قيم هذا المقال
قراءة في مذكرات أحمد الطالب المسعودي عن تجربته في المنفى والاعتقال في الجزائر (0)
اخنوش: ما تحقق خلال نصف الولاية الحكومية فاق كل التوقعات والانتظارات (0)
اللجنة الجهوية للتنمية البشرية تصادق على برمجة 75 مشروعا باقليم الحسيمة (0)
عضو بمجلس الجهة يوضح بخصوص الجدل حول إعادة بناء مسجد ببني حذيفة (0)
ينحدر من الريف .. هروب اكبر زعماء المافيا الهولندية بعد اعتقاله في اسبانيا (0)
- عضو بمجلس الجهة يوضح بخصوص الجدل حول إعادة بناء مسجد ببني حذيفة
- ينحدر من الريف .. هروب اكبر زعماء المافيا الهولندية بعد اعتقاله في اسبانيا
- تراجع حركة المسافرين بمطار الحسيمة خلال شهر مارس الماضي
- مشروع لتهيئة وتأهيل ساحة فلوريدو بمدينة الحسيمة
- مطرح النفايات بأجدير يحول حياة سكان المناطق المجاورة إلى جحيم
- السلطات تمنح 2905 ترخيصا لزراعة القنب الهندي منذ مطلع هذا العام
- تزويد مستشفى الحسيمة بأجهزة طبية يخيم على محاكمة مسؤولين حول صفقات الصحة
مركز الذاكرة المشتركة: ما يجري في الريف امتحان حقيقي للدولة
يتابع مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم بقلق بالغ تسارع الأحداث في مدينة الحسيمة و منطقة الريف بصفة عامة، و ما ترتب عنها من احتقان اجتماعي خطير، ينذر بمآلات تتهدد الرصيد الإيجابي الذي راكمته البلاد خلال العقود الأخيرة.
إننا، ومن منطلق الغيرة على المصلحة العليا للوطن، ومن باب الإقرار بمشروعية المطالب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المؤطرة للحركية الاحتجاجية التي تعرفها المنطقة، وبالارتكاز إلى القيم الحقوقية التي يقرها الدستور، نعتبر أن ما يجري هو أول امتحان حقيقي للدولة و المجتمع في الممارسة الديمقراطية منذ اعلان توصيات هيئة الانصاف و المصالحة بالنظر الى أن ما يقع بالريف أحداث داخلية و ليست امتدادا لاحداث خارجية .
كما نعتبر، من جهة أخرى، أن ما يجري بالريف ليس بحدث عابر يمكن معالجته بتدخلات ظرفية،أو مقاربة أمنية،بقدر ما هو نتاج لمسلسل تراكم عبر عقود من الزمن تولدت عنه إشكالات سياسية و اقتصادية و اجتماعية في غاية التعقيد و الخطورة ، وهو ما يعني أن المقاربة المنشودة لايمكن أن تكون فعالة بمعزل عن الاعتراف بخصوصيات المنطقة التي تحتاج لبرنامج إنقاذ وطني تكريسا لحق جماعي أقره مسار المصالحة الوطنية، و مبادئ جبر الضرر الجماعي.
وإننا، إذ نذكر بهذا المسار، نؤكد أن القيم الوطنية تقتضي ، اليوم، الترفع عن كل الأحكام السلبية، والصور النمطية، والمقاربات المحدودة الأثر في الزمان والمكان وجعل صوت العقل يعلو على الانجذاب إلى ما يذكي روح التشردم والتفرقة ، وهوما يتطلب:
أولا:مراجعة النموذج التنموي : حيث هناك حاجة ماسة إلى إعادة تقييم البرامج التنموية في المنطقة وفق رؤية تجعل التنمية توسيعا لخيارات البشر، بما يقتضيه ذلك من الاقرار بحقوق المواطنين والمواطنات؛ نموذج يروم الإجماع المطلوب حينما يتعلق الامر بأحداث مفصلية تتهدد استقرار البلاد، ووحدة الأمة بحيث يجب أن تذوب الصراعات السياسية بين المكونات الأساسية ، كما يجب أن يلتف الجميع حول الغايات الوطنية الكبرى؛ وهذا ما يدعونا اليوم إلى إعلان الحاجة الى تشكيل حكومة ائتلاف وطنية يساهم فيها السياسيون و الحقوقيون والأكاديميون و كبار نشطاء المجتمع المدني برئاسة شخصية وطنية يشهد لها بالكفاءة و الحياد و النزاهة. و في اعتقادنا أن هذا الاجراء من شأنه تجاور الاحتقان الراهن ، ويمنح الفرصة لتوظيف الذكاء الجماعي الذي لايخجل من إعلان ضرورة مراجعة اختيارات اقتصادية واجتماعية وثقافية ترفع بشأنها، اليوم، مطالب الحركية الاحتجاجية .ووضع أسس جديدة لإطلاق نموذج تنموي يحد من الاقصاء و التهميش و يحقق مزيدا من العدالة الاجتماعية.
ثانيا: برنامج إنقاد وطني: رغم أن منطلق مطالب الحركية الاحتجاجية مرتبط بمنطقة الريف عموما والحسيمة بشكل خاص، فإن طبيعة المطالب ونوعها تجعل شروط التعميم حاضرة؛لذلك ينبغي العمل على إنجاز برنامج إنقاد وطني يبتدئ من الريف أولا في مدة لاتتجاوز السنتين،ثم تعميمه وطنيا في مرحلة لاحقة اعتمادا على برمجة محددة ، ووفق رؤية توافقية مبنية على نتائج مناظرة وطنية لا تقصي أحدا أو مؤسسة، وتجعل المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
جدير بالاشارة، أن مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، وهو يتقدم بهذا المقترح ، فإنه يعتبره إطارا عاما ومنفتحا على كل المبادرات التي يمكن أن تغنيه بالإضافات والتعديل والأجرأة؛ هدفه من ذلك عدم الركون إلى دور المتفرج و تكرار الكلام المعاد ؛لأن ما يحدث في بلدنا أمر غير قابل للمزايدة أو الانتظارية القاتلة.
عن المكتب الوطني لمركز الذاكرة المشتركة من اجل الديمقراطية و السلم
الرباط في الفاتح يونيو 2017
المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....
عدد التعليقات (0 )
أضف تعليقك