محمد اشهبار : كيف وصف بودرا الريفيين بالسذاجة و الإندفاع؟

23 غشت 2012 - 00:43

في كل خرجة إعلامية لرئيس جهة تازة – الحسيمة – تاونانت، محمد بودرا يسعى جاهدا إلى تحميل ما وقع و يقع في أريف من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، إلى أطراف سياسية و خارجية دون أن تكون له الجرأة السياسية لتسمية الأشياء بمسمياتها، ففي حواره الأخير الذي نشر في مجموعة من المواقع الإلكترونية، تحدث فيه عن احتجاجات 58 – 59 حيث اعتبرها نتيجة لتحريضات بعض النخب منها الخطيب، دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن السياق التاريخي الذي جاءت فيه هذه الإنتفاضة وكذا مطالبها، كما اعتبر الإحتجاجات الأخير التي عرفتها المنطقة (آيث بوعياش) كانت نتيجة استغلال بعض الأطراف السياسية الخارجية لسذاجة و اندفاع الريفيين، ونظرا لما يحمله هذا الحوار من مغالطات و تشويه خطير للحقائق التاريخية، والاستهزاء بنضالات الجماهير الشعبية، والانتقاص من قيمة ذاكرة أريف، سأحاول الوقوف عند بعض النقط بالتحليل والمناقشة دون الخوض في التفاصيل التاريخية الدقيقة، سعيا مني تبيان الهوة السحيقة الموجودة بين ما ذكر في الحوار وما هو موجود في التاريخ و الواقع.

لقد سبق السيد بودرا في نص استقالته، في يوم 21 فبراير 2011 والتي تراجع عنها بعد ذلك بـ 24 ساعة، قال بأن أطراف وصراعات سياسية، هي التي كانت وراء إحراق الحسيمة، بل وصلت به الوقاحة الساسية إلى اتهام شباب من بوكيدارن، آيث بوعياش، و إمزورن جاءوا لإحراق الحسيمة، ولقد كان لنا مقال في هذا الصدد. لماذا يقحم السيد بودرا الأطراف السياسية و الخارجية فيما آلت إليه الأوضاع في أريف، وما عرفته من انتهاكات لحقوق الإنسان و من الإعتقالات و المحاكمات الصورية دون أن يتجرأ على تحميل المسؤولية للدولة و النظام القائم على جرائمه؟

إن إقحامه لهذه الأطراف السياسية واعتماده لمغالطات تاريخية، واستعماله لبعض المفاهيم التي لقنت له، تأتي في سياق محاولة تحويل النقاش العمومي حول تورط الدولة بأجهزتها المختلفة في الجرائم المقترفة في حق أبناء أريف الذين يطالبون بالعيش الكريم و الحرية و العدالة إلى متاهات القصد منها محاولة التستر على تورط النظام و محاسبته.

لقد حاول بودرا من خلال هذا الحوار ربط أحداث 58 – 59 و أحداث آيث بوعياش 2012 بالإندفاع و السذاجة لدى الريفيين إذ يقول بالحرف " مباشرة بعد الإستقلال لجأت بعض النخب كالمرحوم الدكتور الخطيب إلى أريف سنة 1985 و حرضت سكانه على الإحتجاج و التظاهر" كما يضيف قائلا "إنني مرة أخرى أؤكد أننا ضحية لمؤامرات متعددة الأطراف، أرادت أن تنسف كل مصالحة مع أريف مستغلين سذاجتنا و اندفاعنا" من خلال هذا الكلام يمكن لنا أن نستشف أنه يريد أن يلعب على مجموعة من الأوتار يمكن أن نذكر منها مثلا أن اختياره للخطيب و دوره على التحريض لم يكن اعتباطيا، بل كان الغرض منه استقطاب و شحن بعض أبناء الريف ضد البيجيدي، في تشويه مخز و مخجل للتاريخ، لحسابات سياسية ضيقة ولو كان ذلك على حساب تضحيات بطولات و أمجاد أجدادنا في مواجهة الآلة القمعية لولي العهد الحسن بن محمد.

