5 مارس 2014 - 20:18
في سياق رده على مقالنا السابق " شيوخ الفتنة يأكلون الغلة ويسبون الملة .. الدكتور رشيد نافع نموذجا"، المنشور على شكل نسختين متتالين، دعانا الشيخ نافع - بشكل غير مباشر - للمناظرة والحوار، أو هذا ما قد يفهم من سياق خطبته ليوم الجمعة 21 فبراير 2014، التي تميزت - بشكل عام - بالشتم والصراخ الهستيري دون أن يقدم فضيلته أي جواب، أو تفسير ما، للأسئلة والملاحظات النقدية التي تضمنها مقالنا السالف. علاوة على هذا تميزت خطبته أيضا ، المذكورة هنا ، بالافتراء والتضليل الممنهج من قبل الشيخ سامحه الله. وهذا الأمر أن دل على شيء فإنما يدل على الانزعاج والقلق الذي يعاني منه الشيخ أثناء إلقاء خطبته الجوفاء، والاستعراضية بامتياز، الشيء الذي افقد الشيخ صوابه أولا، ومصداقية رده ثانيا.
شخصيا، لا ادري كيف يسمح الشيخ لنفسه باستعمال كلمات نابية في حقنا من قبيل وصفنا ب " الحيوان " و " البهائم" ؟ وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول أخلاق الشيخ ومستواه الثقافي، الذي لم يستحي من الله ورسوله، ولا من الناس الذين يستمعون إليه، سواء المصلين خلفه أو الذين سيشاهدون خطبته عبر الفيديو/ اليوتوب، ترى هل هذه هي أخلاق الإنسان السوي ؟ على أية حال هذا هو رائينا الشخصي في الشيخ، ومن يقول العكس عليه أن يقدم لنا تفسيرا واضحا ومقنعا لأسلوبه الصبياني هذا. فعلى المرء أن يعرف جيدا أن هذا الأسلوب المتخلف جدا مرفوض دينيا وأخلاقيا وقانونيا، فحتى العلمانيين والحداثيين الذين لا دين لهم، ولا علم لهم حسب فضيلة الشيخ رشيد نافع ، لا يتفوهون بمثل هذه العبارات الساقطة والكلمات السخيفة أمام جمهورهم وأنصارهم، احتراما لهم على الأقل.
كنا نتمنى أن يرد الشيخ بشكل علمي وموضوعي حتى يستقيم الفهم والنقاش الحضاري، لكنه – للأسف – اختار طريق الشتم والتضليل كعادته، وبالتالي فإنه فضل تشجيع وأثارت عواطف الناس لحماية نفسه من الانتقادات والملاحظات التي توجه إليه من طرفنا (أو من طرف غيرنا)، وهو يعلم جيدا أننا لا نطعن في الإسلام إطلاقا، بقدر ما ننتقد منهجيته ومواقفه السياسية التي لا علاقة لها بالإسلام، فهل بهذا الأسلوب الرديء يريد الشيخ مناظرة خصومه؟ ومن الضروري أن يعلم الشيخ أن صراخه وصياحه الهستيري ، ومن ثم هروبه من مواجهة الحقائق الموضوعية كما هي، لا يفيد الموضوع في شيء، بحيث أن الشتم والصراخ لا يلغي مشروعية الأسئلة والملاحظات المطروحة عليه مهما حاول الهروب والتغاضي عن جوهر الانتقادات الموجهة إليه.
