26 أكتوبر 2013 - 17:47
عرف أعداء اللغة العربية قدر المكانة التي تتمتع بها في حفظ وحدة الصف العربي، فبادروا إلى محاربتها بكل الوسائل التي يملكون، فظهرت الشعوبية والصليبية وحملات التتريك والاستعمار، لكنها انقرضت وبقيت اللغة العربية. و في الوقت الذي يزداد فيه الإقبال على تعلم اللغة العربية من قبل غير الناطقين بها في العالم، تتعرض في عقر دارها للإهمال. والقول العربي" لا كرامة لنبي في وطنه " ينطبق على حال اللغة العربية في المغرب، لدرجة وصل معها الأمر، أن تلاميذا في التعليم الثانوي وطلابا في الجامعات، يَعْجَزون عن رسم بعض الكلمات أو نُطْقها دون لَحْن. و صاروا يجهلون أغلب معاني كلماتها الفصيحة، وينطقون حروفها بالكاد، أو يَتَهَجّوْنها تَهْجئة الغُرَباء المُبْتَدئين. وصار أكثرهم يُحس عند تعلمها كأنه شخص غريب عنها أو غريبة عنه. والأخطر من هذا كله، أن شبابنا صاروا من أصحاب الشات والمسنجر والفايسبوك، ولم تعد لديهم صلة كبيرة بمواقع الفكر والثقافة. و قد جَهل كثير منهم أو تَجَاهلوا تماما، أن هناك لوحة للمفاتيح العربية، فأخذوا يكتبون كلامهم الغث والركيك كله بحروف لاتينية وأرقام حسابية.
هذه الأبجدية المُسْتَحْدثة تُسْتَخدم على نطاق واسع بين الشباب المغربي في الكتابة و الدردشات على الأنترنيت، أو عبر رسائل المحمول، والشريط المتحرك أسفل شاشات الفضائيات، وتُنْطَقُ مثل العربية، إلا أن الطريقة المُسْتخدمة في الكتابة هي الحروف و الأرقام اللاتينية، بطريقة تشبه الشيفرة. ويرجع البعض السبب في انتشار هذه الأبجدية إلىُ ظهور الهاتف الجوال في المنطقة العربية، ذلك أن خدمة الرسائل القصيرة تتيح للأبجدية اللاتينية حروفا أكثر في الرسالة الواحدة عنها في نظيرتها العربية، مما دفع بعض الذين لا يُتْقنون الإنجليزية أو الفرنسية إلى الكتابة بالحروف اللاتينية بصيغة عربية، كما فضّلها المستخدمون المُعتادين على استخدام الأبجدية اللاتينية، لكونها تحل مشكلة عدم دعم بعض الأجهزة للعربية.
وقد تباينت الآراء بين مؤيد للظاهرة و رافض لها، حيث يرى البعض أن تأثير الأنترنت على مفردات اللغة المتداولة، أسفر عن فرض عدد من المفردات المختصرة للتعامل بين الشباب، وكذا عدم وجود اللغة العربية أحيانا بالحاسوب، أو غياب لوحة مفاتيح تُمَكن المستخدم من الكتابة بالعربية. فيما يرى آخرون أن تركيز المدارس على تعليم اللغات الأجنبية نتج عنه عزوف أفراد الجيل عن لغتنا، بل اتخاذ مواقف سلبية اتجاهها، وتضخيم حاجز الصعوبة في تعلمها، وكذا البطء في كتابتها. في حين يرى أحد الشباب أنها طريقة للتخلص من الأخطاء الإملائية التي تُحْرجه، نظرا لظروف تعليمه المتواضعة بالعربية. و فضّل البعض الآخر رَفْع عبارة " المهم هو التواصل " معتبرين أنه أثناء أي حوار يكون التواصل هو الأهم.
و بتفحص كل المبررات التي يستند عليها الشباب للكتابة بأحرف لاتينية وأرقام حسابية، يتبين بما لا يدع مجالا للشك أنها مبررات واهية للأسباب التالية:
1- عدم توفر الحاسوب على اللغة العربية يتم حله بإعادة إدخال قرص برنامج التشغيل لتثبيتها، و عدم التوفر على ملمس بالحروف العربية يَسْهل التغلب عليه باقتناء شريحة حروف عربية و إلصاقها على الأزرار.
2- البطء في الكتابة باللغة العربية، يسهل التغلب عليه إذا توفرت الإرادة، فيكفيه أن يضحي ببعض الوقت ليتعود على الكتابة بحروف لغته، كيف لا و كل الشعوب لا ترتضي التعبير أو الكتابة بغير لغتها، بل منها من سَنّ قوانين زجرية حماية للغتها، كفرنسا التي أصدرت قانونا يحرم اللجوء " إلى ألفاظ أو عبارات أجنبية في حال وجود لفظ أو عبارة مماثلة في الفرنسية تؤدي المعنى نفسه".
