English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. شباب الريف الحسيمي يعود بفوز ثمين من مدينة صفرو (0)

  2. فلاحو منطقة الريف يستبشرون خيرا بعد التساقطات مطرية الاخيرة (0)

  3. الحسيمة.. جماعة بني حذيفة ترفض تنفيذ حكم قضائي بإعادة بناء مسجد (0)

  4. البحر يلفظ جــثـة متحللة نواحي اقليم الحسيمة (0)

  5. الحسيمة تواصل تصدر قائمة المدن الاكثر غلاء (0)

  6. الرد القمعي للجزائر على مطالبات القبايليين (0)

  7. الحسيمة.. مياه الصرف الصحي تنغص حياة ساكنة مركز تماسينت (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | أخبار 24 ساعة | فنان بويا " حفيظ ثفرجاس " من النسيان إلى التكريم

فنان بويا " حفيظ ثفرجاس " من النسيان إلى التكريم

فنان بويا " حفيظ ثفرجاس "  من النسيان إلى التكريم

تعتبر الموسيقى فن من الفنون المميزة للشعوب بتراثها الإنساني العميق و تجسيد أرقى لنظرة الإنسان المبدع للواقع الإجتماعي و اختزاله في صورة فنية تراعي الدقة في التعبير و إنسجام اللفظ و الأداء،  لتقديم رسالة هادفة لما هو واقع و إجابة فنية لما هو قائم
تنفرد المجتمعات البشرية بخصوصيات متميزة تعكس ظاهرة طبيعية ترسم التعدد الثقافي. و قد شكلت الأغنية الريفية وسيلة للتعبير عن مواقف إجتماعية،سياسية، اقتصادية...إلخ، تجسد نبض الموسيقى التي تحاكي واقع أهل المنطقة بتعابير تتغنى بحب صادق و بحماس و إخلاص المقاومة و المبدأ و كل ما هو نابع من بيئة إجتماعية لها إسهام و ثير في إغناء التجربة
في زخم الإبداع تبرز تجربة المجموعة الغنائية للفنان المبدع حفيظ ثفريجاس كنجم ساطع مقاوم للسائد المبتذل، ينشد للحب للأم و الوطن و جراح أهل الريف، يحق لنا كما لغيرنا أن نتباهى بما قدمته هذه المجموعة من رسائل فنية كادت أن تكون سماوية في النبل، تجربة فنان " بويا أوشما " هي تجربة عصامية بدأت بآلات بسيطة لصقل الموهبة و بعزم منقع النظير، الحالة التي أثارت إنتباه أحد المعارف الذي يرجع الفضل إليه بإهدائه آلة القثارة التي أصبحت ملكية جماعية للأصدقاء، و مناسبة ثمينة التي ستداعب فيها أنامل المبدع أوتار أول آلة عصرية محكمة الصنع. يقول حفيظ " كنت في انتظار دوري ككل الأصدقاء في جو فني مؤسس لتجربة رائدة في عمقها نسجت علاقات إجتماعية قاسمها المشترك خدمة الأغنية الريفية ذات حمولة ووعي ثقافي لتراث ممتد في الجذور"، يحكي لنا كيف كان اللقاء الأول بين أحد الأصدقاء الذي قدم له قصيدة شعرية لأحد شعراء الأطلس فكانت أول تجربة مع اللحن تقول الأغنية :" أَوِهانّغ إِسَنْكَا ذِ سَمْغَانْ ، أَوِهانّغ إِسَنْكَا ذِ رَغْمَانْ، أَوِهانّغ نَشْنِينْ ذِمَاِزيغن. و كلمة أَوِهانّغ تفيد الإستنكار و الغضب ممن أراد إستعباد الإنسان. بحزن و أسف عميق يستحضر معنا ماض كان مجد و ميدان للمقاومة و الإصرار على المضي قدما للتعبير عن آهات المظلومين و صوت للمقهورين  يرصد معانات أهل المنطقة من نظام سياسي جائر،  لم يدع أي وسيلة لقمع التجربة، غنى للأم للوطن للحب، عن الهجرة، للتراث، لمجد التاريخ، للمقاومة، للكرامة، للحرية، للعدالةالإجتماعية، عن السجن... كل هذا لشعب متعطش هكذا أغنية ضد نظام كان يحكم بالحديد پ النار، و كان الثمن غاليا من حرية فنان أمضى ثلاث سنوات وراء القضبان، كانت التجربة قاسية مريرة، كيف لا هو من تلقى فاجعة وفاة شقيقه و هو في المعتقل. كان الجو العام جو زمان الرصاص إنها الثمانينيات في بدايتها و من منا لا يتذكر سنة 1984 بآهات الأمهات بألم وأد الحلم من هنا من ذاك المكان البارد من وراء تلك الأصوار أنشد أغنيته الرائعة " إِرَاجِيغْ إِجَنْهَارْ"
