5 مارس 2013 - 23:29
يعرف موضوع إصلاح صندوق المقاصة هذه الأيام اهتماما متزايدا لدى جميع الشرائح المكونة للشعب المغربي وخاصة الطبقة الوسطى التي بدأت تستشعر خطر تداعياته إن هو تم كما روجت له الصحف على أن الحكومة عازمة على الاستغناء عليه واستبداله بدعم مالي مباشر للفئات الفقيرة من الشعب المغربي والذي يقارب الثلاثة مليون أسرة هذه الفئة التي لا يمكن لها إلا أن تصفق لهذه الهدية و بكل حرارة وتجازي عنها الحزب الذي يقود الحكومة مانحة إياه كل أصواتها في جميع الاستحقاقات المقبلة والتي هي من المرتقب أن تفوق بكثير الستة ملايين صوت نظرا لمكونات أسرنا المغربية وخاصة هذه الشريحة مما سيمكن الحزب من اكتساب أغلبية ساحقة فتنفرد بالساحة السياسية تجعلها تصول وتجول وتملي على الشعب المغربي كل ما بدى لها. غير أبهين لمستوى عيش الطبقة الوسطى التي تعد العمود الفقري للاقتصاد الوطني حيث بدأت تتأثر من عدة إجراءات اتخذتها هذه الحكومة كالزيادة في أسعار المحروقات التي كانت ولازالت أثارها تبدوا واضحة على كل شرائح المجتمع من حيث ارتفاع لأسعار المواد الغذائية بصفة عامة كما أقدمت هذه الحكومة على الزيادة في ضرائب بعض السيارات من بينها من كانت معفية اضافة الى تخطيط الزيادة في أثمان التبغ والزيادة الفعلية في الخمور وكأنها تعاقب ميزانية الأسر بسبب تعاطي الآباء لهذه الرذائل.
إن إصلاحات هذا الصندوق بأهميتها السوسيو اقتصادية ذات الوقع الكبير على ساكنة الشعب المغربي تتطلب مزيدا من التأني والدراسات المعمقة بالنظر لتداعياتها على جميع الشرائح خاصة منها الطبقة الوسطى التي ستتحمل ميزانيتها عبئا إضافيا ثقيلا ، لذا وجب تشخيص الخلل حتى يتسنى معالجته، فمؤن الأسر المغربية مجتمعة بما فيها المواد الغير المدعمة لا يمكن أن تلتهم ولو نصف الميزانية المرصودة لهذا الصندوق التي هي 50 مليار درهم . فالذين يلتهمون كل هذه الملايير من الدراهيم ليست الا معامل الحلويات والمشروبات وكذا المطاحن والمخبزات أما المحروقات الممنوحة بكل سخاء للأشخاص الذاتيين باختلاف درجاتهم وأسلاكم بالادارات العمومية . لذا وجب على الحكومة اتخاذ إجراءات جريئة تضع من خلاله حدا لهذا الدعم الموجه لهذه المواد التي يتم نقلها بالشاحنات والصهاريج وتدع الأسر في حال سبيلها لواقع أنها لا تستفيد إلا بالفتات لهذه الملايير المرصدة لهدا الصندوق .
وقضية المقاصة ليست معادلة تقنية، لأن قرارا سياسيا بامتياز من قبيل إعادة النظر في المقاصة أو إصلاحها أو إلغائها لن يقف عند التبويب التقني للفئات المستفيدة، بقدر ما يعني ، في الجزء المتعلق بالقرار، القدرة على إعطاء القرار كل ما يستحقه من أبعاد.
لن يفيد في شيء أن نحاول جر الرأي العام الى تفسيرات هلامية، من قبيل الخوف من توزيع المال على الفقراء لأسباب انتخابية، فهذه المقاربة تبين بأنها لن تعطي الطمأنينة الى فئات المجتمع برمتها، بل لابد من تفسير لماذا تعاقبت التصريحات حول الزيادات في الأسعار، في ارتباط مع صندوق المقاصة، متضاربة ومعقدة ومن كل صوب وحدب. ما بين تصريحات باها-بنكيران، وبين تطمينات البركة والأزمي.
وهو ما يطرح إشكالا أعمق في التدبير الحكومي هو: من هو المسؤول عن السياسة الاقتصادية في البلاد ، والحكومة أساسا، ومن له الحق في الحديث باسم إرادة الفريق التنفيذي في هذا الباب؟
على الحكومة أن تكون منسجمة، أي أن تكون ذاتها، جهاز يشترك في السلطة ويقتسمها مع مؤسسات دستورية أخرى، وإذا لم تكن قادرة على تحقيق ذاتها.، فإنها لا شك غدا ستعيد نفس الارتباك وتحاول أن تصدره الى المعارضة والرأي العام، وحتى إلى بعض شركائها..
أنس الغلبزوري
أعلن بنك المغرب، أمس الاثنين 22 دجنبر، عن إصدار قطعة نقدية تذكارية فضية من فئة 250 درهما وطرح ورقة بنكية تذكارية من فئة 100 درهم... التفاصيل
قضت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة بمؤاخذة متهمة من أجل المس بالحياة الخاصة للأفراد والتشهير، والحكم عليها بثمانية أشهر حبسا موقوف التنفيذ، مع غرامة مالية... التفاصيل
في إطار الدينامية المتواصلة للزيارات الميدانية والتفقدية التي يقوم بها منذ تعيينه على رأس عمالة إقليم الحسيمة، قام عامل الإقليم، اليوم الخميس 25 دجنبر، بزيارة... التفاصيل
أُعلنت الجامعة الملكية لكرة القدم عن طلب عروض لانجاز التصميم وتتبع أشغال إنجاز ملعب لكرة قدم بمدينة الناظور، في خطوة جديدة لتعزيز البنيات التحتية الرياضية... التفاصيل
شهد شارع الحسن الثاني بمدينة الحسيمة، اليوم الخميس 25 دجنبر، حادثة سير أسفرت عن إصابة رجل يتجاوز عمره 70 سنة، وذلك بالقرب من مقر الباشوية،... التفاصيل
عدد التعليقات (0 )
أضف تعليقك