English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. خبراء يقدرون الموارد المائية الجوفية لحوض "غيس -النكور" بـ 11 مليون متر مكعب (1.00)

  2. الحكومة ستستورد ازيد من 600 الف رأس من الأغنام لعيد الاضحى (0)

  3. جنايات الحسيمة تصدر حكمها على متهم بسرقة وكالة لصرف العملات (0)

  4. عمالة الحسيمة "ترفض" طلب شاب للحصول على دعم المبادرة بسبب "إسرائيل" (0)

  5. تفويت أصول مستشفيات عمومية بالشمال يجر وزير الصحة للمساءلة البرلمانية (0)

  6. لوطا.. سيارة ترسل راكبي دراجة نارية الى مستشفى الحسيمة في حالة خطيرة (0)

  7. رأي: محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلاقته بالدولة الفرنسية من خلال مذكراته (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | في الواجهة | الثلوج تزين جبال كتامة و تنكب دواويرها

الثلوج تزين جبال كتامة و تنكب دواويرها

الثلوج تزين جبال كتامة و تنكب دواويرها

بحلّة ثلجية ناصعة البياض، تزيّت مرتفعات المنطقة الغربية لإقليم الحسيمة، فاكتست الأرض بها واكتسبت جمالا طبيعيا مبهرا.

الثلج ذاك الضّيف الشتوي، الذّي يحل على سكان المناطق الغربية لإقليم الحسيمة، عادة ما يكون خفيف الظل على بعض زوار هذه المنطقة الذّين يأتون خّصيصا للاستجمام بجماله، إلا أنه قد يكون ضيفا ثقيلا على ساكنة هذه المناطق الذين لا يجدون طريقا ولا تطبيبا ولا تعليما ولا دفئا مع كل تساقطات ثلجية لامست مستوى الكثافة.

فبين قسوة البرد وجمال المنظر الطبيعي تكمن المعادلة، إذ يجد سكان القرى و المداشر بهذه المناطق أنفسهم منكوبين بسبب التساقطات الثلجية و الطقس البارد جدا وقلة الإمكانيات، وعزلتهم عن باقي المناطق. مع عدم تمكنهم من التنقل لجلب كل احتياجاتهم والأغراض الضرورية لمعيشتهم اليومية، بل وحتى التطبيب والتعليم.

العواصف الثلجية الأخيرة التي همت معظم جماعات غرب اقليم الحسيمة، خلفت وراءها لوحات تشكيلية طبيعية جميلة إطارها آلاف الأشجار الوارفة والباسقة، بدون حاجة لريشة فنان يحسن تشكيل الألوان، في مشاهد تُبهج العين وتسر قلوب الزوار... لكن !

هناك في جنبات الطريق الرئيسية كثيرة المنعرجات، بين مولاي أحمد الشريف واساكن وبين هذه الأخيرة و عبد الغاية السواحل مرورا بكتامة وتمساوت، تجد البياض مستأسد راسما لوحات طبيعية جميلة  تؤثثها أشجار الأرز التي عمرت طويلا متحدية تقلبات الطبيعة، وكلما أوغل الخطو نحو المرتفعات، ازدادت هيمنة البياض .. وشاح ثلجي يلف المكان ليرسم بطاقة سفر ساحرة شكلتها التساقطات القياسية التي همت مناطق كثيرة من الإقليم إسوة بعدد من أنحاء المملكة على مدى أيام عدة، ولأن الثلج صديق الأعالي، فإنه كلما تقدمت الطريق الجبلية، توارت تحت سطوة الجليد تنويعات الألوان الطبيعية ... لكن !

لكن  .. مراكز هذه الجماعات على غرار مراكز الجماعات الأخرى التي عرفت تساقطات ثلجية في الأيام الأخيرة، تبدوا على غير عادتها راكدة، حيث قلت بها حركة الأهالي بفعل صعوبة المسالك وانقطاع المحاور الطرقية، على الدواوير التي تشكل روافدا لهذه المراكز.

هناك في تلك الدواوير وجد الآلاف من السكان أنفسهم محاصرين بالثلوج، ولا حيلة لهم للتحرك لقضاء حاجياتهم المعيشية الضرورية، ورغم أن التساقطات الثلجية توقفت منذ يومين إلا أنها لا زالت تغمر جل الطرق وتمنع الحركة على معظم ساكنة دواوير دائرة كتامة، دون أي تدخل لحد الآن من الجهات المعنية لكسح الثلوج وفتح المسالك الطرقية، مما يفاقم وضعية الأهالي بسبب نفاذ الحاجيات الأساسية من المنازل بل وحتى من الدكاكين، أما حاجيات السكان من التطبيب فتكاد لا تتوفر في الأيام العادية فما بالكم وسط هذا "الحصار الأبيض".

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد وجد سكان بعض الدواوير أنفسهم في ظلام دامس منذ أيام مع غياب شبكة الاتصال، بسبب هذه التساقطات الثلجية، التي قطعت أواصر الارتباط بين بعض الدواوير والعالم الخارجي، وذلك دون أي تدخل لحد الساعة لإعادة التيار الكهربائي لإشعال النور في المنازل، وشحن الهواتف علّها تنقل هذه المعاناة توثيقا إلى عالم الميديا، ليتحرك من يعنيهم الأمر.

حق التعليم لأبناء هذه المناطق بدوره أصبح في خبر كان منذ أزيد من أسبوع، حيث أقفلت المؤسسات التعليمية أبوابها، بسبب هذه الأجواء الصعبة التي يستحيل معها التنقل من وإلى هذه المؤسسات، وهنا تفتقت عبقرية المسؤولين الاقليميين عن الشأن التعليمي، فقرروا اعتماد نمط أو "بدعة" التعليم عن بعد، بهذه الجماعات المحاصرة، في قرار أثار استهجان وسخرية في الان نفسه من المهتمين  والمتتبعين، معتبرين اياه "ضحك على الذقون"، ومتسائلين عن آليات تفعيله في ظل غياب شبكة الاتصال و الكهرباء من جهة، ومعاناة الأساتذة والأستاذات الذين وجدوا أنفسهم محاصرين مع سكان هذه المنطقة، في سكنيات تفتقد لأبسط مقومات المواجهة أو التكيف على الأقل مع هذه الظروف المناخية الصعبة، دون أن تلتفت إليهم أية جهة، ولم يجدوا إلى جانبهم في هذه المحنة سوى أهالي الدواوير بكرمهم وتضامنهم مع الأسرة التعليمية.

هكذا إذن هي الثلوج الناصعة البياض فوق جبال كتامة التي تسر الناظرين لكن تخفي وراءها  آلاما تعصر أفئدة أطفال وشيوخ أضناهم المرض والبرد و"الحكرة"، وتخفي وراءها عائلات تحت عتبة الفقر مدفونة حية في قبورها الثلجية، في مواجهة شرسة مباشرة تعوزها فيها إمكانيات موازنة عادلة بين موازين القوى، وراء جبال عالية تحجب معاناتها المتشعبة لتوفير الحاجيات الضرورية و وسائل التدفئة والدواء اللازمين في فصل بارد، وإحياء الأمل في الحياة ولو بمثبطاتها، ويبكي حالها كل زائر ما تزال في قلبه بذور الرحمة، في انتظار أن تلين قلوب مسؤولين غافلين.

دليل الريف

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media