English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. "الحديث النبوي وعلومه بمنطقة الريف" موضوع ندوة بإمزورن (0)

  2. قراءة في مذكرات أحمد الطالب المسعودي عن تجربته في المنفى والاعتقال في الجزائر (0)

  3. النصب على حالمين بالهجرة يقود سيدتين الى سجن الحسيمة (0)

  4. اخنوش: ما تحقق خلال نصف الولاية الحكومية فاق كل التوقعات والانتظارات (0)

  5. اللجنة الجهوية للتنمية البشرية تصادق على برمجة 75 مشروعا باقليم الحسيمة (0)

  6. عضو بمجلس الجهة يوضح بخصوص الجدل حول إعادة بناء مسجد ببني حذيفة (0)

  7. ينحدر من الريف .. هروب اكبر زعماء المافيا الهولندية بعد اعتقاله في اسبانيا (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | الريف | عبد السلام بوطيب يكتب: الموت ولا المذلة

عبد السلام بوطيب يكتب: الموت ولا المذلة

عبد السلام بوطيب يكتب: الموت ولا المذلة

يبدو الفضاء العام أحيانا مستباحا من قبل فاقدي الأفق الإيجابي، ومروجي خطاب اليأس وتجار ثقافة الموت، فقد أثار انتباهي، مؤخرا، منشور معلق في فضاءات بلدية حمرية بمكناس يتوسطه شعار إضراب دعت إليه نقابة أسمع عنها لأول مرة، محتواه " الموت و لا المذلة"، و هو من بين الشعارات المركزية التي رفعت خلال حراك الريف الذي انطلق عقب الوفاة المأساوية للمرحوم محسن  فكري.

كان السياق الذي انتبهت فيه إلى هذا المنشور مناقضا لمحتواه، فقد كنت  في زيارة إلى رئيس بلدية مكناس لمناقشة موضوع دعمه للمهرجان الدولي للسنة الأمازيغية  2968 التي ينظمها مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية و السلم منذ خمس سنوات بمدينة مكناس انطلاقا من انحيازه المطلق لقيم الحوار في القضايا الإنسانية والوجودية والحقوقية، محليا و وطنيا و دوليا،واقتناعا بقيمة المشترك الإنساني في مد الجسور بين الهويات والثقافات والأديان، وترسيخا لما دأب عليه كل سنة من تمكين مختلف وجهات النظر من التعبير عن ذاتها وموقفها، واعتبار التواصل قيمة في ذاته لأنه يساعد على تجاوز الأحكام المسبقة، وتليين مفاصل الذهن البشري، والتأسيس لمستقبل يخدم الإنسان والأوطان و يمجد الحياة الكريمة،ورغم تقديري الكبير للعمل النقابي الجاد، واحترامي المستمر لأسماء نقابية بصمت تاريخنا العمالي، فإن هذا الشعار خلق في نفسي تذمرا واستغرابا مما وصل إليه الفعل النقابي في هذا البلد، فالنقابي – في تاريخ كل نقابات العالم - لم يقايض قط مطالبه بالموت، ولم يجعل هذا مقابل ذاك، بل إن  تاريخ الفعل النقابي النبيه و الذكي، العارف بمساهمته في بناء أوطان الكرامة، كان يضع دوما قوة العمل في خدمة خلق الثروة و عدالة توزيعها، و ليس شعار الكرامة مقابل الموت الذي لا صلة له بالفعل النقابي الهادف. فكثير من منظري الفعل النقابي اعتبروا – عن حق- أن سرقة شعارات الفاعل  السياسي  أو الفاعل الحقوقي  من طرف الفاعل النقابي نوع من أمراض الفعل النقابي . وهي حالة أصبحنا نرى بعض مظاهرها في بلادنا منذ قرابة عقدين من الزمن؛أي منذ أن تمت استباحة الفعل النقابي النبيل.

و بالرغم من أملي في القيادات النقابية الجادة – العارفة بكنه الفعل النقابي و المسافة الضرورية مع الفعل السياسي و الحقوقي- التي يمكن أن تصحح هذا الوضع المرضي في المنظور من السنوات، فالملصق "النقابي" قد حرك ألمي مجددا، فمنذ أن سمعت شباب الريف يرددون هذا الشعار:الموت و لا المذلة،علي إيقاع أصواتهم الشابة و الجهورة و  القوية، و التي تزلزل دواخل من يستمع إليهم،  و أنا أعيش على إيقاع من تكسرت أحلام له " بدد" من أجلها ما يناهز العقدين من عمره، و هما العقدان المتزامنان مع نمو بناته، مما يضاعف من "خساراته" على رهانه على مسار" العدالة الانتقالية" للمساهمة في إخراج  و طنه، و معه الريف الشامخ موطن أجداده، من إيقاع المواجهة  السياسية المباشرة التي تحكمها ثنايئة تقوم على التناقض: الحياة أو الموت، أو الأبيض أو الأسود، إلى  مجال التفاعل  السياسي الإيجابي الذي تحكمه مساهمة   جماعية ثلاثية الأبعاد ،وهي: 

أولا: المساهمة في بناء وطن ديمقراطي. ثانيا: وطن حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا، . ثالثا: وطن يحتكم فيه المواطنون  إلى  القانون  بالشكل الذي يحول تطبيقه إلى آلية تربوية دائمة تحثم ضرورة احترامه، مع  المطالبة بتغييره كلما جد ما يتطلب ذلك؛ مما يخلق دينامية إيجابية لا تستكين إلى المنجز، لكنها لا تنكر قيمته.

