English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. الحسيمة: مشاريع مهيكلة جعلت من المنطقة وجهة سياحية رأئدة (0)

  2. رأي : تحولات المرأة الريفية.. من التستر الى التكشف في عصر مواقع التواصل (0)

  3. هزة ارضية خفيفة تضرب يابسة إقليم الحسيمة (0)

  4. الدرك يفك لغز جريمة قتل زوجين ورمي جثتيهما في بئر نواحي بن الطيب (0)

  5. الحسيمة.. ساكنة دواوير بجماعة امرابطن بدون ماء منذ عدة أيام (0)

  6. اختتام فعاليات دوري بني بوعياش لكرة القدم المصغرة (0)

  7. مقابلة امزورن ورجاء الحسيمة تنتهي بالتعادل في الميدان وتتواصل على "سوشيال ميديا" (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | اليد الخفية في توتر العلاقات المغربية الاسبانية

اليد الخفية في توتر العلاقات المغربية الاسبانية

اليد الخفية في توتر العلاقات المغربية الاسبانية

إن اي متتبع للسياسة الدولية في ما يشوبها من توترات بين الدول، تحذوه الرغبة في فهم الأسباب الباطنية التي أدت الى نشوب تلك النزاعات، وذلك في تجاوز للأحداث المفتعلة التي تسوق كأسباب ظاهرية تشحن  بها مشاعر الانتماء و يوجّه بها الوعي الجمعي كرافعة شعبية داعمة للتوجهات الرسمية للدول المتنازعة.

 إن هذا السلوك الموجه للرأي العام يمكن تفهمه  ما لم يتحول الى صك اتهام بالخيانة للرأي المنتقد للسياسات العمومية لفهم حقيقة الاحداث دون انفعالات عاطفية، بهدف المساهمة في تقويم مجال الفعل السياسي، وذلك بعيدا  عن الإنفعالات الجماعية المتأثرة بالماكنة الدعائية للسلطة السياسية المحفزة لنوستالجيا الانتماء والتي عادة ما تكون عفوية تغيب فيها المنافع الذاتية والغايات الشخصية لصالح الرأي العام الجمعي. 

ومن ثم  تتشكل كرؤيا خارج النسق  السياسي الذي يهدف الى تحقيق  مكاسب شخصية، عبر التموضع في موقع  المدافع عن خطاب السلطة و التشكيك في وطنية كل من إنتهج  النقد المستشرف لدمقرطة السياسات العمومية داخليا و خارجيا .

إن هذا التقديم يساعدنا  على فهم إنفعالات بعض المثقفين  إزاءالمنتقدين لأداء مؤسسات الدولة ،وتخوين اصحابها كما حدث ولا يزال مع كل من حاول مسائلة  الخارجية المغرببة في طريقة تدبيرها للنزاع الحاصل مع الجارة الاسبانية والاتحاد الاوروبي ، او في ملفات اخرى كقضية الصحراء المغرببة او غيرها من القضايا التي تهم المصالح الاستراتيجية للشعب المغربي.


وحيث اننا بصدد تفكيك المُضمر في نزاع المغرب الأخير بجارته الشمالية اسبانيا، علينا مسائلة المعلن عنه ومدى  تناسبه مع الرد بكل ما يمكن ان ينتج عنه من انعكاسات اقتصادية و سياسية، وما تحدثه من تكتلات داعمة ومناهضة يتحكمها تنازع الأجندات الدولية.

1/السبب الظاهري للنزاع:

 إن السبب الظاهري هو استضافة اسبانيا لرئيس جبهة البوليزاريو  بهوية مزورة في احدى مستشفياتها .وهنا نتوقف عند هذه  الحادثة لتفكيك حيثياتها، حتى نتمكن من فهم حقيقة ما جرى وما ترتب عنها من ردة فعل  مغربية . كما نعلم ان تواجده على التراب الاسباني كان قصد العلاج ، ولو أنه دخل المغرب للقي نفس العناية ،كما انه قبل ذلك كان متواجدا بمستشفيات الجزائر التي رتبت إجراءات استشفائه باسبانيا ببطاقة هوية مزورة،  وذلك بالتنسيق مع نظيرتها الإسبانية مما يضفي على الحدث صبغة مخابراتية رغم طبيعته الانسانية. وهذا  ما يجعلنا نتسائل عن   كيفية حصول المغرب على هذه المعلومة ؟.وما هي الجهة ذات المصلحة في نقلها ؟. 

