6 يناير 2014 - 20:11
عذرا، سأخرج عن قاعدة كتاباتي هذه المرة، آن لي أن أتحدث قليلا عن شرفاء منطقـتي و أبرارهم. سأتحدث عن الخنجر الذي غرزه فينا قاتل قبل مئة عام. ثم رحل و بقي الجرح على عهده يفتك بأرواح أبناء الريف. آن لي أن أتحدث عن رعاة تولوا أمرنا، ففـتحوا الجرح و تركوه عاريا جهة الدخان و العفن والريح، بدل أن يضمدوه ليندمل. سأتحدث قليلا.. خارج قاعدتي.
آن لي أن أتحدث عن عشرين ألف قنبلة كيماوية قصفت الريف مرة واحدة، لكنها لم تنتهي من اغتيال الشهداء، و لن تنتهي إلى أن نوقظ وعينا من سباته العميق.. حتى نعرف أن الآلاف قد قتلوا قبل فاطمة أزهريو، و المئات ما زالوا يعانون الآن في صمت. لن تنتهي حتى نجرد أعداءنا الحقيقيين بتدقيق شديد، فالعدو ليس هو ''أسبانيو'' الذي رمانا بعبوات الغاز السام فقط، بل هو أدهى و أذكى من ذلك، لأننا نعرفه جيدا و نعلم أنه ينخرنا بطواعية، لكننا نبتسم له، نظرا لأن وعينا مغيب، وعيوننا مغبرة بعجاج يحجب مساوئ النظام القائم، و يمرر لعقولنا محاسنه. نحن لن نرتاح من ويلات التهميش حتى ينسلخ الأميون عن جهلهم المقدس، و يترفعوا عن تمجيد رأس الأفعى و التيمن ببركاتها، ما دامت تبث فيهم السم و الموت.
اليوم الخامس من شهر يناير 2014.. شهر الشهداء، جمعنا نداء فيسبوكي، ووحدتنا فاطمة أزهريو التي انضافت إلى قائمة شهداء الإهمال الطبي بالمغرب، وبالريف خصوصا. تساءلوا أنتم أيها العابرون بأعينهم -وربما بألبابهم– فوق هذه السطور: عن أيّ ''نحن'' تتحدث يا علي؟
إني أتحدث عن أنفس مشتعلة بحماس انتزاع حقوقها، و عن ذوات محاطة بسياج من حديد يمنعها من التعبير عما تريد، و عن وميض أمل لم ينقشع بعد، فظهر أمام مستشفى محمد الخامس بالحسيمة، ليعبر عن تألمه.. تعاطفه.. تماسكه.. و يضيء..، ليشيع جثمان فاطمة و جثامينا أخرى كان و لا يزال أصحابها شهداء عند الله و عندنا.
لا يمضي أسبوع دون أن نسمع فيه تحية لشهداء الريف، و إدانة للمجرم، هذا الأخير الذي لم يُحاسب بعد، بل و حصل على شرف الإقتران بتمجيد الشهداء أثناء خطاباتنا. يا أيها الناس: إن الظلم لا دين له، و إن العدو يعتنق في كل حين ديانة معينة كالحرباء، فلا تقنعوا بالأبيض والأسود وتتناحروا عن أيهما أفضل، بل أكثروا من ألوانكم كفصل الربيع، حتى لا تدوم حربائية المجرم. إذا انتهيتم من غربلة التيارات و تحصيل حاصلها النهائي، ثم اتفقتم على الانتفاضة في وجه عدوكم الواحد، انتبهوا لجنوبكم و خلصوها ممن يوهمكم بالأخوة، و نظفوها ممن يريد أن يتخذ من استشهاد فاطمة قنطرة للعبور إلى مصالحه المبيتة في جحر لادغ. أما إذا تخلصنا من شر أنفسنا، و حاربنا من يشتهي حشر أنفه في سكرات النهاية، ليتجمل و يجمل أسياده أمام العموم، بأنه ساعد فاطمة و أعانها، و إذا استأصلنا السرطان الحقيقي الذي ينهشنا فنحييه، سنستطيع أن نتحكم بزمام النضال الحقيقي، كي نعيد للريف همته، و نسلم من مرض السرطان الذي أخذ منا فاطمة، و حرمنا، من قبل، من آلاف الفاطميات و الفاطميين..
أزهريو فاطمة تقول و نحن نردد معها: لا للإهمال الطبي.. لا للخبث السياسي
و لو أن الله يعلم، أخبريه بكل شيء يا فاطمة
بقلم علي العبوتي
شهدت المرتفعات الجبلية بالمغرب، خلال 24 ساعة الماضية الممتدة من صباح الأحد 28 إلى صباح الاثنين 29 دجنبر، تساقطات ثلجية كثيفة واستثنائية، همّت سلاسل الأطلس... التفاصيل
عقد الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم (ا.م.ش) بمدينة الحسيمة، يوم الأحد 28 دجنبر، جمعاً عاماً لتجديد هياكله التنظيمية، وذلك بحضور منخرطين يمثلون مختلف فئات قطاع... التفاصيل
شيّعت ساكنة دوار قنين، التابع لقيادة تافوغالت بإقليم بركان، جثمان الفقيد عصام زياش، شقيق الدولي المغربي ولاعب نادي الوداد الرياضي حكيم زياش، في أجواء مهيبة... التفاصيل
بعد أكثر من عقدين على انطلاق تجربة العدالة الانتقالية في المغرب، لم يعد من الدقيق التعامل معها باعتبارها ملفًا أُغلق أو مرحلةً استُنفدت بانتهاء أشغال... التفاصيل
استنفرت مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية، صباح اليوم الاثنين 29 دجنبر، عقب العثور على جثة شخص ثلاثيني بأرض خلاء بمنطقة كزناية، بضواحي مدينة طنجة، في... التفاصيل
عدد التعليقات (0 )
أضف تعليقك