rif category
rif category

مبارك : قائد ثورة 58-59 اعترف لي بأن الخطابي كان يتلقى تقارير مفصلة عن الانتفاضة

الريف

8 شتنبر 2015 - 20:20

مبارك : قائد ثورة 58-59 اعترف لي بأن الخطابي كان يتلقى تقارير مفصلة عن الانتفاضة

حينما اعتقد الجميع أن صفحة جيش التحرير المغربي، بكل تناقضاتها، قد طويت إلى الأبد، ظهر رجل اسمه زكي مبارك، قادته الصدف إلى أن يضع يده على أخطر وثائق جيش التحرير حساسية. في سيرة زكي مبارك الكثير من الأحداث والشخوص. يقول إنه كان دائما يشتغل بجبة الأكاديمي، لكن خصومه من أحزاب الحركة الوطنية كانوا يعتبرونه «مؤرخا للمخزن». على كرسي «الاعتراف»، يحكي مبارك قصة صراعه العنيف مع حزب الاستقلال، ويتذكر كيف خاطبه علال الفاسي يوما بلغة حازمة: إذا لم تبتعد عن هذا الموضوع -يقصد جيش التحرير- «تلقا راسك مليوح فشي بلاصة». على مدار حلقات طويلة، يسرد زكي مبارك أحداثا عاشها مع المحجوبي أحرضان، وعلال الفاسي وإدريس البصري، ويشرح، بإسهاب شديد، كيف أصبح صديقا لعبد الله الصنهاجي، علبة أسرار عباس المساعدي، وكيف أخفى لمدة طويلة وثائق حساسة حول «ميليشيات حزب الاستقلال» والصراع العنيف بين محمد الخامس وأحزاب الحركة الوطنية..

– كم بقيت داخل وزارة الشبيبة والرياضة؟

< بقيت موظفا هناك لفترة طويلة، وقد صرت مدير ديوان وزير الشبيبة والرياضة والإعلام في حكومة عبد اللطيف الفيلالي، ثم بعد مدة قصيرة تكلفت بالصحافة والعلاقات العامة في الألعاب المتوسطية التي نظمها المغرب. لن أخفيك أنها كانت تجربة متميزة جدا بفضل الاحتكاك بالصحافة الأجنبية وتسيير فريق كبير. وبعد أن حصل حزب الاتحاد الدستوري على وزارة الإعلام، اقترحت مغادرة ديوان الوزير. وبالفعل، ذاك ما حدث، حيث عينت مديرا للمعهد الملكي لأطر الشبيبة والرياضة. وفي نفس الوقت، أصبحت أستاذا محاضرا داخل الجامعة العربية في قضايا الشباب، الأمر الذي سمح لي بزيارة بلدان كثيرة، منها الصومال واليمن والجيبوتي، وهي الزيارات التي أثرت فيّ كثيرا.

– حينما كنت مديرا للديوان، هل كنت مطلعا على الطريقة التي يسير بها الإعلام داخل المغرب؟

< الحقيقة أنني كنت أهتم فقط بملفات الشبيبة والرياضة، أما قضايا الإعلام فلم أكن أعلم عنها أي شيء تقريبا. وأنت تعرف أن الممسك الحقيقي بالموضوع كان هو وزارة الداخلية التي لم تكن لتسمح لأحد بأن يشاركها في تدبير ملف الإعلام.

– تذكر في الكثير من كتاباتك أنك التقيت بمحمد سلام أمزيان، قائد انتفاضة 58-59 بالريف؛ ما قصة هذا اللقاء؟

< وقتها كنت مشاركا في مؤتمر المؤرخين العرب الذي استضافته العراق. جاءني طالبان وشرعا يناقشاني في موضوع جيش التحرير قبل أن يقول لي أحدهما:

سي زكي، لقد اهتممت كثيرا بالمقاومة وجيش التحرير، لكنك لم تكتب قط عن انتفاضة الريف.

قلت له إنني قرأت كثيرا عن الموضوع، وأعتقد أن قائدها قد توفي منذ مدة، لأفاجأ بأن الذي أتحدث إليه ليس سوى محمد أمزيان، الصحافي المقيم بهولندا حاليا ابن سلام أمزيان. لأول مرة، سأعرف أن قائد الانتفاضة مايزال على قيد الحياة ويعيش بالعراق. لم يتردد محمد أمزيان الذي كان يحضـِّر رسالة الماجستر حول محمد بن عبد الكريم الخطابي في اقتراح لقاء مع والده. ولأني كنت شغوفا جدا بالموضوع، قلت له: نلتقي به من الآن لو أردت. ذهبت إلى منزل محمد سلام أمزيان، ولم أشعر قطعا بأن اللقاء بيننا دام لأكثر من 15 ساعة، تحدثنا فيها عن جيش التحرير والمقاومة المسلحة وعن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع انتفاضة 58-59، وأطلعني فيها على الكثير من الوثائق المهمة وعلى مجموعة من كتاباته، أعتقد أنك نشرتها بشكل حصري في أحد ملفاتك الأسبوعية.

