English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. "فانتوم" ينقل 30 مهاجرا سريا من الريف الى اسبانيا (0)

  2. ميناء الناظور غرب المتوسط سيصبح أول بوابة بالمتوسط في تخزين ونقل الغاز الطبيعي (0)

  3. الشروع رسيما في تسويق منتوجات "الكيف" بصيدليات المغرب (0)

  4. الشروع رسيما في تسويق منتوجات "الكيف" بصيدليات المغرب (0)

  5. غابات الحسيمة والناظور الاكثر عرضة لخطر اندلاع الحرائق (0)

  6. الحسيمة.. انهيار عمود كهربائي اسمنتي بمركز إساكن كاد ان يتسبب في كارثة (0)

  7. غموض يلف اختفاء شاب من الحسيمة اثناء عودته الى المهجر (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | الإنسان حيوان محارب

الإنسان حيوان محارب

الإنسان حيوان محارب

كثيرة هي التعريفات التي أطلقت على هذا الكائن المسمى " انسان " عرفه المناطقة بأنه كائن ناطق خداعا منهم بالبريق الذي يلمع فيه من عقل و تفكير .و خدع ارسطو في تعريفه للإنسان حينما اعتبر محبته للاجتماع مدنية بالطبع و أقرب التعاريف الواقعية للإنسان انه ذئب لنوعه كما يقرره جون بول سارتر و " ذئبيته" تجليها محبته الكبيرة للصراع و التدافع و تاريخ الإنسان في حقيقته تاريخ حروب و اقتتال مما يؤكد معنى " الذئبية في طبعه " .

لقد كان الملائكة موفقين في تعريفهم للإنسان منذ قديم الأزل إذ قالوا محددين جوهر خاصيته في حوارهم مع الله جلا و علا " أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك " ثم كان خلقه وليد هذا النزاع المعرفي في شخصه يؤكده سرعة خروجه من الجنة حيث السلام الدائم و الطمأنينة المستمرة و اختياره ركوب المنهي من المطاعم فكانت النتيجة الخروج من الجنة " او السلام " إلى الأرض "او الحرب " و لو أحب السلام لأطاع الله و لو أطاع ما كان قتال و لكنه الإنسان !!!

ثم كان منه في الأرض أيضا ما حكاه القرأن الكريم " و اتل عليهم نبأ ابني ادم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما و لم يتقبل من الأخر .قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين " فقتل المسالم " او السلام " و بقي المحارب " او الحرب " و تاريخ الأنبياء كلهم يتلخص في كلمات دعوة .فاستنكار.فحرب .ثم انتصار ....

ثم تتبعنا ما وجده الأثريون في مختلف بقاع الأرض من العصر الحجري سواء في ذلك سكان الكهوف او الوديان تجدهم لم يخلفوا مقاعد للجلوس او أسرة للنوم و لا شيئا يدل على الحياة الوادعة الهادئة إنما خلفوا وراءهم سكاكين حجرية لشق البطون و سهاما للإصابة و انواعا أخرى لتهشيم الرؤوس اي ان تاريخ البشرية خلف وراءه آثار الحرب و الدمار و الخراب في جميع جوانبه ..

و اقرأ تاريخ الأمم و الملوك فهل ترى الا تاريخا حربيا حرب ايام الحرب و استعداد للحرب ايام السلام و إحصاء للجيوش و القتلى ووصفا للخراب و تسجيلا لأنواع التنكيل و لم يكن ذلك مقصورا على أمة دون أمة او جيل دون جيل و لكنه مبدأ عام و غاية طبع عليه هذا النوع المسمى انسان .تاريخ اليونان حرب و تاريخ الفرس حرب و تاريخ اليابان حرب و تاريخ الشيطان الأكبر " أمريكا " حرب و تاريخ العالم اليوم أيضا حرب فإذا وجدت أمة لا تحارب فلأنها حتما غلبت على أمرها فجردت من سلاحها اثر هزيمة حربية سابقة " مثاله اروبا بعد الحرب الثانية " او خمود نفسي أصابها " مثاله العالم العربي " ..

ثم كان شأن الأدب و انخراطه في دوامة الحرب كما تقرره الحفريات و علم التاريخ فالإلياذة اغنية الشعب الإغريقي مملوءة بالدم و التهشيم و التحطيم و الشعر الجاهلي القديم يشع الدم من جميع جوانبه و الأمم الحضارية اليوم تمجد الفيلسوف القوي و الموسيقي القوي و الأديب القوي الذين يمجدون الدم و يعبدون اله الحرب و ينفخون في شعوبهم السيطرة و القوة و الغلبة و العظمة و السيادة و هاهو بين ايدينا الأدب الألماني كمثال حي و هو في عنفوانه يمجد الجنس و النوع و الجماعة الأرية على الفرد و هل هو الاروبي برمته ينحو نحوه ...

كلما اكتشف الإنسان مادة من مواد الحياة او قانونا من قوانين الطبيعة الا و استخدمها في تهشيم رأس أخيه .رأى الحجر بداية فصنع منه سكاكين للقتل و اكتشف الحديد فصنع منه سيوفا و سهاما و رماح و اخيرا مدافع و دبابات و طائرات ...و عرف قوانين الماء فصنع منها غواصات و بنى عليها اساطيله الحربية ..و ظهرت له قوانين الهواء فصنع منها طائرات ملوثة حربية و مناطيد ووقف على خواص الزيوت فأشعلها على نوعه نارا على عادته...! و هكذا كلما انبت الزمان قناة......ركب على القناة سهاما كما يقول الشاعر .

حتى العاب الإنسان لم تسلم من الحرب لعب الإنسان الشطرنج و ملأه خيلا و فيلة و جنود وقصور ووزراء وقادة و كان شعار انتهاء اللعبة أصلا كلمة " كش " التي تعني الموت !! مرنوا الأطفال على الكرة فقسموهم معسكرين و نظموهم جيشين و أقاموا لهم ميادين صالوا فيها و جالوا و هكذا تم استغلال غريزة الحرب في الإنسان و تم دمجها في غالب العابه كما هو معلوم اليوم من العاب الفيديو و الاقتتال على الهواتف ..

و من قديم جاء فلاسفة و حكماء دعوا إلى السلام بين بني الإنسان و ان الإنسان اخو لنوعه فذهبت صيحتهم في واد .ثم جاءت الأديان السماوية فدعت إلى السلام و لكنها فشلت أيضا في مسعاها و حول الإنسان الدين أصلا سببا للحرب و الدمار ! فهل رأيتم كائنا محبا للحرب مثل الإنسان. 

بعد هذه الجولة القصيرة قطعا لن تجد خيرا في تعريفك للإنسان من كونه " كائن حربي " يقدس أسبابه و يبدع في اسدامتها و تطوير اساليبها...

جمال الدين أجليان

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية