rif category
rif category

من القرية إلى المدينة

كتاب الرأي

19 يوليوز 2015 - 01:12

من القرية إلى المدينة

 فبين القرية والمدينة كيلومترات كثيرة تقطعها الأمم والمجتمعات، لترقى لمستوى تفكير ووعي جديد بقضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية تتصل بمعنى التطور. فمن القرى تولد المدن، وخلال هذا التطور يحصل التغير، لكن إذا حصل التطور ولم يقع التغير فإنه يحدث التالي:جمود؛خمول؛تراتبية؛اللامبالاة؛ تمفصل الذات؛ركاكة بنيوية؛ نرجسية التحضر؛استعلاء... وغير ذلك.                                                                

هذا التطور ما هو إلى نتيجة من نتائج التدخل الميكانيكي لدولة فيما يتعلق بالعصا الإدارية، ومنح المدينة لمن لا مدينة له(قرى- المدن في الريف...منح عمالة أخرى لإحدى مدن الريف، وبالتالي قرية-مدينة جديدة)، فهذا التدخل هو نتيجة شروط ميكانيكية أكثر منه تحول دياليكتيكي في ديناميكيته الذاتية، وبالتالي الابتعاد عن النضج نحو المدينة في حقيقتها الحضارية. والريف ما هو إلا مثال لما يحدث داخل القرية-المدينة في مجتمع. فالقرية-المدينة في الريف تعاني من جفاء الضياء وخفوث النور لتعيش الفطر والفطور في بلاء التشتت بين بنية قديمة وحداثة مستوردة.                                      

إضافة إلى الخاصية الأولى والتي تحدثنا عنها في بداية المقال، نجد الخاصية الثانية وهو التطور الذي آتى من الجالية ليخضع الريف لأحكام العملة المرتفعة المسعورة بالأزمات(تأثير خروج اليونان من الإتحاد الأوروبي على قيمة الأورو وتأثيراتها السلبية اقتصاديا على تحويلات أموال المهاجرين، حيث ستنخفض قيمة العملة الأوروبية في مقابل الدرهم المغربي، كما لها تأثيرات إيجابية اجتماعيا ، بتعبير آخر ترك الريف يخضع لحركته الذاتية في النمو نحو المدينة). لكن السؤال هو أي انعكاس لهذا التبدل من قرية الإقطاع إلى مدينة الرأسمال على البنية الفوقية للقرية-المدينة في الريف؟، لا شيء من ذلك التبدل سوى تحول فرض أكثر مما كان من تلقاء نفسه ولنتيجة علاقات الصراع داخل الذات(المدينةّ/القرية).

لعل أهم ما يمكن أنقوله أن مجتمع التمدن في الريف، هو مابين القرية والمدينة، لا قرية كما هو ولا مدينة كما هي، فهو بين المنزلتين مخضرم يعيش أزمة في الإنتاج لأنه يعيش في انفصام لشخصيته بين مستورد من أوروبا وقادم من المركز ومستمد من الذات، لتعيش القرية-المدينة في الريف تجربة الغربة والضياع لأمل قد يحمل في طياته بذور العودة والحياة.                                                                   

حمزة بوحدايد       

عدد التعليقات (1 )

-1-
sal
23 يوليوز 2015 - 16:31
كيف للانسان القروي بالفكر البسيط الساذج ذو العقلية المحصورة بين الحظيرة و الحقل الرقي الى وعي ابن المدينة الملم لجل الثقافات وذالك من خلال مجالات التواصل المتوفرة لديه. هذا ليس استخغافا بابن القرية لكن الانسان يظل ابن بيئته أينما حل واتحل. والحياة المتواضعة في القرية تحول دون ارتقاء الشخص لﻷسف الشديد
مقبول مرفوض
1
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

أضف تعليقك

line adsense

"فانتوم" ينقل 30 مهاجرا سريا من الريف الى اسبانيا

 افادت مصادر مطلعة ان 30 مهاجرا سريا مغربيا وصلوا يومه الجمعة 31 يونيو، الى سواحل الميريا، على متن قارب سريع من نوع "الفانتوم". واظهر شريط فيديو،... التفاصيل

ميناء الناظور غرب المتوسط سيصبح أول بوابة بالمتوسط في تخزين ونقل الغاز الطبيعي

 أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن المملكة تعمل على تسريع وتيرة الاستثمارات في مجال الطاقة مع تعزيز الشبكة الكهربائية والاستثمار في مصادر... التفاصيل

الشروع رسيما في تسويق منتوجات "الكيف" بصيدليات المغرب

 أُعلن رسميا عن بدء تسويق المكملات الغذائية والمنتجات التجميلية القائمة على القنب الهندي ابتداء من يوم غد السبت بصيدليات المغرب، عقب اجتماع أجري اليوم الجمعة... التفاصيل

الشروع رسيما في تسويق منتوجات "الكيف" بصيدليات المغرب

 أُعلن رسميا عن بدء تسويق المكملات الغذائية والمنتجات التجميلية القائمة على القنب الهندي ابتداء من يوم غد السبت بصيدليات المغرب، عقب اجتماع أجري اليوم الجمعة... التفاصيل

غابات الحسيمة والناظور الاكثر عرضة لخطر اندلاع الحرائق

 شرعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في إصدار خرائط التنبؤ الخاصة بخطر اندلاع الحرائق الغابوية ابتداء من 30 ماي 2024. ومن أجل استباق ظاهرة حرائق الغابات على... التفاصيل

line adsense