English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | الحسيمة عصية عليكم...

الحسيمة عصية عليكم...

الحسيمة عصية عليكم...

قبل الزلزال المدمر لسنة 2004 تغمد الله شهداءه بواسع رحمته، كانت الحسيمة تلك المنطقة الهادئة الجميلة و العذراء... لما سقطت أولى المنازل على أهلها البسطاء، لما هوت الأرض بأصحابها الطيبين، لما تعال في سمائها صراخ و عويل النساء و الأطفال من هول الخطب، و شرع الرجال في تفقد أهليهم و تعداد مفقوديهم...حضرت الدولة بشيوخها و أقلامها الجافة و غابت تدخلاتها فعاب الناس عليها، يومئذ بحث الفلاحون عن معاولهم و شرعوا في إخراج جرحاهم و من لاقى ربه من تحت بقايا البيوت... بعد يوم و بعض يوم، تهافت المتهافتون و خاطبوا كل يتيم و أرملة، كلموا كل من افترش الأرض و بالسماء التحف، قالوا و بجهر لكل من هوت بيوتهم إنا ها هنا لنعيدها سيرتها الأولى...

و ذات صباح حزين صاحوا و نددوا و هتفوا و لم يسكتوا و قالوا للدولة لم تتقاعسي؟ ، هلمي لفك الحزن قبل العصر...ففوضوا أنفسهم و أسسوا تلكم اللجان و بدأوا... مضت سنين عديدة، و عاد ذات ليلة من يناير 2016 صوت الزلزال كما عوهد، خرج الناس من منازلهم، بكت الأمهات و خاف الصغار و تبادل الكبار أخبارا مغلفة... و بين خوف و هلع، دهشة و شرود، ليل و فجر، تذكر الجميع تلك اللجان ذات زلزال، تلك الوعود أيام زمان، تلك النكرات التي ركبت أمنيات الأهل و الأحباب و وصلت بر الأمان بتلكم المساعدات، فعثت في الأرض و أصبحت بين زلزال و زلزال أقوى من مجرد ألف و لام.

هي اليوم نفسها تلك اللجان و التنسيقيات التي تصر على ركوبنا و لعب الأوتار على أنغام مصابنا الجلل، لن نترككم هذه المرة لتخطبوا فينا و تتسلقوا على أكتافنا للجلوس على تلك الكراسي الوثيرة و الحصول على شقق مشيدة على أرض نزعت من أصحابها تحت عنوان المنفعة، و تسمين أرصدتكم بعد أن كنتم عاجزين عن تسديد قهوة الصباح. أسعدتم و أسعد مساؤكم، فحبل كذبكم قصير لا محالة...

فؤاد بنعلي

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media