نضيف إلى ما سبق ذكره وتوضيحه بخصوص أسلوب الشيخ( رشيد نافع) في تعامله مع انتقاداتنا له، أو تعامله مع غيرنا بشكل عام ، أن أسلوبه هذا يفيدنا في أمرين أساسيين: أولهما هو أنه يؤكد لنا ما قلناه في المقال السابق حول تجدر ثقافة العنف( اللفظي والجسدي) في تفكير وسلوك شيوخ الإسلام السياسي. وثانيهما هو أنه يعطينا فكرة أولية عامة حول نوعية الثقافة التي يحملها الشيخ ويتباهي بها أمام أنصاره ومريديه بين الفينة والآخر، الذي يبدو أنه تأثر بشكل عميق جدا بالمنهج السلفي الوهابي المتشدد، كيف لا يكون كذلك وهو من الدارسين في المملكة العربية السعودية التي هي مهد السلفية الوهابية ؟ وإذا كان الشيخ يزعجه كلامنا هذا فعليه أن يفسر لنا لماذا تم توقيفه سنة 2009 من طرف المجلس العلمي المحلي بالرباط من مواصلة عمله كإمام في احد مساجد المدينة؟
إن هذا الأسلوب - العقيم - الذي ينهجه الشيخ نافع، أو هذا النوع من الرد أن صح التعبير، هو موجه – أساسا – إلى أنصاره ومريديه أكثر مما هو موجه لنا، أو لغيرنا من المخالفين له في الرأي والانتماء الفكري والسياسي والمذهبي، وهو أسلوب متخلف جدا، شكلا ومضمونا، حيث يسعى من خلاله إلى تأكيد الذات أكثر مما يسعى إلى محاورة خصومه في القضايا الخلافية القائمة بينه وبين خصومه المفترضين. وبالتالي فالرجل يحاول أن يجعل من نفسه ذلك البطل الذي لا يقهر، وهذا النوع من التفكير ليس غريبا عن الثقافة العربية الإسلامية التي تؤمن بثقافة البطل والزعيم . ومن الأمور الغريبة ، والمضحكة في نفس الوقت، هو تكرار الشيخ رغبته بمناظرة خصومه، خاصة العلمانيين والشيعة، دون أن يقوم بأية خطوة عملية من أجل ذلك، فهل من يريد المناظرة يصرخ بذلك أمام الناس أم أنه يعمل على دعوة من يريد مناظرته بشكل مباشر ورسمي؟ لا نعتقد أن الشيخ يجهل شروط المناظرة باعتباره أستاذ جامعي، لكن الأمر موجه - أساسا - إلى أنصاره ومريديه، وذلك من أجل تأكيد الذات أمام جمهوره، كما اشرنا أعلاه.
وبدون أن ندخل في مناقشة التفاصيل والمعطيات التضليلية التي تناولها الشيخ في خطبته المذكورة أعلاه، ومن أجل وضع النقط على الحروف، نؤكد للشيخ ولكل من يهمه الأمر، استعدادنا المبدئي لمناظرته ومحاورته إذا ما استجاب للشرطين التاليين: الأول هو تقديم اعتذار علني عن ما صدر منه من الشتم والسب. والثاني هو أن تستوفي المناظرة جميع الشروط المعروفة والمتداولة من أجل انعقاد المناظرة، طبعا هذا إذا كان يقصدنا بكلامه المنشور ضمن خطبته السالفة الذكر؛ أي خطبة ليوم الجمعة 21 فبراير 2014، وهذا ما نعتقده ، والله اعلم.
قلنا، أننا مستعدون – مبدئيا - لمناظرة الشيخ، لكن فقط نزولا عند رغبته ليس إلا، أما نحن فلا نرى هناك أية ضرورة علمية وفكرية لمثل هكذا مناظرة ، خاصة أن الطرف الآخر ( رشيد نافع) لا يرتقى بأسلوبه وخطابه الذي يعكس ثقافته وسلوكه اللاخلاقي في مواجهة خصومه. وبالتالي فالمناظرة ليست رغبتنا على الإطلاق، لسبب بسيط جدا، وهو أننا كنا، ومازلنا نعتقد بأن الرجل كان يمكن له أن يكتفي بتقديم إجاباته عبر الكتابة فقط ، لكن ( ربما) شعوره بالتفوق والعظمة، وهي حالة مرضية كما هي معروفة في علم النفس، أو (ربما) انزعاجه وغضبه جعله يرد بالشكل الذي تم، كما يتضح ذلك جليا من خلال الصوت والصورة المرصودة في الرابط المنشور أسفله. صراحة، نتأسف كثيرا، لهذا الأسلوب الرديء والمنحط جدا، ليس فقط لكون أن الرجل (نافع) إمام مسجد، وإنما لكونه " مثقف " وحاصل على شهادة الدكتورة كما يقول ، لكننا نستغرب غاية الاستغراب لمستوى الخطاب الذي يقدمه الشيخ ، ومن ثم طريقة " رده " على مخالفيه وخصومه السياسيين والدينين، وهو الأمر الذي يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل يريد الشيخ مناظرة خصومه بالسب والشتم و تلفيق التهم أم بالعقل والحجة؟ بل أن السؤال الأهم هو : هل يستطيع (الشيخ) أن يقدم خطبة واحدة دون الصياح والشتم ؟
وفي الأخير نقول لجميع المهتمين بالموضوع ، وخاصة رواد وزوار مسجد السنة، أن خلافنا مع الشيخ نافع هو خلاف سياسي وإيديولوجي، وليس خلافا فقهيا كما يعتقد البعض ؛ أي أنني لا نختلف مع الشيخ في أمور الفقه ( الأحكام الشرعية) إطلاقا، بالرغم من بعض التحفظات التي نسجلها على مواقفه الفقهية والتاريخية( = التاريخ الإسلامي) . ومن ثم ينبغي على الجميع أن يستوعب أن الخلاف لا يدور حول المسائل العقائدية أو المذهبية، وبالتالي لا نسمح لأحد ما بالمزايدة علينا في هذا الموضوع. ومن هنا نؤكد أن خلافنا مع الشيخ نافع هو خلاف فكري وسياسي أولا وأخيرا ؛ أي أننا نختلف معه في كيفية نظره للقضايا الاجتماعية والسياسية بالمغرب ، وكذلك حول منهجيته في معالجة هذه القضايا، التي هي قضايا سياسية بامتياز، وليست قضايا فقهية كما يظن البعض، فعندما يقول الشيخ نافع مثلا أن سبب الفساد الذي يعاني منه المغرب ( أخلاقيا وإداريا وماليا، وسياسيا ..) هو بسبب العلمانيين، فهو مطالب بتقديم حججه وأدلته التي تثبت صحة كلامه، وعندما يقول الشيخ كلامه هذا فهو مطالب أيضا بتوضيح متى حكم العلمانيون بالمغرب ؟ بل وهل يسمح أصلا بتأسيس الأحزاب العلمانية في المغرب؟
أما مسالة وجود بعض الأشخاص المحسوبين على التيار الديمقراطي الحداثي في الحكومات المغربية السابقة، وكذلك الحكومة الراهنة، فلا يعني بالضرورة أن اليساريين والعلمانيين هم من يحكمون المغرب، فمن يعتقد بهذا الاعتقاد فهو ساذج للغاية، ولا يفهم شيء في السياسة المغربية ، فهؤلاء وغيرهم؛ أي اليساريون والعلمانيون، يعتبرون مجرد موظفون ساميون لدى الملك( المؤسسة الملكية) كما هو الأمر الآن مع بنكيران، وبالتالي فإذا أراد الشيخ أن ينتقد الفساد المنتشر في بلادنا، فعليه أن يفعل ذلك أولا من خارج المسجد لكوننا نعيش في دولة علمانية تفصل بشكل واضح جدا بين العمل السياسي والعمل الديني، فالمسلمون، وبالذات الأئمة، واجب عليهم شرعا احترام قوانين وأعراف البلدان التي يقومون بها، وثانيا عليه؛ أي الشيخ نافع، أن يمتلك الجرأة أكثر، وان يسمى الأشياء بمسمياتها، ويقول صراحة أين يكمن الفساد ومن يحميه بمختلف الطرق والوسائل ؟ ومن المهم جدا أن يعرف المرء لماذا نختلف مع الشيخ نافع ونرد عليه، ولا نختلف مثلا مع أمام مسجد الإسلام، أو المحسنين، أو النور، أو الموحدين أو الفتح ..الخ ؟ ترى أين يكمن الخلل؟
محمود بلحاج: لاهاي/ هولندا
للتواصل: s.tifawin@hotmail.com
ملحوظة: إليكم الرابط الخاص بخطبة الشيخ نافع ليوم الجمعة 21 فبراير 2014:
http://www.youtube.com/watch?v=OUnHaZgAkZc
أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية بأنه يرتقب تسجيل زخات رعدية محليا قوية (ما بين 15 و 30 ملم) مصحوبة بهبات رياح، اليوم الخميس، بعدد من... التفاصيل
شهدت مدينة برشلونة مساء الأربعاء 15 أكتوبر 2025، أحداث عنف واسعة عقب مظاهرة نُظّمت دعما للشعب الفلسطيني، بدأت بشكل سلمي قبل أن تتحول إلى مواجهات... التفاصيل
قررت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، رفع العقوبة السجنية المحكوم بها على متهمة في قضية استدراج قاصرات لممارسة الدعارة، من أربع إلى خمس سنوات... التفاصيل
اندلع مساء أمس الخميس 16 أكتوبر 2025، حريق قرب أحد المنازل بحي آيت موسى واعمر بمدينة إمزورن، دون أن يخلف أي إصابات أو خسائر في... التفاصيل
أعلن عدد من شباب “جيل زيد” المنتمين إلى الحركة الأمازيغية عن تعليق أنشطتهم داخل دينامية GenZ212، وذلك احتجاجا على ما وصفوه بـ"تصريحات ومواقف مسيئة" للغة... التفاصيل
عدد التعليقات (7 )
-1-
5 مارس 2014 - 22:08
-2-
6 مارس 2014 - 09:08
وقالت سونيا أن حلمها الكبير كان الإلتحاق بمن وصفهم "المجاهدين في سوريا" وذلك أسوة بأمهات المؤمنين عليهن السلام وبزوجات الصحابة اللواتي رافقن أزواجهن أيام الحروب والمعارك، وأن الزواج بمحارب إسلامي (تكفيري) يعد غاية الشرف وأنها ستكون سعيدة جدا لو استشهد زوجها فهي ستصبح أرملة شهيد (!) وهو ما يعد غاية المنى لأي مسلمة صادقة.
وأقرت سونيا أنها وزميلاتها جرى تنظيمهن عن طريق الإنترنت بواسطة مدونة خاصة بـ"الجهاد" وأنهن لم يتواصلن مطلقا مع أي من المشرفين بشكل مباشر وعن سؤالها عن علمها عن حالات تبادل الزوجات و"جهاد النكاح" ما بين المحاربين اعتبرت سونيا إن هذا محض افتراء وأن هذه الأمور هي غير صحيحة وقالت إنها وجميع زميلاتها أصبح لديهن معرفة واسعة بأمور دينهن وأنهن تلقين دروسا عديدة تهيئة للذهاب وهم يعرفن ما هو حلال وما هو حرام، حسب زعمها.
-3-
6 مارس 2014 - 10:21
comme si tu lui accorde la permission d'utiliser et de se servir des mosquées pour prononcer des discours politiques.la mosquée est un lieu pour prier son dieu et non pas pour repondre à ses adversaires politiques
-4-
6 مارس 2014 - 15:28
-5-
9 مارس 2014 - 17:24
-6-
23 مارس 2014 - 14:29
الله يهدينا سواء السبيل
-7-
27 أكتوبر 2015 - 22:52
أضف تعليقك