لقد كنت و ما زلت من المدافعين الشرسين عن تجربة بلدنا في الإنصاف و المصالحة ، و لم أشكك  - ولو لبرهة في صدق نوايا كل من تفاعل مع بناء هذه التجربة الرائدة جهويا ،و النموذجية دوليا ؛بفضل الإرادة الملكية، وذكاء مستشاريه و إيمان الفاعلين الحقوقيين من الضحايا و مناصريهم ،الذين كنت منهم ،و كل من  راهن على الإنصاف و المصالحة لرد الوطن إلى جادة البناء الديمقراطي. لذا من حقي اليوم أن اطرح كل الأسئلة الممكنة لأفهم – و أفهم – كيف وصل بعض  أبنائنا  اليوم – بالرغم من قلة عددهم - إلى طلب الموت مقابل كرامتهم، و إلى الإنكار شبه الكامل لتضحياتنا من أجل بناء مغرب الإنصاف و المصالحة، و إلى جعلنا "نموذجا فاشلا" للمصالحة الوطنية الداخلية علما أن تساؤلي هذا محمل بغيره من الأسئلة الجريحة:

فكيف وصل أبناء الجيل الأول ما بعد المصالحة الوطنية على إيقاع العدالة الانتقالية – المعترف بنجاعتها  عاليما - ، و الذي أخذ منها الريف حيزا هاما من الاهتمام، إلى طلب الحياة الكريمة أو الموت مقابلها؟ و نسوا – أو لم يأخذوا خبرا -  بأن البلد دخل في مسلسل تنفيذ توصيات هيئة الانصاف و المصالحة التي تتطلب أزمنة مختلفة حتي  تأتي أكلها. و أن كل النخب الجادة و الفاعلة  قطعت – بدون رجعة- مع منطق الانقلاب و الثورة؟

كيف سمح هؤلاء لأنفسهم بجعل من كان يتربص بتجربتنا الانتصار علينا و جعلنا "نموذجا فاشلا" للمصالحة الوطنية الداخلية؟ علما أن كثيرا منهم كانوا ،و هم في بداية شبابهم، من كبار المتحمسين للتجربة  ؟

كيف يمكن لنا تفسير القطيعة المطلقة التي تطالب بها بعض قيادات الحراك مع مرحلة الإنصاف و المصالحة و إدانة النشطاء الحقوقيين الذين ساهموا فيها ، و كافة المؤسسات – السياسية و المدنية – التي أفرزت كنتيجة - سياسية طبيعية – للمسلسل بالرغم من أن البعض منهم كانوا من كبار المنخرطين فيها ، و قاموا حتي بالدعاية الانتخابية لها في أكثر من محطة؟ 

من المؤكد أن ما حدث بالريف هو انفجار لعلاقة غير سليمة بين الإدارة و المواطن، و المدرسة و روادها و الحزب و منخرطيه، و الجمعية و المنتمين إليها، و خطيب المسجد و من يستمع إليه كل جمعة، و مقدم نشرات الاخبار و البرامج الحوارية السياسية بالخصوص ومن يستهلكها. فمن يتحمل مسؤولية هذا الانفجار الذي  كانت له نتائج كارثية على الاقتصاد و المجتمع ، بالرغم من وجود عدة مؤسسات تشتغل بالمالية العامة،  و من أهدافها وضع سياسات استباقية لمعالجة مثل هذه الوضعيات قبل أن يصل أبناؤنا الى طلب الموت مقابل كرامتهم ؟

ما مسؤولية المؤسسات المنوط بها تأطير المواطنين – مؤسسات حزبية، نقابية، مدنية - فيما حدث، خاصة تلك التي حصلت - باستحقاق - على أصوات جد مرتفعة ، وكثير منها أصوات شباب خرجوا بعدها للتظاهر ووضع حياتهم مقابل كرامتهم؟ 

ألا يتعلق الأمر بإنزال "مشوه" للتوصيات المباشرة و غير المباشرة لهيئة الإنصاف و المصالحة في مجال طبيعة المؤسسات الوسيطة و الحزبية و المدنية التي ستتابع و تساهم في بناء مغرب "الإنصاف و المصالحة" الذي لا يجب أن يفكر فيه أحد بوضع حياته مقابل مطالبه  مهما كانت طبيعته ؟

من حقي ختاما أن لا أجيب  الآن عن أي سؤال من هذه الأسئلة التي طرحتها، لكي أترك صمت الأمل يعلو على شعار "الموت و لا المذلة" الذي رفعه شباب حراك الريف و ليس تجار "الفعل النقابي" الذين سرقوا هذا الشعار لغرض الابتزاز و التغطية على ضعف تكوينهم النقابي.

