5 دجنبر 2025 - 11:01
يتواصل الجدل داخل إقليم الحسيمة حول واقع الربط الجوي نحو أوروبا والداخل، خصوصاً مع تكرار الأسئلة البرلمانية الموجهة إلى وزير النقل واللوجستيك بشأن فتح خطوط جديدة تنطلق من مطار الشريف الإدريسي. غير أن معطيات مهنية كشف عنها فؤاد الخطابي، أحد أبناء الإقليم والعامل في قطاع النقل الجوي، تؤكد أن هذا النقاش يُدار في اتجاه غير صحيح، وأن الأسئلة تُوجَّه إلى جهة غير معنية بهذا الملف من الأساس.
فوزارة النقل، كما يوضح الخطابي، لا تملك صلاحية التفاوض مع شركات الطيران ولا جلبها، ولا تقدم تحفيزات مالية أو تسويقية، بل يقتصر دورها على منح التراخيص وتطبيق قوانين الطيران المدني. ولذلك فإن مساءلتها بشأن فتح خطوط جديدة نحو أوروبا يُعد سؤالاً خارج السياق، لأن الجهة المكلفة فعلياً بهذا النوع من الملفات ليست وزارة النقل.
ويشير الخطابي إلى أن المسؤولية الفعلية تقع على وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT)، اللذين يتكفلان بالتفاوض مع شركات الطيران منخفضة التكلفة وإبرام الاتفاقيات التي تسمح بفتح خطوط جديدة، على غرار Ryanair وEasyJet وAir Arabia. وتستند هذه العملية عادة إلى اتفاقيات مالية وتسويقية تعمل على دعم الربط الجوي للمناطق المختلفة.
كما يبرز دور مجلس جهة طنجة–تطوان–الحسيمة الذي يساهم بدوره مادياً في دعم الخطوط الجديدة عبر اتفاقيات ثلاثية تجمع الجهة بالمكتب الوطني المغربي للسياحة وشركات الطيران. وقد نجحت جهات أخرى في المغرب في الاستفادة من هذه الصيغة، حيث وقّعت اتفاقيات مهمة خلال سنة 2024، بينما ظل مطار الحسيمة خارج هذا المسار رغم حاجته الماسة للربط الجوي.
ومن النقاط اللافتة التي يكشف عنها الخطابي أن شركة Ryanair أبدت مؤخراً اهتماماً واضحاً بمطار الحسيمة، ما يعني أن الفرصة قائمة وممكنة، وأن الملف لا يحتاج سوى مخاطب جدي قادر على التفاوض وتوفير الشروط الضرورية لإطلاق الخط. لكن، وبرغم توفر هذه الفرص، يلاحظ المتتبعون ضعفاً كبيراً في الترافع من طرف ممثلي الإقليم، وهو ما جعل الملف يتقدم ببطء شديد مقارنة بجهات أخرى تتحرك بقوة وتوقع اتفاقيات جديدة كل سنة.
ويضيف الخطابي أن مطار الحسيمة كان خارج كل الاتفاقيات التي تم توقيعها مع شركات الطيران منخفضة التكلفة خلال سنة 2024، رغم أن هذه الفرصة كانت متاحة للجميع ودون استثناء، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول غياب المبادرة المحلية.
أمام هذا الوضع، يدعو الخطابي إلى تشكيل لجنة موسعة ومستقلة تضم أبناء المنطقة والجالية، تكون بعيدة عن كل أشكال الحسابات الضيقة والانتهازية، هدفها الترافع الجاد والفعّال لجلب خطوط جوية جديدة لمطار الحسيمة. كما يقترح إطلاق لائحة توقيعات إلكترونية لدعم الملف والضغط على الجهات المعنية وشركات الطيران.
ويخلص الخطابي إلى أن الكرة ليست في ملعب وزارة النقل، وأن المسؤولية تقع حصرياً على وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة ومجلس الجهة، مؤكداً أن Ryanair مهتمة فعلاً بالحسيمة لكنها تحتاج إلى مخاطب مؤسساتي قوي. ويبقى ضعف الترافع المحلي أحد أبرز أسباب تأخر فتح خطوط جوية جديدة، ما يدعو إلى فتح نقاش واضح وصريح حتى يعرف المواطن من يتحمل المسؤولية وأين ينبغي أن تتجه الأنظار لإنهاء هذا التأخر غير المبرر.
دليل الريف
غطّت الثلوج، صباح اليوم الأربعاء 3 دجنبر، مرتفعات شقران وإساكن بإقليم الحسيمة، في مشهد شتوي لافت تزامن مع النشرة الإنذارية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد... التفاصيل
تعيش مدرسة تيغانمين الابتدائية بالحسيمة منذ انطلاق الموسم الدراسي وضعاً تربوياً غير طبيعي، بعد استمرار غياب أستاذ(ة) المستوى السادس لأسابيع طويلة، في وقت تؤكد فيه... التفاصيل
اضطُرّت طائرة تابعة لشركة “ريانير” كانت تُؤمّن رحلتها المنتظمة بين مطار العروي بالناظور ومطار بروكسيل، صباح اليوم، إلى الهبوط اضطرارياً في مطار مدريد بعد تعرض... التفاصيل
شهد إقليم الحسيمة خلال الأيام الأخيرة تحركاً تنظيمياً مهماً في قطاع سيارات الأجرة، بعدما أعلنت النقابة الوطنية لمهنيات ومهنيي سيارات الأجرة من الصنف الأول، المنضوية... التفاصيل
اختارت الحكومة الكندية المملكة المغربية لتكون أول دولة في العالم يجري معها اختبار نظام التأشيرة الرقمية الجديد، في خطوة وُصفت بـ"التاريخية" نحو رقمنة وثائق السفر... التفاصيل
عدد التعليقات (0 )
أضف تعليقك