English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. خبراء يقدرون الموارد المائية الجوفية لحوض "غيس -النكور" بـ 11 مليون متر مكعب (1.00)

  2. الحكومة ستستورد ازيد من 600 الف رأس من الأغنام لعيد الاضحى (0)

  3. جنايات الحسيمة تصدر حكمها على متهم بسرقة وكالة لصرف العملات (0)

  4. عمالة الحسيمة "ترفض" طلب شاب للحصول على دعم المبادرة بسبب "إسرائيل" (0)

  5. تفويت أصول مستشفيات عمومية بالشمال يجر وزير الصحة للمساءلة البرلمانية (0)

  6. لوطا.. سيارة ترسل راكبي دراجة نارية الى مستشفى الحسيمة في حالة خطيرة (0)

  7. رأي: محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلاقته بالدولة الفرنسية من خلال مذكراته (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | الاخوان المسلمون بين مطرقة الانظمة وسندان التطبيع

الاخوان المسلمون بين مطرقة الانظمة وسندان التطبيع

الاخوان المسلمون بين مطرقة الانظمة وسندان التطبيع

اللافت في تفاعلات التطبيع المغربي الاسرائيلي  سواء من  المناهضين او المؤيدين له  , هو النقد الواسع الذي تعرضت له حكومة حزب العدالة والتنمية المغربي  كحزب  اخواني  طالما عمل  على توظيف البعد الاسلامي للقضية الفلسطينية في حشد  الدعم الشعبي له , برفعه  لشعارات شعبوية متطرفة كخيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود الخ ،،  في  المظاهرات  المنددة باسراىيل. والتي تبين من خلال موقفه  المؤيد  للتطبيع أن  الهدف منها  هو تقوية التنظيم واستعراض القوة سواء ازاء الاحزاب الاخرى اليسارية والقومية   او ازاء النظام السياسي ،و ذلك في افق التمكين  وليس تكريسا لموقف مبدئي من الاحتلال .وهو بذلك  لم يخرج على القاعدة العامة التي اطرت رؤية غالبية  الانظمة  والقوى السياسية في توظيفها للقضية الفلسطينية من اجل دعم مشاريعها السياسية خاصة  عندما كانت هذه القضية تلهم حماسة شعوب المنطقة الخارجة  لتوها من معارك التحرير والاستقلال . 

لكن لماذا تحميل المسؤولية لحزب العدالة والتنمية المغربي في عملية التطبيع ؟. هل كان هذا الموقف  مفاجئا  لنا  كمتتبعين   ؟. هل  فعلا للحكومات في الدول المغاربية والشرق الاوسط  أي استقلالية   ليتم محاسبتها على ما يتخذ من قرارات  ؟.ام انها فقط اجهزة تنفيذية لانظمة حكم رئاسية استبدادية، جمهوربة كانت اوملكية  .تؤثث المشهد السياسي اللازم لتجميل دموقراطيات الواجهة .وانها مجرد  ادوات تسخرها الانظمة السياسية لتضفي الصبغة الديمقراطية على ما تتخذه من قرارت سياسية  جائرة.

ان النقد الموجه للعدالة والتنمبة   لا يمكن ايعازه ففط للتحول في الموقف الذي نعلم جيدا انه لم يكن يوما  موقفا مبدئيا من قضية كانت دوما محطة  توظيف سياسي شانها في ذلك شان الكثير من القوى والانظمة السياسية . بل كذلك لتصفية حسابات سياسية   تؤطرها خلفيتين متناقضتين  الاولى يسارية  مبدئية نابعة من موقف تحرري من القضية  الفلسطينية  .والثانية  تؤطرها الحسابات الضيقة للقوى السياسية المشاركة و الغير المشاركة  في الاغلبية الحكومية الموقعة على التطبيع، وذلك ليس من باب الاختلاف معها، بل فقط  من اجل  اضعاف موقعها في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة واظهارها بمظهر الحركة السياسية المنافقة في مواقفها ازاء القضية الفلسطينية.  

اذن ان كان رئيس الحكومة العثماني المنتسب للعدالة والتنمية هو  من حظي بالنقد الواسع للاسباب التي ذكرتها سلفا رغم علمنا  أن قرار  التطبيع هو قرار دولة صيغ من خارج المؤسسات الدستورية شانه في ذلك شأن باقي القرارات التي تتخذها انظمة الحكم اللاديمقراطية  حيث الحكومات الممنتخبة والاحزاب مطلوب منها فقط تأثيث المشهد السياسي والدستوري، في مقابل تقاسم الريع الاقتصادي والمالي .

فان ما يثير الانتباه هو النقد اللاذع  الذي جاء من حركة حماس الفلسطينية لحزب العدالة والتنمية المغربي .دون ان يطال هذا النقد باقي مكونات حركة الاخوان المسلمين في بلدان العالم الاسلامي التي تبني علاقات استراتيجية  مع اسرائيل، كتركيا مثلا حيث الحزب الحاكم ينتمي الى عاىلة الاخوان، او قطر المطبعة معها تاريخيا و صاحبة الفضل على حماس ،والممول الاول للاخوان المسلمين دوليا. .واذا كان هجومها  على  الدول المطبعة من حلفاء الأمس الممثلة في امارات الخليج ، بعد ان توترت علاقة هذه الاخيرة  بها، وبعد ان صنف حركة الاخوان ضمن قائمة الارهاب يجعل ردة الفعل ازاءها مفهوما ، وليس ناتجا بالضرورة  عن  ترسيم تطبيع قديم لم يكن يوما  خفيا على المتتبعين للشان السياسي الاسرائيلي. لماذا اذن هذا التهجم على المغرب الذي لم يصنف الاخوان حركة ارهابية، بل ويترائس  حكومته  حزب اخواني؟.    

