rif category
rif category

أطفال "زلزال" الريف .. الضحايا الصامتون !

أخبار 24 ساعة

21 مارس 2016 - 19:33

أطفال "زلزال" الريف .. الضحايا الصامتون !

وسط الجرح المزمن فينا.. تضمحل الابتسامة.

أطفال `زلزال’ الريف .. الضحايا الصامتون !

في مدينة يُمسك فيها كل واحد بعود ثقاب …ينتظر..

مدينة تهتز وترتجف فيها الارض كل ليلة تحت اقدام اهاليها..ولاتهتز ضمائر مسؤوليها ..

أين مسؤولية المسئولين  قبل أن نسأل أين هي ضمائرهم وأخلاقهم . والظاهر ان الايام القادمة ستكون حبلى بالكثير من الجراحات و الالام  لأهالينا في الريف دون ان تهتز ضمائر هؤلاء المسؤولين الذين لا شغل ولاهم لهم سوى الركض وراء مصالحهم.

هو الريف .. يهتز .. يتزلزل منذ أشهر أمام ذهولنا ، وعجزنا لإنقاذ أهالينا الطيّبين المسالمين ، الذين من أرضهم خرج نشيد الحرية ورجال أحرار .. أقوياء .

أراهم في أحلامي أسمع صراخهم في كل ليلة..

ما ذنبهم أن يناموا ويصحون على هزات الارض .. تشقق جدران منازلهم   وتهدم بيوتهم ..

ما ذنبهم ان تهتز بيوتهم ..

ما ذنب أطفالنا ان يرتعبوا ..

ما ذنبهم ان لا يعرفوا  طعم النوم كسائر مدن بلادي ..

ما ذنب شيوخنا وكبار السن ان لا يطمئنوا..

ما ذنبهم…

طبعا…لا مرد لقضاء الله..لكن لمعاناتهم – أكيد- مرد …وإجراءات.

والامر لا يستلزم أكثر من الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ  الاهالي و أطفال العذاب في ريفنا من مصير قاتم .. اليس من واجب الدولة و كبار وصغار المسؤولين توفير الامن والامان ‘ للشمال’ كما يوفرونه ‘ للجنوب’.. فمنذ الهزات الاولى ، وهم  يدفعون ثمن حماقات “هؤلاء ” وأطماعهم خوفًا وهلعا بل واضطرابات نفسيّة ..

ضحايا صامتون، هم أهالي ريفنا..لم تعد للاطفال هناك سوى أحلام   الخوف والرعب والفزع  لعجزهم عن تحمّل الخوف ومواجهة الازعاج  الذي يصطادهم في قيامهم، وفي قعودهم، في نومهم، وفي صحوهم، وفي طريقهم الى مدارسهم  دون أن تحرك الدولة ساكنًا لإنقاذهم.

وغير بعيد عن هناك ..عن الحسيمة والدريوش والناظور .. جيراننا في مدينة قريبة شاءت السياسة و الاقدار ان لا يحكمها حكام من جلدتنا …

مدينة يحترم مسؤوليها اطفالهم واهاليها. فعَّلوا مبادرات ميدانية عقب الهزات الارتدادية المتكررة التي شهدتها المنطقة وما تركته من هلع في أوساط السكان ..أعطوا توجيهات ونصائح للجميع و للتلاميذ خاصة تضمن سلامتهم … ما اضطرّ المسؤولين هناك إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر مستعينين بأطباء ومختصين نفسانيين وأعوان تدخل و باحثين و أطر من المرصد الجغرافي الاسباني الخاص برصد الزلالزل .. خرجوا من مكاتبهم …جابوا المدينة (مليلية) حسسوا مسؤولي المؤسسات التربوية و تلاميذتها بكيفية التعامل مع الأخطار الطبيعية وخاصة منها الزلازل.

واما .. وفي مدن ريفنا .. لم يتحرك أحد … وما زال المسئولون نائمين في العسل… ولازال اهالينا واطفالنا هناك يحلمون بالهزات الارتدادية  تدوّى في محيط المنازل ليتستيقظ الاطفال مذعورين مجهشين بالبكاء…يشعرون بالموت يقترب منهم كلما أحسوا  بالارض تهتز تحت أقدامهم.  نفس ملامح القلق والرعب والخوف ، تغطي وجوهم الصغيرة البريئة وهم  في أقسامهم الدراسية  ذات الجدران المشقّقة .. تراهم يتدافعون باجسامهم الصغيرة  للاختباء تحت “بقايا” طاولات طمعًا بالقليل من الشعور بالأمان… حتّى بات من الصعب أن تندمل جراحاتهم النازفة مرارة ورعبًا.

