13 مارس 2016 - 22:07
الوطنية في قاموس المخزن هي تلك الصورة التي رسختها ما يعرف في تاريخ المغرب المعاصر ب "الحركة الوطنية" في ذهنية المغاربة رغم شعارات الواجهة التي تتبدل مع الوقت والحاجة السياسية لمخزن اليوم، وهي الصورة التي كرسها المخزن لسنين من الزمن عند "قبض بزمام السلطة" وبعد "الإستقال الشكلي" الذي عرفه المغرب كنتيجة لمعاهدة "إكس ليبان" الخيانية. وطنية قائم على بعد واحد، فكر واحد، لغة واحدة، خطاب سياسي واحد، ومن يهذب عكس ذلك سيكون هو "إبن سبأ" الثاني في التاريخ الإسلامي، وسيتهم بالعمالة والخيابة وغيرها من الصفات والتهم الجاهزة.
والوطن بنسبة للمخزن ضيعة أو قطعة أرضية مسجلة بإسمه، لذلك من يود الإستفادة من هذه الضيعة ما عليه أن ينحاز ويتفق ويرضخ ويدافع عن فهم المخزن للوطنية، وسياساته العمومية، وإيديولوجته في الحكم وممارسة السلط، أنذاك فقط يمكن لك أن تصبح "وطني قح متشبث بثواب الوطن -وطن المخزن-" أما إن ذهبت عكس ذلك فأن من "المغضوب عليهم وخارج الملة والجماعة والإجماع الوطني والإنسجام الإجتماعي والديني" وخطرا على "المخزن وحكمه وسياسته". لذلك تستحق ما قد يأتيك من شر من أي جهة تدافع عن "وطن المخزن" وسيتبرأ منك المخزن ومؤسساته ولن يحميك بسبب خلافك وإختلافك سياسي معه، رغم أنك مواطن من هذا الوطن وليس لك سواه في الشرق أو في الغرب كما يعتقد البعض منهم الذين لهم أوطانا عدة في الشرق وملمون بكل صغيرة وكبيرة فيهما ولا يديرون ظهرهم لمعانات هذا الشعب الأبي الذي يشاركن معه الوطن، رغم أن أكتافهم من خيراته.
إذ فوطنية المخزن الزائفة، ضمنيا وبهذا لفهم ستعطي لنا مواطنا مدجنا غير واعي بوطنيته ومواطنته وليس فيه أدنى شروط المواطنة الكاملة ذات جدلية واضحة بين الحقوق والواجبات، بل مواطنا قاصرا في مواطنته -بفهم المخزن- لذلك من حق المخزن أن ينوب عنه ويعتبره "رعية" هو الذي يتحدث بإسمه عندما يتعلق الأمر بحقوقه كمواطن ينتمي لوطن دولة المخزن لا لدولة الوطن التي تقر حقوق المواطنة الحقة كما هو متعارف عنها دوليا ودون أي تمييز أو تميز إلى عرق أو لغة أو دين أو توجه سياسي أو ميول شخصي...
الوطنية الزائفة شر البلية التي أصابت هذا الشعب المغلوب على أمره، دجنت هذا الأخير في قالب "المواطن" الذي تريده السطلة، ومنتوج على مقاسها في برامج سياساتها العمومية، "مواطنا" في خدمة الوطنية الزائفة، لا في نصرة وطنية الإعتزاز بالوطن بكل أبناءه المختلفين، ولا في نصرة مواطنة حقوق الإنسان والحريات العامة والشخصية، ولا في نصرة كرامة المواطن وعدالة الدولة التي يشعر أنه يتنتمي إليها، نصرة وطن الأرض والشعب لا وطن الدولة، لا وطن المؤمنين والرعايا، بل وطن المواطنين الأحرار.
الوطنية الزائفة تنحاز إلى من يؤمن بها من رعاياها الأوفياء، وتوفر لهم كل الإمتيازات خدمة لمصالحها السياسية، وقد تغرقهم في الريع بكل صنوفه حتى تستمر صورة وطن المخزن، ومن يكفر بأن الوطن ماركة مسجلة بإسم المخزن، سيتهم بتهديد "وحدة الوطن" -وطن المخزن- هذا الأخير الذي يعتقد ضيعة يحق للمخزن وحده أن يستفيد من خيرات ثرواته المادية وغير المادية، وأنت أيها المواطن إن أردت أن تستفيد من خيرات بلدك ما عليك إلا إعلان بيعتك لوطن دولة المخزن.
الوطنية الزائفة تمارس التضييق وتقمع وتعتقل وتمارس الإغتيال وتحرم من الحقوق والحريات، كل من لا يؤمن بها أو يدافع عنها، بدليل أنه خطر عليها، ولا يريد أن تستمر الوطنية الزائفة التي تحافظ على وطن المخزن وضيعته التي يجني منها كل مقومات إستمراره.
أسف يا وطني، عندما يصبح فيك الخائن وطنيا، والوطني خائنا، والحر عبدا، والعبد مستعبدا.
وكيم الزياني
تأهل المنتخب الوطني المغرب لأقل من 20 سنة إلى نصف نهائي كأس العالم لهذه الفئة الجارية أطوارها في الشيلي ،عقب تفوقه البين على نظيره الامريكي... التفاصيل
على بعد أسابيع من الإعلان الرسمي عن مباريات توظيف الأطر التعليمية، أعلن محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الوزارة قررت مراجعة... التفاصيل
تستعد مدينة الحسيمة لاحتضان ندوة حقوقية وعلمية وطنية تحت شعار "الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية بالمغرب بين واقع الممارسة ومتطلبات التفعيل"، وذلك يوم السبت 13 دجنبر... التفاصيل
وصل فجر اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 نحو 22 مهاجراً من أصل مغربي، من بينهم أربعة قاصرين على الأقل، إلى منطقة قريبة من شاطئ “لا... التفاصيل
شكلت فاجعة إحراق الفنان سوليت بالشارع العام حدثا مأساويا هزت الضمير الإنساني في كل مكان، وأعادت ترتيب التساؤلات في ضمائرنا، فكانت صفعة استفقنا على إثرها... التفاصيل
عدد التعليقات (0 )
أضف تعليقك