English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. الناظور .. وفاة طفل تم تأجيره لاستغلاله في التسول (0)

  2. 20 سنة سجنا لمتهمين بتنظيم الهجرة السرية بالحسيمة نتج عنها وفاة (0)

  3. تجدد الثقة في محمد الحموتي لشغل مهمة محاسب مجلس النواب (0)

  4. درك النكور ينهي نشاط لص محترف نفذ سرقات بمناطق مختلفة باقليم الحسيمة (0)

  5. شاطئ تغزوت نواحي اقليم الحسيمة.. مؤهلات طبيعية وسياحية تحتاج التثمين (0)

  6. الناظور.. إحباط تهريب 116 ألف قرص مهلوس بمعبر بني أنصار (0)

  7. امطار رعدية مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | التنمية الثقافية و الثقافة الأمازيغية بالريف أي رهان للمستقبل

التنمية الثقافية و الثقافة الأمازيغية بالريف أي رهان للمستقبل

التنمية الثقافية و الثقافة الأمازيغية بالريف أي رهان للمستقبل

لا تقتصر التنمية على ما هو اقتصادي و اجتماعي فقط بل تعتبر التنمية الثقافية المعادل الموضوعي لتنمية المجتمع ثقافيا و لتنمية الثقافة اجتماعيا و اقتصاديا لتكون الثقافة عنصرا فاعلا في تطوير اليات النمو ولتدعيم المجهودات التي تسخر للنهوض بمستويات الحياة و لترقية الانسان و للرفع من قدراته و لتحسين أوضاعه في المجتمع وغالبا ما نسمع أن الثقافة يمكن تعريفها انطلاقا من المصطلحات المعتادة: اللغة والدين، والتاريخ، والتقاليد والمؤسسات… الخ  الا أنه يجب أن لا نختصر الثقافة شكلاً من الأشكال بل تشمل شتى مجالات الحياة فهي تشمل التاريخ والأدب والعلوم بمعنى آخر ألإلمام بالمعارف. فالإنسان المثقف يستطيع التعامل مع المعلومات الحياتية بكل سهولة

و تبدأ التنمية الثقافية التي تعتبر عنصرا من عناصر التنمية الشاملة المستدامة من تنمية الثقافة أساسا حتى تغدو ثقافة متطورة تبني الفرد و المجتمع دلك أن ثمة علاقة وطيدة بين تنمية الثقافة من حيث هي عملية تطوير و تحديث و تفعيل و بين التنمية الثقافية التي هي جماع الامر كله ونتيجة  للمجهود الدي يبدل في هدا المجال الحيوي الهام جدا من مجالات البناء الشامل للمجتمع والانسان معا و بالتالي فان التساؤل المطروح يدور  حول دور العوامل الثقافية  في عملية التنمية أي ما هو الدور الدي يمكن أن تلعبه القيم و الأفكار و المعايير و الاتجاهات و العواطف و المشاعر في التنمية الاقتصادية 

وهكدا فالقيم والمؤسسات الثقافية لها أهمية كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وعلاقتها بالأنظمة السياسية، وأثرها على اتخاذ القرارات و لها دور كبير في توجيه السلوك الانساني،و بالتالي فهي تعتبركقوى دافعة ومحرك للتقدم الاقتصادي والاجتماعي مثل قيمة العمل، وتقدير قيمة الوقت، والادخار، والتعاون… الخ. هي قيم لها مكانتها الرفيعة في  الإسلام، ومكانها المرموق في التجارب التاريخية الناجحة للأمازيغ المسلمين بالريف، أضف الى دلك  الفكرالدي هو عمل العقل ونتاجه بالاضافة الى الانتاج الفني و الأدبي للمجتمع و الحفاظ على قيمه و ممارساته و رموزه و مؤسساته و علاقاته الانسانية و كدا مواقفه و معتقداته و كل التوجهات و الفروض الضمنية السائدة بين الناس و نفس الشيء بالنسبة للاتجاهات الثقافية كعوامل تساعد على التقدم أو كعقبات تقف في طريقه. وقد بدأ عدد من علماء الاجتماع، وبدرجة متزايدة، يرجعون إلى العوامل الثقافية لتفسير التحديث، والديمقراطية السياسية، وسلوك الأقليات العرقية، والتقارب والصدام بين المجموعات البشرية