– قبل أن نتحدث عن تفاصيل هذا اللقاء، أريد أن أبدأ من الأخير: لماذا انتفض الريفيون حسب محمد سلام أمزيان؟

< على خلاف الكثير من الفرضيات التي كانت تقول إن الريفيين انتفضوا من أجل إسقاط النظام، فإن محمد سلام أمزيان أخبرني بأن الشعار الذي أطر الثورة هو: عاش الملك وليسقط حزب الاستقلال. الثورة كانت تستهدف فكرة الحزب الوحيد، وكذلك المطالبة بحق هذه المنطقة المعزولة في التنمية، بيد أن الحسن الثاني تحالف مع حزب الاستقلال لضرب الريفيين ودك قراهم بالطائرات ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة. أمزيان كان حاقدا جدا على أحزاب الحركة الوطنية، وتحديدا على حزب الاستقلال الذي حمله أمزيان مسؤولية ما حدث من تقتيل وتعنيف بالريف، وقد سمى الثورة بثورة الجلاء في إحدى كتاباته. الغريب في لقائي معه أني سأكتشف لأول مرة أن محمد بن عبد الكريم الخطابي كان على علاقة مباشرة وواضحة بانتفاضة الريف، حيث كان يتلقى تقارير مفصلة عما يحدث، وكانت علاقة أمزيان بالخطابي متينة جدا إلى درجة أنه كان يخبره بكل شيء تقريبا، بل إن الخطابي كان يعطي توجيهات للمنتفضين من القاهرة.

– ما أفهمه من كلامك أن الخطابي ساهم في إشعال فتيل انتفاضة 1958-1959؟

< نعم، هذا ما قصدته بالتحديد، فالاعتقاد كان سائدا بأن الخطابي لم يكن موافقا على ما حدث، لكن الوثائق وأقوال أمزيان تثبت، بما لا يدع مجالا للشك، أن الخطابي ساهم بقسط كبير في الانتفاضة. وهنا، أتذكر الرسالة الشهيرة التي بعث بها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر بخصوص انتفاضة الريف…

المساء

عدد التعليقات (1 )

-1-
samir
9 شتنبر 2015 - 12:15
daich lha9i9i wowa lmarrib
مقبول مرفوض
1
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

أضف تعليقك

line adsense

هل ستحظى الحسيمة بمرٱب عمومي للسيارات؟

  أصبح غياب مواقف عمومية لركن السيارات بالحسيمة من أكثر المشاكل التي تواجه المسؤولين المحليين وحركية السير والجولان خلال موسم الصيف بالرغم من وجود ساحات واسعة... التفاصيل

الحسيمة.. افتتاح فعاليات الملتقى الإقليمي للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي

  تم اليوم الاربعاء 15 ماي، بقاعة 3 مارس بمدينة الحسيمة، افتتاح الملتقى الإقليمي للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي في نسخة الخامسة عشر. وينظم الملتقى الإقليمي للتوجيه المهني... التفاصيل

بعد دفنه.. استخراج جثة مسن توفي إثر شجار بايت قمرة

 بعد دفنه قبل أيام تم اليوم الاربعاء استخراج جثة مسن كان قد توفي إثر تعرضه لاصابات اثناء شجار مع جاره بدوار ازفزافن بجماعة ايت قمرة. وحسب... التفاصيل

الحسيمة.. درك النكور ينهي نشاط مروج مخدرات مبحوث عنه وطنيا

 تمكنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بالنكور ، من توقيف مروج مخدرات يشكل موضوع 6 مذكرات بحث على الصعيد الوطني من طرف الدرك الملكي و... التفاصيل

جنايات الحسيمة تدين والد المتهم في جريمة اصفيحة وتحكم عليه بعقوبة مشددة

 ادانت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، والد المتهم الرئيسي في جريمة القتل التي راح ضحيتها شاب بشاطئ اصفيحة الصيف الماضي، وحكمت عليه بعشر سنوات... التفاصيل

line adsense