English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. خبراء يقدرون الموارد المائية الجوفية لحوض "غيس -النكور" بـ 11 مليون متر مكعب (1.00)

  2. الحكومة ستستورد ازيد من 600 الف رأس من الأغنام لعيد الاضحى (0)

  3. جنايات الحسيمة تصدر حكمها على متهم بسرقة وكالة لصرف العملات (0)

  4. عمالة الحسيمة "ترفض" طلب شاب للحصول على دعم المبادرة بسبب "إسرائيل" (0)

  5. تفويت أصول مستشفيات عمومية بالشمال يجر وزير الصحة للمساءلة البرلمانية (0)

  6. لوطا.. سيارة ترسل راكبي دراجة نارية الى مستشفى الحسيمة في حالة خطيرة (0)

  7. رأي: محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلاقته بالدولة الفرنسية من خلال مذكراته (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | في الواجهة | بوطيب يكتب : حزب الاصالة والمعاصرة بين القطيعة والاستمرارية

بوطيب يكتب : حزب الاصالة والمعاصرة بين القطيعة والاستمرارية

بوطيب يكتب : حزب الاصالة والمعاصرة  بين القطيعة والاستمرارية

لا شك أن من بين أهم حسنات المخاض الداخلي الذي عاش على ايقاعه حزب الأصالة والمعاصرة مؤخرا، هو ظهور بعض الأصوات والأقلاموالتصورات التي قد تشكل في المستقبل القريب ضمير الحزب والنواة الحقيقية  لدائرة "مثقفيه" و "مفكريه" و حتى إيديولوجييه، قاطعة بذلك مع المرحلة التي كان غالبا ما ينظر فيها إلى أعضاء الحزب بمثقفيه وأطره وعموم منخرطيه بكونهم _ جميعا _ مجرد تقنيين ومنفذين يقعون تحت رحمة "الهاتف الذي قد يرن وقد لا يرن"، مما جعل منهم، في نظر متتبعي الشأن الحزبي الوطني ، مجرد مريدين ينتظرون رحمة "الشيخ"، أو انتهازيين لايستطيعون الرد المختلف على هاتف يأمرـ ولايستشير,

 ولعل ما حرك هذه "البركة الآسنة" هي  آراء ثلاثة  مترشحين إلى الأمانة العامة للحزب، وما أعقبها من ردود. وهنا لا نحتفظ للنقاش إلا بالعقلاني منه، و تلك التي احترمت أصحاب التصريح، ولم تسب أو تنبش في أعراضهم.

 الرأي الأول اعتبر أن الصراع داخل الحزب هو صراع الذوات، وان الصراع مع ممثلي الاخوان المسلمين بالمغرب  يجب ان يستمر مستعملا نفس نبرة "القادة" السابقين، وأن على أمازيغ البلد كتابة لغتهم بحروف لغة أخرى أحدث من لغتهم. 

 الرأي الثاني أعلن، أولا، عن نيته ترجمة إرادة جزء من الدولة، ومعها من يريدون أن يصبح الحزب حزبا "عاديا"، أي التخلي المتبادل: أن تتخلى الدولة على الحزب، وأن يتخلى الحزب على الدولة. ولهذا التخلي المطلوب تاريخ مرتبط بتاريخ تجربة الانصاف و المصالحة التي لم ترض رجالات الدولة برمتهم. وقد سعت الدولة الى توسيع المسافة بينها وبين الحزب _ دون أن تنجح في ذلك _ منذ خروج السيد فؤاد عالي الهمة من الحزب، وخاصة عندما لم تجد من بين أطر الحزب، من هو قادر فكريا وسياسيا على توضيح  هويته وكينونته  باعتباره حزبا وجد من أجل الترجمة السياسية لتوصيات هيئة الإنصاف و المصالحة، ولأن الدولة كانت ترى في هذه الترجمة مساهمة لتجديد فكر ونخب الأحزاب السياسية التقليدية. وثانيا، تقربه الى مستعملي الدين في السياسية ماسحا كل الخطوط التي تفصله مع جميع الأحزاب المغربية الا الحزب الشبيه  بحزبه، أي حزب التجمع الوطني للأحرار. وثالثا، تبنيه المطلق لملف ما يعرف "بحراك الريف"، وهو ملف استهلك جهود الدولة والسياسيين والفاعليين الحقوقيين الكبار دون الوصول راهنا ولو الى الضوء الذي يبدو في نهاية الخندق كما يقال. وقد كان كاتب هذه السطور مشاركا في تأسيس إحدي أهم المبادرات الهادفة الى المساهمة في حل الملف، أي المبادرة المدنية من اجل الريف التي استسلمت لقدرها بعد أن وجدت نفسها مفتقدة للأدوات العلمية و العملية الكفيلة بتحليل هذه الظاهرة المتكررة دوريا،  والتي حمل  أصحابها  مطالب ومشاريع ضبابية تختلط فيها السياسية بالذاكرة والتاريخ والأوهام، ناهيك عن الكثير من المواقف التي زادت الملف تعقيدا.

 الرأي الثالث،  قدمه بتواضع شديد كاتب هذه السطور، والذي لم و لن يمل من تكرار القول إن مشكل الحزب ليس في صراع منخرطيه من أجل مصالحهم، بالرغم من أن هذا الصراع  المصلحي انتهي بأسماء إلى نماذج مأساوية سياسيا واجتماعيا، واندحار أخرى إلى قاع التاريخ، كما أن المشكل لايوجد  في القرب أو البعد من الدولة، و ليس في طبيعة العلاقة التي تربط الحزب بباقي الأحزاب السياسية، بل إن  المشكل يكمن في أن  الكثير من  منخرطيه كائنات حزبية فقط، مما لم يسمح لهم بمعرفة  طبيعة حزبهم، وأسباب وجوده،  وطبيعة علاقته بالدولة، وهذا ما لخصته في أن مشكل الحزب المزمن يكمن في عدم تحديد هويته و كينونته بشكل واضح.