2/ في مسألة تسريب المعلومة :

-الجزائر .صحيح ان العلاقات المغربية  الجزائرية كانت دوما متوترة حتى قبل قضية الصحراء  ،اي منذ حرب الرمال في بداية الستينيات ، ولازالت هناك نزاعات ترابية على الحدود التي لم يتم ترسيمها الى حدود الان حين اقتطع  الاستعمار الفرنسي اجزاء منها لصالح الجزائر التي كان يعتبرها امتدادا له في ما وراء البحر المتوسط .كما ان توتر العلاقات بينهما ،تغذيه كذلك تدخلات دولية تروم لإجاد مناطق نفوذ في منطقة غرب المتوسط ،عبر خلق نزاعات بين دولها تحول دون تكتلها لما فيه مصلحة شعوبها.

لكن الجزائر بحكم دعمها العلني لجبهة البوليزاريو وبحكم انها هي من ارسلت ابراهيم غالي بهوية مزورة بالتنسيق طبعا مع المخابرات الاسبانية، فليس من المنطق في شيء ان تقوم بتسريب المعلومة للمغرب رغم ان توتير العلاقة بينه و اسبانيا يعد مفيدا للجزائر في صراعها مع هذا الاخير ،و يزيد من نوطيد علاقتها بها كما ترجمه الموقف الجزائري المؤيد لها في النزاع الاخير . لكن يبقى احتمال تسريب الخبر من طرف الجزائر للأسباب التي ذكرناها سلفا مستبعدا .  

3/ الدور الاسرائلي وعملية التطبيع :

تقول مجلة  ذي ايكونومست ان تصعيد  المغرب لنزاعه مع اسبانيا   يهدف الى التغطية على حرج التطبيع  . لكن هذه القراءة تبدو ضعيفة السند كون  قرار التطبيع هو تحصيل حاصل لعلاقة لم تكن يوما خفية على الشعب المغربي ولم تغير في شيء من الموقف الرسمي للمغرب  المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ،رغم علاقات التعاون القائمة دوما مع الكيان الاسرائيلي في مجالات متعددة . ومن ثم فان المغرب ليس بحاجة لافتعال نزاع للتغطية على حدث كان دوما معروفا، وسرعان ما تم احتوائه شعبيا بزيارة رسمية لوفد حماس بقيادة هنية الي  الرباط و حضوره مأدبة العشاء التي اقامها العاهل المغربي على شرفه ،وكذا بالمساعدات المقدمة لغزة بعد عملية سيف القدس.كما ان المغرب كان دوما تربطه علاقات اجتماعية باسرائيل حيث يشكل اليهود المغاربة حوالي سدس سكانها و لازالت تربطهم  علاقات قوية ببلدهم الأصلي تترجم بزيارات سنوية و حج جماعي لأضرحتهم بالمغرب، والذين يعدون بالعشرات ناهيك عن من يعدون في عداد المتنازع عنهم مع المسلمين المغاربة حسب منشورات وزارة الثقافة . وهذا الوضع لا يشبه في شيء حالة اليهود الذين هجروا من دول الشرق الاوسط و  العالم الاسلامي الى الكيان الاسرائيلي وهو ما يجعل علاقة المغرب بإسرائيل علاقة معقدة يجتمع فيها البعد الاجتماعي والسياسي لكن دون ان يؤثر ذلك في الموقف الثابت للمغرب من القضية الفلسطينية.

كما ان  احتمال تسريب الخبر من طرف   

 المخابرات الاسرائيلية التي تعد ضمن اقوى المخابرات في العالم يعد مستبعدا رغم علاقاتها القوية  مع نظيرتها المغربية لأن تواجدها بالجزائر ضعيفا ولا يسمح لها بالولوج الى مثل هذه المعلومة .و ان جدوى تسريبها لا يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية في شيء، ما دامت تتمتع بعلاقات جيدة مع كل  من المغرب و اسبانيا.

