rif category
rif category

شبح السرطان يجهز على منطقة الريف والجهات المسؤولة لا حياة لمن تنادي

كتاب الرأي

25 أبريل 2017 - 18:41

شبح السرطان يجهز على منطقة الريف والجهات المسؤولة لا حياة لمن تنادي

تتميز منطقة الريف بكونها من المناطق التي يعاني سكانها من داء السرطان، فعدد الإصابات في تزايد مستمر مع مرور السنين، ومرد ذلك حسب المؤرخون والمتخصصون، إلى ما يطلق عليه بحرب الغازات السامة التي ألقى بها الإسبان وحلفاءهم على السكان إبان فترة الاستعمار أوائل القرن الماضي، هذا حتى وإن كانت السلطات المسؤولة عن قطاع الصحة في بلادنا لم تجزم ولم تنفي صحة هذه الفرضية من عدمها، ومع ذلك وبعدا عن إشكالية السب والمسبب، فما نحن بصدده الآن هو التوجه نحو إيجاد حلول ملموسة للحد من هذه الآفة الفتاكة التي تحصد سنويا عددا لا يستهان به من أبناء الريف.

فالمنطقة، ورغم تعدد حالات الإصابات والوفيات بسبب هذا الداء، إلا أنها لا تتوفر على مراكز مختصة للعلاج، وإن توفرت فهي لوجستيكيا لا تقدم الخدمات اللازمة للمرضى، نظرا لافتقارها للأطقم الطبية والتجهيزات المؤهلة، وعدم قدرتها على استيعاب العدد الكافي من المرضى الذين تعج بهم المنطقة، وغيرها من المعيقات التي تحول دون أدائها لمهامها على أحسن وجه، ولذلك تبقى هذه المراكز مجرد اسم دون مسمى، وبعيدة كل البعد عن الأخذ بيد المرضى والتخفيف عنهم.

وأمام هذا الوضع الصحي المزري، فإن الجهات المسؤولة اليوم أمام مسؤوليات جسام لوضع حد لهذا التهميش وتوفير مستشفى جامعي، تتوفر فيه جميع الشروط، من طاقم طبي مختص ومؤهل لمثل هذه الآفات، وتجهيزات أساسية ومرافق وأدوية، لتمكين المصابين وبالمجان من التطبيب، نظرا لكون غالبية المصابين بهذا الداء ينتمون إلى طبقة اجتماعية محدودة الدخل، فالمغرب عامة والريف على وجه الخصوص يعاني من مظلة حقيقية، فيما يخص قطاع الصحة، ولا سيما حينما يتعلق الأمر بمرض فتاك كالسرطان، الذي لا يرحم مصابه، وفي المقابل نجد الدولة تتنصل من مسؤوليتها في مواجهة هذه الآفة، بداعي قلة الإمكانات المادية وغيرها، لكن بالموازاة من ذلك نجدها تغدق بأموال طائلة حينما يتعلق الأمر بتمويل المهرجانات والحفلات وتتيح كل الظروف لإنجاحها.

وهذه المفارقة العجيبة في التعاطي مع الأولويات، هي جزء من أوجه الفساد وسوء التدبير، وقمة الاستهتار بقيمة المواطن وحقه الدستوري في الحياة، أولا وقل كل شيء إن الحق في الحياة أقدس حق من حقوق الإنسان، وهو ما يجعل قطاع الصحة ببلادنا يرقى إلى مستوى قضية إنسانية، يقتضي من الدولة إعادة النظر بشكل جذري في كيفية التعامل مع هذا الملف وبصورة استعجالية.

عصام الزموري

عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

line adsense

جماعة تروكوت على صفيح ساخن بسبب احتجاج مستغلي الاكشاك على الشواطئ (فيديو)

 تعيش جماعة التروكوت بجماعة التروكوت، على صفيح ساخن، بسبب احتجاجات اصحاب الاكشاك الذين كانوا يستغلون الملك البحري خلال فصل الصيف، لاقامة المطاعم والمقاهي. وينظم العشرات من... التفاصيل

"فانتوم" ينقل 30 مهاجرا سريا من الريف الى اسبانيا

 افادت مصادر مطلعة ان 30 مهاجرا سريا مغربيا وصلوا يومه الجمعة 31 يونيو، الى سواحل الميريا، على متن قارب سريع من نوع "الفانتوم". واظهر شريط فيديو،... التفاصيل

ميناء الناظور غرب المتوسط سيصبح أول بوابة بالمتوسط في تخزين ونقل الغاز الطبيعي

 أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن المملكة تعمل على تسريع وتيرة الاستثمارات في مجال الطاقة مع تعزيز الشبكة الكهربائية والاستثمار في مصادر... التفاصيل

الشروع رسيما في تسويق منتوجات "الكيف" بصيدليات المغرب

 أُعلن رسميا عن بدء تسويق المكملات الغذائية والمنتجات التجميلية القائمة على القنب الهندي ابتداء من يوم غد السبت بصيدليات المغرب، عقب اجتماع أجري اليوم الجمعة... التفاصيل

الشروع رسيما في تسويق منتوجات "الكيف" بصيدليات المغرب

 أُعلن رسميا عن بدء تسويق المكملات الغذائية والمنتجات التجميلية القائمة على القنب الهندي ابتداء من يوم غد السبت بصيدليات المغرب، عقب اجتماع أجري اليوم الجمعة... التفاصيل

line adsense