قال تعالى ، وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا.
سورة الجن / 18:
هذه الآية هي دليل حثمية افراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والأنابة والاستغاثة والدبح والندر وغير ذلك من جميع العبادات التي أمر الله بها كلها . وتوحيد الألوهية هو شرط من شروط الاسلام ، بحيث لا يصرف الانسان شيئا من هذه العبادات لغير الله سبحانه وتعالى ، لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح ، ولا لأي أحد من المخلوقين ، لأن العبادة لا تصح الا الله فمن صرف منها شيئا لغير الله فقد أشرك بالله شركا أكبر وحيط عمله ، وحاصله هو البراءة من عبادة كل سوى الله ، ولا يكفي في التوحيد دعواه والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من دعاء غير الله من الأموات ونحوهم والاستشفاع بهم الى في كشف الفر وتحويله وطلب المدد والغوث منهم الى غير ذلك من الأعمال الشركية التي نتافى التوحيد تماما.
لا يخفى ما في بناء المساجد من الخير الكثير والثواب العظيم ، فانها بيوت الله التي أذن الله أن نرفع ، ويذكر اسمه ، يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، واقام الصلاة وايتاء الزكاة ، يخافون يوما تنقلب فيه القلوب والأبصار ، فالمساجد مكان ذكر الله تعالى وعبادته ، وتعظيمه وتلاوة كتابه ، ونشر شريعته ومأوى عباده الصالحين ، أجرى المؤمنين الراجي الثواب الله تعالى أن يبدل أمواله في عمارة المساجد انشاء ، وترميما ، وصيانة تقربا الى الله تعالى ، وايشفاء لمرضاته ، واحتسابا بالثوابه ، ورفعا لشأن الاسلام ، ونفعا للمسلمين.
ان المساجد من أفضل ما بذلت فيه الأموال ، وأدومه أجرا ، فان أجرها مستمر ومتنوع ، لأن المسلمين يتعبدون لله تعالى فيها بالصلاة وغيرها ، ففيها المصلي ، وفيها القاريء للقرآن ، وفيها الدارس للعلم وغير ذلك ، والمسلمون ينتفعون بها في الاستظلال من الحر والاكتنان من البرد ، ولهذا رغب النبي صلى الله عليه وسلم في بنائها فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما ، من حديث أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه قال ، سمعت رسول الله صلى الله وسلم يقول ، من بنى مسجدا بنى الله بيتا في الجنة ، فالثواب عظيم والأجر كبير بين دار النعيم المقيم ، في جوار الرب الرحيم في دار الانفاد لنعيمها ، ولا فناء لأهلها .
,اخيرا نطلب من الله عز وجل أن يجمع شمل جماعة روزندال كافة ، انه سميع مجيب والسلام ./.