rif category
rif category

رأي: هل يحتاج المغرب الى مصالحة جديدة مع الريف ؟

في الواجهة

29 أبريل 2019 - 21:28

رأي: هل يحتاج المغرب الى مصالحة جديدة مع الريف ؟

عند استقراء او محاولة فهم ما جرى ويجري على مستوى علاقة الدولة بمنطقة الريف مند الاستقلال الى اليوم، الأكيد أن هذه العلاقة تحتاج الى الفهم والى الدراسة. وبقراءة سريعة لتاريخ و واقع ومستقبل علاقة الدولة بمنطقة الريف، يمكن الإشارة الى محطتين أساسيتين :

الاولى، هذه المرحلة تمتد طيلة عهد الراحل الملك الحسن الثاني، حيث اتسمت هذه العلاقة بشكل عام بالتوتر او سوء الفهم أو في أقصى الحالات بنوع من البرود والفتور، بفعل تراكم مجموعة من الاحداث والوقائع التي لا يتسع المجال للخوض فيها .

الثانية، امتدت هذه المحطة منذ تولي الملك محمد السادس الحكم الى سنة 2017، حيث قام الملك بعدة مبادرات ومجهودات لطي صفحة الماضي المتشنجة، وعمل على فتح عدة اوراش تنموية في كافة مناطق الريف(الريف بمفهومه الجغرافي يمتد من طنجة الى تخوم وجدة)، بالاضافة الى قيامه بمبادرات، اتسمت بالرمزية والعفوية (قضاء العديد من عطله الصيفية بهاته المناطق)، الامر الذي لقي استحسانا وصدى طيّباً من طرف ساكنة الريف.

لا يختلف اثنان أن المجهودات الكبيرة التي قام بها الملك، ساهمت في تضميد جراح الماضي، وتأسيس لمرحلة جديدة على مستوى علاقة الدولة بهذه المناطق وساكنتها، وهو ما انعكس إيجاباً على تخطي الموروث الثقافي والتاريخي الذي تكرس وفق سياقات تحتاج الى الفهم والاستيعاب.

انفراج او علاقة جديدة بدت تلوح في الأفق لم تعمر طويلاً، نتيجة سوء الفهم الذي ظهر بفعل بروز وتنامي موجة الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي، سرعان ما تطورت الي أشكالا اتارث توجس السلطة، واتخذت منحى كان من الممكن تفادي نتائجه.

وارتباطا بالواقع الحالي فالمقاربة التي اعتمدت في معالجة هدا الوضع افضت الى ظهور قراءات مختلفة حول تدبير هذا الملف، وضريبته الحقوقية والسياسية. حيث يرى الفريق الاول ان القضاء قال كلمته في هذا الملف، وحسم الامر وان أي تراجع قد يمس هيبة الدولة ومؤسساتها، اما الفريق الثاني، فيرى ان الدولة مطالبة بإعادة النظر في التعاطي مع هذا الملف من خلال بعض المداخل السياسية كإصدار عفو من طرف ملك البلاد على المعتقلين الشباب وإغلاق قوس التوثر وتجنيب البلاد مشاكل واضطرابات ليست في حاجة إليها.

بين الفريقين، من المؤكد والمرجح ان هناك تباين واختلاف عميق لايسعف ولا يساعد على تجاوز الوضعية الراهنة، لكن المغرب في ظل التحديات والرهانات الداخلية والإقليمية والدولية، يحتاج الى جبهة موحدة، والي تحكيم منطق العقل وتجاوز القراءات الظرفية المتسرعة واستحضار وتغليب مصلحة الوطن، وهذه الجبهة لا يمكن تحقيقها الا من خلال فتح نقاش حقيقي يؤسس لمصالحة جديدة بين المركز والريف.

محمد الزهراوي/ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش

line adsense

عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

line adsense

منظمة شباب الأصالة والمعاصرة تختتم مؤتمرها الوطني الثاني وتنتخب قيادة جديدة

 اختتمت منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، اليوم السبت بمدينة بوزنيقة، أشغال مؤتمرها الوطني الثاني، المنعقد يومي 26 و27 شتنبر تحت شعار “شباب يقود، أمل يعود”.... التفاصيل

موكب زفاف مغري يثير الفوضى في بروكسيل

 شهد الطريق الدائري ببروكسيل، يوم أمس السبت، حالة من الاضطراب المروري بسبب موكب زفاف تسبب في عرقلة حركة السير، بعدما عمد بعض المشاركين إلى التلويح... التفاصيل

اطلاق مشروع لصيانة طرق إقليمية بالحسيمة

 أطلقت المديرية الإقليمية للتجهيز والماء بالحسيمة مشروعا يهدف إلى صيانة مجموعة من المحاور الطرقية بالإقليم، بميزانية تقدر بحوالي 232 مليون سنتيم. ويشمل المشروع الطريق الإقليمية رقم... التفاصيل

الحسيمة.. 1,2 مليار لبناء قاعة رياضية بجماعة بني حذيفة

 وضعت جماعة بني حذيفة بإقليم الحسيمة اللمسات الاخيرة الخاصة بمشروع إنجاز قاعة رياضية متعددة التخصصات، بميزانية إجمالية تناهز 12 مليون و300 ألف درهم، وذلك في... التفاصيل

انفجارات قوية تهز عمارة سكنية في هولندا

 شهدت مدينة ريسفايك الهولندية ظهر اليوم الأحد انفجاراً عنيفاً داخل شقة سكنية تقع في الطابق الرابع من عمارة مكونة من 12 طابقاً بشارع "أوكارينالان"، ما... التفاصيل

line adsense