قادتني متابعة الشان المحلي في جماعات قبيلة تمسمان الى استنتاجات عديدة،تتعلق بالمعاناة التي يتجرعها السكان من التهميش الابدي والمزمن،ومن يتصفح المواقع الالكترونية الجهوية او يبحث في ارشيفاتها سيجد كما هائلا من المقالات تتعرض للمعاناة والاقصاء المنهجي لساكنة هذه القبيلة التي كانت مهد اول امارة اسلامية في المغرب على ايدي اسرة بنوصالح،وتضم مواقع اكبر المعارك التي خاضها الريفيون ومن بينهم التمسمانيون كمعركة ادهار اوباران وانوال واغريبا،...
ومن يتجول في جماعات هذه القبيلة سيصدم لحالة التجهيزات الاساسية البئيسة والتي يرثى لها،فالدواوير المتناثرة ما زالت تفتقر للطرق المعبدة،وحتى المسالك الترقيعية المتربة لا تصلح الا للتنقل على الدواب واثناء هطول الامطار حتى الدواب لا تجدي نفعا،...
ومن الغريب ان اغلب المناطق القروية بالريف قد شهدت تحسنا مقارنة لما كانت عليه في عهد الحماية الا قبيلة تمسمان التي بقيت كما كانت عليه في بداية القرن الماضي،ولولا الطريق الساحلية لاجزمت ان عهد الحماية افضل مما توجد عليه القبيلة من حيث نصيبها من التنمية.
غير ان ما يثير الانتباه ان هناك جماعتان بقبيلة تمسمان على راسيهما محمايان،من المفروض انهما رجلا قانون متعودان على الوقوف امام المحاكم للترافع عن القضايا ،متمرسان في دحض الحجج والحجج المضادة،وكيف لهما ان يفشلا في الترافع عن قضايا التنمية في جماعتهما،...
ان الامر مثير للاستغراب والحيرة ،عندما نطلع على مجهودات الصحافة والمجتمع المدني بقبيلة تمسمان،وما يثيرانه من شبهات وسوء التسيير في الجماعات المحلية،والفضح المستمر للحكامة السيئة،وحتى الاشارة الى الاختلاسات والتبذير ،والمطالبة بايفاد لجن المراقبة والتفتيش ،بدون ان ننسى ما يقوم به المهاجرون من تقديم عرائض وشكايات للجهات المسؤولة....
و يخالجني الشك في تواطئ المسؤولين المحليين،الذين لا يتفاعلون مع تظلمات الساكنة،ولم يبادروا رغم فداحة ضعف مستوى التنمية الى القيام بواجبهم في تقصي حقائق هذه الجماعات التي يعيث فيها المنتخبون فسادا،فمن تكريس اساليب الرشوة الى استغلال اليات الجماعات وممتلكاتها لاغراض شخصية وانتخابية،الى فساد الاعوان والموظفين الذين يستغلون بعدهم عن اعين الرقابة ليتصرفوا في الجماعات كما يتصرفون في ممتلكاتهم الشخصية،...
ما دور رئيس الدائرة؟؟؟؟
ما دور القياد؟؟؟
ما دور العامل؟؟؟؟
انها مهازل ولا يجب ان تتفاجأ السلطة لتحركات الساكنة و خرجاتهم،ولتتنظر الاسوأ مستقبلا اذا ما استمر هذا التهميش وهذا التغاضي عن مطالب السكان العادلة،لان الواقع مر ومرير وقد صبر اهل تمسمان كثيرا وكما يقال للصبر حدود...

ما يقع في جماعة تمسامن هو جزء قليل من ما يحدث بايث بوعياش.
ان مدينة أيث بوعياش اصبحت شبه مهجورة لا حركة فيها ولا مستقبل فيها ولا تجارة ولا شغل للمعطلين. فيها فقط السرقة والقيل والقال والنميمة والإثم والعدوان ومعصية السكان . كل شيء أصبح بالتدويرة والهمزة والمسؤولين غائبين عن هموم المواطنين انهم يعيشون في بحر المزاد العلني ولا يهمهم أحد.
فعلى سكان ايث بوعياش أن يفعلوا مثل ما فعلوا سكان تمسامن أن يخرجوا جماعة بالمظاهرات ومطالبة المجلس الاعلى للحسابات ان يفتش البلدية بني بوعياش لأن فيها السخط لكحل وفيها المناكر بالجملة ولعلك ترضى.

اسعدني شخصيا الخبر و سعدت اكثر لمستوى الوعي الكبير الذي ابانت عنه ساكنة تمسمان و كذا تمسكها الكبير بتحقيق مطالب عادية متمثلة في بنية استشفائية صغيرة و ممرات تليق باءقدام البشر وعلى الساكنة ان تواصل مسلسل هز عروش الفساد بالجماعة و لا ترتكن الى الوعود الجوفاء من طرف المسؤولين و ليعلموا يقينا ان يد الله مع الجماعة و ان في اتحاد الساكنة خيرا كثيرا انشاء الله تبارك و تعالى وكما يقول المثل العربي انما تعدو الذئاب على الاغنام القاصية و هى المتفرقة اذن فليعلم الذئاب المسيرة للجماعة و كل الجماعات بالمغرب ان زمن الغفلة و الاستحمار قد ولى الى غير رجعة واظل زمن المحاسبة و الربط بينها وبين السؤولية العامة و احب ان اذكر هنا بحديث النبي صلى الله عليه و سلم من غش فليس منا وكم من المسؤولين في هذا الزمان ليسوا منك يا رسول الله ولا حول ولا قوة الا بالله,

قـــبيلة تمسمان تعاني من نقص في البنية التحتية لا طرق لا مستوصفات و لا قناطر و لا واسائل النقل المدرسي للأطفال و لا خدمات صحية....نحن دفعنا الثمن غاليا في تحرير الريف إبان حرب الريف العظيمة،بآعتبار أن كل المعارك المصيرية التي جعلت من المستعمر أن يندم على دخوله إلى الريف حدثت على أرض قبيلة تمسمان العزة و الشهامة:معركة "أنوال "الشهيرة و معركة "إغريبن" المنسية وهي لا تنقص بطولة على أنوال و أدهار أبران و سيدي دريس و تيز عزة...
قبيلة تمسمان هي ثاني قبيلة التي آستجابت لنداء الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي لمواجهة إسبانيا و جيشها بعد آيت ورياغل،في أدهار أبران،كيف لقبيلة برمزية تمسمان أن تبقى رهينة اللصوص و المرتشين نظرا لقيمتها و رصيدها التاريخي عند الريفيين كلهم...من يتحدث على حرب الريف و يقفز على قبيلة تمسمان فهو واهم،ففي قبيلة تمسمان أوقفنا إسبانيا و جيشها هنا دمرنا كبرياء جيش إسبانيا في المعارك الذكورة أعلاه...
أما على الجالية التمسمانية الموجودة في أوروبا وهي من أكبر الجاليات الريفية على الإطلاق،من إسبانيا مرورا على فرنسا وحتى الدنمارك و بلجيكا و هولندا و ألمانيا...وهذا ليس سراً عند كل الريفيين...وأين تذهب تحويلات الجالية التمسمانية؟لماذا تمسمان مهمشة بتلك الطريقة؟ولماذا يسيطرون عليها اللصوص و المنتهزين و الزبونيين؟
تمسمان قبيلة مركزية في كل الريف نظرا لمكانتها في حرب الريف،فمن يريد الحديث على حرب الريف عليه أن لا ينسى أن التمسمانيين و قبيلة تمسمان هي مركز تدمير جيش إسبانيا....