rif category
rif category

أولياء الدم .. يتواجدون بيننا ويجلسون مجالسنا

كتاب الرأي

23 دجنبر 2018 - 21:41

أولياء الدم .. يتواجدون بيننا ويجلسون مجالسنا

كلما وقعت جريمة إرهابية ،تعود مختلف الاقلام للحديث عن ما وراء ستار هاته الجرائم ،من يحرك الدمى الآدمية لفعل هاته الأفعال الشنيعة ؟

‌من يسمح لهاته الأفكار بالترسخ في عقلية شباب غالبيتهم مُحبطون ومرضى نفسيين؟؟

‌من هي الجهات الداعمة لهاته الأفكار ولو بطريقة غير مباشرة ؟؟؟

‌وبمجرد ما تنتهي محاكمة الجناة، أو تمر الأيام   يتناسى الإنسان ولاينسى تلك الجرائم الإرهابية .

‌والسؤال الأبرز الذي أعتبره مدخلا ،للإرهاب ،ماهي علاقة الجرائم المقترفة في إرتباطها السياسي والديني ؟ 

‌وهل يمكن القول أن هناك علاقة تكامل بين السياسي والديني في إختراق عقول الشباب والدفع بهم نحو هاته الجرائم النكراء ؟

وإن استرسلنا في طرح تساؤلات علاقة الدين بالسياسة والسياسة بالدين وهما معا بالإرهاب ،سنجد أن الأمر جد مترابط فالأول والثاني في علاقة إستغلال لبعضهم البعض عبر إستعمال الثالث كوسيلة ،وهذا نهج القوى العالمية الكبرى وما تفعله بالعالم العربي والإسلامي .

ولما أصبح العالم قرية صغيرة ،فما يحصل في ليبيا نعلمه في أمريكا وما حصل في الاراضي الشرق أوسطية يصلنا الى جنوب إفريقيا ،وبحكم المشترك بيننا نحن المسلمين ،فإن مايقع للشخص المسلم يتأثر به أخاه المسلم أيما تأثر،خصوصا إذا قُدم الخبر بطريقة تحرك مشاعرك وتجعل المعلومات المخزنة في لاوعيك تتحرك بشكل أوتوماتيكي .

وحتى لانبتعد عن موضوعنا الذي نسعى فيه للتحدث عن "أولياء الدم" بمعنى الأشخاص الذين يتاجرون في سوق النخاسة العالمي ب "الرقيق الاسلامي "، خصوصا في الفترات التي تكون فيها الحروب مُستعرة في بقعة من بقاع المعمور،وتكون أرضا ذات ساكنة إسلامية .

فكما هو معلوم لكل لبيب فإن السياسة العالمية وجدت ضالتها في فقهاء وعلماء " أولياء الدم" ،أغبياء لأبعد درجة أو أنهم يتاجرون وهم يعلمون أنهم من تجار الرقيق ،فيتحركون طبقا للإملاءات التي تملى عليهم سواء من أمريكا وإسرائيل بطريقة غير مباشرة ،أو بطرق مباشرة من طرف دول إسلامية كبرى كتركيا وقطر والسعودية والمُخزي أن قوة أمريكا وإسرائيل هي متحكمة فعليا في الدول الإسلامية الأخرى وتختلف درجة التحكم من واحدة لأخرى وخاصة في بعض الملفات .

إذن المهندس واحد والمنفذون الكبار ، يستعملون وسيلة تسمى "علماء" .

فحتى لاننسى ،أن الجرائم الإرهابية التي تقع لها سند ديني ،وسندها الديني يتم التعليل به من طرف من يعتبرونهم علماء .

وحتى لاننسى أيضا أنه منذ مايقارب الست سنوات من الآن وبالضبط بقاهرة المعز ،إلتئم مجموعة ممن يدعون أنهم فقهاء وعلماء ولهم علاقة بالدين ،إجتمعوا لنصرة الشعب السوري كما يقولون ،وجيشوا الشعوب الإسلامية لخوض الحرب ،وأصدروا بيانهم المُخزي بكون أن" الجهاد " واجب على كل مسلم ومسلمة  .

وكما قلنا في تساؤلنا السابق حول علاقة السياسي بالديني ،فإن هنا تكمن الإجابة ،إجابة تحالف الدين والسياسة لخدمة الإرهاب العالمي ،حيث تم حينذاك الدعوة للنفرة والجهاد بالنفس أولا وبالنفس أولا كما جاء في البيان الختامي حيث أكد ذاك الشيخ المصري على النفس مرتين ، والمال ثانيا نصرة للشعب السوري ،وبعد الاعلان مباشرة بدأت جحافل الرقيق تتوافد الى بلاد الشام وكل الطرق المؤدية إلى هناك سالكة وبدعم تركي وقطري وأمريكي وإسرائيلي .