3- التذرع بعبارة " التواصل هو المهم " حق أريد به باطل، حيث لم يَعُد يخفى على أحد، ما يؤكده الباحثون، من كون اللغة ليست أداة تواصل فحسب، بل هي حاملة لفكر وثقافة أصحابها. و يرى أكثر اللغويين والفلاسفة أن " اللغة والفكر متلازمان تلازماً مطلقاً، فلا يَتأتى التفكير مجرداً من اللغة، ولا اللغة مجردة من غير فكر ".
و الأدهى أن تجد بعضا من هؤلاء الشباب لا يستطيعون تركيب جملة مفيدة بتلك اللغة الأجنبية، و مع ذلك يتشبثون بحروفها كرمز في نظرهم للتقدم. لقد أصبحت اليوم كتابة اللغة العربية بحروف لاتينية تُمثل انهياراً جديداً للغة القرآن، خَلّف وراءه لغة مشوهة تنتشر في أوساط الشباب، خاصة أن أغلبهم لم يتعلم استعمال لوحة المفاتيح العربية. فَمُعظم دروس الإعلاميات تُلَقّن بالمغرب باللغة الفرنسية، ولا تكترث إلا ناذرا بأن تشرح لهم طريقة استخدام البرامج ولوحات المفاتيح المُعَربة، ولا تُوَفر لهم شركات الهاتف والأنترنت إلا قليلا من الأجهزة والخدمات الداعمة للعربية.
ومن المؤسف أن المغاربة يركضون، على نحو مفجع صوب تعلم اللغات الأجنبية، بينما تتسارع مُعَدلات هجرتهم للعربية، حتى أن إهانة العربية والحَطَّ من شأنها أصبح سلوكا عاما في المجتمع، كما غدا عند البعض من آيات الحداثة. ولعل إنشاء جمعية لحماية اللغة العربية وائتلافا وطنيا من أجل اللغة العربية بالمغرب، لا يعني سوى أن لغتنا الرسمية بنص الدستور، موشكة شأنها شأن الحيوانات النادرة على الإنقراض، حيث أصبحت اللغة العربية غريبة في عقر دارها، وعند أهلها الذين َرضَوا عنها بديلا، يُريدون جَعْلها على وشك الرحيل إلى مستودعات الذاكرة. كيف لا يحدث ذلك، ولازال بيننا من يدافع عن النشاز وينتصر للغة الأجنبي. و عندما تدخل بعض الإدارات المغربية تكاد لا تجد وثيقة واحدة مكتوبة بالعربية، و إن وجدتها قد لا تستطيع قراءتها بسبب الركاكة و الأخطاء؟! .
وقد حذر لغويون عرب من المهانة التي تتعرض لها اللغة العربية أمام زحف طوفان العولمة، والتصادم بين اللغات القوية واللغات الضعيفة المهددة بالإندثار، حيث تشير دراسات حديثة إلى أنه كانت هناك في بداية القرن أكثر من 15 ألف لغة حية، تَقَلّص عددها بالتدريج إلى 500 لغة، وأن هناك 300 لغة في قائمة الخطر. وتوقعت الدراسة أن تستخذم البشرية فقط 12 لغة، منها ست سيكون لها انتشار واسع
.إن شبابنا اليوم، تجتاحه حالة من الهزيمة النفسية، اسْتَصْحَبَت حطا من شأن الذات وانبهارا بالغرب، وهو ما سَرَّب لديهم وهما مفاده، أننا لكي نتقدم، فسبيلنا أن نتخلى عما عندنا ونلتحق بالآخرين. و قد أكد ابن خلدون في هذا الصدد " أن المغلوب مولع بتقليد الغالب، وأن غَلَبة اللغة العربية بغَلَبَة أهلها، وأن مَنْزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم ".
كُنّا زمانا نعيب على الشاعر سعيد عقل عندما طالب بكتابة القصيدة العربية المنثورة بحروف لاتينية، وثارت حوله الشبهات من جانب الغَيَارى على شأن العربية. ولكن من يقدر اليوم أن يمنع أو يعيب الأمر على جيل من المغاربة هَجَر الحرف العربي الجميل خطا وشكلا، في ظل التهميش الذي تواجهه العربية و الاهتمام باللغات الأجنبية باعتبارها مدخلا لسوق الشغل؟. و لا أعتقد أن شابا غربيا يجرؤ على كتابة كلامه بحروف عربية إلا أن يكون ذلك من باب السخرية.
