البام ومحاولة تقويض تاريخ الخطابي

19 فبراير 2013 - 12:01

لست ملما إلماما كافيا بتاريخ محمد بن عبد الكريم الخطابي حتى أجعل من نفسي متحدثا عن هذه الفترة التاريخية,لكن هذا لا يعني أنني لم أستوعب فكر و أهداف هذا المجاهد . في خمسينية هذا الرجل أي ـ بعد خمسين سنة على رحيله ـ و على خلاف بعض الإطارات الجمعوية التي نظمت أمسيات و ندوات ...ًلتخليدً هذه الذكرى؛إخترت شخصيا أن أخلد هذه الذكرى لكن بطريقتي الخاصة و بهذا المقال المتواضع الذي أريد أن أهديه إلى كل من يؤمن فعلا بتاريخ و تضحيات و إنجازات هذا الرجل, والذي سأحاول فيه فضح من يريدون الركوب على هذا التاريخ وتقويضه. كما أريد أن أقترح فيه على جمعية  "أريد " الذراع الجمعوي للبام و التي خصصت  مؤخرا جائزة تحمل إسم  محمد بن عبد الكريم الخطابي؛ أن تقدمها إلى السيد باكو ليون رئيس "جمعية قدماء ساكنة الحسيمة".

كأن التاريخ يعيد نفسه فبعد كل ما تعرض إليه هذا المجاهد و هو حي من تآمر و خيانة و قمع لأفكاره التحررية و الإنسانية، ها نحن نجد أنفسنا أمام سيناريو فيلم جديد يحمل نفس المضمون؛ لكن هذه المرة من إخراج نظام ً العهد الجديد ً ومن تقديم و إعداد حزب الأصالة و المعاصرة وتمثيل محمد بودرا رئيس جهة الحسيمة ـ تازة ـ تاونات كرسيف .ففي محاولة لإستغلال الإنسان العامي الذي يقرأ التاريخ و الأحداث في ظاهرها و يفسرها على نحو ما يقدمها الإعلام التابع لأجندة هؤلاء,فبعد الحقائق التي سأعرضها حول خيانة هؤلاء لتضحيات الأمير؛لا أستبعد أن يكون حادث إزالة صورة الأمير من ملعب آسفي  من صنع هؤلاء من أجل الركوب على الحدث لمصالحهم الشخصية و السياسية و هذا هو مفهوم السياسة القذرة أو الكيل بمكيالين,قد يذهب البعض إلى أن في الأمر مبالغة مني للنيل من سمعة و قيمة هؤلاء,لذا أريد أن أؤكد لكم أن هؤلاء لا يهمهم تاريخ الخطابي و لا أفكاره لأن كل من فيه ذرة من الوطنية لا يمكن أن يعتبر أن الإسبان الذين كانوا في الحسيمة هم السكان القدامى للحسيمة؛كأن هذه المدينة لم تسكن من أهل الريف,إن من دخل الريف فوق الدبابات و على إقاع أصوات المدافع و الغازات السامة ليسوا بالسكان بل غزات و مستعمرون؛ و أي علاقة مع الجمعية الإسبانية  "جمعية قدماء ساكنة الحسيمة"  خيانة لدماء الشهداء الذين واجهوا المستعمر، هذا ما قام رئيس جهة تازة تاونات الحسيمة، محمد بودرة، بمشاركة أعضاء هذه الجمعية في احتفالاتهم السنوية سواء في مدينة بونالمدينا بإقليم مالقة أو إقليم خيرونا في أقصى الشمال الشرقي لإسبانيا... شاركهم في عدة مرات قبل أن يستقبلهم شخصيا في مكتبه كرئيسا للجهة بمدينة الحسيمة. ترفق رسالة من توقيعه الشخصي يبعث عبرها بامتنانه للجمعية على استضافته بإسبانيا وملتمسا منها أن يعرضوا عنه في مناسبات مماثلة.

