rif category
rif category

السياحة ما بعد كورونا.. وأمل الانتصار قائم

كتاب الرأي

21 أبريل 2020 - 16:47

السياحة ما بعد كورونا.. وأمل الانتصار قائم

فمنذ تدابير الإغلاق الصحي وبقاء الناس في منازلهم الذى فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد، التي شلت الحياة العامة. وجعلت عواصم العالم التي كانت لا تتوقف فيهم الحياة إلى مدن أشباح. مما جعلت الطبيعة تستعيد أنفاسها، ومعها الكائنات المختلفة، حيث تذوقت الحيوانات والنباتات طعم الهدوء كما كان سائداً قبل عصور.  

إن تداعيات السلبية للجائحة كوفيد -19 التي تسببت في أزمة اقتصادية واجتماعية وصحية..،  تزامنت بسيد الفصول الأقرب إلى القلوب "فصل الربيع"، فضلا عن تساقطات المطرية التي ارحمنا به الله بمختلف أنحاء البلاد. هذا، ربما يجعل الإنسان يدرك ما مدى قيمة وأهمية الطبيعة التي هي غذاء الروح خاصة في هذه الأثناء "الحجر المنزلي".

فعلى ذكر أهمية الطبيعة، فإن مستقبل المغرب السياحي ما بعد كوفيد 19، صيف 2020، ربما قد يكون استثنائيا.. في الوقت الحالي لا نعرف متى أو كيف سيمر الوباء بعد إعلان تمديد المدة للحظر الصحي إلى غاية 20 ماي. وبمجرد تتحسن أزمة الصحة العامة بعد رمضان المبارك. المغاربة يحتجون إلى السفر نحو أماكن أكثر آمنا، لرؤية التغييرات الملموسة الفعلية التي حصلت في الطبيعة. مع إنهاء حالة الطوارئ الصحية اثناء فترت رمضان، ودخول فصل الصيف مما يجعل  الطلب السياحي الداخلي في التزايد، خصوصًا نحو السياحة القروية القائمة على الطبيعة، الوجهة السياحية البديلة للجيل من السياح المحليين، وذلك من أجل النزهة والتمتع  بالمؤهلات التراثية الطبيعية التي تزخر به مناطق القروية المغربية، شريطة الحفاظ والحماية به. في إطار السياحة المسؤولة التي تحترم فيه معاير البيئة والتنمية المستدامة، والخصوصيات سكان  المحليين حسب كل منطقة قروية، والرفع من مستوى إنعاش التنمية السياحة القروية المحلية بصورة مستدامة. وتشجيع التجربة الجديدة للمشاريع السياحية البديلة التي أصبحت تعرف  بالمآوي القروية ودار الضيوف أفضل من الفنادق المصنفة، زد على ذلك الأكلة الطبيعية للمنطقة (ًBIO). ومن هذا المنطلق يجب علينا كفاعلين ومنتخبين ومؤسسات... العمل من اجل التسويق والترويج لهذا النوع من السياحة لضمان استمرارية لأصحاب المشاريع وخلق فرص الشغل لتخفيف من البطالة القروية، خاصة في المناطق الريفية المهمشة على سبيل المثال إقليم وزان وشفشاون والحسيمة، وقرى بالأطلس الصغير والكبير، والصحراء. 

السؤال الذي يطرح نفسه ماذا أعدت وزارة السياحة للعالم القروي، من مشاريع التنمية السياحية القروية ضمن مخططاتها؟ علما ان عالم القروي يشمل مجموع المقومات والمعطيات الطبيعية، التاريخية، الحضارية والثقافية.. أصبح عالم القروي في الوقت الراهن عنصر من العناصر الجذب السياحي، كل التوقعات المستقبلية حسب المراقبين في مجال السياحة تشير إلى أن هذا النوع من السياحة ما بعدًجائحةًكرونا، سوف تأخذ نصيبها مستقبلًا كباقي أنواع السياحة الأخرى.  

فيجب على الوزارة المعنية التفكير من الان في إعداد التخطيط العلمي السليم، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية خصوصًا في العالم القروي، من خلال احترام البيئة وحماية الموارد الطبيعية من الخراب والتلوث، بالإضافة إلى استيفاء كل مشروع سياحي قروي مجموعة من الشروط البيئية – لتكون التنمية السياحية صديقة للبيئة، والقيام بكل مشروع سياحي بتحديد وتقييم الأثر البيئي (إيجابي أم سلبي)، ووضع أصول وحلول لكيفية النهوض بالبيئة وحمايتها بالتصاميم المرتبطة بالبيئة والتي تعكس أصالتها، وذلك بإشراك الفاعلين المحليين في المجال قصد المساهمة في أي مشروع.  

