والله لا أدري ما أصاب هذه الأمة التي تنسب نفسها إلى الإسلام والإسلام براء من مثل هذه الأفعال ، أصبح همنا الوحيد هو جمع الأموال ولا يهمنا من أين تأتي ، الحرام لا يدوم واذا دام لا ينفع ، الظلم لا يدوم واذا دام دمر( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فأتقوا الله يا أولوا الالباب لعلكم تفلحون " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا " يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا " لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا "، نعم إن طلب الحلال واجب على كل مسلم ، وقد جاء الشرع الحنيف بالحث على السعي في تحصيل المال واكتسابه على أنه وسيلة لغايات محمودة ومقاصد مشروعة، وجعـل للحصول عليه ضوابط وقواعـد واضحة المعالم، لا يجوز تجاوزها ولا التعدي لحدودها كي تتحقق منه المصالح للفرد وللجماعة.
"يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " ﻭﻟﻘﺪ ﻧﻬﻰ الإﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، لأﻧﻪ ﺷﺆﻡ ﻭﺑﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻓﺒﺴﺒﺒﻪ ﻳﻘﺴﻮ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻳﻨﻄﻔﺊ ﻧﻮﺭ الإﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻳﺤﻞ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ، ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، بل ﺇﻥ ﻭﺑﺎﻝ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ الأﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ، ﻓﺒﺴﺒﺒﻪ ﺗﻔﺸﻮ ﻣﺴﺎﻭﺉ الأﺧﻼﻕ ، ﻣﻦ ﺳﺮﻗﺔ واغتصاب ، ﻭﺭﺷﻮﺓ ﻭﺭﺑﺎ، ﻭﻏﺶ ﻭﺍﺣﺘﻜﺎﺭ، ﻭﺗﻄﻔﻴﻒ ﻟﻠﻜﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ، ﻭﺃﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ، ﻭﺃﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﺷﻴﻮﻉ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻄﻦ. ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﺼﺪﻭﻕ - صلى الله عليه وسلم - ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺯﻣﺎﻥ ﻳﺘﻬﺎﻭﻧﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻓﻼ يدققون ولا ﻳﺤﻘﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺳﺒﻬﻢ. ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻄﻤﻌﻪ ﻭجشعه يفتري ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺣﻼلاًًًًً ﻭﺍﻟﺤﻼﻝ حرامًا ، فاللّهم الطف بنا ياربّ العالمين.