فحتى لا ننسى أنه مباشرة بعد مرور سنة على هذا الترحيل الممنهج للشباب الإسلامي نحو بؤرة التوتر ،والزج بهم في أمرين لاثالث لهما ،إما الموت أو العودة للسجن.

نعم بعد مرور السنة من هذا "النفير المزعوم" ،تم إعطاء الانطلاقة من طرف القوى العالمية الكبرى لمايسمى ب " داعش" ،وبالتالي بداية حلقات جديدة من مسلسل القتل والنشر والحرق والاغتصابات وهلم جرا من وسائل لاتخطر على عقل بشر .

ففي كل وطن إسلامي تتواجد عقليات تؤمن بهذا الفكر الضال  وتتحين الفرص لتنفيذ ما تؤمن به من أعمال شيطانية ،وذاك الذي وقع في الأسبوع الماضي بضواحي مدينة مراكش المغربية حيث تم قتل مواطنتين أجنبيتين بريئتين بطريقة همجية .

وعليه فما أردت إيصاله هو أن "أولياء الدم" الحقيقيين لازالوا موجودون بيننا في كل دولة إسلامية  وينشطون في حركات إسلامية وأحزاب .

نعم أولياء دم أحرار طلقاء يعيشون بيننا ويحيون حياة البذخ بعيدا عن الزهد والتقشف الذي يشنفون به مسامع البسطاء من أبناء هاته الأمة الإسلامية .

وحتى نسمي الامور بمسمياتها،فإن أية جريمة إرهابية وبدافع ديني ومنها بطبيعة الحال  جريمة ضواحي مدينة مراكش ،يتحمل فيها كامل المسؤولية  كل من حضر وساند فكرة ذاك  المؤتمر الخبيث الذي إنعقد في يونيو من سنة 2013 بالقاهرة،حيث حضره مايقارب 76 ممثلا عن رابطات ومنظمات إسلامية وكان من أبرز الحركات الحاضرة ،الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والإخوان المسلمون ورابطة علماء الشام وإتحاد علماء إفريقيا وهيئة علماء المسلمين بالعراق والمؤتمر الدولي لنصرة الشعب الأحوازي،وبطبيعة الحال كان الفقهاء المغاربة حاضرين بقوة .

وخلاصة القول ،فإن" أولياء الدم "،يتحملون كامل المسؤولية في كل من فقد حياته إثر عملية إرهابية ، فأولياء الدم هم الذين غرروا بهؤلاء الآلات البشرية المُنفذة ،حيث تم شحنهم بأكاذيب على الله ورسوله وبفتاوي لا تمت لدين الله تعالى الحق بصلة .

وللإشارة فإننا إستحضرنا مؤتمر يونيو  2013 للحديث عن التاريخ القريب لهؤلاء الشياطين الذي يدّعون أنهم علماء وفقهاء، وهم في حقيقة الأمر مجرد " تجار دين وأولياء دم " .

أما تاريخ الجماعات الاسلامية فهو مليء بمثل هاته الإجتماعات التي تسعى لخدمة الشيطان ليس إلا .

إسماعيل أجرماي 

عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

line adsense

تحسن نسبي مرتقب في الأحوال الجوية بالمغرب بعد أيام من الاضطراب الجوي

 تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية استمرار تأثير منخفض جوي على شمال البلاد، ابتداء من يوم الأحد، حيث يُرتقب أن تشهد عدة مناطق بشمال ووسط المملكة... التفاصيل

إمزورن.. طرق متآكلة وأحياء ناقصة التجهيز تثير استياء الساكنة

 تعرف الشوارع الرئيسية بمدينة إمزورن انتشارًا واسعًا للحفر والتشققات، ما أثار استياء الساكنة والزوار، خاصة مع تدهور عدد من المحاور الطرقية الحيوية التي تشهد حركة... التفاصيل

فيضانات قرب مالقا بعد أمطار طوفانية تضرب جنوب إسبانيا

 شهدت مناطق قريبة من مدينة مالقا، جنوب إسبانيا، خلال ليلة السبت 27 إلى الأحد 28 دجنبر 2025، تساقطات مطرية غزيرة أدت إلى حدوث فيضانات بعدد... التفاصيل

تساقط كثيف للثلوج بمرتفعات إقليم الحسيمة

 شهدت المرتفعات الجبلية بالمغرب، خلال 24 ساعة الماضية الممتدة من صباح الأحد 28 إلى صباح الاثنين 29 دجنبر، تساقطات ثلجية كثيفة واستثنائية، همّت سلاسل الأطلس... التفاصيل

تجديد هياكل الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم بالحسيمة

 عقد الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم (ا.م.ش) بمدينة الحسيمة، يوم الأحد 28 دجنبر، جمعاً عاماً لتجديد هياكله التنظيمية، وذلك بحضور منخرطين يمثلون مختلف فئات قطاع... التفاصيل

line adsense