rif category
rif category

منعم شوقي يكتب :مئة سنة من العزلة ويوم فرح.. رسالة هادئه لمنتقدي المهرجان الدولي للسينما

كتاب الرأي

22 دجنبر 2023 - 20:53

منعم شوقي يكتب :مئة سنة من العزلة ويوم فرح.. رسالة هادئه لمنتقدي المهرجان الدولي للسينما

انتهت فعاليات الدورة 12 من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، والذي ينظمه سنويا مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم.

قد لا يختلف اثنان أن هذا الحدث الفني والثقافي والسياسي أيضا يعتبر لحد الآن من أبرز وأكبر الأنشطة التي تحتضنها الناظور مع احترامنا طبعا لكل المبادرات الجمعوية الأخرى، والتي تهدف بدورها إلى محاربة الركود وخلق المتنفسات وتشجيع التنمية بالمنطقة. والأكيد، أن المهرجان الدولي للسينما هو كغيره من الأنشطة التي لها نصيب وافر من النجاح الذي يستوجب الإشادة والتنويه، مثلما قد تحتاج أيضا إلى لفت الانتباه والتوجيه في بعض ما يستلزم التصحيح والتصويب. ويبقى الأهم في كل هذا هو التعبير بحسن نية عن الرغبة في التجويد والتشجيع على الاستمرارية حتى يتواصل الإشعاع وتتضاعف المزايا.

لقد قرأت الكثير مما قيل في المهرجان الدولي للسينما والذاكرة والمشتركة بالناظور.. وخلال ذلك، لم يستوقفني الكم الهائل من الكتابات المشيدة بالحدث سواء تلك المخطوطة بأقلام محلية ووطنية، وسواء كذلك تلك القادمة من مختلف دول العالم، بل إن ما أثار استغرابي هي بعض التدوينات التي أجزم بأن أصحابها لا يقصدون نصحا أو إرشادا بقدر ما يريدون وأد المهرجان لأنهم لم يحظوا فيه بما يأملون.

إن هؤلاء الذين لا يعرفون سوى توجيه سهام الانتقاد لا يمكنهم بتاتا أن يكونوا قضاة يحكمون بالعدل.. فهم يتعمدون تجاهل كل شيء جميل، ويكرسون كل وقتهم للنبش في وسائل الهدم.. إنهم يتجنبون الخوض في ذكر المحاسن، ويسهرون على اقتفاء مواطن الردم.. وهنا طبعا، سيستحيل الأخذ بكلامهم  لأنه لا يمكن القياس مع وجود الفارق.

لقد استطاع المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور أن يضمن استمراريته لاثنتي عشرة دورة على التوالي.. وهو مقبل الآن على نسخته الثالثة عشر نهاية ماي القادم. والأمر ليس بالهين كما قد يتراءى للبعض لأنه يستلزم نفسا طويلا وصبرا جميلا وبحثا دؤوبا عن الموارد المالية والبشرية.. فكم عاصرنا في هذه المدينة من اندثار لأنشطة رائدة وملتقيات بديعة.. ويكفي أن نذكر. منها. على سبيل المثال لا الحصر مهرجان الأغنية الشعبية ومهرجانات الانطلاقة الثقافية ومهرجان "إيرار أورار".. لقد آلت جميعها إلى الزوال لسبب أو لآخر.. فهل هؤلاء يبتغون نفس المصير لهذا المحفل الفني الذي يستضيف أسماء ساطعة من مختلف أنحاء المعمور!!.. إنها قامات فنية وثقافية وسياسية تستقطبها إدارة المهرجان بكل حنكة وكفاءة.. أسماء مثل الفنان اللبناني مارسيل خليفة والموسيقار العراقي نصير شمة وآخرون كثيرون.. وأسماء مغربية تألقت بديار المهجر منها على سبيل المثال أحمد أبوطالب عمدة روتردام ونجاة بلقاسم أول وزيرة عربية بفرنسا، وكذا شخصيات سياسية دولية كخوسي لويس ساباتيرو الرئيس السابق للحكومة الاسبانية وخوان مانويل سانتوس الرئيس الكولومبي السابق وعدد كبير من وزراء قارة أمريكا الجنوبية الذين يشتغلون إلى جانبنا في قضية وحدتنا الترابية.. ثم من جهة أخرى، ألم يحاول المهرجان خدمة الفن المحلي عبر عرضه لعديد الأفلام الأمازيغية وتكريمه لعدد من نجومها كلويزة بوسطاش وسميرة المصلوحي وغيرهما.. فهل كل هذا العمل الفني والثقافي والسياسي لا يستوجب الإشادة قبل التطرق لما يجب تصحيحه وتطويره!!.. هل من المنطق والأخلاق أن نغمض أعيننا عن كل هاته النجاحات في تدويل اسم مدينة الناظور لنكتفي بفتحها على معاول الهدم والتقزيم!!.. ألم نصل بعد إلى درجة الاعتراف بجهود الآخرين قبل تقديم النصح الواجب بكل أدب واحترام!!..

