rif category
rif category

نحن شعب يخاف الاختلاف

كتاب الرأي

4 يوليوز 2015 - 23:56

نحن شعب يخاف الاختلاف

    الاختلاف جعل الوطن العربي يسبح في بركة من الدماء ، فاختلاف العقيدة يؤذينا واختلاف المذهب يؤذينا واختلاف الشكل واللباس يؤذينا وحتي اختلاف اللغة أصبح يؤذينا فغدت كل طائفة تدافع عن معتقدها بالرصاص وأصبح ثمن انتقادك للآخر الموت بأبشع الطرق 

      فالكل عاش علي المجزرة التي ارتكبها ارهابي السوسة بتونس في حق حوالي 39 سائحا راحوا ضحية تعصب وتطرف وأفكار وهمية زرعت في ذهن هذا الشخص الذي وجه سلاحه في وجه هؤلاء المدنيين العزل ليعلن بعد ذلك تنظيم المسمي "داعش" تبنيه للهجوم ، وليس هذا فقط بل وصلت بهم الجرأة إلي تفجير المساجد التي هي بيوت لعباد الله عز وجل وقتل المصلين لا ذنب لهم يسوى أنهم مختلفو المذهب  

     إن النظام القبلي لزال يحكمنا ، فكل قبيلة تسعي لنشر تقاليدها ومذهبها بأي ثمن حتى لو كان القتل ، وهذا تفسره المشاهد التي يبثها الاعلام  العربي كل يوم ، أليس في استطاعتنا أن نعيش اختلافنا في سلام دون أي احتكاك وسعي لفرض السلطة علي الاخر ، أليس في استطاعت سني أن يعيش مع شيعي في مكان واحد دون سفك دماء بينهما أقول نعم وأبرز دليل علي هذا سلطنة عمان هذه الدولة التي يتعايش فيها جميع المذاهب حتى أنهم يصلون في نفس المسجد كل بطرقته متقبلين اختلافهم دون أي صدامات ، وهناك دليل أكثر قوتا فنبينا محمد صلي الله عليه وسلام كان يعش مع اليهود الذين هم أمكر خلق الله في المدينة دون أي خلاف بينهم رغم اختلاف الدين 

    مشكلتنا ليست اختلافنا في العقائد والتوجهات بل المشكل هو خوف كل طائفة من سيطرة الآخري علي زمام الامور ، فالسلطة هي مرادهم لأن من خلالها يمكنه أن يفرض مذهبه وكل معتقداته علي الاخريين اللذين بدورهم ستفرض عليهم أشياء لا يحبونها ولا يؤمنون بها ليصبح بعد ذلك الرصاص والدماء هي الحل وما تزيد الوضع إلا تأزما 

    أما من الجانب الديني فالقران والسنة أباحوا الاختلاف وجعلوه من سنن الحياة ومن وسائل التي سخرها الله عز وجل للتعارف وتعايش مع الغير وذلك في قوله عز وجل في سورة الحجرات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) ، وجاء خير البشرية محمد صلي الله عليه وسلام ليبين لنا مفهوم الاختلاف وأن الله لا يفرق بين عباده إلا بالتقوى في قوله صلي الله عليه وسلام (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بتقوى ) ، فالاختلاف ليس وسيلتا لتعارك وهدر الدماء ، بل الاختلاف وسيلة لتعرف علي ثقافات أخري وتعايش معها في سلام واستفادت منها ، فالاختلاف لا يفسد للود قضية وما يحدث الان ما هو إلا فتنة زرعت لتشتيت شمل المسلمين وجعلهم يقتلون بعضهم ، وهذا سينقلب عليهم إن شاء الله بعد أن يصبح المسلمون شعبا واحدا لا قبائل وأطياف ، فالغرب لم يتقدموا حتي تقبلوا الاختلاف الكائن بينهم 

وكما قال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش رحمه الله: 

                 سنصير شعبا حينما ننسي ما تقول لنا القبيلة

     بقـــــلم : حمـــــــزة غـاشـــــــي 

عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

line adsense

تساقط كثيف للثلوج بمرتفعات إقليم الحسيمة

 شهدت المرتفعات الجبلية بالمغرب، خلال 24 ساعة الماضية الممتدة من صباح الأحد 28 إلى صباح الاثنين 29 دجنبر، تساقطات ثلجية كثيفة واستثنائية، همّت سلاسل الأطلس... التفاصيل

تجديد هياكل الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم بالحسيمة

 عقد الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم (ا.م.ش) بمدينة الحسيمة، يوم الأحد 28 دجنبر، جمعاً عاماً لتجديد هياكله التنظيمية، وذلك بحضور منخرطين يمثلون مختلف فئات قطاع... التفاصيل

بركان.. تشييع شقيق الدولي المغربي حكيم زياش في أجواء مهيبة

 شيّعت ساكنة دوار قنين، التابع لقيادة تافوغالت بإقليم بركان، جثمان الفقيد عصام زياش، شقيق الدولي المغربي ولاعب نادي الوداد الرياضي حكيم زياش، في أجواء مهيبة... التفاصيل

التجربة المغربية في مجال الإنصاف و المصالحة.. العدالة الانتقالية كمنهج سيادي

 بعد أكثر من عقدين على انطلاق تجربة العدالة الانتقالية في المغرب، لم يعد من الدقيق التعامل معها باعتبارها ملفًا أُغلق أو مرحلةً استُنفدت بانتهاء أشغال... التفاصيل

استنفار أمني بضواحي طنجة بعد العثور على جثة شخص مُتفحمة

 استنفرت مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية، صباح اليوم الاثنين 29 دجنبر، عقب العثور على جثة شخص ثلاثيني بأرض خلاء بمنطقة كزناية، بضواحي مدينة طنجة، في... التفاصيل

line adsense