4/ الدور الفرنسي:

بالنظر لقوة مخابراتها  وعلاقاتها التاريخية بكل من الجزائر والمغرب  لأسباب لا سبيل لذكرها الآن ، فان حصولها على المعلومة المتعلقة بتزوير هوية ابراهيم غالي قصد إرساله لاسبانيا  لاستكمال العلاج تعد مهمة سهلة ،وهي من لها مصلحة لتمريرها للمخابرات المغرببة لما يمكن ان تثيره من توتر في العلاقات المغربية الاسبانية .

إن فرنسا  كحامية للنظام السياسي المغربي بمقتضى بنود اتفاقية اكس ليبان التي بقيت اغلبها   سرية لحد الساعة ،خولت لفرنسا حقوقا واسعة لمدة قرن من الزمن قابلة للتجديد لقرن اضافي لا تريد شريكا لها في المغرب .لكن النمو السريع  للمبادلات التجارية بين اسبانيا والمغرب التي جعلت منه ثالث شريك اقتصادي لها بعد الاتحاد الأروبي وأمريكا والمكسيك و تواجد اكثر من 800 شركة إسبانية على التراب المغربي هذا بالإضافة الى حوالي 600 شركة  مشتركة مع مستثمرين إسبان وارتفاع عدد المقيمين من اصول اسبانية بالمغرب .هذا في الوقت الذي نعلم فيه جميعا ان هذه العلاقات كان  من الممكن ان تتحول الى شراكة حقيقية تعود بالمنفعة على كلا البلدين المتحكمين في المدخل الغربي للمتوسط  وذلك نظرا للعلاقات التاريخية الممتدة لقرون بين البلدين لو فعلا تحلت اسبانيا بالجرأة اللازمة لإيجاد صيغة حل سلمي لما تبقى من مستعمراتها على التراب المغربي، و الإعتذار عما اقترفته من انتهاكات جسيمة باستعمالها للاسلحة المحظورة دوليا خلال المرحلة الاستعمارية في حق ابناء المنطقة الشمالية ، والوقوف موقف الحياد الإيجابي على الاقل في قضية الصحراء، وهو ما كان سيكسب ود الشعب المغربي .لكن و في غياب هذه الرؤيا المتبصرة لحل القضايا العالقة فان اي تطور للعلاقات الاقتصادية الاسبانية المغربية محكوم عليه بالفشل لذاته. بالاضافة الى ان اي تطور بهذه العلاقات لن تنظر اليه فرنسا بعين الرضى وستعمل على تسخير  كل امكانياتها ومن ضمنها مجموعات الضغط الفركفونية المتنفذة سياسيا وافتصاديا في المغرب للحيلولة دون تطور هذه العلاقات بتوظيف القضايا الترابية العالقة بين البلدين، سواء تلك التي لازالت تستعمرها او تلك التي تتموقف فيها موقف المؤيد لانفصالها ،وهو ما تم بواسطة تسريب معلومة استضافة إسبانيا لإبراهيم غالي بهوية مزورة.

4/خلاصة:

بما ان العبرة بالخواتم فإن ما نشهده حاليا من توتر في العلاقات المغربية الاسبانية و ما نتج عنها من قرارات مغربية تستثنيها  من عملية عبور المهاجرين عبر اراضيها واستبدالها بفرنسا كشريك اساسي في هذه العملية بالاضافة الى تضرر المعاملات التجارية المغرببة الإسبانية فهي لصالح  فرنسا .

كل هذا يجعل من فرنسا البلد المنتفع من توتير العلاقات المغربية الاسبانية والمغربية الجزائرية ،لمنع اي تكتل اقتصادي و سياسي في غرب المتوسط و بالتالي فإنها هي  المستفيدة  من تسريب هذه المعلومة للمخابرات المغربية، رغم انها وقفت موقف المتضامن مع اسبانيا العضو في الاتحاد الاوروبي، و الحياد في القضايا المصيرية للشعب المغربي و هي من تركت فتيل النزاع الحدودي مشتعلا بين المغرب والجزائر.


د.تدمري عبد الوهاب 

طنجة في 7 يوليوز 2021

 

 

        

   

                  

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media