ومن جهة أخرى، ألا يكفي المهرجان فخرا أنه مناسبة سنوية تتجدد خلالها الدعوة إلى تشييد قاعة سينمائية تليق بهذه المدينة العزيزة؟؟.. أليست هذه الميزة كافية ليلتئم حولها الفنانون والممثلون والمخرجون؟؟.. وفي هذا الإطار، فقد بلغني من مصادر موثوقة أن وكالة مارشيكا مشكورة قد برمجت بناء قاعتين للسينما قبالة ماكدونالد مما يوحي أن صدى المهرجان قد وجد آذانا صاغية ومتفاعلة. 

إنني أستغرب كيف يمكن لأحدهم أن يحارب هذا المهرجان الذي يشكل فرصة سنوية لتلاقي الفنون والحضارات، ولخدمة قضايانا الفنية والثقافية والسياسية، وكذا لخلق حركة اقتصادية محلية لفائدة أرباب الفنادق والمطاعم ووكالات الأسفار وشركات الأمن الخاص وشركات التصوير والتواصل وغير ذلك من الأفراد في مختلف التخصصات والمجالات. إنني أستغرب تجاهل كل هذا رغم أن الحدث تنظمه جمعية مدنية تبذل قصارى جهدها للإسهام في إنعاش المدينة عبر طريقتها الخاصة.. فما الذي منع المنتقدين من تقديم الأفضل؟؟.. ما الذي جعلهم يتخصصون في الهدم بدل اللجوء للمبادرة والبناء؟؟.. لماذا يتفننون في حفر القبور بدل إرساء دعائم أنشطة هادفة ورائدة؟؟.. لماذا لا تتصف نفوسهم بروح المنافسة نحو الأفضل والأجود؟؟.. 

 إن الكمال صفة من صفات الله تعالى.. ولاشك أن المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور يحتاج إلى من يأخذ بيده ويعينه بالتوجيه والنصح والإرشاد حتى يكون أكثر نفعا وتألقا.. ولكنه أبدا غير مستعد لسماع تفاهات أولائك الذين يكرهون رؤية نجاحات غيرهم.

 منعم شوقي : صحفي وفاعل جمعوي

line adsense

عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

line adsense

شباب الريف الحسيمي ويحقق أول انتصار في البطولة

 حقق فريق شباب الريف الحسيمي انتصاره الأول في بطولة القسم الأول هواة – شطر الشمال، بعد تغلبه على ضيفه الوفاء الفاسي بهدف دون مقابل، في... التفاصيل

التحقيق مع شرطي في مدريد بتهمة قتل تاجر مخدرات بالرصاص

 يخضع شرطي إسباني من وحدة مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة بتهمة القتل على خلفية حادث وقع في يناير الماضي بشارع "سينيـسيو ديلغادو" في مدريد، أسفر عن... التفاصيل

حجز مبلغ ضخم من العملة الصعبة لدى مهاجر بميناء الناظور

 أحبطت عناصر الجمارك بالمحطة البحرية لميناء الناظور، أمس الجمعة، محاولة إدخال مبلغ مالي ضخم يقدر بـ70 ألف و100 يورو، دون أن يتم التصريح به لدى... التفاصيل

منظمة شباب الأصالة والمعاصرة تختتم مؤتمرها الوطني الثاني وتنتخب قيادة جديدة

 اختتمت منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، اليوم السبت بمدينة بوزنيقة، أشغال مؤتمرها الوطني الثاني، المنعقد يومي 26 و27 شتنبر تحت شعار “شباب يقود، أمل يعود”.... التفاصيل

موكب زفاف مغري يثير الفوضى في بروكسيل

 شهد الطريق الدائري ببروكسيل، يوم أمس السبت، حالة من الاضطراب المروري بسبب موكب زفاف تسبب في عرقلة حركة السير، بعدما عمد بعض المشاركين إلى التلويح... التفاصيل

line adsense