مع اقتراب الانتخابات .. "الكيف" يعود إلى معترك التدافع السياسي

2 نونبر 2019 - 16:19

مع اقتراب موعد الانتخابات في المغرب، يعود موضوع زراعة القنب الهندي المعروف بـ"الكيف"، و مطالب تقنين هذه الزراعة و الوضعية الاجتماعية والقانونية لمزراعي هذه النبتة إلى واجهة التدافع السياسي؟

وعاد مجموعة من الفرقاء السياسيين إلى إثارة موضوع زراعة "الكيف" و وضعية مزارعيه بجبال شمال المغرب، بعد أن تمت اثارته قبيل الانتخابات السابقة، وفي هذا الصدد اعتبر المستشار البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة العربي المحرشي، أن البام عندما تقدم سنة 2014 بمقترحي قانون يتعلق أحدهما ب “إصدار عفو عام على مزارعي القنب الهندي” المتابعين في قضايا ذات صلة والآخر يهم “تقنين زراعة نبتة القنب الهندي” (الكيف)، كان الهدف من ذلك هو الترافع عن المزارعين البسطاء وحفظ كرامتهم ومعالجة الإشكال الذي يتخبطون فيه في مجموعة من المناطق المغربية وخاصة في الشمال.

إلى ذلك، ذكر المحرشي، خلال حلوله ضيفا، يوم الخميس 31 أكتوبر الجاري، على برنامج “شبابيك” الذي يبث على قناة العربي الفضائية في حلقة خصصت لموضوع: “بذور الحشيش الهجينة تغزو حقول المغرب”، (ذكر) أن حزب الأصالة والمعاصرة كان يأمل من الحكومة التجاوب بشكل إيجابي مع المقترحين السالف ذكرهما كما هو الحال بالنسبة للتجاوب مع مقترح حزب الاستقلال حول نفس الموضوع وبالتالي فتح نقاش في هذا الباب يمكن أن يشكل الحل لهذا الملف.

وحمل المحرشي المسؤولية للحكومـــة في عدم التجاوب مع المقترحين، مؤكدا على أن البام قدم نصا يتضمــــن اقتراحات عملية وحلولا، كما نظم ندوة على مستوى البرلمان بحضور خبراء دوليين ومغاربة، وذلك بغية فتح النقاش حول الموضوع والتوجه نحو المساهمة الجماعية في إيجاد الحلول لهذا الملف المؤرق والاستفادة في هذا الصدد من تجارب الدول التي قامت ب “تقنين الكيف” بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية (16 ولاية أمريكية اختارت التقنين).

وأضاف المتحدث على أن الشق الاجتماعي لموضوع “القنب الهندي” يشكل مأساة حقيقية فهناك العديد من الأباء المتابعين قضائيا والذين هم في حالة فرار غير قادرين على التواصل مع عائلاتهم والاطلاع على أحوال الصحة والدراسة بالنسبة لأبناءهم … وقال المحرشي: “نعتقد أن الحكومة لم تطلع على مقترحي البام بالشكل الجدي والمتمعن” ودعاها مجددا إلى تغليب مصلحة الوطن والمواطنين بعيدا عن أية مزايدة سياسية.

ومن جهته أثار نور الدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، وضعية مزارعي 'الكيف'، و ذلك خلال تدخله في المناقشة التفصيلية للمادة 8 من قانون المالية الدي يناقش في لجنة المالية بالنواب.

وقال مضيان بأن هناك أنهارٌ من الأموال لدى أصحاب "الحشيش" يجب أن يستفيد منها الاقتصاد الوطني لأن أصحابها بذلوا مجهوداً في زراعة العشبة ورعايتها واستفادوا من مخطط المغرب الاخضر في مجال التنقيط والاسمدة وأن هؤلاء يمكنهم خدمة الاقتصاد الوطني من خلال دعمهم وتشجيعهم على إدخال أموالهم للبنوك المغربية بذل أن تضيع وهي مخبأة في البيوت.

وقال مضيان أنه مستعد لمرافقة الوزير وأعضاء لجنة المالية لزيارة هذه المزارع بمناطق "الكيف" شمال البلاد ومقابلة أصحاب هذه الاموال التي تتقادم بسبب خوف أصحابها من دفعها للابناك وأنه يعرف أحدهم يملك أموالاً تحمل صور الحسن الثاني ولا زال يحتفض بها بسبب خوفه من الابناك.

وشدّد مضيان على ضرورة العفو عن مزارعي الكيف و اوقيف جميع المتابعات في حقهم قائلاً: "هؤلاء هم من يستحق العفو والتسامح".

دليل الريف