English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. الحسيمة.. مياه الصرف الصحي تنغص حياة ساكنة مركز تماسينت (0)

  2. الحسيمة.. موظفو الجماعات الترابية يشلون الإدارات لثلاثة ايام (0)

  3. رأي : محمد بن عبد الكريم الخطابي .. أصله و نسبه (0)

  4. الحسيمة.. مشروع لتهيئة طرق بجماعتي امرابطن وايت يوسف وعلي (0)

  5. مكناس.. افتتاح الدورة الـ 16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (0)

  6. المختلون عقليا والمشردون يغزون شوارع ايت قمرة (0)

  7. تلاميذ متميزون يستكشفون آفاق الدراسة في كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | في الواجهة | عبد السلام بوطيب يكتب : ضريبة أن تكون زارعا للأمل!

عبد السلام بوطيب يكتب : ضريبة أن تكون زارعا للأمل!

عبد السلام بوطيب يكتب : ضريبة أن تكون زارعا للأمل!

الى صديقي المؤرخ Yigal Bin-Nun، مؤرخ يعرف جيدا أن التاريخ اما أن يكتب بمداد الدم و الألم ، أو بمداد الامل و الحب.

وقد اختار هو أن يكتبه بمداد الامل والسلام والوحدة.

- هل زراعة الأمل مهنة؟

- نعم، وقبل ذلك فهي مهمة، وهي مهمة صعبة، ولا يمكن لك أن تقوم بها بدون ايمان عميق، عمق ايمان الرسل برسائلهم، و موهبة وذكاء وصبر أيوب.

والمقال قصة تجربة:

ونحن نعد لعقد الدروة الخامسة لمهرجاننا السينمائي بداية صيف سنة 2015، انتهى الى لجنتنا الفنية فلما فرنسيا، اسرائيليًا، أمريكيا معنون  بWithin the Eye of the Storm لشابة يهودية مناضلة من أجل السلام و الحب، مشبعة بالأمل والإبداع و الامتداد الإنساني اسمها   Shelley Hermon.

 يحكى الفيلم عن شخصيتي بسام ورامي، وهما رجلين كتب للأول أن يكون فلسطينيا وللثاني أن يكون إسرائيليا، كانا في يوم من الأيام مقاتلين مستعدين للموت لمصلحة بلديهما. ومن سوء حضيهما أن كل واحد منهما أدى ثمن الحرب بمقتل ابنتيهما .

- هل من حياة بعد فقدان فلدة الكبد؟ 

- لا، 

لكن بقليل من الأمل نعم،

بعد أن أستسلما إلى آلام الحداد المؤلمة، اختارا الانخراط  فيما هو غير منتظر، وغير متوقع، إذ قررا  الشروع في رحلة مشتركة لاكتشاف بعضهما . ولإضفاء الإنسانية على العدو الذي كان/ه الواحد بالنسبة للأخر، وذلك بغية تجنيب الأخرين الألم الذي ينخرهما، ومساهمة منهما لإيقاف مسلسل الانتقام، والانتقام المضاد، والذي كلفهما أعز ما يملكان: ابنتيهما.

على طول طريق الرحلة، اكتشفا أن الصداقة والفكاهة تبقيهما معا على قيد الحياة. و تضفى على حياتهما بهجة وحبورا .و تخرج الإنسان الطيب، الودود، العقلاني  الذي بداخلهما، القابل للعيش المشترك، وتجاوز أخطاء الماضي. الذي يمكن أن يرتكب أخطاء و يطلب المغفرة ، و هو يعرف أن الذي يغفر انما يغفر لنفسه قبل أن يغفر للذي يطلب المغفرة.

يتتبع الفيلم قصتين متوازيتين، ويسلط الضوء على مكامن الضعف والقوة في الصديقين الحاليين/ العدوين القديمين، وذلك  عبر استعراض تجاربهما الشخصية و عملهما من أجل السلام في مواجهة واقعهم  المشوش و المعقد  الناتج عن حالة الحرب المستمرة التي يعيشانها في دواخلهما. لذلك كان السؤال الإشكالي هو: هل ستصمد صداقتهما؟ وهل  ستنتصر على واقع الحرب؟، هل سيستطيعان اقناع محيطهما أنهم جميعا لم يولدوا لخوض الحروب؟ وأن للصداقة فعل ساحر لقيام السلام؟.

قررنا عرض الفلم، لإن مهمتنا، كانت وما زالت، زراعة الامل، و  العمل على تقريب وجهات النظر بين المختلفين، بين المتحاربين من البشر، من منطلق أن من يريد معالجة قضايا الذاكرة المشتركة، و هي جوهر الخلاف بين الفلسطينيين و الإسرائيليين، وهي  في تعريفنا الدقيق "الماضي الذي لا يريد أن يمضي" . عليه أن يركب بدون تردد قطار المستقبل الذاهب إلى محطة السلام، و أن لا ينزل في محطة الوهم الديني الذي يحسن تجار الدين بيعه،  أوالوهم الأيديولوجي الذي له تجار كبار متخصصين أكثر دموية من أي نظام ديكتاتوري، أو محطة الانتقام التي لا منتصر فيها الا مسلسل الحقد.