يحسب على أغلب أعضاء هذه الجمعية ولاءهم وتشبثهم الشديدين بالقيم والأمجاد العسكرية التي تشبعوا بها وورثوها من آباهم و/أو  أجدادهم الذين ما كادوا يطئون أرض الحسيمة لولا تزودهم بالغازات السامة خلال وبعد الإنزال في شواطئ المنطقة في عشرينيات القرن الماضي. من بين   

الصور المرفوقة، رئيس الجمعية السابق والذي وشحه الملك محمد VI وهو يؤدي اليمين (بالقبلة) أمام العلم الإسباني بمناسبة مرور 100 عام على نشأة الفيالق العسكرية Regulares والتي كان لها الدور الكبير في قمع أهالي الريف خلال وبعد ما سمي ب "حملة المغرب".  

 هذه هي الجهوية الموسعة التي يعد  بها بودرا أهل الريف ؟

محمد أشهبار - بروكسل 

إرسال

غرد

عدد التعليقات (7 )

-1-

ex marxiste

19 فبراير 2013 - 22:02

الكل يتحدث و يمجد هذا الرجل المقاوم و الذي دخل التاريخ من بابه الواسع.فلا صاحب المقال الحق في توجيه اللوم او النقد لأي طرف احيا ذكرى هذا البطل الثائر سواء كان الطرف يميني اويساري.فكم من مرة يا اصحاب النهج نقول لكم ان تذهبوا إلى المصحات النفسية من اجل التداوي وتصحيح المفاهيم.فالسياسة تخضع للتجديد اما الفكر يتطور وفق وقائع ومعطيات .وبالتالي فإن العجز في تقديم بديل حقيقي يفسر مدى إصابتكم بالشلل الفكري والتخلف السياسي الذي يأتي من مواقف تمجد العرقلة وليس البناء.اما المسألة الأخيرة المتعلقة بحقوق الإنسان ليس إلا ورقة تستغلونها من اجل الوصول إلى أهدافكم المعروفة.

-1

-2-

19 فبراير 2013 - 23:58

لا يا استاذ اشهبار كان عليك كريفي ان تكون ملما إلماما عميقا بتاريخ عبد الكريم الخطابي قبل ان تتعلم الكتابة فلا يمكن لك ان تدرك مغزى فكره واهدافه بمعزل عن تاريخه وتاريخ الريف فقد قارنت ما لا يقارن حين وضعت تاريخ عبد الكريم الخطابي المجيد من جهة وتصرفات بودرة من جهة اخرى اذا كانت هناك جهات أتت تعلمها لم تستطع تقويض تاريخ عبد الكريم رغم ما حشدته من وسائل لمحو اسم عبد الكريم وتاريخه من الذاكرة وفرضوا اقامة جبرية بالمهجر حتى على رفاته ورافضين عودتها لمسقط راسه فكيف يمكن ;;;;بودرة ومن يدور في فلكه ان يقوم بتقويض تاريخه فاذا ما اعتبرت ما قام به بودرة تقويضا فانه لا يقوض غير تاريخه وتاريخ حزبه اما تاريخ عبد الكريم الخطابي الذي انت غير ملم به منقوش على ذاكرة جدي وجدك ولا تحتاج لأي مجهود للالمام 

4

-3-

متتبع لل\ان السياسي

20 فبراير 2013 - 00:02

مقال جيد بارك الله فيك يا أخي من أجل تنوير الرأي العام حول ما يحاك ضده. أن الله تعالى سوف يجزيك خير جزاءا انشاء الله . موضوع يستحق الهتمام والتفكير. ولا تبالي بأولئك البؤساء الدين تتقاضون راتبا من أجل الهجوم عليك. نحمدالله تعالى أنه أتنا عقلا نميز به بين الحق والباطل وما أتيت به أنه الحق الدي زهق الباطل . والله في عونك. وأكثر من قلمك أنه يصيبهم في الصميم . كن شجاعا وأننا لقارؤون ما تكتب ومقتنعون لما تقول . وفقك الله يا بني

1

-4-

متمرد

20 فبراير 2013 - 01:09

مناضلي اخر الزمان
همكم الوحيد هو التهجم على الاخرين. ماذا قدم نهجكم الى الريف الا المزايدات؟
حزب النهج. حزب عقيم لا ينتج الا العقم، اما الاصالة و علاقتها بالمخزن امر معروف فلا يحتاج لامثالك، لان هلفيتكم واضحة اما انتم و اما الطوفان.

0

-5-

Nordin

20 فبراير 2013 - 10:38

مقال جميل. ومادمت القوات الإستعمارية لم تقدم العذر لدول العالم الثالث وتعتذر على الجرائم التي إرتكبتها في حق هذه الشعوب من قصف وتشريد و إبعاد الزعماء إلى جزر بعيدة...
مادامت إسبانيا لم تعتذر فلا يمكن أن نحتفل معهم في نفس القاعة على نفس المائدة ونستدعي المصور ليلتقط بعض الصور السخيفة!!!!
هذا ليس من الأخلاق... بو الدرة على خطأ والسلام.
أما الأحزاب السياسية والتراشق فيما بينهم ..فهذا موضوع آخر.

6

-6-

امير الليل

20 فبراير 2013 - 19:54

لا اريد ان انضم الى المنتقدين ولا التنقيص من وجهات نظر كتاب الرائ بدليل الريف انما للتاريخ فقط اريد تصحيح معلومة وردت في المقال حول مدينة الحسيمة،فهي مدينة اسسها الاستعمار الاسباني مباشرة بعد ان تم التكالب على الثورة الريفية،وكان الانزال الاول يشاطئ صباديا سنة 1925 ثم اسسوا الثكنات ومنزل العسكري سانخورخو الذي سميت المدينة باسمه،اما الاهالي الريفيين فقد كان الموقع مكان يقصدونه للفلاحة والصيد البحري لخلجانه المعتبرة بمثابة موانئ طبيعية،هذا علمي والله اعلم مني ومنكم.

2

-7-

ازرو

21 فبراير 2013 - 01:12

الى متى نظل نبكي على الماضي وعلى الاطلال ونردد ونجتر افكار عبد الكريم الخطابي دون ان نحقق ونترجم ولم فكرة واحدة من افكاره على ارض الواقع حتى اصبحنا نتخذ من الكلام على عبد الكريم الخطابي وتاريخه وفكره وتمجيده وسيلة للتغطية عن فشلنا وتحجر وتزمت عقولنا الراكدة عبد الكريم الخطابي لم يكن لامتزمة ولا عنصريا اومنتقما وانما كان يحمل فكرا متنورا ومتفتحا يؤمن بمباديء الحرية والتسامح ولم يخض حربا من اجل الانغلاق والتميز وانما من اجل السلام والحرية والمساواة بين جميع شعوب العالم فعبد الكريم الخطابي لم يحارب الاسبان لكرهه لهم وانما من حيث هم مستعمرين ومعتدين لانه لو كان كذلك لهجم على مدينة مليلية عندما انتصر على الاسبان في المعركة وكان بامكانه القيام بذلك لكن تفاديا لاراقة دماء المدنيين الاسبان وخاصة الاطفال منهم والنساء منع جنوده من القيام بذلك واعطى مثالا ودرسا للعالم في الحرب والاخلاق وهكذا فانه ليس هناك اي تقويض لتاريخ عبد الكريم الخطابي كما جاء في المقال وانما بالعكس عندما يكون هناك تعاون بين جمعية ريفية وجمعية اسبانية للمساهمة في اصلاح اخطاء الماضي بخلق تعاون يعود بالنفع على الجميع وفقا للتحولات التي يشهدها العالم فالامر محمود ومطلوب

6

المجموع: 7 | عرض: 1 - 7

أضف تعليقك

اسمك:

بريدك الإلكتروني:

أضف تعليقك:

• أخبار 24 ساعة

• المواضيع الأكثر مشاهدة