اليوم يمكن أن نقول أنه من الصعب التفكير في فصل التنمية  الاقتصادية عن حياة الكائن البشري و الى أية لغة و ثقافة ينتمي دلك لان التنمية الاقتصادية يصنعها الانسان انطلاقا من خلفيات ثقافية بواسطة أدوات لسانية هي بالضرورة اللغة فالمجموعة البشرية التي لم تستطع النهوض بلغتها وثقافتها الى مستوى فرض احترامهما لا يمكن أن تحقق التقدم الاقتصادي لدا فالانسان الغربي عندما طور لغته و اعتنى بثقافته تحسنت وضعيته المادية بما حقق له تنمية و ازدهارا و تقدما اقتصاديا هائلا بيد أن اللغة في المحصلة النهائية هي الوعاء اللساني الدي استوعب دلك التقدم كما أن المجموعة البشرية التي لم تحقق الاندماج الاجتماعي لوجود خلل في وظائفها اللغوية و الثقافية لا تستطيع أن تحقق تنمية اقتصادية مما يؤثر سلبا على التنمية بشكل عام  حتى المجهودات التنموية التي تبدل في هدا الاطار تكون محدودة الاثرلأن الانزواء و شيوع التوجس  وغياب الثقة في المجتمع يعمق الهوة أمام الاقلاع الاقتصادي الدي يحتاج أكثر ما يحتاج اليه الى زيادة الثقة بين المتعاملين و القضاء على التوترات السياسية دات الانعكاسات الاجتماعية السلبية و هكدا ففي بلادنا حيث ارتكاز الحكومة السابقة على أيديلوجية الحكم دات  الولاء لأيديولوجية شرقية تم تغييب ممنهج للغة الأمازيغية  في البرامج التعليمية و الصحافة المقرءة و المكتوبة و الاعلام السمعي البصري و الادارة و القضاء و ادارة الأعمال و الحياة العامة كان له الانعكاس السلبي على التنمية دلك أن اعتماد اللغة العربية لوحدها كلغة ليست لغة السواد الأعظم من المغاربة يكرس أزمة لسنية تقضي الى زعزعة ثقة الناطقين بالأمازيغية في داتهم و قدراتهم و يجردهم بالتالي من وطنيتهم و يحولهم الى مجرد كائنات بشرية مسلوبة الارادة أمام أحد أمرين اما الانخراط في تعلم اللغة العربية مع ما يشكله دلك من تحد لغوي بالنسبة للامازيغيين خاصة في البادية أو الانكفاءعلى الدات و الشعور بالعزلة و التهميش و بالتالي عدم الاندماج الاجتماعي دون الحديث عن تعلم اللغات الأجنبية

ان عملية تحويل المشاعر و الأحاسيس والأفكار من لغة الى أخرى يصحبها مجهود فكري كبير هدا دن الحديث عن أثارها النفسية العميقة دلك أن التفكير في اطار لغة و التعبير بلغة أخرى يجعل عملية التواصل لا تتحقق بالنسب المطلوبة و تخلف وراءها جبالا من عدم الثقة و الريبة في التعامل مع الاخرين و كل دلك يؤثر على الترابط الاجتماعي الدي يفترض فيه الانسجام اللغوي و الثقافي لتحقيق الاقلاع الاقتصادي  بالتالي خلق فرص التنمية المستدامة

وتتضح معالم الأمازيغية كمنظومة فكرية وثقافية على مستوى تفعيل أسس تنمية حقيقية، انطلاقا مما تختزله هذه الثقافة من قيم وعادات وتقاليد ومؤسسات وأنظمة سياسية واقتصادية وقانونية وهياكل اجتماعية (ثويزا، تاضا، إنفلاس، أزرف، أنظمة الري والسقي، النظام الزراعي...) وكلها تمثل المرتكز الحضاري والتاريخي لأي تنمية فعلية في مقابل المرتكز البشري الذي تمثل الهوية والثقافة إحدى عناصره الأساسية والمساهِمة في بلورة المسالك الضرورية للتقدم والازدها

وتبقى إذن الأمازيغية كثقافة وطنية وهوية حضارية وعبرها الإنسان الأمازيغي، مركز عدم إخفاق أي برنامج ومشروع يهدف إلى تنمية حقيقية، مثلما يبقى الرهان الأساسي هو خلق علاقة بين الإستراتيجية التنموية والحقل الثقافي والهوياتي وربط مشاريع التنمية بأساسها السوسيوثقافي حتى تكون لها حظوظ أو فرص في النجاح