عبد المالك بوغابة

رئيس المنتدى المتوسطي للسياحة  

عدد التعليقات (2 )

-1-
مصطفى مرون
21 أبريل 2020 - 21:15
تحياتي أستاذي الفاضل،
إنه لمن دواعي الفخر والإعتزاز ، أن نرى أناس يهتمون بهذا القطاعالسياحي خصوصاالسياحة القروية. بل لهم غيرة مطلقة على تنميته والعناية بثقاقة مناطقه وتقاليد ساكنته. وما هذه الفترة إلا اختبارا لأولي الإختصاص حتى يتسنى لهم دراية ما هو فقير ( أي قطاع السياحة القروية) للمكونات الأساسية وما هو لا يحتاج إلا للصيانة .
سيدي الفاضل، لماذا لا تستغلون هذا الظرف وتعملون على تصوير برامج وثائقية كل في جهته حسب برنامج يكون مدروسا من طرف جمعيتكم المحترمة، ومشروعا يبين لنا مدى تأثر الطبيعة السياحية وما الذي يمكن تداوله من جهة المسؤولين عساهم ينفطون الغبار على هذا القطاع الحيوي.
تحياتي أستاذي الكريم.
مقبول مرفوض
1
-2-
سائح
23 أبريل 2020 - 16:02
أعتقد أن بعد رفع الحجر الصحي على المواطنين و الذي لانعرف متى سيتم الإعلان عنه و الذي سيكون بطبيعة الحال بشكل تدريجي حسب الخصوصية الديموغرافية و الوبائية لكل منطقة منطقة، ستحتاج المرحلة المقبلة إلى اتخاذ تدابير احترازية والاحتطياطات الضرورية و اللازمة في التعامل مع هذا الوباء غير المتحكم فيه بعد و الذي لم يقل كلمته الأخيرة لحد الأن. و حسب الخبراء و المختصين في تدبير الجائحة فإن المرحلة المقبلة إذا لم نحسن أدائنا و تعبئة جميع أفراد المجتمع للإلتزام بالإجراءات الوقائية الصارمة بتجنب التجمعات البشرية و الاختلاط المكثف مع باقي الناس سوف تحمل في طياتها الكثير من المفاجئات و المخاطر ستكون أكثر فتكا من الأولى حيث سيتعرض المجتمع الذي أنهكته الأزمة الحالية والتي ما فتئ يواجهها بكل ما يملك من جهد و قوة إلى موجة ثانية من الإصابات سيصعب التغلب عنها وربما ستكون أكثر كارثية على الناس و المجتمع خاصة السياح الذين يفدون بكثرة على أماكن مغلقة سيما داخل المأوي و الدور السياحية في وسط القروي التي تفتقر في بعض الأحيان إلى شروط النظافة و الوقاية الضرورية.
مقبول مرفوض
0
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

أضف تعليقك

line adsense

الحسيمة.. الضمان الاجتماعي يُغرم ارباب مقاهي ومطاعم لم يصرحوا بأجرائهم

 قامت اللجنة الجهوية للمراقبة والتفتيش التابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بزيارة مفاجئة الى عدد من المقاهي والمطاعم بمدينة الحسيمة، وتحرير محاضر تتضمن غرامات مالية ضد... التفاصيل

مشروع لفتح طريق الى جبل "مورو بياخو" من مدخل مدينة الحسيمة

 اعلنت عمالة اقليم الحسيمة، عن اطلاق الدراسات التقنية، لفتح طريق التفافي يؤدي الى جبل مورو بياخو، انطلاقا من مدخل المدينة. وياتي هذا المشروع لتسهيل وصول المواطنين... التفاصيل

المغرب يفكك خلية كانت تحضر لتنفيذ اعمال إرهابية

 تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، اليوم الجمعة، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من خمسة عناصر موالين لتنظيم “داعش” الإرهابي،... التفاصيل

حجز ازيد من 5 اطنان من الحشيش بالحسيمة

 فتحت المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة الحسيمة بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، اليوم الجمعة، وذلك لتوقيف جميع المتورطين في محاولة تهريب خمسة أطنان... التفاصيل

نقل 28 مهاجرا الى ميناء الميريا بعد اسبوع من صولهم الى جزيرة البوران

 أفادت منظمات حقوقية اسبانية ان البحرية الاسبانية، قامت اليوم الجمعة، بنقل 28 مهاجرا سريا، كانوا على جزيرة البوران وسط البحر الابيض المتوسط منذ يوم الجمعة... التفاصيل

line adsense