17 مايو 2016 - 01:44
في تحضير بسيط لمقال جديد وضعته ضرورة البحث التي تكتب نفسها بنفسها أمام فتح الأرشيف العائلي لفهم مرحلة حاسمة في اقطاعية الريف و اقطاعية بقية المدن الفلاحية الكبرى (فاس، بركان، القنيطرة...) و في عمق الدم و غزارته الذي عنون "نزاع الأراضي و حدود الضيعات و حرمة الممتلكات" و "محاولات المتحدثين باسم "السلطان" في الاستلاء عليها"، تتجلى في كل وثيقة مُتآكلة تميز نبل أجدادنا و دقتهم و حكمتهم و بصيرتهم الثاقبة في اعطاء قراءات سابقة لزمانها، قراءات ستجعل الأجيال المتعاقبة عليها تندهش من عِلمِيَّتِها لتجيب على أطروحات المرحلة الراهنة.
و قد كان التحدي أمامي أن أجمع بين النسقين، أي بين النظرية و القراءات التاريخية المتطرقة لتشكل الكولونيالية و تطورها من جهة والموروث الموثق منه و المحفوظ الذي يتطرق لمرحلة حساسة بالبلاد من جهة أخرى ، حتى اني في أكثر من موضعة من الكتابة كنت أرى أحد النسقين في الآخر، الى الحدود التي تجعلك تتسائل ما ان كان المنظرون و المفكرون قد حضروا هاته الأحداث بالريف أم أن أجدادنا كانوا ثوريين بالفطرة و ماركسيين بطريقة أو بأخرى، و أمام انتباهنا لضرورة اطلاعكم على هذا المقتطف على أمل قريب في اتمام الدراسة و نشرها نشرا محفوظا وذا مصداقية باعتبار الكتابة ممارسة ثورية تكميلية لما تصنعه صهوات الجياد بالمعارك و هرولات تحصين مكاسب الجماهير. انه جمع نسقي اذا، أي انها تماثل لصيرورتين،و مهمتي - بهذه الدراسة بالذات- تكمن (بصعوبتها و لذتها) في الجمع بين هاتين الصيرورتين التي تميز لي وجودهما في أفق تاريخي تماثلي بل في أفق واحد.
________________________________
(...)"كانت حملات القواد تشمل كل أهالي المنطقة لتدوين ممتلكاتهم استعدادا لفرض الضرائب و مصادرة أجود الأراضي التي تزيد عن الحاجة بعد التبويق بما سمي بــ"سكويلا" و هي المدرسة البديلة لجوامع المدشر واعدةً بالوظائف و غيرها ... وقد كانت هته الحملات مركزة ومدعومة بمرتزقة كانوا بالأمس يحملون صفة "اشوارن" وهم ضخام الجثة و سيتقلدون مناصب مهمة خاصة بعد "عام اقبان" ولازالت صلاحية نسلهم سارية لليوم، مستهدفين كبار الفلاحين المتمسكين بمبدئهم والمتشبثين بأعراف المنطقة و تقاليدها وقوانينها (قانون تعميم المياه على كل الفلاحين الصغار، القوانين المنظمة للطرق التجارية و مداومة المقاومين من الفلاحين -الرفاق و المناضلين الثوريين اليوم- على حراستها ليلا، تقديس حرمة المنازل و النساء خاصة العاملات منهن في الزراعة و أرامل المجاهدين المسؤولات على أطفالهن...الخ) و قد عرف عن هؤلاء المصادرين أنهم كانوا قطاعا للطرق و مخلين بأعراف و تقاليد المنطقة حتى أن النساء كن يتغنين بـ"ازران" يتحدثن فيها عن جشع و لصوصية و انتهازية هؤلاء(...) و لكي تكون الحملة أكثر قوة فقد قصدوا في ذلك اليوم (من موسم الحصاد لـ1949) الحاج "م.ع.ب" بصفته واحد من الثلاثة المنحدرين من نسل عرف بالمنطقة بـ"شوافا" نسل "آل البوزويقي آل Bouzouiki” الساهرين الفعليين على سير أمور المنطقة وفق المبادئ الصارمة و العقيدة الراسخة(...) كانت حملة هجومية بامتياز كادت معها يد الحاج أن تبتر فقد خدع بضربة من الخلف لصعوبة اتيانه مباشرة لما عرفه عنه من حربية وقوة جسدية، فرجل مثله ما كان لشيء أن يوقفه، و قد فاض غيظه حين اكتشف أنهم "اشوارن" سابقون لديه كان قد دعم بؤسهم وثَبَّتَ أركانهم بالمنطقة و أشفق عليهم بكل ما فاض من محصول و(...) و قد صرخ ليسمعه كل المتجمهرين بالمدشر من نساء و أطفال سيداومون على رواية الوقعة حتى بعد أن تجاوزوا نصف قرن من عمرهم اليوم (...):
.... ان كنت قد أنجبت رجالا فانهم سيرجعون مياههم في عكس اتجاهها.... تذكروا عني ان الرأي المتذبذب يحول الأحوال برمتها الى فوضى .
Mara jighd ayazan qa asan naran aman di thsawant … aray fighigh itajat mara thighigh.
حدث سيسرع تجميع الرؤوس الثلاثة الكبرى للعائلة ("الحاج س.ب"/"م.ع.ب"/اد,ب") الى جانب بقية صانعي القرار بالمنطقة و سيستطرد "الحاج س" مقولته التي ستخلد الى يومنا هذا و ستكون عنوان محطة تاريخية هي الأساس المادي التاريخي لبقية المحطات المتعاقبة على الريف بل على البلاد كلها:
Thayaza khimochwan ora dmam ghayitan
أن أحرث بالقطط أفضل بالنسبة لي من أن أترك يد المحراث للكلاب .(الحاج س.ب)
____________________
وثائق من أرشيف العائلة.
جمال البزويقي
لمراسلة الكاتب و اغناء الدراسة قبل نشرها المرجوا مراسلته على العنوان البريد الالكتروني التالي
Bozoviki_e@outlook.fr
شهدت المرتفعات الجبلية بالمغرب، خلال 24 ساعة الماضية الممتدة من صباح الأحد 28 إلى صباح الاثنين 29 دجنبر، تساقطات ثلجية كثيفة واستثنائية، همّت سلاسل الأطلس... التفاصيل
عقد الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم (ا.م.ش) بمدينة الحسيمة، يوم الأحد 28 دجنبر، جمعاً عاماً لتجديد هياكله التنظيمية، وذلك بحضور منخرطين يمثلون مختلف فئات قطاع... التفاصيل
شيّعت ساكنة دوار قنين، التابع لقيادة تافوغالت بإقليم بركان، جثمان الفقيد عصام زياش، شقيق الدولي المغربي ولاعب نادي الوداد الرياضي حكيم زياش، في أجواء مهيبة... التفاصيل
بعد أكثر من عقدين على انطلاق تجربة العدالة الانتقالية في المغرب، لم يعد من الدقيق التعامل معها باعتبارها ملفًا أُغلق أو مرحلةً استُنفدت بانتهاء أشغال... التفاصيل
استنفرت مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية، صباح اليوم الاثنين 29 دجنبر، عقب العثور على جثة شخص ثلاثيني بأرض خلاء بمنطقة كزناية، بضواحي مدينة طنجة، في... التفاصيل
عدد التعليقات (0 )
أضف تعليقك