إن عاملي الهوية والثقافة وسيلة لخدمة قضايا التنمية، وما دام أن الأمازيغية لا تزال ترتبط بمجموعة من المناطق المهمشة كالريف، فان المدخل لإرساء معالم تنمية اقتصادية واجتماعية فعلية هو رفع الحصار عن هذه المناطق ورد الاعتبار لها وللإنسان الأمازيغي بفرض برامج ومشاريع تهدف إلى رفع التهميش الممنهج، اعتبارا لكون الأمازيغية تشمل أبعادا ومستويات اقتصادية واجتماعية وتنموية وبيئية، وذلك عن طريق بناء المراكز الصحية، المدارس،الجامعات شبكة الطرق، الإنارة، خلق فرص الشغل، تدريس الأمازيغية، وحتى يتم كذلك تفادي مشكل جوهري أصبح سمة المناطق الريفية وهي الهجرة، نتيجة للأوضاع الصعبة التي توجد عليها هذه المناطق و بالتالي فإن دور الثقافة واضح على مستوى بلورة إجابات حقيقية حول أسئلة التنمية، لذلك فان أي تهميش لأي عنصر من عناصر هذه الثقافة يؤدي إلى عرقلة وفشل برامج التنمية

علاوة على ذلك، فإن المركزية المفرطة التي نهجتها الدولة المغربية ، تظل من العوائق الأساسية المعيقة لنجاح أي استراتيجية تنموية، لتبقى إحدى أهم التدابير الواقعية لتجاوز هذه الوضعية هو منح المناطق المهمشة صلاحيات فعلية للتحكم في ثرواتها وإمكانياتها الطبيعية وتسيير المنشآت الخاصة بها، وتعتبر الثقافة الأمازيغية مرجعا في هذا الشأن بحكم ما يطبعها من تراكمات على هذا المستوى منذ فترات طويلة، وعلى مستوى أنظمة الحكم الذاتي والتسيير المحلي

كما أن الدين الاسلامي بالريف ساهم في ازدهاره و نموه الاقتصادي و التجاري من خلال نشر مبدأ خلقي يحكم السلوك اليومي ويشجع على النشاط الاقتصادي. الفكرة الأساسية هي أن الدين في الريف، وخاصة في فترتي ظهور مدينة المزمة في منطقة السواني بالحسيمة و امارة النكور، أدى إلى تشجيع ظهور  نموذج إنساني كان قبل ذلك نادرا واستثنائيا. هذا النموذج، الذي يتمتع بصفات العقلانية، والنظام، والاجتهاد، والإنتاجية العالية ولا يمكن الا من باب التجني ارجاع تخلف المسلمين الى الاسلام فقد سبق أن بعث الاسلام حضارة مجيدة انبنت على بناء عقائدي و عبادي و فكري يدعو الى العقلانية و العمل و الابتكار الخلاق و التسامح بين الأعراق و لكن التخلف راجع الى ما أصاب أفكار المسلمين و سلوكهم و تنظيماتهم و هو ما نلاحظه مثلا في سلوك بعض التنظيمات السياسية و الجمعوية و كدا بعض أئمة المساجد و الدعاة و المفكرين  الاسلاميين و حتى بعض من العلماء تراهم يخطبون في المساجد و يوجهون الناس بلغة عربية فصحى و بلاغة و شعر في خطب قد لا يفهمونها هم أنفسهم و بالأخرى الأمازيغيين الريفيين ادا ما اعتبرنا أن الأمية مازالت متفشية بين صفوف المواطنين وبالتالي فالعودة الى الاسلام و الثقافة الأمازيغية قيما و ثقافة و نظاما هي الكفيلة بنهوض التنمية بالمنطقة

ادن فالأسباب الرئيسية لتخلف العالم الثالث ومنها بلادنا المغرب تعود الى فشل الحكومات المتعاقبة ومؤسسات التنمية في أن تأخذ في الحسبان قوة الثقافة كعامل مؤثر يمكن أن يساعد على التقدم أو يعرقله اضافة الى التغيير الثقافي الذي تقوده هده الحكومات وبالأخص عن طريق نظام التعليم و الاعلام.

عبد الكريم الطاهري

باحث في الاقتصاد و التسيير

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media