الآن وقد انتهي المؤتمر الرابع، وفاز الأخ عبد اللطيف وهبي الداعي إلى التخلي المتبادل بين الدولة والحزب، وإلى التقرب من حزب العدالة والتنمية، و إلى طلب العفو عن معتقلي الريف،فإن السؤال الذي يطرح هو :هل هذه المواقف المعلن عنها ستجعل من حزب الاصالة والمعاصرة حزبا قويا، و تنهي صراعاته الداخلية ؟؟ الجواب بدون تردد هو ...لا. وكي نوضح تعليلات هذه (لا) فإننا نعود إلى نقطة البداية ، لمناقشة علاقة الدولة بالحزب مؤكدين أن   هذه العلاقة  كانت  سليمة سياسيا و أخلاقيا،  لأنها جزء من  حرصها المتواصل إلى اليوم على نجاح مسلسل  الإنصاف و المصالحة. قليليون هم أولئك الذين يعرفون  ان الحزب الذي ننتمي اليه اليوم كان من بين أهم أحلام مهندس الانصاف و المصالحة المرحوم ادريس بن زكري، الذي كان يعتقد بوعي الدارس العميق لمناهج العدالة الانتقالية أن مسلسل الانصاف و المصالحة، مسلسل فاشل ان لم يتوج بإنشاء حزب سياسي قوي من مهامه الرئيسة الترجمة السياسية لتوصياتها، قد يقول قائل إن الدولة أقامت عدة مؤسسات لترجمة هذه التوصيات ، نعم صحيح ، لكن هذه التوصيات ان لم تكن جوهر برنامج سياسي لحزب ما فان مألها الفشل . لذا عندما أدعو إلى تبني هذه التوصيات في برنامجنا السياسي فإنني لا أدعو الى استمرار العلاقة مع الدولة كما كان يروج لها القادة السابقون خدمة لأغراضهم الصغيرة، بل نحن اليوم ملزمون بتجديد التعاقد مع الدولة؛ لان مسلسل الانصاف و المصالحة و توصيات هيئتها هي منتوج للدولة و المجتمع.فهل يتصور أحد منكم أن هذا المسلسل كان سينجح ، و يصبح تجربة رائدة دوليا بدون الموقف الحازم لجلالة الملك منها؟ لقد كان جلالة الملك مع المسلسل بحزم، واليوم علينا استخدام ذكائنا الجماعي من أجل المرحلة الثانية من هذا المسلسل، والحزب عليه أن يلعب هذا الدور بذكاء وريادة. وإن شئنا تلخيص توصيات هئية الانصاف و المصالحة على شكل مبادئ فلا يمكن أن نضيف اكثر من هذه المبادئ الأربعة، و هي مبادئ اشتغلت عليها كل الدول التي قررت يوما السير نحو بناء دولة الحق من أي مدخل كان، و هذه المبادئ هي :

- الكرامة : لتمكين كل فرد أو جماعة من التعبير الحر عن الذات و الأفكار و الرغبات و المعتقدات، والمساهمة بشكل إيجابي في خلق الثروة واقتراح صيغ توزيعها؛

- الحرية : لتمكين كل فرد أو جماعة من تحقيق المشروع الشخصي أو الجماعي في الحياة، والمساهمة تضامنيا في انجاز المشاريع المشتركة والارتقاء بالمسؤوليات والالتزامات نحو المجتمع.

- المساواة : لتمكين كل فرد أو جماعة من التعبير عن القدرات والكفاءات، وجعل المجتمع برمته يستفيد من هذه القدرات والكفاءات بشكل متساو ؛

- التضامن : لتمكين الفرد أو الجماعة من كل الضرورات الأساسية، خاصة في مجال الصحة والتعلم والشغل، وتحويل الفعل التضامني إلى وقود للتنمية الدائمة.

 ومن منطلق هذه المبادئ المذكورة، علينا  بناء علاقاتنا الحزبية غدا، وأن نميز فيها بين الاستراتيجي  و التكتيكي، ذلك أن حزبنا لا يمكن له أن يعقد تحالفا إلا مع الأحزاب التي تتقاسمه المبادئ الأربع السابقة الذكر، و انطلاقا منها سنحدد موقفنا من الملفات "الحقوقية" المطروحة على بلدنا، ولا سيما الملفات الحقوقية الشائكة مثل ما يسمى بحراك الريف و الذي يتطلب منا  تجاوز المطلب / الشعار الى اجتهادا عميق نستحضر فيه كل العلوم المتدخلة لفهم تكرار الاضطرابات في المنطقة من أجل الحد منها خدمة للمنطقة و ساكنتها برمتهم و الوطن .كما أن هذه المبادئ هي ركيزة المواقف التي يمكن للحزب تبنيها في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وفي مشاريع التنمية  محليا وجهويا ووطنيا، وانطلاقا منها يمكن للحزب اشتقاق مايراه من مشاريع حلول للقضايا التي تهم المواطن وتفيد المجال.

عبدالسلام بوطيب 

عضو المجلس الوطني لحزب الاصالة و المعاصرة 

رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية و السلم 

 

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media