إن انتقاء و توظيف فعل "حرض" لم يكن محض صدفة و إنما متعمدا من أجل التقليل من شأن الانتفاضة و صانعيها من أبناء أريف، و محاولة النيل من دور و شجاعة سلاّم أمزيان، لأن اعتبار أن أبناء الريف و سلاّم أمزيان مُحَرَّضين يعطي لهم صبغة الجهل بحقيقة الأوضاع السياسية آنذاك، و المآلات التي يمكن أن تأول إليها الأوضاع، في حين يعطي صبغة العلم و المعرفة لدى المُحَرِضين، وهذا خاطئ، لأن السياق التاريخي الذي جاءت فيه هذه الانتفاضة يشبه إلى حد كبير، انتفاضة أريف الأخيرة، إذ جاءتا نتيجة طغيان النظام المخزني و انتشار الفساد و ضد سياسة الحزب الوحيد في التحكم في أجهزة الدولة و مؤسساتها لتوظيفها لأغراض حزبية، بل تعبير عن إرادة شعبية قوية وقناعة مبدئية، ضد الأوضاع اللاإنسانية، بل جاءتا نتيجة النخوة و الكرامة و ليس نتيجة السذاجة و الاندفاع فكفاكم محاولة لتحريف الحقائق، إذا كان الأمر كما تقول سيد بودرا، فهل يمكن اعتبار القابعين في السجن و مندفعين؟ أليس كلامكم هذا هو تثمين على إقدام النظام على مثل هذه المحاكمات الصورية؟ لم يكتف السيد بودرا بهذه الاتهامات في حق أبناء أريف بل بلغ به الأمر إلى اعتبار أن الحراك الذي عرفه أريف ليس حراكا ريفيا محضا، و بهذا المنطق فإن المزج بهم في السجن على خلفية هذه الاحتجاجات، أتوا من جزيرة الواقواق، وكأنه يريد بذلك أن يجردهم من هويتهم الريفية، إذ يقول بالحرف " الحراك الذي وقع في أريف و الشمال ليس حراكا ريفيا يدافع عن طموحات و هموم سكان الشمال المتمثلة في الجهوية المتقدمة" من قال لكم بأن أبناء أريف و الشمال تتمثل طموحاتهم في الجهوية المتقدمة؟ ومن منحكم تأشيرة الحديث باسم أريف و الشمال، الجماهير الشعبية و أبناء أريف خرجت إلى الشارع للاحتجاج وتمثيل نفسها بنفسها و مطالبها واضحة و مسطرة في أرضية حركة 20 فبراير، والقابعون في السجن يدفعون ضريبة الجرأة و حب الوطن و الرغبة في الحياة الكريمة و التغيير الجذري.

إن الأطراف التي تتهمونها السي بودرا بالمؤامرة قد جالستموهم على أساس صفقة سياسية شخصية تضمن لكم استمراركم على رأس الجهة مقابل ضمانكم للطرف الآخر بلوغ أمانة الحزب العامة.

دليل الريف : محمد اشهبار

إرسال

عدد التعليقات (10 )

-1-

jahha

23 غشت 2012 - 14:35

يا اشهبار لقد عقنا بك كل من اشار الى حزب الاستقلال قمت انت لتدافع عنه اما سيدك بودرا فهو يقول مايعرفه اما انت وامثالك الى مزبلة التاريخ

-2-

ماسين2

23 غشت 2012 - 15:50

ان بودرا لم يكن في يوم من الايام رجل سياسة بالمعنى الاصطلاحي ,لكن كان له حلم واحد وهو:ان يصبح برلمانيا وتاتى له ذلك بعد ان انتحر حزبيا ,واما تاريخ الريف فلا يعرف عنه شيئانظرا لتكوينه ,واما انه تكلم في البرلمان فالسؤال : هل يمثل بودرا سكان الريف تمثيلا حقيقيا بحزبه هذا ؟هل الاندفاع والسذاجة صفتان سيكولوجيتان ملازمتان للريفيين ؟نترك الجواب لمن له الحق في ذلك .

-3-

hossam

23 غشت 2012 - 16:01

السيد رئيس الجهة نصبه الوالي السابق على الجهة باستعمال وساءل متعددة الترهيب والترغيب احيانا .

-4-

agzenay

23 غشت 2012 - 21:41

lقل لي ماهو حزبك أقول لك من أنت ...كل من انتمى إلى الأصالة والمغاصرة والإستقلال والأحزاب المخزنية الأخرى فهو فاسد فاسد فاسد ...إذا تحدث كذب وإلى وعد أخلف وإذا ائتمن خان ...

-5-

afazar

24 غشت 2012 - 09:21

مع احتراماتي الكاملة لوجهة نظر الاخ محمد اشهبار٠٠٠ اريد ان اضيف له الى ان المحرضين واقول باصرار المحرضين على الصعود الى الجبل سنوات٥٨/٥٩ الى جانب الدكتور الخطيب ٠٠٠هناك القصراحرضان وثلة من مرتزقة الريف الذين اصبحوا فيما بعد مناضلين كبار والذين افرج عنهم توا من السجن ليبادروا الى شحن الهمم لازالة الضغط علي القصر الذي كان مهددا من طرف بعض القوى المعروفة في صراعها على السلطة٫٫٫اذا٠٠٠ لا نستغرب من بعض سدنة المخزن في تورطها في احداث الريف ٠٠ولان وظفها السيد بودرة في سياق صراعه مع العدالة والتنمية٠٠٠ثم كفانا صراعا بيننا ولنحترم الاخر وان اختلفت اديلوجيته ومرجعيته٠٠٠ ولنرجح التدبير السلمي للاختلاف٠٠ففي الاخير/ نشنن ذومثا٠٠٠نحذاج اياويا كي الضروفا/

