22 دجنبر 2015 - 02:48
على الرغم من اختفائه منذ 70 عاما، لا يزال أدولف هتلر يحظى بالكثير من الاهتمام بعد أن تكرس رمزا للشر والعنصرية والإبادة، وباتت جميع مساوئ البشرية تختصر في اسمه.
يمكن قول الكثير عن هتلر وعن التاريخ المعاصر الذي كان هو أحد صانعي أحداثه الكبرى، إلا أن الصورة الماثلة، كما هي العادة غير مكتملة، لأن التاريخ يصنعه المنتصرون، فيما يطوي النسيان المهزومين وتختفي شهادتهم من المشهد.
من جهة أخرى، من الصعب التعاطف مع هتلر، ليس فقط لأن التاريخ كتبه أعداؤه، بل لأن الدماء الغزيرة التي سُفكت في غزواته الكبرى لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف أو علة.
لقد تسببت ألمانيا النازية في مآس لا حصر لها، وأزهقت بسياساتها الرعناء وقوتها الغاشمة أرواح الملايين، ووجود أمثلة مشابهة لها في العالم لا يقلل من بشاعتها وانحطاطها.
ومع كل ذلك، لا تزال أفكار هتلر العنصرية البغيضة عن رفعة الجنس الآري ووضاعة الأمم الأخرى، تجد إقبالا في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية فيما يعرف بظاهرة "النازية الجديدة"، ولولا القوانين الصارمة لانبعثت من جديد.
ويبدو ضمنيا كما لو أن أوروبا تحاول التملص نهائيا من أي علاقة بهتلر من خلال الإصرار على رفض انتمائه والتشكيك في أصوله، ومحاولة إرجاع جيناته الفانية إلى بقاع بعيدة!.
يتجلى ذلك في تحليل جينات أقارب لزعيم النازية والذي أشرف عليه الصحفي البلجيكي جان بول مولدرز والمؤرخ مارك فيرميرين ونتائجه التي أكدت أن جينات هتلر لها صلة قرابة بالأجناس التي صنفها بأنها دونية، وتحديدا بأصول يهودية وإفريقية!
تحليل الحمض النووي شمل 39 من أقارب هتلر، تعقبهم الصحفي البلجيكي جان بول مولدرز والمؤرخ مارك فيرميرين في دأب للحصول على عينات من لعابهم!
ونتيجة التحاليل التي توصل إليها خبراء جامعة "لوفان" الكاثوليكية في بلجيكا، لم تكن مفاجأة مدوية لأن الشكوك حول أصول هتلر قديمة، لكنها في كل حال ما كانت لتفرح هتلر ولا أنصاره، إذ دلت على أن حمض هذه العائلة النووي يحتوي على الكروموسوم "E1b1b1"، وهو نادر الوجود في ألمانيا، بل وفي سائر غرب أوروبا، لكنه في المقابل شائع في منطقة المغرب العربي!.
ويقول المؤرخ فيرميرين بهذا الشأن: "هذا الكروموسوم شائع بين البربر، سكان شمال إفريقيا الأصليون، الذين يعيشون في المغرب والجزائر وليبيا وتونس، وأيضا بين اليهود الأشكيناز والسفارديم ".
بالمقابل التحليل يؤكد أن الكروموسوم المشترك المكتشف بين هتلر واليهود تصل نسبته لدى الأشكيناز الذين تعود أصولهم إلى أوروبا الشرقية ما بين 18 – 20%، فيما نسبته بين يهود السفارديم الذين تعود أصولهم إلى شبه جزيرة أيبيريا التي تشمل إسبانيا والبرتغال قبل أن يطردوا منها في القرن الخامس عشر بين 8.6 – 30%.
ويقول الصحفي جان بول مولدرز في معرض تعليقه على هذه النتائج المعملية: "إنه استنادا إلى هذه المعطيات، يمكن تأكيد أن أصول هتلر تعود إلى أولئك الذين احتقرهم"، مشددا على أن جمع العينات وإجراء تحليل الحمض النووي أنجزا في ظروف معملية صارمة".
بطبيعة الحال لن يغير "اكتشاف" أصل جينات هتلر شيئا، ولن يعيد عجلات الزمن إلى الوراء، لكن هذا الأمر مفيد جدا في نسف فكرة وجود أجناس رفيعة وأخرى وضيعة فطريا بين البشر، ما قد يسهم في تعزيز قيم المساواة والتعايش السلمي على الأرض.
محمد الطاهر
عرف دوار "وحشيت" التابع لجماعة كتامة بإقليم الحسيمة، يوم الخميس الماضي، حالة استنفار بعد تعرض عدد من الأشخاص لحالة تسمم جماعي استدعت نقلهم في الى... التفاصيل
اختتمت القوات المسلحة الملكية، السبت الماضي، تمرينا عسكريا مشتركا مع قوات المارينز الأمريكية بمدينة الحسيمة، امتد على مدى أسبوعين منذ 6 أكتوبر الجاري، وشمل مناورات... التفاصيل
شهدت مدينة الحسيمة، صباح اليوم أمس الأحد ، انعقاد الجمع العام للاتحاد المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذي خُصص لتجديد هياكل المكتب الإقليمي، وأسفر عن انتخاب... التفاصيل
أشرفت وفاء شاكر، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، على اجتماع تسليم السلط بين المدير الإقليمي السابق لوزارة التربية الوطنية بالحسيمة، محسن... التفاصيل
تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية أن تعرف الحالة الجوية بالمملكة خلال هذا الأسبوع تغيراً تدريجياً، إذ من المرتقب أن تسجل مناطق الشمال، خصوصاً الريف والواجهة... التفاصيل
عدد التعليقات (3 )
-1-
22 دجنبر 2015 - 07:43
كان هدف المقال في المقام الأول " نسف فكرة وجود أجناس رفيعة وأخرى وضيعة فطريا بين البشر، " و الوصول بعد ذلك الى نتيجة مرسومة هي " تعزيز قيم المساواة والتعايش السلمي على الأرض. " .
كل انسان متحضر أصبح يؤمن بهذه القيم الانسانية السامية دون النبش في جينات من عانى من جنون العظمة - هتلر كان مصابا بمرض نفسي يسمى الميغالومانيا -- أظن أنه ليس من فائدة في مقارنة جينات البربر و اليهود بجينات هتلر حتى يتم اثبات قيم المساواة و التعايش السلمي على الارض .
-2-
27 دجنبر 2015 - 06:40
-3-
31 دجنبر 2015 - 03:39
أضف تعليقك