عبد الله النملي
أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية بأنه يرتقب تسجيل زخات رعدية محليا قوية (ما بين 15 و 30 ملم) مصحوبة بهبات رياح، اليوم الخميس، بعدد من... التفاصيل
شهدت مدينة برشلونة مساء الأربعاء 15 أكتوبر 2025، أحداث عنف واسعة عقب مظاهرة نُظّمت دعما للشعب الفلسطيني، بدأت بشكل سلمي قبل أن تتحول إلى مواجهات... التفاصيل
قررت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، رفع العقوبة السجنية المحكوم بها على متهمة في قضية استدراج قاصرات لممارسة الدعارة، من أربع إلى خمس سنوات... التفاصيل
اندلع مساء أمس الخميس 16 أكتوبر 2025، حريق قرب أحد المنازل بحي آيت موسى واعمر بمدينة إمزورن، دون أن يخلف أي إصابات أو خسائر في... التفاصيل
أعلن عدد من شباب “جيل زيد” المنتمين إلى الحركة الأمازيغية عن تعليق أنشطتهم داخل دينامية GenZ212، وذلك احتجاجا على ما وصفوه بـ"تصريحات ومواقف مسيئة" للغة... التفاصيل
عدد التعليقات (11 )
-1-
26 أكتوبر 2013 - 20:14
-2-
26 أكتوبر 2013 - 22:08
-3-
26 أكتوبر 2013 - 22:42
-4-
26 أكتوبر 2013 - 23:00
-5-
27 أكتوبر 2013 - 17:23
خلال عصور كانت لغتنا الجميلة تداعب المعرفة من الأدب إلى الرياضيات٠ وفي هذه العقود التي فقد بعض أهلنا البوصلة
بدأنا نهاجم اللغة والدين والإنسان للتغطية على مساوئنا٠
جميل أن نعلم أبناءنا بعض اللغات، خاصة الوطنية٠ وما أغرب الأصوات التي تنادي بوأد لغة القرآن الكريم٠
-6-
27 أكتوبر 2013 - 20:23
وتضيف الفتاة "كنت الزوجة الرابعة لدى الشيخ ولطالما أحسست بأني أتعرض للاعتداء، لقد استغلني لأربعة أشهر ومن ثم تركني دون أي سبب وأنا مازلت في العشرين من عمري".
-7-
28 أكتوبر 2013 - 12:17
لعرب لمسخين ولاد كريان و لعشش و الخيم
عربت خربت .
قلت في نفسي الاسلام دين عربي اه طبعا و العرب بدو لاحضارة لهم و لا طبخ و لا اخلاق غير الجاهلية و الحروب و اخذ الثار و قتل النساء
و العرب اصلا يتناسلون عبر زواج و نكاح يصعب فيه تحديد اصلهم كزواج الرهط الاخوي و زواج المتعة و زواج الاستبضاع و المسبار ووووووو اذن العرب اصلا لقطاء فالعرب لايشبه بعضهم البعض فيهم الاسود و داكن و الملون و الباكستاني و الفارسي و الرومي و المنغولي ....
العرب في تفسيرات المناجد العالمية تجمع على انهم :
بدو رحل
ارهابيون
منافقون
قطاع طرق
رعاة ابل
سكان الصحراء
حضارة الخيم و العشش
يميلون للتزوير كما فعلوه في السنة الضعيفة
حتى رسولهم محمد ص سمموه و حاولوا قتله مرارا كما ذبحوا كل ال بيته و اصحابه شر ذبحة
حتى ال بيت محمد قتلوا بعضهم مقتلة عظيمة في معركة فخ بمكة بين احفاد العباس و احفاد علي
الصحابة المقربين اقتتلوا في معركة الجمل
اينما تكلم الاعراب البدو الا وظن الناس انهم يتخاصمون لانها لغة همجية عنيفة
-8-
30 أكتوبر 2013 - 00:53
-9-
3 نونبر 2013 - 21:26
-10-
28 يونيو 2014 - 01:40
استغفر الله العظيم .. و بعدين اللي قاعد يسب العرب
تراك عربي يعني السب يرجع بوجهك .. اصلا واضح انك مو عربي
لانه مستحيل عربي يسب اخوانه .. و اللي يركض ورا الغرب عشان
عندهم تطور و حضارة .. اي تطور و حضارة ?
انك تشيل ملابسك و تطلع قدام الناس و تبيع شرفك و شرف اهلك ببلاش ?
العرب يا حلوين هم اللي اكتشفوا الرياضيات .. العرب هم اللي جابوا علم الفلك و الفضاء و الكواكب .. العرب عندهم نفط .. لولا العرب ما كانوا الغرب موجودين
اصلا ماحد يكره العرب او الاسلام او السعودية الا الفاسد اللي يحب الفساد
-11-
28 يونيو 2014 - 01:40
استغفر الله العظيم .. و بعدين اللي قاعد يسب العرب
تراك عربي يعني السب يرجع بوجهك .. اصلا واضح انك مو عربي
لانه مستحيل عربي يسب اخوانه .. و اللي يركض ورا الغرب عشان
عندهم تطور و حضارة .. اي تطور و حضارة ?
انك تشيل ملابسك و تطلع قدام الناس و تبيع شرفك و شرف اهلك ببلاش ?
العرب يا حلوين هم اللي اكتشفوا الرياضيات .. العرب هم اللي جابوا علم الفلك و الفضاء و الكواكب .. العرب عندهم نفط .. لولا العرب ما كانوا الغرب موجودين
اصلا ماحد يكره العرب او الاسلام او السعودية الا الفاسد اللي يحب الفساد
أضف تعليقك