-6-

امير الليل

24 غشت 2012 - 14:10

اشاطر راي ماسين2 بودرا انتحر سياسيا من اجل اهداف شخصية،الريف ليس بحاجة الى من يعيده الى بيت الطاعة لانه لم يكن في يوم من الايام خارجها.بل العكس هناك من يريد اخراجه من المشهد السياسي المغربي ليركب عليه للوصول الى الاهداف الذاتية.
الريف في حاجة الى من يوحده من اجل الوصول الى تحقيق الانسجام مع تاريخه وخصوصيلته وبالتلي التحرر من الوصاية وترسيخ التنمية المستدامة .
وقد سبق للمجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي ان قال بان:
عدم الإحساس بالمسؤولية هو السبب في الفشل، فكل واحد ينتظر أن يبدأ غيره.
ولا سبيل للريف للخروج من التشرذم والتمزغ والتمخزن الا بالوحدة ...الوحدة ثم الوحدة ولا شيئ غير الوحدة.
ليس للريف سلاح غير سلاح الوحدة،وحدها الوحدة يمكن ان تجعل من الريق قوة لا تقهر.
ومجاهد الريف (م.ع.الخطابي قال:
• السلاح الحقيقي لا يُستورد من هنا أو هناك، ولكن من هنا (يشير إلى العقل) ومن هنا (يشير إلى القلب)
عندما تكون القلوب قوية وموحدة والعقل يفكر بهدوء انذاك يمكن للريف ان يواجه ويفرض نفسه لتحقيق اهداف التحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
اما ربط الريف بسياسة الصراع الفارغ على الاهداف الحزبية والفئوية والاستقواء على شعب الريف بالتعلق بمراكز القرار لن يؤدي الى اية نتيجة بالنسبة للريفيين.

• الكفاح الحقيقي هو الذي ينبثق من وجدان الشعب. لأنه لا يتوقف حتى النصر.(م.ع.الخطابي)

-7-

حدو ن أيث بوعياش

24 غشت 2012 - 14:40

السيد بودرا، مع كامل الاحتلرام والمودة كطبيب مختص في الراديو وكنت قدوة في التعامل الإنساني في مستشفى محمد الخامس بالحسيمة، إنك بحوارك الآخير مع الموقع الإلكتروني لكم والذي نقلته جريدة النهار المغربية، قد أسأت إلى الريف والريفيين الذين أساؤوا إلى أنفسهم لما حلموا بأنك الإنسان المتعلم والمثقف والمكون الذي يمكن أن يخرجهم مما هم فيه مع بعض التحفظ. فتارخ الريف وأحداث 58-59 ليست من صنع الخطيب ولا أحرضان ولا أبرقاش ولا أذنابهم، بل هو أبعد من ذلك، وأنت تعرف ذلك، لكننك تتفاداه وفق أجندة سياسية، ولا ضير في ذلك.
أما تعليقات ابن آوى والحسيمي وحجا‘ فأقول لهم عودا إلى كراسي المدرسة الابتدائية علكم تستفيدون شيئا. فشيم المنهزمين وغير القادرين على الحوار والفاشلين هو السب والقذف، وأمثالكم كثر في الواقع الألكترونية. أنتم تصلحون للتجييش وكفى.........................

-8-

سلوى

24 غشت 2012 - 18:21

أشهبار أضن أنك لست ريفي فأنت أيضا تريد مصيدة لبودرة الذي يدافع عن الريف أضن أن أهل فاس يدفعون لك بعض الدراهم من أجل شرب القهوة بحال الناس

-9-

Batlimus

24 غشت 2012 - 23:25

أريد أن أحيط السيدة سلوى صاحبة الرد -16- أن الزميل أشهبار ليس من متلقي الدراهم من طرف أهل فاس كما تدعي ولا أهل مكة ولا كايرو، إذا كانت تمتلك حفنة من الجرأة أريدها أن تقدم لنا حججها التي جعلتها تنسب هذا الإتهام للزميل، أظن أن عجزها عن التعبير والكتابة جعلها تكن نوعا من الحقد الناتج عن الحسد، فكيف لها أن تتهمه بتلقي الدراهم وهو الذي هاجم اللوبي الفاسي غيرما مرة في أكثر من مقال، والحقيقة التي سأرويها عن الزميل أشهبار هو أنه كلما جمعتنا الصدفة يمدح و يشكر فقط في أبناء المسيح سيدنا عيسى، لا يكن أي محبة ولا ود لأهل فاس، وعوض التهكم على الشخص هو صاحب مقال ناقشو أفكاره وليس شخصه،