وبالرغم من ذلك  تيقنوا أن علينا عندما ينتقل الشعار إلى منطقة أخرى من وطننا – و يردد شباب الجيل الأول ما بعد الإنصاف و المصالحة  -  تيقنوا أن علينا النظر بسرعة في مسارنا، بشجاعة كما كنا في المبتدأ، و بدون تردد عبر الإجابة الصريحة و العميقة على الأسئلة التي طرحتها أعلاه، فمنهجية العدالة الانتقالية لا توفر لنا صيغ و وصفات جاهزة  للتعامل مع ردة ما بعد المصالحة، إلا أن بعض منظريها الكبار أوصوا  بالاعتماد على الذكاء الجماعي لكل من تفاعل مع  بناء التجربة  نقدا أو ايجابا .

و قد كان الشاعر الشيلي سباقا إلى الأمر حتى قبل ابتكار هذه المنهجية السحرية عندما صدح باحثا عن صيغ لاستدامة الحياة حتى تحقيق الحلم، وقال :

ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ 

ﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﻴﺪ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﺑﻌﻴﻨيه

ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ

ﻣﻦ ﻳﺘﻠﻒ ﺣﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ

 انتهت القصيدة

عاشت الحياة،

عاش الوطن.

 انتهى 

 

عبد السلام بوطيب - كاتب - فاعل حقوقي و سياسي

 

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (7 )

-1-
fouad
28 دجنبر 2017 - 21:26
هل فهم احد منكم محتوى هذا المقال
مقبول مرفوض
5
-2-
لايهم
29 دجنبر 2017 - 16:48
بالله عليك عن أي إنصاف ومصالحة تتحدث هل تستحمر عقول الناس أم تعتقد ان الكل اغبياء وسذاج
العالم بات يعرف الآن حقيقة السلطة الحاكمة في البلاد التي تطبل لها وتسبح بها لقد أبانت وبالملموس أنها لا تعترف لا بالدستور ولا حقوق انسان ولا سيدي زكري ما يهمها هي مصالحها وفقط وما وقع بالريف عرى زيف الشعارات ومساحيق التجميل لقد إنتهى زمن لغة الخشب والكذب وحان وقت قول الحقيقة فالمغرب تحكمه فئة اقطاعية اوليكارشية بعيد بسنوات ضوئية عن الديموقراطية وحقوق الإنسان
مقبول مرفوض
11
-3-
abakkouy
30 دجنبر 2017 - 06:26
Iliyas est le CONGLION PRINCIPALE du Cancer du rif, alors aujourdhui il ya une METHASTASE e ce concer la, des petits conglions tels que boutayeb, bentouhami,benchamech etc,, il ne faux une vraie CHIMOTHERAPIE pour erradiquer cette maladie,
مقبول مرفوض
1
-4-
Ali DAHMAN
30 دجنبر 2017 - 18:11
أنا لم أفهم ولو قليلا من هذا المقال وبالاحرى شبه مقال
يا أخي كفى من العجرفة
مقبول مرفوض
0
-5-
Mohamed_hollanda
1 يناير 2018 - 09:15
هذا الرجل يتفرج الافلام الهندية اكثر من الازم . انت جزء من المشكل مليارت تصرف على تفاهتك في الناضور والافلام الهندية الشباب عاق افق لا احد يتفرج لهذه القذارة
مقبول مرفوض
0
-6-
ابقوي بجديد
1 يناير 2018 - 11:35
الي المعلقين ١ و٤ اذا لم تفهما المقال فما خطأ الكاتب ؛ربما لان مستواكما في الثقافة السياسية بسيط جدا و ما عليكما الا تطويره بكثير من القراءة و بكثير من الاجتهاد ...الحقيقة أنه مقال سهل الفهم اذا كنت تتوفر علي الزاد المعرفي لفهمه؛ وهو كذلك مقال جميل و لو لم تتفق مع محتواه...أو انتم هكذا شعب هدام و فقط
مقبول مرفوض
0
-7-
nouar
10 يناير 2018 - 15:38
يبدو ان كاتب هذا المقال كائن غير اجتماعي ؛وإن كان كذلك فهو لامبالي لما يحدث لاناس حوله .فهو يستغرب هذا الياس الذي وصل إليه أغلبية شباب الريف بل والوطن كله.لان شعار "الموت ولا المذلة"لم يأتي هكذا من فراغ.يل له مسبباته وحيثياته.وخاصة عندما تداس كرامة الانسان وبكل عجرفة ووقاحة ممن هم افتراضيا مسؤولون عن أمنه وسلامته.وإن كان هومؤمن بماسمي "الانصاف والمصالحة"فقد يكون هو من المستفيدين شخصيا وهذا شان شخصي لاينطبق على الجميع او المنطقة.ومكمن العلة في هذه االعمليةوعدم نجاحها هي كونها صفقة بين نظام واشخاص بعينهم.
مقبول مرفوض
0
المجموع: 7 | عرض: 1 - 7

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media