ـ إِرَى جِيغْ إِجَنْهَارْ# رَدَنِيشْ أَكَايَثْمَا
ـ كَرْوَسْط إِجُووَخَامْ # إِسَقْفَانْ سَثْحَنْيَا
ـ جَارْ تْرَاثَ  رَحْيُوضْ# ِوسَْبعَ  ثَمَسْمِيرْ
ـ َزارَْغ وِغَايْ إِعِيزْ # كِتْرَاثَ ذ جَمْعَة
ـ قَانَيِي وََاتَقْنِيدْ# بَادْ غَاكْ اَتُوضِيضْ
ـ مَانَيَا ادْلِمْتِحَانْ # ذَغْيَا أُو كَاتَسَعْذِيذْ
ـتِيذَتْ أَيَمَادُوكَارْ # ِزمِينْدَايِي ذَنِيمْ
ـ نَشْنِينْ نصْبَا# نَشْنِين نَصْبَا
رَهْناَ مَا غَنْدوَسِيمْ # عاذ أدياس إجنهار ادكاس نفاح رانشنين.
بهاته الكلمات النابعة من عمق وعي المسؤولية و حجم المسؤولية ، تبرز لنا قناعات لقامة فنية ..0، بهذا الحوار الحميمي الصادق بين معتقل و رفاقه أثناء الزيارة و هم يلحون على الصمود و المقاومة ، لتشكل سابقة تاريخية لصوت شجي انتصر على السجن و السجان.
يتذكر حفيظ كيف غنى للجماهير أغنية لم يكتب لها التسجيل يقول في مطلع كلماتها:
ـ غاذاف غاذاف # غاذوذاث نغ آراخاث
ـ إماطاون نذومات تراغان # أحنجير آتحنجاث
ـ غاذاف فوس كوفس # إخادمن ذفجاحن
جمالية الكلمة و الأداء أثار حماس منقطع النظير، لعمق الدلالة و وضوح الرسالة، و قوة الموقف الشيئ الذي أثار حفيظة رجال النظام و قد تم تهديده بالسجن و القمع بل سيتعدى الأمر إلى ما لا يحمد عقباه. كل هذا لصوت ينشد الحرية و الكرامة الإنسانية، يضيف حفيظ قائلا هذه شهادة للتاريخ إن الطريق كان شائكا و طويل، حاصرونا، سجنونا، شردونا لأن مبادؤنا لم و لن تسمح لنا بالإنسياق وراء ثقافة القطيع و اللهث على فتات مآدب اللئام
من منا لا يتذكر أغنيته الرائعة "أيَمَاسْ نَدَنْيا" بذاك الصوت الملائكي الملبوس بحزن عميق و إحساس عاطفي يستحضر ذكريات أُمٍ تركت برحيلها جراحا ينزو و لا يندمل، ناشدها بأم الدنيا و هو يشق طريق شائك تحت عواصف الرعد و الشتاء، غنى لذكراها إخلاصا و تقديرا لحجم الفراغ الذي تركته.
سنة 1990 تؤرخ لمحطة فنية موشومة في ذاكرة جماهير الأغنية الريفية بالحسيمة بحدث تاريخي يسجل مدى إلتحامها و تبنيها للرسالة النبيلة التي تنشدها هذه المجموعة. عمدت اللجنة المنظمة للمهرجان الموسيقي إلى إدراج الفنان حفيظ تفرجاس في ذيل لائحة المشاركين لحسابات تمنهج التهميش و الإقصاء، أصرت الجماهير على الإنتظار و المتابعة، الحالة التي أغاضت أصحاب القرار و قد عمدوا إلى قطع التيار الكهربائي و خنق صوت الحب و الحرية، لتبدأ الأمسية على ضوء شعل الجرائد، وكثيرة مثل هكذا محطات تبرز فيها عنجهية النطام.
من عرف نجم " بويا أَوَشما " عرف الصدق؛ رجل كرس حياته للفن في الوطن و الغربة قادته إليها هجرة  رعناء إلى وطن بديل رحمة من تنكر وطن مسلوب إنه الحيف من كل حدب و صوب، حوصر من قبل ماكينة الإعلام السمعي البصي المغربي، تجاهلته الجهات المسؤولة المهتمة بالثقافة و الفن ، في الوقت الذي يغدقون على بعض الأبواق تحت الطلب بالمال الوفير و النياشين، رغم التعتيم و الحصار لهذه الأصوات الرائدة يبقى بصيص الأمل على بعض الإطارات الجمعوية المهتمة بالثقافة و الفن الملتزم بقضايا الشعوب
للإشارة في إلتفاتة محمودة من طرف بعض الفعاليات الجمعوية و الحزبية سيقام حفل تكريمي تكريما لمسيرته الفنية يوم 23 يناير 2016 ببروكسل بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة .

محمد أكوح

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media