بل وان معاينات كثيرة كشفت عن حاجتهم إلى الشعور بالأمان والأمل،هم خائفون على أنفسهم و على أهلهم، ومن كل شئ…وصور زلازل مضت لا تفرق مخيلتهم .. ترسم لهم صورا لما قد يحدث إن وقع ما هم يخافون اليوم منه..

وهو أمر طبيعيّ وملفت جدا أن تترك مثل هذه الحالات بصماتها على الاطفال ..هم أكثر قابليّة للتأثّر، يعيشون انكسارات نفسية لخوفهم واحساسهم بغياب الطمأنينة الوجوديّة..

لكن يا ´نحن كلنا´ ويا مسؤولي البلد..فمهما صغرت سن اطفالنا فهم قادرون على إدراك حقيقة أنّهم ضحايا أبرياء في امور لا حول لهم فيها ولا قوّة، وأنّنا نحن عاجزون عن مواجهتها ومواجهة ذيولها … قادرون على إدراك حقيقة مسؤولين كثر تركو جراحاتهم تكبر و تتسع منذ دخلو  الريف.

فهؤلاء عندما يختارون الصمت هذا لايعني بالضرورة سذاجتهم أو أنهم لا يعون ما يدور من حولهم …بل هم مدركون !

نعم مدركون حقيقتنا.. تطلق عيونهم صوتا مبحوحا في اتجاهنا و إلى الضمير الانساني مناشِدة الجميع ، مواطنون ومسؤولون الإسراع في اتخاذ التدابير اللازمة لإبعاد شبح الرعب و…الموت عنهم .

فليس باستعراض عضلاتنا عبر المواقع الالكترونية والاجتماعية ننقذ أطفالنا الذين يسرق الخوف والرعب حياتهم، فأولئك الصغار سيبقون أبدًا شاهدين على انهيارنا وانهيار أشياء كثيرة في البلد…اولها العدالة والامن والامان . وشاهدين على تقاعسنا وضعفنا….وكذب المسؤولين الذين امتهنوا فن الكذب في سوق سياسي هو سوق الكذابين ..بامتياز.

كم مشينا…مشينا لوقت طويل، كنا متعبين وكان أطفالنا خائفين جدا، ولا نريدهم اليوم أن يمشوا نفس الطريق ويتعبون … ويكون أطفالهم ….خائفين.

في مدينة تهتز وترتجف فيها الارض كل ليلة تحت اقدام اهاليها..ولاتهتز ضمائر مسؤوليها ..

أين مسؤولية المسئولين  قبل أن نسأل أين هي ضمائرهم وأخلاقهم ؟

محمد بوتخريط . هولندا

عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

line adsense

هل ستحظى الحسيمة بمرٱب عمومي للسيارات؟

  أصبح غياب مواقف عمومية لركن السيارات بالحسيمة من أكثر المشاكل التي تواجه المسؤولين المحليين وحركية السير والجولان خلال موسم الصيف بالرغم من وجود ساحات واسعة... التفاصيل

الحسيمة.. افتتاح فعاليات الملتقى الإقليمي للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي

  تم اليوم الاربعاء 15 ماي، بقاعة 3 مارس بمدينة الحسيمة، افتتاح الملتقى الإقليمي للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي في نسخة الخامسة عشر. وينظم الملتقى الإقليمي للتوجيه المهني... التفاصيل

بعد دفنه.. استخراج جثة مسن توفي إثر شجار بايت قمرة

 بعد دفنه قبل أيام تم اليوم الاربعاء استخراج جثة مسن كان قد توفي إثر تعرضه لاصابات اثناء شجار مع جاره بدوار ازفزافن بجماعة ايت قمرة. وحسب... التفاصيل

الحسيمة.. درك النكور ينهي نشاط مروج مخدرات مبحوث عنه وطنيا

 تمكنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بالنكور ، من توقيف مروج مخدرات يشكل موضوع 6 مذكرات بحث على الصعيد الوطني من طرف الدرك الملكي و... التفاصيل

جنايات الحسيمة تدين والد المتهم في جريمة اصفيحة وتحكم عليه بعقوبة مشددة

 ادانت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، والد المتهم الرئيسي في جريمة القتل التي راح ضحيتها شاب بشاطئ اصفيحة الصيف الماضي، وحكمت عليه بعشر سنوات... التفاصيل

line adsense