الكل يدور نحو الجيوب..................

قرأت في أحد المواقع المحلية خبرا محزنا عن الفوضى العارمة التي تجتاح مدينة بن طيب في هذه الاثناء ثم شاهدت صورا مروعة لبقايا الخضر وصناديق الشحن وفواكه فاسدة مستلقاة على أرصفة المدينة دون أن تكلف الجهات المسؤولة نفسها عناء التحرك لجمع الازبال وتنظيف الشوارع بل والضرب على أيدي بعض الوحوش الادمية التي تلجأ الى مثل هذا السلوك المشين في مدينة يحرس رئيس بلديتها أن يجعل منها بقعة مباركة بالشفوي واللسان الخشبي في ندوات مشبوهة فلو كان في بن طيب مثقال ذرة من البراكة والرحمة ما لبث الرئيس العجوز يتصرف فيها دون منازع ولما كانت للشلاوشي هذه الجرأة الزائدة لدرجة أنه أصبح يدير جمعية أمنية يغشاها شعار العمل الجمعوي..اليوم أصب جم غضبي على مثقفي هذه المدينة القريشية!! التي نأت بنفسها عن العالم وتخلفت عن مسايرة العصر..هذه المدينة التي تحتضن على ظهرها بدائيين يستيقظون على كل أشكال التفاخر والتنابز والمقالب دون أن يتسلح أحدهم بالرجولة كي ينتزع حقوق الساكنة من بين أنياب الركع السجد..وحينما أقول الركع السجد فإني أقصد تلك الزمرة من أعداء الوطن التي يسجد أفرادها للقصر من دون الله في طقوس مأفونة تذكرني بحقبة فرعون وهامان..ولعل أول من يستحق العتاب هم الاساتدة والمعطلين ومن في عقولهم المتكلسة عالم منفتح على النصوص الخيالية من التاريخ المزور الذي دارت أحداثه في جزيرة الوقواق ..لقد أصبحت النخبة المثقفة في المدينة الكريهة !!تتابع مسلسلات الاستغفال في تدبيير الشأن المحلي بعيون ضريرة كالكبش المذبوح وانشغلت الاطر التربوية في تكرار مشاهد الحفل لاساتدة هم في طريقهم الى للانتقال الى المدن الاخرى وهذا يشجع على التثاؤب والكسل فيصبح الذي يقوم بواجبه المهني كأنه قد حقق إنجازا خياليا يستحق عليه التكريم..وهناك أساتدة ينخرطون ومنذ الدقائق الاولى من الحصص الدراسية في سرد كل التفاصيل عن حياتهم الخاصة بدأ من وصف المقاهي التي يرتدونها مرورا بالاطباق الشهية التي يأكلونها وانتهاء بالحديث عن مغامراتهم العاطفية مع الفتيات بينما التلامييذ الابرياء يندبون حظهم المنقوص ويتسألون باندهاش عن جدوى تعليم يشجع على الملل والكسل والتسكع..الطبقة المثقفة في المدينة المحتلة!!-تحتلها الازبال والفوضى-تتحاشى مجرد الاسهام ولو بالكلمة من أجل الدفع بموقع الكتروني يتيم يمثل الالاف الساكنة وينقل معاناتهم اليومية في غمرة الاكراهات وانعدام كل أساليب الدعم المادي والمعنوي..الطبقة المثقفة يستيقظ أفرادها مثل الذباب على حاويات الازبال وهي ممتلئة عن اخرها بالفضلات الادمية وعوض أن يتوجه هؤلاء الافراد بالشكايات الى الجهات المعنية قصد البث في الاسباب الكامنة وراء تقاعس مصالح النظافة في القيام بواجبها المهني تراهم يسارعون الخطى للجلوس في المقاهي يتابعون مباريات الصليبين كما وصفها المرحوم القذافي ويتسابقون في حفظ أعداد القتلى الذين تعرضهم الجزيرة على شاشتها القطرية..أية طبقة وأية ثقافة أنهم فقاعات هواية وحثالة تعليم فاشل يشرف الخونة على إعداد برامجه من المهد الى اللحد وحتى عندما كنت ادرس في جامعة محمد الاول استغربت كثيرا كيف أن طالبا يحضر لنيل شهادة الدكتورة لايفقه في السياسة إلا القشور التي تزوده بها وزارة التربية الوطنية دون أن يكون له أي إلمام بالمراجع الكونية الاخرى هذا عن الدكاترة فما بالك بالاساتدة أمثال الشلاوشي الذين وقع عليهم اختيار الشيوخ والمقدمين في حقبة التوظيف المباشر بناء على سجلات أبائهم في الولاء والتعاون الامني..أنا لا أعمم الحكم لكن الاهمال قد بلغ المدى

الصورة رقم 2 صورة جد معبرة.مجموعة من السيارات تسير في جميع الاتجاهات وبدون اتجاه.تحديد السرعة 20 مقلوبة .فليحدد كل سائق سرعته حسب هواه.غياب تام لشرطة تنظيم المرور.راجل يحمل خبزتين في كيس ابلاستيكي دون غيرهما لم يجد ممرا خاصا به.فتاه في ملكوت الله لايلوي على شيئ. شيخ هناك واجما يتأمل المشهد الفوضوي بالمقاييس كلها .
فمن المسؤول .؟
طبعا لا احد .وعليه سمي العالم الثالت .وعين الحاسود فيها عود.
فلا تسرع ياأبي فنحن في انتظار الخبزتين.
والاه ياحفظ.