rif category
rif category

زهايمر الفكر البشري الحديث أو مايسمى بفيروس النهاية

كتاب الرأي

11 أبريل 2015 - 17:48

زهايمر الفكر البشري الحديث أو مايسمى بفيروس النهاية

يعاني الانسان في الألفية الثالثة والتي صادفت ثورة معلوماتية هائلة من مرض إستعصى على أمهر الأطباء بل عجز الطب الحديث على مواجهته إنه مرض الزهايمر، في هذا المستوى الأمر عادي لكن عندما سيصل هذا المرض إلى البيئة العقلية والفكرية للإنسان فهذه هي الكارثة التي ربما قد تكون بداية التشكل الأولى لعودة الإنسان الغير العاقل وتبدأ دورة حضارية جديدة لاربما لن يكون مجالها هذه المرة الأرض.

المهم أن زهايمر الفكر البشري صنعته الأيدي البشرية من خلال تطورها المعلوماتي والتقني الهائل ذاك بدون ادنى نظرة لنحن والتراث، فأصبح العقل في عالمنا هذا يلعب أدورا ثانوية وبالتالي مجهودا أقل للإشتغال.

فبالتكنولوجيا أصبح الإنسان شبه آلي، بل أكثر من ذلك أن التكنولوجيا اختصرت المسافات وقربت المجتمعات والعلاقات الاجتماعية لتكون بدون رابط ولا علاقة، فأصبح الملاحظ: السرعة الفرادنية؛البرغماتية؛ الانزوائية، وغيرها من نوازل عصر الزهايمر الحديث.

لاشك ان تطورات الثورة الصناعية وما رافقها من ظواهر بعدية تعلقت بمفهوم التغير الذي صاحب الميكانيكا المادية، قد صاحبه أيضا تغير في النوازع الروحية، وبالتالي أثر التطور على الثقافة البشرية وثقافة الشعوب التى كانت فيما قبل تقتصر على المجال التلاقح؛ الاحتكاك؛ الاصطدام، اما الأن كما يقال :"العالم قرية صغيرة" لا يحتاج المسافة بل أختصر في عقول إلكترونية  جد دقيقة، إذا كان العالم قرية صغيرة فأين المدينة إنها قادمة فما يتبع القرية هو المدينة عن طريق الهجرة (هدا من أبجديات التحول الحضاري) وأين سيهاجر سكان العالم ربما الى القمر وربما الى المريخ ولا ربما الى بداية التشكل الثاني لنواة الحياة الأخرى وبروز ريح الفناء.

إن هذه الصيرورة حتمية تاريخية وضرورة واقعية لامناص منها، فمن خطط لهذا العالم قد وضع نقطة لبداية الحياة البشرية ونقطة النهاية. إن أردنا أن نفهم ذلك بالاستعانة بما توصل إليه الفكر الغربي نفسه دون اللجوء الى التفسير الديني سنجد أنهم تحدثوا عن الانفجار الأعظم وبالتالي وضعوا البداية سواء كان هذا الانفجار حقيقي أم لا المهم نتفق على أن هناك بداية، بعد ذاك برز الإنسان الغير العاقل وماعرفه هذا الإنسان من نمو على مستوى الإدراك وهذا ما تحدثت عنه الداروينية في حديثها عن أصل والأنواع، ومن هذا نستنتج أن هناك ولادة الطفل وبداية الإنسان الغير العاقل ثم العاقل، من زاوية اخرى اذا لجأنا الى إسقاط الخلدونية عند حديثها عن الدورة الحضارية، سنجد البداية التي يقابلها البداوة ثم الازدهار ثم الانحطاط، إذا ربطنا المفاهيم سيكون الإنسان الغير العاقل شكل بداية البداوة والثورة الصناعية والتكنولوجية شكلت النضج والازدهار فأين سنضع الانحطاط؟ سنضعه حينما ستبدأ الدورة الحضارية في الاندثار حين سيعود العقل البشري يصاب بالزهايمر، ويبدأ بتدريج ينسى الأشياء التي حوله ولا يعود ينفع سوى لينتظر نهايته.                                                          

حمزة بوحدايد

عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

line adsense

تساقط كثيف للثلوج بمرتفعات إقليم الحسيمة

 شهدت المرتفعات الجبلية بالمغرب، خلال 24 ساعة الماضية الممتدة من صباح الأحد 28 إلى صباح الاثنين 29 دجنبر، تساقطات ثلجية كثيفة واستثنائية، همّت سلاسل الأطلس... التفاصيل

تجديد هياكل الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم بالحسيمة

 عقد الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم (ا.م.ش) بمدينة الحسيمة، يوم الأحد 28 دجنبر، جمعاً عاماً لتجديد هياكله التنظيمية، وذلك بحضور منخرطين يمثلون مختلف فئات قطاع... التفاصيل

بركان.. تشييع شقيق الدولي المغربي حكيم زياش في أجواء مهيبة

 شيّعت ساكنة دوار قنين، التابع لقيادة تافوغالت بإقليم بركان، جثمان الفقيد عصام زياش، شقيق الدولي المغربي ولاعب نادي الوداد الرياضي حكيم زياش، في أجواء مهيبة... التفاصيل

التجربة المغربية في مجال الإنصاف و المصالحة.. العدالة الانتقالية كمنهج سيادي

 بعد أكثر من عقدين على انطلاق تجربة العدالة الانتقالية في المغرب، لم يعد من الدقيق التعامل معها باعتبارها ملفًا أُغلق أو مرحلةً استُنفدت بانتهاء أشغال... التفاصيل

استنفار أمني بضواحي طنجة بعد العثور على جثة شخص مُتفحمة

 استنفرت مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية، صباح اليوم الاثنين 29 دجنبر، عقب العثور على جثة شخص ثلاثيني بأرض خلاء بمنطقة كزناية، بضواحي مدينة طنجة، في... التفاصيل

line adsense