هل يعيد المكتب المسير لشباب الريف سيناريو الموسم الماضي ويرتكب نفس الخطأ؟

7 أكتوبر 2014 - 16:01

خلفت الفترة التي يمر بها فريق شباب الريف الحسيمي والنتائج السلبية المتتالية حالة من التشويش من داخل وخارج أسوار الحسيمة، فأصبح الكل يفهم كيف تدور المستديرة وما يصلح لفريق شباب الريف وما لا يصلح، فسار اللوم يلقى في كل مرة على فرد من الأفراد ليأخذ الموضوع مسارات متعددة ستؤدي بالفريق الى الهلاك ان لم يتدخل المسؤولون على الفريق لوضع حد لهــا وخلق جو خال من التشويش ومناسب لاعادة فريق شباب الريف الى السكة الصحيحة.

ثلاث هزائم متتالية عصفت بأراء متعاكسة فهذا يلقي اللوم على لاعب وآخر على مدرب فهذا ينادي بالتغيير والآخر بالاقالة اوالاستقالة ليفرض كل متابع لشباب الريف الحسيمي رأيه، فلا لوم على من يعشق الفريق، ومن يحب أن يرى فارس الريف يحلق في السماء بنتائج ايجابية في البطولة والكأس، لكن في بعض الأحيان العاطفة تسبق التفكير فنوجه قرارات لن نندم عليها الا بعد فوات الآوان.

برأيي المتواضع هذا، أدعوا كل محب وعاشق لشباب الريف الحسيمي  من جمهور ومسؤولين وغيورين الى مشاهدة هذا المقطع التخطيطي والمنطقي لحالة شباب الريف الحسيمي اليوم وغدا وبعده:

- الجمهور عاشق النتائج الايجابية ... لكن تريثوا.

لا وجود لجماهير تعشق الهزائم فهي تجمد رصيد الفريق ولا ترتقي به لمنافسة الفرق القوية، لذلك تجد أغلب الجماهير تعشق النتائج وترغب في مسايرة فريقها بنتائج ايجابية، وحال شباب الريف الحسيمي ليس كذلك حتى أصبحت هذه الجماهير تنادي بالحرقة وتستنجد لعلها تلقى آذانا صاغية، فكما يحدث دائما في البطولة الوطنية التي تجد فيها فريقا يدربه أكثر من مدربين في الموسم الواحد تضغط الجماهير دائما لجلب مدرب قادر على اعطاء اضافة للفريق، فجمهور شباب الريف الحسيمي كان يغني في الملعب والمقاهي باسم حسن الركراكي لتعتبره في مواسم ماضية  " خُلق ليدرب فريق شباب الريف " لكن شاءت الأقدار ان تكون لهذه الاخيرة رأي آخر ويُصبح الرجل غير مناسب لأنه بكل بساطة خسر مقابلتين بالبطولة ومباراة بالكأس الفضية. فهل الجماهير على صواب؟ أم العكس سيعاكس المراد؟ حينها سيتهرب الجميع ويقول لسنا مسؤولين على ما آلت اليه الأوضاع.

وجب التريث والصبر فبذور شباب الريف الحسيمي لن يسقيها الا الجمهور والعاشق لهذا الفريق لذلك تريثوا وبادروا بسقي بذور شباب الريف لتُثمر، ولا تتوهموا بان تثمر اليوم بذرة امس بل وجب التريث وعلى المسؤولين فهم مغزى الانتظار والتريث وصبر الجمهور ليتوافق هذا وذاك وتُشارك الفرحة عاجلا أم آجلا.

- الوقاية خير من العلاج يا أهل القرار

ان كان المثل يقول " الوقاية خير من العلاج'' فلابد من أهل القرار أن يطرحوا فكرة للتفكير وابداء الآراء الجدية ويتحمل كل شخص وفرد بصفته مسؤول مسؤولية قراره فان كانت النتيجة ايجابية فهنيئا له وللجميع وان كانت غير ذلك فليظهر ولا يختبئ ويعلنها بصوت عال" أنا المسؤول"، لكن هذا لن يحدث في زمن لعبة الغميضة فحال شباب الريف الحسيمي حاليا بين شد حبل وحبل، وقرار تغيير المدرب يدور في الأذهان ومباريات البطولة والكأس على الأبواب فمن أين سيبدأها أهل القرار؟. هل بترك الركراكي متابعا فقط للمباريات وياخذ مكانه شخص آخر يطبع خططه التكتيكية ويتلوها على اللاعبين، أم أن لا شيء من هذا سيحدث وسيستمر القطار؟.