طلب منا أعضاء في لجنة دعم المهرجانات السينمائية التي كان بها أنداك كثير ممن يلبسون الثقافة لبوس الدين، و يهدفون إلى المساهمة في بناء وطن قومي وعرقي قوي كخطوة لبناء وطن امة دينية أقوى، طلبوا منا سحب الفيلم من المنافسة لأنه فلما صهيونيا، هكذا حكموا دون حتى مشاهدته،بل فقط لأن مخرجته يهودية إسرائيلية. طلبنا منهم منحنا فرصة لشرح أسباب اختيارنا عرض الفيلم، فكانت الإجابة حاسمة: لا نريد فيلما صهيونيا يخترقنا ثقافيا،  و يضعف جبهة المقاومة و الرفض ، هكذا ، بل اكثر من ذلك، و ضدا على أخلاقيات سرية مداولات اللجن ، و قبل أن نخرج من قاعة الاجتماع كانت أبواق الوهم العروبي، و الإسلام السياسي قد سبقتنا إلى المنابر الإعلامية لتطلب رأسنا ، و رأسي شخصيا، بل تبعتني هواتف تحذر منى في كل الملتقيات التي يتوهمون أنها تتقاسمهم أوهامهم ، و عليكم ان تتصوروا مقدار الألم الذي سببوه لي، لأسرتي  و لفريقي المسالم المسكون بالحب و الامل في بناء عالم الكرامة للجميع، و النتيجة كانت حجب دعم المركز السينمائي المغربي عن المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة في دورته الخامسة . اتصلت بوزير الاعلام أنذاك فكان الجواب ، عليكم أن تختاروا بين دعمنا- و ليس أي دعمذلك أن مقدار الدعم كان من الضروري بالنظر الى موقع مهرجاننا أن يتجازو الخمسة مئة ألف درهم- أو عرض الفيلم، و بما اننا مبدئيون ،مسكونون بالحرية ومؤمنون بالمستقبل، قررنا ان نحتفظ بدعوة المخرجة التي جاءت إلى البلد، و نعرض الفيلم في دائرة صغيرة، لأننا لم نحصل كذلك على رخصة عرضه خلال المهرجان ، حضر إليها عدد من كبار المهتمين بتجربتنا من مختلف الدول التي شاركت في  الدورة الخامسة، عرضنا الفيلم و استمر النقاش الى أن بزغ الفجر؛ فجر السلم و الوحدة والأمل.

في الغد كان على أن أتدبر كيف يمكن لي أن أملأ الفراغ المالي المهول الذي تسبب فيه حجب المركز السينمائي المغربي لمنحته عنا ،فقط لأننا كنا نزرع الأمل، نحن كنا نعرف أن اليوم أت لا ريب فيه ....... هل ولدنا قبل زماننا، أم كتب علينا أن نكبر مع حلمنا في عالم بدون حروب، بدون أوهام، عالم يتسع للجميع. 

تنبيه هام: 

أكتب هذا من موقع انتمائي الى دائرة زارعي الامل، ونحن في الدائرة نشيع بناء عالم تحترم فيه الحقوق الفردية و الجماعية و الحريات، و نمقت كل الأيديولوجيات و خاصة الصهيونية و القومجية .

تنبيه ثاني:

لمن أراد حقيقة حلا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن يترك الموضوع بين الإسرائيليين والفلسطينيين فهم غير قاصرين، و عليهم أن يختاروا قيام دولتين ديمقراطيتين مستقلتين،  أو دولة واحدة ديمقراطية تهتم فقط بالشؤون الدنيوية و تترك الشؤون الدينية لكل مواطن أن يعبد  من الالهة ما هو مقتنع به ، وكل محاولة ثانية لإلباس الصراع لبوسا دينيا من الطرفين، أو لبوسا أيديولوجيا من الطرفين ستنتهي إلى استدامة الوضعية الحرجة للفلسطينيين.

تنبيه ثالث: لا تقتلوا صديقي الذي فيكم، لا تقتلوا المسالم الدي يسكنكم، لا تقتلوا الإنسان الدي بداخلكم، لا تلهثوا وراء الوهم والسراب،

تنبيه ثالث:

حقوق الانسان كل لا يتجزأ.

تنبيه  أخير:

لمن لم يستوع مضمون المقال ، ما عليه الا أن يستحضر قصيدة  أنطونيو ماتشادو : أيها السائر ليس ثمة طريق............

عاشت الصداقة؛ عاشت الحياة.

عبد السلام بوطيب/ رئيس مركز الذاكرة المشتركة من اجل الديموقراطية والسلم

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media