rif category
rif category

بولعيش يَكتب: من يخطط لما جرى ويجري في منطقة الحسيمة ؟

في الواجهة

24 شتنبر 2017 - 20:37

بولعيش يَكتب: من يخطط لما جرى ويجري في منطقة الحسيمة ؟

اللعب بالنار .. من يخطط لما جرى ويجري في منطقة الحسيمة ؟ من له كل هذا الدهاء العسكري والسياسي ليوصل المنطقة إلى ما وصلت إليه ؟ من يحمل في صدره كل هذا الحب للوطن إلى حد الزجِّ به في متاهات المجهول قد تفضي إلى نتائج عكس ما يُخَطَّط له ؟ ما جرى ويجري لا يمكن أن يكون إلا من فعل عبقري فريد زمانه.

فعوض التحقيق في التجاوزات التي عرفتها أحداث المنطقة وراح ضحيتها شباب أُحرقوا في بنك أو طُحِنوا قي شاحنة أزبال أو قتلوا بقنبلة مسيلة للدموع ، وتقديم المسؤولين الحقيقيين عنها لينالوا العقاب الذي يستحقونه، نجد طمسا أو محاولة طمس لهاته الملفات أو نفيا لها أو دفاعا عن مرتكبيها ! وعوض الاستجابة للمطالب السوسيو-اقتصادية للساكنة المحتجة، وهي مطالب بسيطة ومشروعة تطال مجالات التطبيب والتعليم والشغل، وغير مكلِّفة مقارنة مع ما يُهدَر من مال عام وثروات وطنية، نجد تشكيل لجن وقيام بتحريات وأبحاث ودراسات، وكأننا نبحث عن أشياء كامنة في وسط الكرة الأرضية، علما أنه من المعتاد والمعروف – مغربيا – أننا حين نشكل لجنا فبنيَّة إقبار الملفات المكلفة بها.

وعوض رفع العسكرة عن الإقليم وتخفيف درجة الاحتقان وتحسيس السكان بنوع من الاطمئنان والأمان، نجد تصعيدا قمعيا وتشديدا أمنيا بهدف ترهيب المحتجين وثنيهم عن الاستمرار في الاحتجاج ووأد الحراك.

وعوض فتح حوار جدي وهادئ مع قيادة الحراك حول مطالبهم، وإقناعهم بجدية المسؤولين في التعاطي مع هذا الملف المطلبي البسيط والعادل نجد اللجوء إلى الاعتقالات العشوائية، حتى الأطفال لم ينجوا منها، ومداهمة المنازل وتكسير أبوابها، وتعذيب المعتقلين وإلصاق تُهم كفكاوية لهم، والأحكام العشوائية الصادرة على مراحل بعشرات السنين في حق من حوكموا ، والبقية تأتي .. هذه الوضعية المبهمة، وهذا التعامل العنيف مع ملف اجتماعي اقتصادي يمكن الاستجابة له بسهولة، يدفعان للتساؤل: هل نحن فعلا في بلد يعيش في القرن الواحد والعشرين وعصر حقوق الإنسان المتشدَّق بها رسميا في كل آونة وحين؟ ألم نعد القهقرى إلى عهد الجمر والرصاص بقُفَّاز من حرير على اليدين، لكن بشكل أفظع ؟ ومَن المستفيدون الحقيقيون من استمرار وضع كهذا ؟ ألا يدفع هذا التعامل القمعي مع حراك سلمي في اتجاه مناسب للتطرف والقطيعة لن يزيد الهوّة بين الدولة (بمعناها العام ، وليس المخزن فقط) بمؤسساتها وأحزابها ومجتمعها المدني من جهة وساكنة الريف من جهة ثانية إلا عمقا ، بفقدان الثقة فيها كلّيا واعتبار أحزابها وتنظيماتها بدون استثناء دكاكين ؟ حذار من اللعب بالنار ، فقد يكون أول ضحية لها من يوقدها.

محمد بولعيش 

عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

line adsense

إطلاق مشروع الملعب الكبير بالناظور بميزانية تناهز 36 مليار سنتيم

 أُعلنت الجامعة الملكية لكرة القدم عن طلب عروض لانجاز التصميم وتتبع أشغال إنجاز ملعب لكرة قدم بمدينة الناظور، في خطوة جديدة لتعزيز البنيات التحتية الرياضية... التفاصيل

حادثة سير تخلف إصابة سبعيني بممر للراجلين وسط الحسيمة

 شهد شارع الحسن الثاني بمدينة الحسيمة، اليوم الخميس 25 دجنبر، حادثة سير أسفرت عن إصابة رجل يتجاوز عمره 70 سنة، وذلك بالقرب من مقر الباشوية،... التفاصيل

وكالة مارشيكا تطلق برنامج استثماري بـ900 مليون درهم

 صادق مجلس إدارة وكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا، خلال اجتماع ترأسته السيدة نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، على تعبئة غلاف مالي بقيمة 900 مليون درهم... التفاصيل

العثور على جثة مهاجر مغربي مصاب بطلق ناري داخل غابة بإقليم طراغونا الإسباني

 فتحت السلطات الإسبانية، خلال هذا الأسبوع، تحقيقًا قضائيًا بعد العثور على جثة  مهاجر مغربي داخل غابة بإقليم طراغونا، شمال شرق إسبانيا، تحمل آثار إصابة بطلق... التفاصيل

اطلاق مشاريع التهئية الحضرية بثلاث جماعات باقليم الحسيمة

 أعلنت شركة العمران بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة عن إطلاق صفقات جديدة تهم إنجاز الدراسات وتتبع أشغال التهيئة الحضرية بعدد من الجماعات الترابية التابعة لإقليم الحسيمة، ويتعلق الأمر... التفاصيل

line adsense