rif category
rif category

الحسيمة بين ماضي مزدهر حاضر مزري ومستقبل مجهول

كتاب الرأي

11 مايو 2017 - 19:18

الحسيمة بين ماضي مزدهر حاضر مزري ومستقبل مجهول

بالأمس القريب، عندما كنّا نتحدث عن الحسيمة، كان بإمكاننا التحدث عن النشاط الاقتصادي الذي كان يميز المنطقة، رغم العزلة والتهميش اللذان كانت تعاني منهما، فهي كانت تعيش نوعا من الاكتفاء الذاتي، فالمنطقة كانت تعتمد بالأساس على تحويلات أبناء المنطقة المغتربين بالديار الأجنبية، إضافة إلى قطاع الصيد البحري الذي يعتبر ومنذ القدم، المحرك الأساسي والعمود الفقري للنشاط الاقتصادي بالإقليم، إذ يوفر عدة فرص شغل للساكنة وساهم في تنشيط قطاعات اقتصادية وخدماتية موازية. هذا دون أن نغفل قطاع السياحة الذي يساهم بدوره في تفعيل الحركة الاقتصادية للمنطقة، رغم الطابع الموسمي الذي يميزه، نظرا لافتقاره إلى بنيات تحتية أساسية وقارة تجعل منه قطاعا تنمويا مستداما وناجعا.

وبين الأمس واليوم أصبحت المنطقة تعيش حالة من الركود الاقتصادي لا مثيل لها، إذ بإمكان شخص عادي ملامسة هذا الوضع دون الحاجة إلى أن يكون محللا آقتصاديا، فيكفي القيام بجولة قصيرة في أسواقها أو في المقاهي التي أصبحت تنتشر في الإقليم، لكثرة الإقبال عليها من طرف العاطلين عن العمل وحاملي الشهادات وكدا التجار والصيادين وغيرهم، الذين تمكنت منهم براثن الأزمة التي طالت الإقليم ، والتي تجلت بوضوح فيما آل إليه ميناء الحسيمة والإختلالات التي يتخبط فيها، وما يترتب عن ذلك من تدني مردوديته وهجرة عدد لا يستهان به من مراكب الصيد في اتجاه موانئ مدن أخرى، بسبب ندرة الثروة السمكية التي تم آستنزافها والهجمات المتتالية للدلفين الأسود على شباك الصيد المستعملة، وما يترتب عن ذلك من خسائر فادحة لأرباب المراكب، والتي تضطرهم للهجرة خارج الإقليم، وفسح المجال للدلافين للإنفراد بهذه السواحل، هي ويخوت الخليجيين للاستجمام والإستمتاع بجماليتها واستباحة لها، وفق مخطط ممنهج لتحويله إلى منتجع ترفيهي، بعدما كان عَصب الاقتصاد المحلي للمنطقة برمتها .

وفِي ذات السياق، أي تراجع المحرك الأساسي لاقتصاد الإقليم ، تراجعت كذلك تحويلات العمولات التي كان أبناء المنطقة في ديار المهجر يغدقون بها على الإقليم، نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية التي ألقت بضلالها على هذه البلدان.

وإذا كنّا لا ننكر بعض المبادرات المحتشمة من طرف الدولة للنهوض بالإقليم، والتي لا ترقى إلى مستوى تطلعات أبناء المنطقة، فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي للإقليم لا يزال يراوح مكانه ولا يبعث عن التفاؤل، ما لم تجرأ الدولة على المستوى المركزي إلى تشجيع الاستثمار في الوحدات الإنتاجية القادرة على امتصاص آفة البطالة التي تنخر فئة عريضة من شباب المنطقة، وتوفير فرص عمل حقيقية لهم وانتشالهم من الضياع، والإسراع في إحداث جامعة تيسر لأبناء المنطقة كافة إمكانات البحث العلمي والمعرفي، أسوة بباقي الأقاليم والجهات، وما إلى ذلك من لبنات اقتصادية واجتماعية وآستشفائية ، تجعلنا نشعر بالانتماء الفعلي لهذا الوطن، الوطن في أسمى تجلياته !

عصام الزموري

عدد التعليقات (1 )

-1-
جاك
14 مايو 2017 - 15:30
يا المزوق فالعنوان اش خبارك فالمضمون
هذا ما مقال ما تا وزة
هذا سميتو تخربيق
سير تعلم اولدي
مقبول مرفوض
0
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

أضف تعليقك

line adsense

استغلال طفل في التسول يقود سيدتين الى المحاكمة بالحسيمة

 ادانت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة، سيدتين متهمتين باستغلال طفل في التسول وحكمت عليهما باربعة اشهر حبسا موقوف التنفيذ لكل واحد منهما وغرامة مالية قدرها... التفاصيل

مشاريع مختلفة لمواجهة نقص مياه الشرب والري بالناظور والدريوش

 عقدت وكالة الحوض المائي لملوية، امس الثلاثاء بالناظور، مجلسها الإداري برسم 2023، برئاسة الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، المصطفى فارس. وخُصص هذا الاجتماع، الذي حضره والي... التفاصيل

الطبقة العاملة باقليم الحسيمة تخلد ذكرى فاتح ماي

 على غرار العديد من المدن المغربية، احتفت نقابة الاتحاد المغربي للشغل، اليوم الأربعاء بمدينة الحسيمة، بعيد الشغل من خلال تنظيم تجمع خطابي ومسيرة جابت الشوارع... التفاصيل

حادثة سير خطيرة بمركز جماعة الرواضي باقليم الحسيمة

 شهد مركز جماعة الرواضي بإقليم الحسيمة، امس الاربعاء فاتح ماي، حادثة سير خطيرة، دون تسجيل خسائر في الارواح. وحسب مصادر متطابقة فيتعلق الامر بحادثة اصطدام جرافة... التفاصيل

توقف الخط البحري بين الحسيمة وموتريل يجر وزير النقل إلى المساءلة البرلمانية

 اثار التوقف المفاجئ للخط البحري الرابط بين مينائي الحسيمة وموتريل، والذي تؤمنه باخرة تابعة لشركة "ارماس" الاسبانية، استياء العديد من المواطنين باقليم الحسيمة، ولاسيما افراد... التفاصيل

line adsense