ان هذا النقد اللاذع لحركة حماس  للمغرب ولحزب العدالة والتنمية   الذي اعتبرته حزبا صهيونيا خرج عن اجماع حركة الاخوان ومبادء الدين الاسلامي حسب تعبيرها ، لا يمكن فهمه الا في اطار ردة الفعل الغير المحسوبة التي تنم عن حالة ارتباك داخلية تعتري تياراتها.  ويؤشر عن مزيد من تصدع حركة الاخوان كتنظيم دولي  عرف أوجه مع انطلاق ما سمي بالربيع العربي . وما يكرس هذا المنحى هو الموقف المختلف لحركة النهضة التونسية التي ادانت التطبيع المغربي الاسرائيلي دون ان تشير الى   حزب العدالة والتنمية رغم مسؤوليته المباشرة في الحكومة .وتركت باب تطبيع تونس  مفتوحا حين عرقلت تمرير قانون تجريم التطبيع مع اسرائيل.  وكذا  تصريح الرآسة التركية الاخوانية الذي تجنب الخوض في تطبيع المغرب مع اسرائيل، و اخذت على عاتقها تطوير العلاقات التركية  الاسرائيلية  وتوسيع قاعدة التنسيق المشترك معها.  وكأنها بذلك تؤدب حماس من جهة  ، و تقطع الطريق على المطبعين الجدد خاصة من امارات الخليج الذين يكنون لها العداء كراعية وكحامية  لحركة الاخوان المسلمين من جهة أخرى .

 يبدو اذن  ان التطورات الاخيرة  تجعل من  اسرائيل مركز جذب ليس فقط  لدول المنطقة بل كذلك لتيارات  الاسلام السياسي السني  بشقيه الاخواني والسلفي، الذين رغم اختلاف حساباتهم السياسية ألا انهم مجمعون على توظيف  القضية الفلسطينية كما وظفوا الدين في تحقيق اهدافهم  ان كان ذلك سيمكنهم من الحكم والسلطة كمدخل لاقامة دولة الخلافة    كغاية اسمى.

 في هذا السياق يمكن استحضار كذلك تجربة الرئيس المصري الراحل مرسي عقب  توليه السلطة بعد مظاهرات ميدان التحرير .حين   استضاف مؤتمرا دوليا لحركات الاسلام الجهادي والسياسي ، اعلن عبره  الجهاد في سوريا نصرة للاخوان المسلمين  وللمشروع الامريكي الصهيوني  و لم يعلن الجهاد في فلسطين ،ولم يقدم على اي خطوة في اتجاه قطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل.  وهو النداء الذي  استجابت له   حركة حماس  بمشاركتها  في الحرب الدموية التي طالت الشعب السوري و اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك خاصة في السنوات الاولى للازمة.

ان ما لم تستوعبه حماس حين قبلت بالدولة الفلسطينية ،في حدود اراضي  67     في وثيقتها السياسية التي اعلن عنها الاستاذ خالد مشعل في الدوحة سنة 2017 . هو ان مرحلة ما بعد  "الربيع العربي" قد انتج اوضاعا  اجتماعية و سياسية  جديدة  في المنطقة .كما ساهم في خلق تحولات كبرى في علاقات دولها التي اصطفت في أحلاف متصارعة بعد ان تلاشت التكتلات التقليدية  ومن ضمنها جامعة الدول العربية . ولم يعد  لامريكا  والغرب عامة مصلحة في ان يلعب الاخوان المسلمون والحركة السلفية  التي راهنت عليها في ما سمي بالثورات العربية  ،تلك الادوار التقليدية ،  بل وجب تاهيلها لمتطلبات المرحلة المقبلة  المتمثلة في  ضرورة   تطبيع علاقاتها  بأسرائيل   . وهو ما  نستشفه كذلك من ما يطرح داخلها من نقاشات تسعى للتميز بين الجانب الدعوي المبدئي الذي كان ضروريا لمرحلة التأسيس . والجانب السياسي الذي عليه  الأخذ بعين الاعتبار المصالح السياسية للحركة  والمرونة في إبداء الموقف  المطلوب في مرحلة التمكين .وذلك كمؤشر لبداية التحول الذي تشهده حركة الاخوان المسلمين في اتجاه التطبيع اسوة بالتيار السلفي . وليس بالبعيد ان قلنا ان اسرائيل اصبحت بالنسبة لهم مركز تجاذب قد يجمع بينهم وبين الانظمة  السياسية في الخليج وغيره لمواجهة ما يسوقه الاسلام السياسي  السني تهديدا ايرانيا و شيعيا ،وتعتبره امريكا واسرائيل محورا مقاوما ،معيقا لسياساتهما الهيمنية في المنطقة. بالتالي على حماس كحركة تكتوي من نار الاحتلال والحصار الاسرائيلي  ، ان تعلم ان القادم سيضعها في موقف صعب .مخرجه الوحيد ان ارادت الحفاظ على دورها المقاوم ، هو فك الارتباط مع باقي تيارات الاخوان المسلمين، و التموقع الصريح مع باقي فصائل  الفلسطينية و مع محور المقاومة والممناعة  و روافده  الشعبية في مختلف بلدان المنطقة من أجل إنحاز مهمة تحرير الانسان الفلسطيني  بكل مكوناته من الاحتلال الصهيوني ، وتحرير شعوب المنطقة من الاستبداد السياسي.

د.تدمري عبد الوهاب 

طنجة في 30دجنبر 2020

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media