لاشك ان المنطق يقول " استمرار الادارة التقنية تعطي النتائج الايجابية " ولن يختلف مع هذا المثل الا من هو هاوي في تفكيره في عالم المستديرة ومن ترافقه نتائج اليوم وليس الغد. فان كانت ادارة شباب الريف الحسيمي قد اكدت نهاية الموسم الماضي على استمرار الادارة التقنية بقيادة الاطار حسن الركراكي  لبناء فريق تنافسي ولعب أدوار طلائعية، وجاءت هزائم متتالية لتغير هذا القرار فهذا لن يكون في صالح الفريق الريفي وسيكون على أصحاب القرار تحمل المسؤولية لأن فريق شباب الريف على شرفة بُركان على وشك الانفجار فوجب الحذر من الانهيار واعادة الفريق الى الطريق السيار.

ان افترضنا مغادرة حسن الركراكي حُسمت وانتهت قصة الاقالة والاستمرار، فمن سيكون القادم الى القلعة الزرقاء؟. لن نختلف على ان القادم ان حدث، لن يعرف ما يدور داخل أسوار الفريق الريفي وسيكون عليه أن يبني القلعة من جديد ويعطي انطلاقة السفينة ان انطلقت اصلا، لنشهد من جديد سيناريو تغيير في التشكيلة في كل مرة ومناسبة حتى ينتهي الشطر الأول ان حصل على تشكيلة متجانسة، هذا ليس بغريب عن الجماهير الحسيمية فيكفي الاستدلال بالموسم الماضي ، حيث تعاقب على تدريب الفريق ثلاثة مدربين بعقلايات مختلفة فكريستيان زرمارتن رسم خططه ولم تنجح وجاء أوشلا الذي عزف له الجميع على القيتار فكانت البداية جيدة ورائعة ولكن اين مسك الختام، لتغيب عنه النتائج الايجابية ويُسلم المفتاح لحسن الركراكي، هذا الأخير أيضا بصم على  شخصيته ومنح نقاط غالية للفريق الأزرق في البداية لكن خانته النتائج في النهاية واليوم ابن سيدي قاسم يواجه بركانا من الضغط المرتفع بسبب النتائج السلبية، فلما العجلة وهل ترغبون في أن نؤجل الأهداف مرة أخرى الى الموسم المقبل ونعيش نفس المشكل في تغيير المدربين، وياتي اليوم هذا وغدا ذاك ويبقى فريق شباب الريف الحسيمي في كل موسم يعيد تكرار نفس الاخطاء، لقد وقع الفريق في الخطأ الموسم الماضي وهذا اليوم سيكون عيب وعار أن يتكرر ونجعل من فريق شباب الريف لعبة تُلعب في عدة أيادي وتكون نهايتها الانهيار.

نعود لنفترض ان ادارة نادي شباب الريف الحسيمي ستسلم المفاتيح لمدرب جديد، فمن برأيكم هذا المدرب بشخصيته الذي سيقبل بقيادة فارس الريف في وضعية حرجة؟ ويكون الشرط الأول قبل الثاني الفوز بمباراة بركان والتأهل الى نصف نهائي كأس العرش دون أن يعرف ما يدور في الكتيبة الزرقاء. ان قيادة فريق بجماهير غفيرة تعشق فريقها لا تقف عند شرط التأهل، فالفوز بالمعركة ليس حلا وليس انتصارا بل الانتصار من فاز بالحرب كلها، ولن يفوز بالحرب الا من اشتغل شهورا وسنين لتكوين فريق منسجم يرقى لطموحات المحبين وليس بين ليلة وضحاها، فالعيوب تظهر مبكرا أما النتائج الايجابية فهي تستغرق وقتا لتعطي ثمارها، وشباب الريف لن يُثمر أبدا ان استمر الحال كما المواسم الماضية، لذلك اسمحوا لي أن أقول " أتركوا ثمار شباب الريف الحسيمي تُزهر، أتركو حسن الركراكي يشتغل، اتركو الرجل يعمل فهذه لحظة  ابتلي بها الفريق بنتائج سلبية ولن يتجاوزها الا من تسبب فيها."

• أخبار 24 ساعة

• المواضيع الأكثر مشاهدة