نشطاء : جرائم مليشيات حزب الاستقلال بالريف سنتي 58/59 ثابتة

ترأس نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، امس السبت 27 مارس 2021 بالمركز العام للحزب بالرباط، أشغال ندوة داخلية تحت عنوان "أحداث الريف لسنتي 1958 و1959.. استقراء الذاكرة، شهادات رؤى متقاطعة".

وقال بركة أن تنظيم هذا اللقاء ذو الصبغة الأكاديمية، يأتي تنزيلا للمبادرة التي سبق أن أعلن عنها سنة 2018 خلال زيارته لمدينة الحسيمة، والتي "تقضي بفتح ورش المصالحة الحزبية مع منطقة الريف من أجل كشف حقيقة المزاعم التي تُحمِّل الحزب مسؤولية ما جرى خلال أحداث 1958 و1959 والقيام بالمكاشفة الحقيقية مع الذات والنقذ الذاتي بل والاعتذار للساكنة إن تبثت تلك الإدعاءات والمزاعم".

جدد الامين العام استعداد حزب الاستقلال لفتح ورش المصالحة الحزبية مع المنطقة، من أجل كشف ما اسماه حقيقة الادعاءات والمزاعم التي تحمل حزب الاستقلال مسؤولية ما جرى خلال أحداث 58 و59 الأليمة، والقيام بالمكاشفة الضرورية مع الذات، والنقد الذاتي الراسخ في الأدبيات الاستقلالية، وتصحيح العديد من المغالطات والافتراءات التي تم إلصاقها بالحزب، إلى جانب القيام كذلك ولِمَ لا بالاعتذار لساكنة المنطقة إن ثبتت تلك المزاعم والادعاءات، على حد قوله.

واضاف أن حزب الاستقلال يعتقد جازما أن قراءة متأنية، موضوعية، وعميقة من هذا النوع، باتت ضرورية لإزالة الشوائب ودحض المزاعم والافتراءات وتصحيح المغالطات، التي تكرست مع مضي السنين والحقب، وتبين أن تبعاتها لازالت مترسخة عالقة في الأذهان على حد تعبيره.

وفي نفس السياق اعتبر نشاء حقوقيين من منطقة الريف مداخلة نزار بركة، بمثابة صك براءة للحزب حتى قبل انتهاء مهام اللجنة التي كلفت بالبحث في هذا الملف، بعد وصفه للاتهامات الموجهة الى مليشيات الحزب بالمسؤولية عن عدة جرائم بالريف بانها مجرد مغالطات وافتراءات. 

وهذا بعض تعليقات من نشطاء حوقيين ومدنيين على هذه الندوة: 

- محمد الحموشي ناشط حقوي ومدني

"الذي تجاهلته ندوة حزب الاستقلال المنعقدة صباح اليوم بالرباط حول أحداث الريف، هو مسؤولية الحزب الثابتة في استعمال العنف السياسي، لتكسير الوسائل السلمية للتعبير عن الاحتجاج في الريف سنتي 1958 و 1959، ومساهمته الى جانب الجيش في تحويل الديناميات المطالبة بالانخراط في بناء الدولة الوطنية، إلى توترات بين الريف والدولة .

كما تجاهلت الندوة ما يستحضره الشهود خلال جلسات الاستماع العمومية الرسمية والمدنية المنظمة بالريف، من الذين شاركوا في انتفاضة 58-59 بالريف، وبأوصاف دقيقة، لحقائق تمس الكرامة الإنسانية المتأصلة. عبر  ذكريات مؤلمة عن تورط عناصر الحزب بالريف في اعتقال وتعذيب نشطاء الانتفاضة، وفي إحراق مصادر العيش للساكنة، وما لحق النساء من تعذيب وانتهاك لحرمات أجسادهن.

إن خلاصة الخلاصات التي يمكن تسجيلها هو أن القوات العسكرية تصرفت كما لو أنها في بلد آخر غير بلدها، مشبعة بثقافة الغزو واستباحة المكان أو كما عبر عنها أحد الشهود بوصف دقيق للغاية: " قاموا بتعذيب الرجال وبإحراق الشعير، القمح، التين، ونهبوا الأغنام، وقاموا بالاعتداء على النساء، فبحكم أنهم أجانب عن هذه المنطقة قاموا بكل ما يروق لهم وغادروا"

- محمد الخمليشي ناشط حقوقي ومدني 

حزب الاستقلال في ندوة مغلقة حول تورطه في احداث الريف 1958-1959

كانت صدمتي كبيرة، عندما سارعت بالحضور إلى الندوة، المنظمة بمقر الحزب بالرباط...منعني رجال غلاظ من الدخول إلى المقر بالرغم من أنني أدليت بكثير من الرغبة والاهتمام بالموضوع، الذي طالما اعتبرته جزء من الذاكرة والتاريغ الوطني... بحجة أنني لا أتوفر على دعوة خاصة...ذكرتني حالة المنع العنيف بعنف"ملشيات" الحزب كما تتذكرها الأجيال.. كنت أحلم بإمكانية تصالح المغاربة مع تاريخهم، لكن الواقعة أثبتت لي أن الذهنية الميلشياوية لا زالت تتحكم في السياسة والمجتمع..

بئس الماضي والحاضر الذي لا زال الاستبداد الشعبوي متحكما في مسار الحياة.

- جواد الصابري معتقل حراكي سابق 

حزب الإستقلال في علاقته بالريف وتاريخه الأسود ومجزرة 58/59 التي راح ضحيتها الاف الريفيين والريفيات، يحاول اليوم أن ينكئ الجراح ويسقط عنه مسؤوليته المباشرة معية القصر في كل ما حدث. محاولات فاشلة لترقيع التاريخ وإسقاط التهمة عنه بالتقادم متناسيا أن الذاكرة قوية ولا زالت وقائع ما حدث على لسان كل ريفي عايش وعاصر ما حدث.

إنه إجرام دولة وحزب وأحزاب ضد شعب أعزل رفع مطالب بسيطة لا تتعدى توفير الحد الأدنى من العيش الكريم وصون الكرامة، فجنت مقارباتهم الويلات والدمار والحصار والإنتقام والتهميش. 

ما أشبه الأمس باليوم وما أشبه المتكالبين والمتآمرين الحقيقيين على الشعب.

- فكري لعشير ناشط حقوقي 

"لايمكن حجب الشمس بالغربال" حديثي هذا يأتي في سياق عقد حزب الاستقلال لندوة في مقره بالرباط حول أحداث  الريف 58/59 لا أحد منكم سينكر ان المسمى الغزاوي وهو المدير العام للأمن الوطني حينذاك كان في نفس الوقت عضو في اللجنة التنفيذية للحزب وهو من أشرف على جرائم التقتيل والتعذيب في حق أبناء شمال المغرب سواء تعلق الامر  بأعضاء جيش التحرير او بالقوى السياسية الاخرى.

 أقول هذا لأن الإستفزاز ينخرني حين أعاين من أمر ونفذ وتواطئ يريد نهج سياسة الهروب الى الامام والترويج لمعلومات وحقائق تاريخية مشوهة ومغلوطة للراي العام لذلك ادعوهم للإعتذار اولا وحينها تبدأ الندوة".

دليل الريف 

مواضيع قد تعجبك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية