14 يناير 2016 - 22:49
"حذاري..! فتحت الرماد اللهيب .. ومن يزرع الشوك يجني الجراح ,," هذا البيت الشعري لأبي القاسم الشابي ينطبق على كلا طرفي الكريساج الظاهرة المشينة التي يتعرض لها الطلبة مؤخرا ببلدة بوكيدان، في الحقيقة هي ظاهرة دخيلة عن المنطقة اذ أنها تجعل من ممتهنيها مع المدة يكونون نظرة انسانية أشبه ما تكون نظرة الذئاب لفريستهم، وهذا ما يجعلنا نستحضر مقولة هوبز "الانسان ذئب لأخيه الإنسان".
ومن خلال وجهة نظري المتواضعة في هذه الظاهرة السريعة الانتشار سأعتبر كلا الطرفين ضحايا السياسة التقشفية والتهميشية التي ينتهجها النظام القائم بالبلاد اضافة الى مسؤولية لا تقل بكثير واجب سكان المنطقة. لكن كيف يتحمل هذين الطرفين المسؤولية المباشرة في ماذا يحدث يا ترى ؟
الضحية الأولى (المتعدى عليه) : لأن الطالب ( بصفة عامة) استهان بإطاره العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي يحصنه عبر اعرافه المنتهجة لحماية الحرم الجامعي والبيئة التي يعيش في مدارها. اذ راح يميع الأجواء وسطها بعدما كانت الأوضاع تسير للأفضل في وقت سابق من بداية الموسم الى السنوات الثلاثة الماضية.,, أضف الى ذلك بعض تجليات تراجع الحركة الطلابية بالموقع،
من قبيل فقدان الروح الأخوية المبنية على المصلحة الجماعية، والدليل ما حدث في الأسبوع الماضي حينما تم الاعتداء على أحد الطلبة من قبل زملاءه خارج المؤسسة بدعوى انه قام بالاعتداء على طالبة حينما كان بطالبها بالانضباط داخل المكتبة التي هي فضاء للعلم وليس للدردشة الفارغة ومقصف مؤقت.
رغم أن الأخير كان مستعدا لتقديم اعتذاره وسط الطلبة حينما أحس انه فقد اعصابه في التعامل مع الظاهرة، إلا ان الفضلات المأخوذة من بعض الممارسات التي تقوم بها بعض المكونات في الجامعة المغربية هي التي كان سيد الموقف في التعامل مع زميلهم الذي ينحدر من احدى المدن الشرقية ليتم ابراحه ضربا حتى سقط ارضا.
ثانيا / المعتدي الذي يعتبر بدوره تجلي من تجليات آليات التفسخ وانحلاق القيم الانسانية النبيلة والميزة التي تمتاز بها المنطقة تاريخيا والتي تتمثل في الأمان التام في المنطقة خاصة ان الحسيمة تعتبر من بين المدن الأكثر أمانا في العالم وليس في المغرب وحسب. لكن يبدو أن كلاب النظام القائم يصرون على قصفها بهذه الظاهرة المستفحلة في الداخل المغربي نتيجة البطالة وعدم تحصين رغد العيش.
وقد تكون أيضا متعمدة في الكواليس لخلق صورة سيئة لبقية الطلبة المغاربة القادمين من باقي المدن المغربية لإنجاح مخططهم الارهابي والتشتيتي لأفراد الوطن الواحد الأحد الذي يتمثل في الجهوية الموسعة، وبالتالي الاكتفاء بتسجيل طلبة المنطقة كما ينشد البعض متناسين بذلك تسهيل عملية السمسرة بطلبة المدن الأخرى عن طريق الرشاوي والمكافئات الأخرى من قبل استغلال الفرص في زيادة عناصر في الشبكة الدعارية و الشواذية التي تقق وراء تكوينها شخصيات هامة خاصة الحزبية منها بالمنطقة...
اذا صار الكل مسؤول ومتورط في مثل هكذا ممارسات خبيثة، عدم وعي الطلبة بأهمية اطارهم العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و المافيا التي تتحكم في خلق مثل هكذا احداث لنسيان القضايا الأهم ( البطالة، رفع اسعار المواد الغذائية ثم الاجهاز على صندوق المقاصة و سلم التقاعد اضافة اسقاط المرسومين للأساتذة المتدربين). ثم مسؤوليتنا نحن ابناء المنطقة خاصة القاطنين بالقرب من هاتين المؤسستين (FSTH & ENSAH) حيث اننا صار من الواجب علينا محاربة المثال القائل بالدريجة العربية " آش عندي فيه" من مخيلتنا حيث انه بات ينطبق علينا في أكثر من مناسبات، وهذا أمر غير مقبول ودخيل عن أعراف المنطقة التي لا تنتظر من تسميهم الدولة رجالا للأمن رغم أننا نعي جيدا انه جزء من هذه الظاهرة لأنهم "كريساونا نفسيا وحقوقيا قبل ما يتعلمو منهم هاذ المزلوطين".
لذا آن الأوان لنقول كفى لهذه الظاهرة التي لا تنفصل عن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها البلاد بصفة عامة والمنطقة بصفة خاصة، بفعل السياسة المملات من المؤسسات الامبريالية ووكلائها قبل فوات الأوان...
حذاري..! فتحت الرماد اللهيب ..
ومن يزرع الشوك يجني الجراح !!!
عبد الصمد أفلاح
تأهل المنتخب الوطني المغرب لأقل من 20 سنة إلى نصف نهائي كأس العالم لهذه الفئة الجارية أطوارها في الشيلي ،عقب تفوقه البين على نظيره الامريكي... التفاصيل
على بعد أسابيع من الإعلان الرسمي عن مباريات توظيف الأطر التعليمية، أعلن محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الوزارة قررت مراجعة... التفاصيل
تستعد مدينة الحسيمة لاحتضان ندوة حقوقية وعلمية وطنية تحت شعار "الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية بالمغرب بين واقع الممارسة ومتطلبات التفعيل"، وذلك يوم السبت 13 دجنبر... التفاصيل
وصل فجر اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 نحو 22 مهاجراً من أصل مغربي، من بينهم أربعة قاصرين على الأقل، إلى منطقة قريبة من شاطئ “لا... التفاصيل
شكلت فاجعة إحراق الفنان سوليت بالشارع العام حدثا مأساويا هزت الضمير الإنساني في كل مكان، وأعادت ترتيب التساؤلات في ضمائرنا، فكانت صفعة استفقنا على إثرها... التفاصيل
عدد التعليقات (2 )
-1-
17 يناير 2016 - 16:56
-2-
23 يناير 2016 - 16:33
أضف تعليقك