوقها هذا الانسان؟

وهنا نتساءل مع الأستاذ بنعيسي: هل سمعت يوما ما شعبا معينا استورد هويته من شعب آخر غير هوية الأرض التي يستقر فوقها؟ فهل هويات الشعوب وفق هذا الفهم تُصدر وتُستورد؟

لا ننفي أن شمال افريقيا عامة والمغرب خاصة توافدت عليها شعوب وأجناس ولغات وثقافات مختلفة، لكن على ماذا يدور هذا الاختلاف وهذا التعدد الدخيل؟ وما الذي يميز هذا الشعب عن الشعب العربي في الجزيرة العربية وباقي شعوب العالم؟ “شنو هي هاد تامغربيت؟” التي نسمع كثيرا من الساسة والباحثين يتداولونها في تحليلاتهم لموضوع الهوية؟ وما الذي يميز “تامغربيت” عن غيرها؟ وبماذا تتفرد؟ وهل يصح لنا أن نطلق صفة “الروافد” على الهوية أم أن هذه الصفة خاصة بالثقافة التي تصدر وتستورد وتأثر وتتأثر؟

ذهاب الأستاذ بنعيسي إلى الفهم الأسطوري في تحليل موضوع الهوية من منطلق عرقي لا أساس له من العلمية والموضوعية، فالعرق لا يحدد هوية الشعوب لأنه قابل للتغير والانصهار والتمازج، بل ما يحددها هو الثابت الذي تدور عليه كل المتغيرات لغوية كانت أو ثقافية أو عرقية أو دينية، وهذا الثابت هي الأرض، التي تميز شعبا ما عن غيره من حيث الخصوصية التي يتفرد بها والتي من الممكن أن تشكل شخصيته الوطنية، فهل هذه الأرض أتى بها العرب عند دخولهم إلى شمال إفريقيا؟

بعض المفاهيم المتداولة في المقالة:

الثقافة: هي المعارف والمعتقدات والمواقف والقيم والآراء والسلوكات والعادات والفنون والأفكار وأنماط العيش والأشكال التعبيرية التي يكتسبها أو ينتجها الإنسان وهي تتغير وتتطور باستمرار وتتفاعل مع الثقافات الأخرى (قاموس أوكسفورد، المعجم الوسيط).

الهوية: هي الصفة أو الصفات والخصائص الذاتية الثابتة الأصيلة الفردية المستمرة والخاصة بشيء أو شخص أو مجموعة من الأشخاص التي تميزهم عن الآخرين (قاموس أوكسفورد، المعجم الوسيط). أما عندما نتحدث عن اللغة والدين فهما لا يحددان هوية شعب ما لأن:

اللغة: تدخل ضمن الثقافة وليس الهوية، لأنها تتغير مع الزمن وهي قابلة للانتشار خارج أرضها الأصلية ولا تتطلب من متكلميها الجدد التخلي عن هويتهم الأصلية واللغة الواحدة يمكن أن تكون مشتركة بين شعوب ذات هويات مختلفة دون أن تتخلى هذه الشعوب عن هوياتها.

الدين: يدخل ضمن الثقافة وليس ضمن الهوية، لأنه ينتشر عبر الحدود ولا يستدعي من معتنقيه الجدد تغيير هوياتهم، ويمكن لشعوب متباعدة ذات هويات مختلفة أن تتشارك في دين واحد دون أن تتخلى عن هوياتها، كما يمكن لشعب واحد أن يكون متعدد الأديان.

 وكيم الزياني

عدد التعليقات (2 )

-1-
م
4 مارس 2015 - 22:25
ياصاحب المقال اقرا تعاليقي على مقال الفيلسوف كلوج علي المعنون بسياسة التعريب.ولي اليقين انك ستستفيد الشيء الكثير وان استطعت الرد عليها هو الافضل.
مقبول مرفوض
-1
-2-
oussan
7 مارس 2015 - 03:55
لقد ازكمت انوفنا القومجية الاعرابية الباءدة والمنتنة الاصولية التي يروج لها صلاعمة ارتهنوا اردتهم لضباع الخليج.
مقبول مرفوض
1
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

أضف تعليقك

line adsense

استغلال طفل في التسول يقود سيدتين الى المحاكمة بالحسيمة

 ادانت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة، سيدتين متهمتين باستغلال طفل في التسول وحكمت عليهما باربعة اشهر حبسا موقوف التنفيذ لكل واحد منهما وغرامة مالية قدرها... التفاصيل

مشاريع مختلفة لمواجهة نقص مياه الشرب والري بالناظور والدريوش

 عقدت وكالة الحوض المائي لملوية، امس الثلاثاء بالناظور، مجلسها الإداري برسم 2023، برئاسة الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، المصطفى فارس. وخُصص هذا الاجتماع، الذي حضره والي... التفاصيل

الطبقة العاملة باقليم الحسيمة تخلد ذكرى فاتح ماي

 على غرار العديد من المدن المغربية، احتفت نقابة الاتحاد المغربي للشغل، اليوم الأربعاء بمدينة الحسيمة، بعيد الشغل من خلال تنظيم تجمع خطابي ومسيرة جابت الشوارع... التفاصيل

حادثة سير خطيرة بمركز جماعة الرواضي باقليم الحسيمة

 شهد مركز جماعة الرواضي بإقليم الحسيمة، امس الاربعاء فاتح ماي، حادثة سير خطيرة، دون تسجيل خسائر في الارواح. وحسب مصادر متطابقة فيتعلق الامر بحادثة اصطدام جرافة... التفاصيل

توقف الخط البحري بين الحسيمة وموتريل يجر وزير النقل إلى المساءلة البرلمانية

 اثار التوقف المفاجئ للخط البحري الرابط بين مينائي الحسيمة وموتريل، والذي تؤمنه باخرة تابعة لشركة "ارماس" الاسبانية، استياء العديد من المواطنين باقليم الحسيمة، ولاسيما افراد... التفاصيل

line adsense